تقرير: قطاع المعادن والتعدين يحافظ على مرونته في مواجهة التحديات الحالية

منظر عام لمنجم «كوبري بنما» المملوك لشركة «فيرست كوانتوم مينيرالز» الكندية في دونوسو (رويترز)
منظر عام لمنجم «كوبري بنما» المملوك لشركة «فيرست كوانتوم مينيرالز» الكندية في دونوسو (رويترز)
TT

تقرير: قطاع المعادن والتعدين يحافظ على مرونته في مواجهة التحديات الحالية

منظر عام لمنجم «كوبري بنما» المملوك لشركة «فيرست كوانتوم مينيرالز» الكندية في دونوسو (رويترز)
منظر عام لمنجم «كوبري بنما» المملوك لشركة «فيرست كوانتوم مينيرالز» الكندية في دونوسو (رويترز)

أكد التقرير الدولي الذي نشرته شركة «كي بي إم جي» حول المعادن والتعدين، بناء على آراء أكثر من 450 من كبار التنفيذيين حول العالم، التزام القطاع الراسخ بالاستدامة والتحول الرقمي، وحفاظه على مرونته في مواجهة التحديات المزدادة في ظلِّ التقلبات التي تشهدها الفترة الحالية.

ويسلّط التقرير الضوء على الاتجاهات الرئيسية التي يشهدها قطاع المعادن والتعدين على الصعيد العالمي، وعلى التحديات والفرص الناتجة عن جهود خفض انبعاثات الكربون والتطورات التقنية والتغيرات الجيوسياسية والتنظيمية وديناميكيات السوق، إضافة إلى أهمية التحول الرقمي في مواجهة التقلبات الاقتصادية.

وقد كشف التقرير أنَّ 47 في المائة من الرؤساء التنفيذيين يرون أنَّ تحويل بصمتهم الكربونية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، يمثل فرصةً لتحقيق نمو كبير لمنظماتهم خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك في ظل التحول الكبير الذي يشهده قطاع المعادن والتعدين، مدفوعاً بالحاجة إلى خفض انبعاثات الكربون وتحسين كفاءة العمليات التشغيلية.

كما أكدَّ 55 في المائة من التنفيذيين أهمية تضمين ودمج مبادرات خفض الانبعاثات الكربونية في استراتيجيات شركاتهم.

التغيرات الجيوسياسية

تعدّ التطورات التقنية، مثل: التحول إلى تشغيل الآلات والمعدات الكهربائية وإعادة تصميم المناجم بشكل استراتيجي، عناصر أساسية في التحول بالقطاع.

شريك ورئيس استشارات قطاع الطاقة والموارد الطبيعية لدى «كي بي إم جي» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا سامي أحمد (بيان الشركة)

وفي هذا الصدد، قال شريك ورئيس استشارات قطاع الطاقة والموارد الطبيعية لدى «كي بي إم جي» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، سامي أحمد، إن قطاع المعادن والتعدين في المنطقة يقف على مفترق طرق ومرحلة تحول حاسمة، حيث تعمل جهود خفض الانبعاثات الكربونية والتغيرات الجيوسياسية المتسارعة وتقلبات السوق والتكنولوجيا، بما فيها الذكاء الاصطناعي، على إعادة تشكيل مسار المرونة والنمو.

وأضاف أحمد أن التقرير يشير إلى ضرورة تبني ودمج القطاع للممارسات المستدامة في التحول التشغيلي؛ ليس من أجل الوصول إلى هدف صفر انبعاثات كربونية فحسب، بل من أجل ضمان تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل.

وقد أسهم التحول إلى تشغيل الآلات والمعدات الثقيلة بالكهرباء، مثل شاحنات النقل، في زيادة الكفاءة وتقليل الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ، كما تبنى كثير من المنظمات مؤشرات أداء رئيسية لمراقبة التقدم في مجال الاستدامة، حيث تبنت 43 في المائة منها أنظمة لتتبع بصمتها الكربونية.

