أسهم «ترمب ميديا» تقفز 10 % بعد فوزه التاريخي في الانتخابات

«وول ستريت» تتألق بعد سيطرة الجمهوريين... والأسواق تترقب حقبة جديدة من الرسوم الجمركية وخفض الضرائب

يشاهد رجال بثاً تلفزيونياً بمتجر في إسلام آباد يظهر فيه دونالد ترمب وهو يخاطب مؤيديه في فلوريدا (أ.ف.ب)
يشاهد رجال بثاً تلفزيونياً بمتجر في إسلام آباد يظهر فيه دونالد ترمب وهو يخاطب مؤيديه في فلوريدا (أ.ف.ب)
TT

أسهم «ترمب ميديا» تقفز 10 % بعد فوزه التاريخي في الانتخابات

يشاهد رجال بثاً تلفزيونياً بمتجر في إسلام آباد يظهر فيه دونالد ترمب وهو يخاطب مؤيديه في فلوريدا (أ.ف.ب)
يشاهد رجال بثاً تلفزيونياً بمتجر في إسلام آباد يظهر فيه دونالد ترمب وهو يخاطب مؤيديه في فلوريدا (أ.ف.ب)

شهدت أسهم مجموعة «ترمب ميديا» ارتفاعاً حاداً بنسبة 10 في المائة في التداولات الممتدة، وذلك بعد إعلان دونالد ترمب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وسط دعم ملحوظ من إيلون ماسك، المساهم الأكبر في «تسلا»، لحملة ترمب الانتخابية.

وتأتي هذه الحركة ضمن موجة من التغيرات في الأسواق؛ إذ دفعت نتائج الانتخابات المستثمرين إلى زيادة شراء الدولار، و«البتكوين»، والأسهم، في حين تراجعت السندات.

وسجلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار بالتوازي مع صعود عوائد سندات الخزانة الأميركية. وحققت «البتكوين» قفزة نوعية لأول مرة، متجاوزة حاجز الـ75.000 دولار، ضمن توقعات بأن يتخذ ترمب سياسات اقتصادية داعمة للأصول الرقمية والاستثمار، وفق «رويترز».

وصرح رئيس استراتيجية السوق في «إيبري»، ماثيو رايان، بأن الأسواق لا تقتصر على إعادة ترتيب مواقفها بما يتماشى مع فوز ترمب الساحق في المجمع الانتخابي، بل أيضاً على خلفية توقعات بسيطرة الجمهوريين على الكونغرس.

وأظهرت النتائج كيف يمكن أن تؤدي واحدة من أكثر الانتخابات الرئاسية غير التقليدية في تاريخ الولايات المتحدة إلى تداعيات واسعة على السياسات المالية والتجارية، وكذلك على المؤسسات الأميركية.

تعزيز الثقة في بعض الأصول

وأثّرت تعهدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية وخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية إيجاباً على عدد من الأصول. وأشار متعاملون إلى أن الأموال بدأت تتدفق بعيداً عن الأسواق الناشئة وسندات الخزانة الأميركية، مع زيادة التوقعات بارتفاع العجز المالي.

وقال كبير مسؤولي الاستثمار في «فانتغ بوينت لإدارة الأصول» بسنغافورة، نيك فيريس: «النتيجة ستكون مساراً تصاعدياً للعوائد». وأوضح أنه كان يشتري أسهم البنوك في منطقة آسيا والمحيط الهادي، متوقعاً أن تؤدي العوائد الأعلى والنمو الأقوى إلى تعزيز أرباحها. وارتفعت أسهم البنوك في طوكيو بنسبة 4.4 في المائة، متقدمة على أداء السوق في أستراليا.

وأضاف رئيس استراتيجية الاستثمار في «سيتي ويلث» بهونغ كونغ، كين بينغ: «يعتمد كثير من هذا على اعتقاد المستثمرين بأن ترمب سيخفض الضرائب، أو على الأقل سيحافظ على معدلاتها منخفضة. ومع احتمال سيطرة الجمهوريين على الكونغرس والبيت الأبيض، قد يكون هناك مزيد من التخفيضات».

قفزة تاريخية في «البتكوين»

حققت العملات الرقمية، بقيادة «البتكوين»، مكاسب ضخمة؛ حيث تجاوزت العملة مستوى 75.000 دولار للمرة الأولى، مدفوعة بتوقعات سياسة أقل صرامة تجاه تنظيم الأصول الرقمية. في المقابل، تراجعت بعض العملات المعرضة للرسوم الجمركية، إذ انخفض البيزو المكسيكي إلى أدنى مستوياته منذ عامين بنسبة 3 في المائة عن الإغلاق السابق. كما اتجه اليورو نحو تسجيل أكبر انخفاض يومي له منذ عام 2020، وسط توقعات بتباطؤ اقتصادي في أوروبا.

