الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)
رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)
TT

الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)
رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما تراجعت عوائد السندات الأميركية والدولار عن أعلى مستوياتهما في عدة أشهر، مع ترقب المتداولين لاختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء حكومته، ومحاولات تقييم تأثير هذه السياسات على التوقعات الاقتصادية وسياسة «الاحتياطي الفيدرالي».

وشهدت أسهم التكنولوجيا انتعاشاً، متتبعة تحسناً في «وول ستريت» بعد الخسائر الحادة التي سجلتها الأسبوع الماضي، رغم أن أرباح «إنفيديا» المرتقبة يوم الأربعاء حدّت من التحركات الكبيرة في السوق، وفق «رويترز».

وخفت رهانات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة باجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» في ديسمبر (كانون الأول)، حيث تراجعت الاحتمالات إلى أقل من 59 في المائة، بعد أن كانت تقترب من 62 في المائة في اليوم السابق، وفقاً لمؤشر «فيد ووتش».

وتُعدّ السياسات المقترحة من ترمب، مثل الإنفاق المالي الكبير، وزيادة الرسوم الجمركية، وتقييد الهجرة، محركات تضخمية قد تعرقل قرارات الفيدرالي بتخفيض الفائدة، في ظل استمرار البيانات الاقتصادية القوية التي تدعم مرونة الاقتصاد الأميركي.

وبدأ ترمب في تعيين بعض كبار المسؤولين، حيث عين شخصيات رئيسة في قطاعي الصحة والدفاع الأسبوع الماضي، لكن المناصب الحيوية المرتبطة بالأسواق المالية لم يتم الكشف عنها بعد.

وفي أسواق الأسهم الآسيوية، ارتفع مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.5 في المائة حتى الساعة 05:46 (بتوقيت غرينيتش)، بينما سجل مؤشر الأسهم الأسترالي قفزة بنسبة 0.8 في المائة، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق. كما ارتفعت أسهم تايوان بنسبة 1.3 في المائة.

لكن الأسواق الصينية شهدت ضعفاً نسبياً، حيث كان المستثمرون يراقبون تأثير الرسوم الجمركية المحتملة من إدارة ترمب في المستقبل، بينما ينتظرون تفاصيل إضافية بشأن الحوافز المالية من بكين. وتراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.1 في المائة بعد ارتفاعه في وقت سابق، بينما انخفضت أسهم الشركات الكبرى في الصين بنسبة 1.2 في المائة.

كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.1 في المائة، بعد أن سجل المؤشر الفعلي ارتفاعاً بنسبة 0.4 في المائة في الجلسة السابقة.

وفي أوروبا، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستوكس 50» بنسبة 0.3 في المائة.

وأوقف مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق العالمية سلسلة من 4 جلسات خسائر، حيث ارتفع بنسبة 0.35 في المائة يوم الإثنين، وزاد بنسبة 0.1 في المائة في الجلسة الأخيرة.

وفي هذا السياق، قال محلل أسواق المال في «كابيتال دوت كوم»، كايل رودا: «في ظل غياب أخبار كبيرة تؤثر على الأسواق، فإن المحرك الأساسي لأسعار الأصول في الوقت الراهن هو كيفية تأثير الإدارة القادمة لترمب على الظروف الاقتصادية، والتجارة الدولية، والجغرافيا السياسية العالمية».

وأضاف: «وفي الوقت نفسه، تسعى الأسواق إلى تقدير تأثير هذه السياسات على قرارات تحديد أسعار الفائدة، خصوصاً من قبل (الاحتياطي الفيدرالي)، مع تراجع الأسواق عن التوقعات العميقة لخفض الفائدة».

في المقابل، واصلت عائدات السندات الأميركية انخفاضها من الجلسة السابقة، حيث تراجع العائد على السندات الأميركية لأجل عامين إلى 4.280 في المائة، بينما انخفض العائد على السندات لأجل 10 أعوام إلى 4.408 في المائة.

وضغط هذا التراجع في العوائد على الدولار، الذي استمر في التراجع بالقرب من أدنى مستوياته التي سجلها في الجلسة السابقة مقارنة بالعملات الرئيسية. واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسة، عند 106.29، قرب أدنى مستوى له يوم الاثنين عند 106.12، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له في عام عند 107.07 يوم الخميس الماضي.

وتراجع الدولار بنسبة 0.17 في المائة إلى 154.41 ين ياباني، بينما ارتفع قليلاً إلى 1.0584 دولار لكل يورو.

وقد دعم الين تصريحات وزير المالية الياباني، كاتسونوبو كاتو، الذي قال يوم الثلاثاء، إن الحكومة سترد «بشكل مناسب على التحركات المفرطة» في سعر صرف الين.

أما عملة «البتكوين»، التي سجلت ارتفاعاً قياسياً عند 93.480 دولار الأسبوع الماضي، على خلفية التوقعات بتشريعات أكثر دعماً للعملات الرقمية تحت إدارة ترمب، فقد عادت للارتفاع يوم الثلاثاء بنسبة 0.5 في المائة لتصل إلى 91.801 دولار.