خفض الانبعاثات الكربونية

ويسلِّط التقرير الضوء على دور التقنيات المتقدمة، مثل: الذكاء الاصطناعي، وتعلّم الآلة، في تحسين الكفاءة ودعم جهود خفض الانبعاثات الكربونية.

وقد شدّد 43 في المائة من الرؤساء التنفيذيين على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في معالجة القضايا الاستراتيجية، بدءاً من تحسين الإنتاج وصولاً إلى تقليل الانبعاثات.

كما أشاروا إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي أسهم بشكل كبير في تقليل الوقت اللازم لإنجاز العمليات بالغة الأهمية؛ وفي هذا الصدد، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة «معادن» السعودية، روبرت ويلت، بأنه تمَّ تقليل الوقت المستغرق بدءاً من استكشاف الموقع إلى بدء تشغيل المنجم، من 16 عاماً إلى 9 أعوام، بفضل الاستعانة بالذكاء الاصطناعي والاعتماد على التحليلات المتقدمة.

ولا يزال قطاع المعادن والتعدين واعداً رغم تقلبات الأسعار والاضطرابات التي تشهدها سلاسل الإمداد، حيث شهد 66 في المائة من الرؤساء التنفيذيين زيادة في تقلبات أسعار المنتجات خلال العامين الماضيين، نتيجةً للأحداث الجيوسياسية والطلب المزداد على المعادن، مثل: الليثيوم والنحاس والنيكل.

كما أعرب 61 في المائة من الرؤساء التنفيذيين عن ثقة أكبر بفرص النمو والازدهار المستقبلية لأعمالهم وشركاتهم مقارنة بما كانت عليه قبل عامين؛ ولمواجهة هذا التقلب، تعمل 58 في المائة من الشركات على توسيع استثماراتها في أسواق جديدة والدخول في شراكات لتعزيز سلاسل الإمداد.

وفي ظل التحول الذي يشهده القطاع، تعطي الشركات الأولوية لبناء القدرات البشرية من خلال استقطاب المواهب وتطويرها، وينظر 47 في المائة من الرؤساء التنفيذيين إلى نقص المهارات بوصفها أحد التحديات الرئيسية، لا سيما مع ظهور تقنيات جديدة، وتحاول الشركات التغلب على هذه المشكلة من خلال تطوير مهارات الموظفين وتوظيف مواهب تتمتع بالكفاءة العالية ومتخصصة في قطاعات، مثل قطاعي التقنية والطاقة المتجددة.

المدير التنفيذي في قطاع استشارات المعادن والتعدين لدى «كي بي إم جي» السعودية فرحان محمد (بيان الشركة)

تقليل المخاطر

ويُظهر التقرير أنَّ نسبة 66 في المائة من الرؤساء التنفيذيين أشارت إلى زيادة في تقلب الأسعار نتيجة للأحداث الجيوسياسية، في حين، أبرز 56 في المائة منهم أهمية الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالتغيرات التنظيمية وتقليل المخاطر.

كما تزداد الضغوط التنظيمية المتعلقة بالحد من الانبعاثات بشكل ملحوظ، وأشار 33 في المائة من الرؤساء التنفيذيين إلى أنَّ انبعاثات النطاق الأول والثاني تمثل تحديات تنظيمية كبيرة، بينما أشار 30 في المائة إلى خطورة انبعاثات النطاق الثالث.

وفي هذا الصدد، أوضح المدير التنفيذي في قطاع استشارات المعادن والتعدين لدى «كي بي إم جي» السعودية، فرحان محمد: «نلاحظ أنَّ الشركات تتكيف مع هذه التطورات من خلال تعزيز الامتثال باستخدام الذكاء الاصطناعي وتخطيط السيناريوهات، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاتجاهات العالمية، مثل: استخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار لخفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الاستدامة، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وضمان استمرارية الأعمال، يتم تبنيها بشكل مزداد في المملكة؛ مما أدى إلى نتائج واعدة حتى الآن».


