«غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» يخفضان توقعاتهما للأسهم الصينية

حذّرا من مشكلات داخلية وخارجية قد تؤثر على الأسواق

سيدات يمشين أمام مقر البورصة في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
سيدات يمشين أمام مقر البورصة في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
TT

«غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» يخفضان توقعاتهما للأسهم الصينية

سيدات يمشين أمام مقر البورصة في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)
سيدات يمشين أمام مقر البورصة في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)

قال محللون في «غولدمان ساكس» إن أسهم هونغ كونغ رخيصة، لكنها قد لا تستفيد من فوائد الدعم الاقتصادي الصيني، في حين حذر «مورغان ستانلي» من أن التوترات وكذلك التعريفات الجمركية قد تلحقان الضرر، حيث خفض المؤشران توقعات السوق.

وقلّص «غولدمان ساكس» توصيته بشأن أسهم هونغ كونغ إلى «وزن أقل» من «وزن السوق». بينما خفض «مورغان ستانلي» تصنيف الصين إلى «وزن منخفض» طفيف، من «وزن متساوٍ» في الأسواق الناشئة، مع ملاحظة المحللين أنه قد يؤثر كل من الجهود المبذولة لإنعاش الاقتصاد، واكتساح الجمهوريين للكونغرس والبيت الأبيض بشكل كبير على الأسواق.

وقال محللو «مورغان ستانلي» في مذكرة يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني): «نتوقع رياحاً معاكسة أقوى على أرباح الشركات وتقييم السوق في الأشهر المقبلة».

ويبلغ هدف «مورغان ستانلي» الأساسي لمؤشر «سي إس آي 300» الصيني 4200 نقطة بحلول نهاية عام 2025، أي نحو 4.7 في المائة فوق متوسط مستوى 4010 المتداول حالياً. ويتوقع أن يبلغ مؤشر «هانغ سنغ» 19400 نقطة، وهو أقل قليلاً من مستوى يوم الاثنين عند 19655 نقطة.

ويبدو «غولدمان ساكس» أكثر تفاؤلاً بشأن أسهم البر الرئيسي، حيث حدد هدفاً لعام 2025 لمؤشر «سي إس آي 300» عند 4600 نقطة، لكنه يتوقع ضعفاً في شركات هونغ كونغ على مؤشر «إم إس سي آي» هونغ كونغ.

وقال محللون في «غولدمان ساكس» في مذكرة استراتيجية محفظة آسيا والمحيط الهادئ التي نشرت يوم الأحد: «على الرغم من أن التقييمات ليست ضخمة، فإن هونغ كونغ لا تقدم كثيراً من النمو الاقتصادي أو نمو الأرباح. لا يزال قطاعا العقارات والتجزئة تحت الضغط، وقد لا يستفيد الاقتصاد من الدعم السياسي في الصين كما كانت الحال في السابق، نظراً لتركيز الصين على دعم الاقتصاد المحلي».

ويتوقع كلا البنكين الأميركيين أن يضعف اليوان، حيث يتوقع «غولدمان ساكس» سعر صرف الدولار مقابل اليوان عند 7.5 في نهاية العام المقبل، بينما توقع «مورغان ستانلي» مستوى 7.6 يوان للدولار. وتم تداول اليوان عند 7.2371 مقابل الدولار يوم الاثنين.

ويوصي البنكان بالاستثمار في الأسهم الصينية على الأسهم المدرجة في هونغ كونغ، حيث إن سوق البر الرئيس أقل حساسية للمشاعر العالمية أو تقلبات العملة.

وفي تداولات الاثنين، هبطت أسهم الصين إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين تقريباً، بينما قلصت أسهم هونغ كونغ مكاسبها، وذلك مع تعويض التفاؤل الأولي الناجم عن السياسات المؤيدة للسوق لبعض الأثر الناجم عن خفض تصنيفات بنوك «وول ستريت».