مقالات ذات صلة

سوق الأسهم السعودية تضيف 45 نقطة بسيولة 1.6 مليار دولار

الاقتصاد مستثمر يمر أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تضيف 45 نقطة بسيولة 1.6 مليار دولار

سجل «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، الثلاثاء، ارتفاعاً بمقدار 45.53 نقطة، وبنسبة 0.38 في المائة، إلى 11875.91 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صواريخ يارس الباليستية العابرة للقارات الروسية في ساحة الحمام بموسكو خلال عرض عسكري (رويترز)

الأسواق العالمية تترنّح تحت وطأة تهديدات بوتين النووية

أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تعديل العقيدة النووية لبلاده، ردود فعل فورية في الأسواق المالية العالمية، حيث سارع المستثمرون إلى التحوط.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد شاشة تعرض مخطط الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

العقود الآجلة الأميركية تتراجع وسط تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا

تراجعت عقود المؤشرات الأميركية الآجلة، يوم الثلاثاء، وسط تصاعد المخاوف من تفاقم التوترات بين روسيا وأوكرانيا؛ ما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الأصول الآمنة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

«غولدمان ساكس» يتوقع وصول «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6500 نقطة بنهاية 2025

توقع «غولدمان ساكس» أن يصل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6500 نقطة بحلول نهاية عام 2025، لينضم إلى «مورغان ستانلي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تستقر بعد مكاسب ما بعد الانتخابات

شهدت الأسهم الأميركية تحركات بطيئة، الاثنين، حيث تواصل «وول ستريت» الاستقرار بعد أن تلاشت معظم المكاسب التي حققتها عقب فوز دونالد ترمب في الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)
TT

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، هي: الناتج المحلي الإجمالي بوصفه مقياساً للتقدم الوطني، وهيمنة الطاقة الشمسية، والعودة إلى القمر، وإنشاء بنك للجينوم، وزراعة الكومبيوتر في الدماغ البشري لدى الأفراد الأصحاء، وصعود التعليم البديل، ووجود الذكاء الاصطناعي في غرفة الاجتماعات.

وشدد خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة دبي للمستقبل»، على «أهمية التخطيط للمستقبل والاستفادة المشتركة من فرصه»، مؤكداً أن «عجلة التقدم الإنساني، التي اخترعتها المجتمعات الزراعية الأولى في هذه المنطقة، تدور اليوم بأسرع مما كانت عليه في أي مرحلة تاريخية سابقة، ويجب استباق تحولاتها والاستعداد بأعلى جاهزية لتفعيل إمكاناتها».

تخطيط المستقبل

وقال بلهول في الكلمة الرئيسية: «نلتقي هنا في دبي لاستكشاف الفرص المستقبلية والاستفادة منها لتحسين جودة الحياة واقتراح الأفكار وأفضل الممارسات للحكومات والمؤسسات والشركات والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم، والتعاون في تخطيط المستقبل الذي سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، كما الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي»

ويهدف «منتدى دبي للمستقبل» إلى استكشاف الإمكانات التحويلية للابتكار والسياسة والتكنولوجيا في تشكيل المستقبل.

وبالعودة إلى الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة دبي للمستقبل»، فقد سلط الضوء على التغييرات والتحديات العميقة التي قد يواجهها العالم في العام المقبل.

وبدأ بلهول بالتساؤل بشأن «أهمية الناتج المحلي الإجمالي بوصفه مقياساً للتقدم الوطني»، مشيراً إلى «حدوده في التقاط الرفاهية والتأثير البيئي. ولأول مرة في التاريخ، يقوم نظام الحسابات القومية للأمم المتحدة بمراجعة إطاره ليشمل هذه الأبعاد، مما يشير إلى تحول في كيفية تقييم الدول للنمو».

تضاعف الطاقة الشمسية

وفي مجال الطاقة المتجددة، أشار بلهول إلى الإمكانات المذهلة للطاقة الشمسية، قائلاً: «الشمس تشع أكثر بـ5.5 تريليون مرة من الطاقة التي تستهلكها البشرية سنوياً. ومن المتوقع أن تتضاعف سعة الطاقة الشمسية العالمية، التي بلغت 220 غيغاواط في عام 2022، بحلول عام 2025»، وأضاف: «هذه هي الطريقة التي يختار بها العالم الاستجابة لأزمات الطاقة»، مؤكداً على أهمية الاستفادة من الطبيعة لتعزيز أمن الطاقة والاستدامة.

ولفت بلهول إلى أن «البشرية على استعداد للعودة إلى القمر، حيث من المقرر أن تطلق (مهمة ناسا القمرية) رواد فضاء إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً»، وتساءل: «مع كل التقدم التكنولوجي الذي حققناه على الأرض في السنوات الخمسين الماضية، ما المعرفة التي سنكتسبها من القمر هذه المرة».

