انطلاق الدورة الـ15 للتعاون الاقتصادي التركي - العربي في إسطنبول

دعوات لتوسيع آفاق التعاون والتركيز على البنية التحتية والطاقة الخضراء

الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخزانة والمالية التركي يتوسطان ممثلي الحكومات واتحادات الغرف ورجال الأعمال في افتتاح المنتدى التركي - العربي (إعلام تركي)
الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخزانة والمالية التركي يتوسطان ممثلي الحكومات واتحادات الغرف ورجال الأعمال في افتتاح المنتدى التركي - العربي (إعلام تركي)
TT

انطلاق الدورة الـ15 للتعاون الاقتصادي التركي - العربي في إسطنبول

الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخزانة والمالية التركي يتوسطان ممثلي الحكومات واتحادات الغرف ورجال الأعمال في افتتاح المنتدى التركي - العربي (إعلام تركي)
الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخزانة والمالية التركي يتوسطان ممثلي الحكومات واتحادات الغرف ورجال الأعمال في افتتاح المنتدى التركي - العربي (إعلام تركي)

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ضرورة أن يتجاوز التعاون الاقتصادي العربي - التركي نطاق التبادل التجاري، على الرغم من أهميته، إلى آفاق أرحب تصب في صالح مسيرة التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة لدى الجانبين.

وقال أبو الغيط في كلمة خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي - التركي الـ15 في إسطنبول، الخميس، إن التعاون الاقتصادي العربي - التركي لا بد أن يشمل أيضاً التعاون مجالات البنية التحتية.

وأضاف أن لدى الجانبين خبرات وتجارب مهمة في هذا المجال بالذات، فضلاً عن بناء القدرات في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الخضراء، وكذلك في قطاع الخدمات، لا سيما السياحة والتكنولوجيا المالية والرقمية، فضلاً عن التعاون في مجال التعاون والبحث العلمي والابتكار، على أسس اقتصادية وبهدف تحقيق الربح للجانبين.

ولفت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة جيدة للعلاقات التجارية بين العالم العربي وتركيا. ففي عام 2022 بلغت صادرات تركيا إلى الدول العربية نحو 46 مليار دولار، في حين بلغت الصادرات العربية إلى تركيا نحو 36 مليار دولار، بما يمثل نحو 18 في المائة من إجمالي صادرات تركيا و10 في المائة من وارداتها، وهو ما يعكس الأهمية المتزايدة للطرفين في منظومتَي التجارة بهما.

استكشاف الفرص الجديدة

وانطلقت أعمال المنتدى الاقتصادي التركي - العربي الـ15 في إسطنبول تحت شعار: «تركيا والعالم العربي: ممر عالمي في الاستثمار والتجارة والتكنولوجيا»، برعاية وزارة الخزانة والمالية التركية، وبدعم من وزارة الخارجية التركية، ومكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومجموعة الاقتصاد والأعمال، واتحاد الغرف التجارية والبورصات التركية، واتحاد الغرف العربية.

ويركز المنتدى على المرحلة التالية من الشراكة بين تركيا والدول العربية، واستكشاف الفرص الجديدة في القطاعات الناشئة مثل الطاقة الخضراء والتكنولوجيا والتكنولوجيا المالية والخدمات اللوجيستية وأسواق رأس المال، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لتركيا والمنطقة العربية بوصفها قناة اقتصادية حاسمة بين آسيا، لا سيما الصين، وأوروبا وأفريقيا.

أبو الغيط متحدثاً خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى (الجامعة العربية - «إكس»)

ورأى أبو الغيط أن المنتدى الاقتصادي التركي - العربي يشكل منصة فريدة للحوار تجمع بين السياسيين والاقتصاديين ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والأتراك، وقيادات الغرف العربية واتحاداتها، لمناقشة التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية التي تؤثر بشكل مباشر على الازدهار الاقتصادي للدول العربية وتركيا، فضلاً عن محاولة استكشاف فرص جديدة في القطاعات الناشئة مثل الطاقة الخضراء والتكنولوجيا والتكنولوجيا المالية والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لمنطقتنا بوصفها جسراً اقتصادياً مهماً بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.

ويناقش المنتدى مواضيع مهمة، منها البناء على النجاح، والفرص الناشئة، والمزايا الجغرافية والاستراتيجية، ورؤية للمستقبل، ويتضمن عقد لقاءات ثنائية بين الجانبين العربي والتركي.