وارتفعت السوقان بأكثر من 1 في المائة في التعاملات الصباحية بعد أن حثت الهيئات التنظيمية الصينية الشركات المدرجة على تعزيز أسعار الأسهم من خلال «إدارة القيمة السوقية». كما تعززت الثقة ببيانات أكتوبر (تشرين الأول) التي أظهرت علامات على الاستقرار في اقتصاد الصين.

وارتفعت الأسهم بعد أن نشرت «هيئة تنظيم سوق الأوراق المالية» في الصين إرشادات تحث مكونات المؤشر الرئيسة على اتخاذ خطوات ملموسة لرفع الأسعار، إذا تم تداول أسهمها بأقل من القيمة الدفترية. وتشمل التدابير المحتملة عمليات الدمج والاستحواذ، وبرامج حوافز الأسهم للموظفين، وتوزيع أرباح نقدية وإعادة شراء الأسهم.

وقفزت البنوك المدرجة في الصين، التي يتم تداول معظمها بأقل من القيمة الدفترية، بنسبة 2 في المائة. كما ارتفعت قطاعات أخرى ذات تقييمات منخفضة نسبياً، بما في ذلك البنية التحتية والتأمين.

لكن المعنويات تدهورت مع خفض «غولدمان ساكس»، و«مورغان ستانلي» لتوقعات الصين، مشيرين إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

وأنهى مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية الجلسة بانخفاض 0.5 في المائة، بينما انخفض مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.2 في المائة. وعكس المؤشران المكاسب المبكرة، وهبطا لليوم الثالث على التوالي. وارتفع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنحو 1.8 في المائة، لكنه أنهى الجلسة بارتفاع 0.8 في المائة فقط.


مقالات ذات صلة

«السعودية لشراء الطاقة» توقّع اتفاقيات لـ5 مشروعات بسعة 9200 ميغاواط

الاقتصاد صورة جماعية بعد توقيع الاتفاقيات (واس)

«السعودية لشراء الطاقة» توقّع اتفاقيات لـ5 مشروعات بسعة 9200 ميغاواط

وقّعت «الشركة السعودية لشراء الطاقة»، (المشتري الرئيسي)، يوم الاثنين، اتفاقيات لشراء الطاقة لـ5 مشروعات إنتاج مستقل للطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الحرارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد امرأة تمر أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

«بنك اليابان» يتوقع دورة اقتصادية «إيجابية» مدفوعة بزيادة الأجور

قال محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إن الاقتصاد يحرز تقدماً نحو تحقيق تضخم مستدام مدفوع بالأجور.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد امرأة على دراجة نارية تمر أمام موقع إنشاءات بمدينة تيانجين الصينية (رويترز)

الصين تخطط لتخصيص حصة من سندات الحكومات المحلية لعام 2025 للبنية التحتية

تخطط وزارة المالية الصينية لتخصيص جزء من حصة سندات الحكومات المحلية الخاصة لعام 2025 لتلبية احتياجات تمويل مشروعات البنية التحتية الكبرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد يتجول الناس بالحي المالي بلندن مع ناطحات السحاب في الخلفية (رويترز)

بريطانيا تُسجل أبطأ معدل لإنشاء الشركات منذ 2010

بدأ البريطانيون تأسيس شركات جديدة، العام الماضي، بأبطأ معدل منذ عام 2010، وهو ما يُعد بمثابة إشارة تحذير للنمو الاقتصادي والإنتاجية على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)
أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)
TT

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)
أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر الذي قد يتيح للدول النامية الحصول على المزيد من الأموال لإنفاقها على الطاقة النظيفة والتكيف مع الظروف الجوية المتطرفة المرتبطة بالمناخ. وفي وقت دعا الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ سيمون ستيل الدول إلى «التوقف عن التمثيل والعودة إلى العمل الحقيقي»، قالت أذربيجان إن زعماء أكبر اقتصادات العالم يتعين عليهم تبني رسالة واضحة بشأن الحاجة إلى معالجة الاحتباس الحراري.