مقالات ذات صلة

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

الاقتصاد الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

بعد أسبوعين من النقاشات الحامية، انتهى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (كوب 29)، باتفاق على مضاعفة التمويل المتاح لمساعدة الاقتصادات النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة في قمة «بريكس» (رويترز) play-circle 00:45

قمة «بريكس»... بوتين يؤكد تعزيز نفوذ المجموعة في «عالم متعدد الأقطاب»

افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشق الرسمي لأعمال قمة مجموعة «بريكس»، التي تستضيفها بلاده بصفتها رئيساً للمجموعة هذا العام.

رائد جبر (موسكو)
الاقتصاد عامل على خط إنتاج في مصنع رقائق إلكترونية صيني (رويترز)

التكنولوجيا الصينية تدخل «حرباً اقتصادية طويلة»

قررت الصين أن تحارب على عدة جبهات اقتصادية، مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معاً، بعد أن استهدفا مؤخراً قطاعات السيارات والرقائق والتكنولوجيا الصينية

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مصنع تسلا الأميركية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين 28 % في 5 أشهر

تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر، قيد الاستخدام الفعلي، في الصين، بنسبة 28.2 في المائة، ليبلغ 57.94 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أكثر من ألف من قادة العالم يشاركون في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض (واس)

مجتمع الأعمال العالمي ينتقل من دافوس إلى الرياض الأحد

ينتقل مجتمع الاقتصاد العالمي من دافوس إلى الرياض التي تستضيف الاجتماع العالمي الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي تحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأسواق الأوروبية ترتفع بفضل بيسنت وتصريحات تخفيف السياسة النقدية

مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

الأسواق الأوروبية ترتفع بفضل بيسنت وتصريحات تخفيف السياسة النقدية

مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

افتتح المؤشر الرئيسي للأسواق الأوروبية تداولاته اليوم (الاثنين) على ارتفاع، ليصل إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، بدعم من تعيين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية، بالإضافة إلى التصريحات الإيجابية من كبير اقتصاديي البنك المركزي الأوروبي حول تخفيف السياسة النقدية.

وسجل مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي زيادة بنسبة 0.5 في المائة، بحلول الساعة 08:10 (بتوقيت غرينتش)، مدفوعاً بارتفاع أسهم القطاعات الأساسية، مثل الموارد والسلع الاستهلاكية المنزلية.

كما ارتفعت عقود الأسهم الأميركية المستقبلية، بالتوازي مع انخفاض عوائد السندات الأميركية، وذلك بعد اختيار ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة، وهو ما يُتوقع أن يسهم في مراقبة الدين الأميركي عن كثب.

من جهته، صرح كبير اقتصاديي البنك المركزي الأوروبي، فيليب لين، بأن السياسة النقدية للبنك يجب ألا تظل تقييدية لفترة طويلة، مع الاعتراف بأن التضخم سيستغرق بعض الوقت للعودة إلى مستهدف البنك البالغ 2 في المائة.

أما على مستوى الأسهم الفردية، فقد انخفضت أسهم بنك «يونيكريديت» الإيطالي بنسبة 2 في المائة، بعد تقديمه عرضاً مفاجئاً للاستحواذ على منافسه الأصغر بنك «بي بي إم» من خلال عرض استحواذ بقيمة 10 مليارات يورو (10.45 مليار دولار)، ما دفع أسهم «بي بي إم» للارتفاع بنسبة 5 في المائة.

وفي السياق نفسه، تراجعت أسهم بنك «كوميرتس» الألماني بنسبة 6 في المائة؛ حيث قام المستثمرون بتقييم تأثير عرض الاستحواذ على البنك الألماني من قبل «يونيكريديت».

من ناحية أخرى، شهدت أسهم شركة «أنغلو أميركان» ارتفاعاً بنسبة 2 في المائة، بعد إعلانها عن خطط لبيع مناجم الفحم الخاصة بها المخصصة لصناعة الصلب في أستراليا، مقابل ما يصل إلى 3.78 مليار دولار.