ومن المتوقع أن يُنشأ خلال العام المقبل بنك للجينوم يضم أكثر من مليون عينة. وسوف يبشر هذا التطور بعصر جديد من الرعاية الصحية الشخصية، مما يتيح الوقاية من الأمراض قبل أن تتطور، وقال بلهول: «هذا الإنجاز ليس مجرد إنجاز علمي؛ بل هو بوابة لإعادة تشكيل نهجنا تجاه الصحة والإمكانات البشرية»، بينما أثار أيضاً مخاوف أخلاقية بشأن الاستخدام المسؤول لمثل هذه المعرفة.

ثورة التعليم

كما تطرق إلى «قطاع التعليم الذي سيشهد ثورة، حيث من المتوقع أن يصل عدد الطلاب الذين يتعلمون خارج المدارس التقليدية إلى 5 ملايين على مستوى العالم بحلول العام المقبل. ويعكس صعود التعليم المنزلي والمنصات عبر الإنترنت تحولاً نحو تجارب التعلم المخصصة».

وأشار بلهول إلى أن «هذا الاتجاه يسلط الضوء على فهم متنامٍ بأن التعليم ليس مقاساً واحداً يناسب الجميع... أصبحت التكنولوجيا عامل تمكين رئيسياً في منح الأسر السيطرة على كيفية ومتى وماذا يتعلم أطفالهم».

كما تطرق إلى التطور نحو زراعة الكومبيوتر في الدماغ، وتوقع أن يُزرع أول جهاز في شخص سليم في غضون العام المقبل، محذراً: «ماذا يعني طمس الخط الفاصل بين الإنسان والآلة؟ هل يعيد هذا تعريف معنى أن تكون إنساناً؟».

وأكد أن الذكاء الاصطناعي يستمر في إحداث موجات متوالية، حيث توقع بلهول تعيين أول عضو مجلس إدارة مختص في الذكاء الاصطناعي في شركة من شركات «فورتشن500»، و«هذا التطور يثير أسئلة جوهرية حول القيادة ودور الذكاء الاصطناعي في صنع القرار»، وتساءل: «هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمتلك رؤية وهدفاً، أم إنه سيعمل ببساطة على تحسين الكفاءة؟».

وأكد خطاب بلهول على مسؤولية صناع السياسات والمستقبليين والمبتكرين في التعامل مع هذه الاتجاهات التحويلية.

ومع استمرار «المنتدى»، من المتوقع أن يتعمق المشاركون في هذه الاتجاهات، ويقدموا رؤى وحلولاً من شأنها إعادة تعريف الصناعات، وتعزيز جودة الحياة، وضمان توافق التقدم التكنولوجي مع القيم الإنسانية الأساسية.

ولا يعدّ «منتدى دبي للمستقبل» مجرد مؤتمر؛ بل هو شهادة على طموح البشرية المشترك لتصميم مستقبل أفضل.

جلسة «مستقبل الأنظمة الصحية»

من الفضاء إلى المحيط

وشهد «المنتدى» جلسة حوارية رئيسية بعنوان: «من الفضاء إلى المحيط: الشغف باستكشاف الكون»، بمشاركة سارة صبري، أول رائدة فضاء عربية وأفريقية، والبروفسور أسامة الخطيب، مبتكر روبوت «أوشن وان كيه»، وسعاد الحارثي من «ناشيونال جيوغرافيك». وناقشت الجلسة أهمية استكشاف الفضاء والمحيطات، ودور الشباب العربي في تصميم مستقبل هذه القطاعات.

وبحثت جلسة «الوقت... ما قيمته؟» مفهوم الزمن بصفته عنصراً رئيسياً في الحضارة الإنسانية، بمشاركة آن بيت هوفيند، رئيسة «صندوق مكتبة المستقبل»، والبروفسور جوناثان كيتس، خبير الفلسفة التجريبية. وأكدت هوفيند أن مشروع «مكتبة المستقبل»، الذي يهدف إلى طباعة كتب تُقرأ بعد قرن، مثال حي على التفكير المستقبلي طويل الأمد.

أصداء المستقبل

وأعلن «المنتدى» عن الفائزين في مسابقة «أصداء المستقبل»، التي أطلقتها «مؤسسة دبي للمستقبل» لاستكشاف مواهب الكتابة في الخيال العلمي. وضمت قائمة الفائزين كتاباً من الإمارات وقطر والمملكة المتحدة، في حين قيّمت لجنة تحكيم مختصة القصص المقدمة بناءً على الابتكار والأصالة.

واختتم المشاركون في «المنتدى» الجلسات بالتأكيد على أهمية التعاون بين الأجيال والتخصصات لتحقيق التوازن بين احتياجات الحاضر ومتطلبات المستقبل. ودعوا إلى تعزيز الاستدامة والابتكار لإعداد البشرية لعالم أكثر جاهزية وكفاءة في مواجهة تحديات المستقبل.