وجاءت دعوة أذربيجان مستضيفة «كوب 29»، بينما يجتمع زعماء «مجموعة العشرين» في البرازيل لمناقشة قضية المناخ باعتبارها أحد البنود المدرجة على جدول الأعمال الذي يشمل الحرب في أوكرانيا وتوابع فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة. وفي باكو؛ حيث تجتمع 200 دولة، يعد الهدف الرئيسي هو الاتفاق على كيفية توفير تريليونات الدولارات لتمويل مشروعات المناخ، وسط تعثر المحادثات بشأن هدف تمويل جديد وخفض الانبعاثات. وقال رئيس مؤتمر المناخ مختار باباييف: «لا يمكننا النجاح من دونهم، والعالم يترقب سماعهم»، مضيفاً أنهم «يمثلون 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و80 في المائة من الانبعاثات».

رئيس المؤتمر مختار باباييف في مؤتمر صحافي (أ.ب)

وأضاف، في مؤتمر صحافي في باكو: «نحثهم على استغلال قمة مجموعة العشرين لإرسال إشارة إيجابية بشأن التزامهم بمعالجة أزمة المناخ. نريد منهم تقديم توصيات واضحة لتنفيذها في (كوب 29)». وحذر الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، الزعماء من إضاعة الوقت في «الخداع والمناورة». وقال: «لن نتمكن من إنجاز المهمة إلا إذا كانت الأطراف مستعدة للتقدم إلى الأمام بصورة متوازية، ما يقرّبنا من أرضية مشتركة»، مضيفاً: «لذا دعونا نتوقف عن الادعاء وننتقل إلى العمل الحقيقي».

الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ سيمون ستيل (أ.ب)

وأضاف في غرفة المندوبين في باكو بأذربيجان: «لن نتمكن من إنجاز المهمة إلا إذا كانت الأطراف مستعدة للتقدم بالتوازي، ما يقربنا من أرضية مشتركة. أنا أعلم أننا قادرون على إنجاز هذا».

لا تزال الأموال المخصصة للمناخ تشكل نقطة خلافية، تركز المحادثات في باكو على الحصول على المزيد من الأموال المخصصة للمناخ لتمكين البلدان النامية من التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، والتكيف مع تغير المناخ ودفع ثمن الأضرار الناجمة عن الطقس المتطرف. لكن البلدان متباعدة بشأن مقدار الأموال التي ستتطلبها هذه العملية. وقد حددت مجموعة من الدول النامية الأسبوع الماضي المبلغ بنحو 1.3 تريليون دولار، في حين لم تحدد الدول الغنية رقماً بعد.

وقدر الكثير من الخبراء أن الأموال اللازمة لتمويل المناخ تبلغ نحو تريليون دولار. وقال فوبكي هوكسترا، مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحافي: «نحن جميعاً نعلم أنه ليس من السهل أبداً في السياسة وفي السياسة الدولية التحدث عن المال، لكن تكلفة العمل اليوم، في الواقع، أقل بكثير من تكلفة التقاعس عن العمل». وأضاف: «سنستمر في القيادة للقيام بنصيبنا العادل وحتى أكثر من نصيبنا العادل، كما فعلنا دائماً». لكن هوكسترا أوضح أن «الآخرين لديهم مسؤولية المساهمة بناءً على انبعاثاتهم وبناءً على نموهم الاقتصادي أيضاً».

وعبّرت تيريزا أندرسون، المسؤولة العالمية عن العدالة المناخية في منظمة «أكشن إيد» الدولية، عن تشككها في نيات الدول الغنية. وقالت إن «القلق يكمن في أن الضغوط الرامية إلى إضافة البلدان النامية إلى قائمة المساهمين لا تهدف في الواقع إلى جمع المزيد من الأموال للدول التي تقع على خط المواجهة. إن الدول الغنية تحاول فقط توجيه أصابع الاتهام ولديها ذريعة لتوفير تمويل أقل. وهذه ليست الطريقة المناسبة لمعالجة الانهيار المناخي، وهي تشتت الانتباه عن القضايا الحقيقية المطروحة».