وفي آسيا، شهدت أسهم الشركات المصدرة في هونغ كونغ تراجعاً أدى إلى هبوط مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 2.7 في المائة، في حين يتوقع المستثمرون تقلبات كبيرة في الأسواق، مع تسارع وتيرة فرض التعريفات الجمركية تحت إدارة ترمب.


مقالات ذات صلة

ترمب يستكمل تعيينات حكومته الجديدة

الولايات المتحدة​ د. جانيت نشيوات (أ.ف.ب)

ترمب يستكمل تعيينات حكومته الجديدة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن أسماء جديدة لشغل مناصب رفيعة ضمن حكومته المقبلة. واختار ترمب سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
حصاد الأسبوع روبيو play-circle 01:45

ترمب يختار روبيو وزيراً للخارجية بعدما تأكد من ولائه وتبنّيه شعارات «ماغا»

بينما يراقب العالم السياسات الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي ستتحدّد على أساس شعاره «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماغا)، بادر ترمب إلى تشكيل.

إيلي يوسف (واشنطن)
حصاد الأسبوع مواقف روبيو غير قاطعة من حرب أوكرانيا (غيتي)

نظرة إلى سجلّ سياسات روبيو الخارجية

يعد نهج وزير الخارجية الأميركي المرشح ماركو روبيو في السياسة الخارجية بأنه «تدخلي» و«متشدد». ذلك أن روبيو دعم غزو العراق عام 2003، والتدخل العسكري في ليبيا،

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بام بوندي تتحدّث خلال فعالية انتخابية داعمة لترمب في أغسطس 2020 (إ.ب.أ)

ترمب يختار بوندي لـ«العدل» بعد انسحاب غايتز

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بام بوندي، المقربة منه والعضوَ في فريق الدفاع عنه خلال محاولة عزله الأولى عام 2020، لتولي منصب وزيرة العدل بعد انسحاب

إيلي يوسف (واشنطن)

«كوب 29»: اتفاق على تمويل سنوي قدره 300 مليار دولار

شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
TT

«كوب 29»: اتفاق على تمويل سنوي قدره 300 مليار دولار

شعار قمة «كوب 29» (رويترز)
شعار قمة «كوب 29» (رويترز)

تعهّدت الدول المُتقدّمة، يوم الأحد، في باكو، تقديم مزيد من التمويل للدول الفقيرة المهددة بتغير المناخ.

وبعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، وافقت دول العالم المجتمعة في باكو، الأحد، على اتفاق يوفر تمويلاً سنوياً لا يقل عن 300 مليار دولار للدول النامية التي كانت تطالب بأكثر من ذلك بكثير لمكافحة التغير المناخي.

ويتمثل هذا الالتزام المالي من جانب دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان ونيوزيلندا، تحت رعاية الأمم المتحدة، في زيادة القروض والمنح للدول النامية من 100 مليار إلى «300 مليار دولار على الأقل» سنوياً حتى عام 2035.

والأموال مخصصة لمساعدة هذه الدول على التكيف مع الفيضانات وموجات الحر والجفاف، وأيضاً للاستثمار في الطاقات منخفضة الكربون.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن مشاعر متباينة حيال الاتفاق بشأن تمويل المناخ الذي تم التوصل إليه في أذربيجان، فجر الأحد، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه.

وقال غوتيريش: «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً... من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساساً لمواصلة البناء» عليه.

وأعربت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية أنياس بانييه - روناشيه عن أسفها، لأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، الأحد، في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان «مخيب للآمال»، و«ليس على مستوى التحديات».

وقالت الوزيرة في بيان، إنه على الرغم من حصول «كثير من التقدّم»، بما في ذلك زيادة التمويل للبلدان الفقيرة المهددة بتغيّر المناخ إلى 3 أضعاف، فإنّ «النص المتعلّق بالتمويل قد اعتُمِد في جوّ من الارتباك واعترض عليه عدد من الدول».

اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة

في المقابل، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا، الأحد، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي. وقال المفوض المسؤول عن مفاوضات المناخ: «عملنا بجدّ معكم جميعاً لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار 3 مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق».

من جهته، رحب وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، واصفاً إياه بأنه «اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة من أجل المناخ». وقال ميليباند: «هذا ليس كل ما أردناه نحن أو الآخرون، لكنها خطوة إلى الأمام لنا جميعاً».

كما أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، باتفاق «كوب 29» بوصفه «خطوة مهمة» في مكافحة الاحترار المناخي، متعهداً بأن تواصل بلاده عملها رغم موقف خلفه دونالد ترمب المشكك بتغيّر المناخ.

وقال بايدن: «قد يسعى البعض إلى إنكار ثورة الطاقة النظيفة الجارية في أميركا وحول العالم أو إلى تأخيرها»، لكن «لا أحد يستطيع أن يعكس» هذا المسار.