شكوك وعدم يقين

وقال وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، خلال الجلسة الافتتاحية الوزارية للمنتدى التي شارك فيها ممثلو الحكومات وقطاع الأعمال والقطاع المالي في كل من مصر والكويت والعراق وتونس وليبيا، إن المنتدى يُعقد في وقت تسود شكوك كبيرة في العالم، لافتاً إلى أن الشكوك تقيد النمو، وأن التجارة بشكل عام تغذِّي النمو، ولكن هناك حالياً انكماش في التجارة العالمية.

وأضاف: «إننا نشهد أيضاً ثورة عالمية في الذكاء الاصطناعي، ونتيجة لذلك ستكون هناك ثورة ليس فقط في الصناعة، بل سيتأثر بها كل جانب من جوانب حياتنا، ولا يمكننا أن نفوِّت هذه الثورة، كما أن السكان يتقدمون في السن، وهذا أيضاً اختبار عالمي، وبالإضافة إلى ذلك، تشكل الصراعات والتوترات الجيوسياسية أيضاً تهديداً للنظام الذي جرى إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية».

وتابع شيمشك «أن هناك بعض عدم اليقين على مستوى العالم، سواء فيما يتعلق بالسياسات النقدية والمالية، وقد يتم تخفيف السياسات النقدية العالمية قليلاً، لكنّ هذا سيكون له تأثير كبير على سرعتها وتنسيقها، لكن ما نعرفه هو أن التجارة العالمية ستستمر بنفس المستوى المحدود في السنوات المقبلة ولا يتوقع نمواً يزيد على 3 في المائة، لذلك، هناك صعوبات».

وأشار إلى أنه بفضل المنتدى يمكن تحقيق تعاون مفيد للغاية بين تركيا والعالم العربي، مؤكداً أن الجانبين لديهما القدرة على تحقيق التكامل في كثير من القطاعات.

وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك خلال الجلسة الرئيسية للمنتدى (حسابه في «إكس»)

بدوره، أكد وزير المالية المصري، أحمد كجوك، أن سياسة مصر الاقتصادية أكثر استهدافاً للاستقرار المالي ونمو الإنتاج والتصدير لتعزيز تنافسية الاقتصاد، لافتاً إلى أن مصر تلعب دوراً نشطاً في تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. وقال إن مصر تصدرت أفريقيا لثلاث سنوات متتالية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وأن مشروع تطوير وتنمية «رأس الحكمة» هو إحدى ثمار العلاقات المتميزة مع دولة «الإمارات العربية المتحدة»، وأن الحكومة تبذل جهوداً ملموسة لربط شبكات الكهرباء مع السعودية في نموذج قوى لأهمية التعاون الإقليمي.

اتفاقيات التجارة الحرة

بدوره، أكد وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي، سمير عبد الحفيظ، أن تطوير الممرات الاقتصادية بين تركيا والعالم العربي سيوفر مزايا كبيرة لدول المنطقة وستكون له انعكاسات كبيرة على التنمية الاقتصادية لهذه الدول.

وأشار إلى أن «غالبية هذه الدول قد وقَّعت بالفعل اتفاقيات تجارة حرة فيما بينها، ونتوقع أن يكون إطار هذه الاتفاقيات أوسع قليلاً وأكثر شمولاً، ومن المهم مواصلة تعزيز أساس هذه الاتفاقيات، وأعتقد أنه يمكننا ضمان تكاملنا الاقتصادي بين تركيا والعالم العربي بهذه الطريقة».

الجلسة الوزارية الافتتاحية للمنتدى برئاسة وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك (حسابه في «إكس»)

وذكر أن مصر هي بوابة شمال أفريقيا، وأن الوصول إلى القارة الأفريقية يمكن أن يتحقق من خلال اتفاقيات التجارة الحرة والتعاون من خلال مصر، كما أن الشركات التركية يمكنها التصدير بسهولة إلى البلدان الأفريقية عبر تونس، ويمكننا مواصلة العمل معاً في كثير من القطاعات المختلفة.

وقال وزير المالية العراقي طيف سامي محمد، إن العراق من كبرى الدول وأكثرها انفتاحاً على التعاون مع تركيا، وإن هناك فرصاً مهمة في التجارة العالمية، وإن تركيا تعد ممراً للاستثمار والتجارة الدولية.

وقالت وزيرة المالية الكويتية نورة سليمان الفصام، إن إزالة العوائق أمام التجارة ستزيد من التفاعل بين تركيا والعالم العربي، و«يمكننا أن نجعل الاستثمارات محور اهتمامنا الرئيسي».


مقالات ذات صلة

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أشخاص يعبرون الطريق في شينجوكو، طوكيو (رويترز)

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

تفكر اليابان في إنفاق 13.9 تريليون ين (89.7 مليار دولار) من حسابها العام لتمويل حزمة تحفيزية جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد منظر عام لأفق مدينة عمان (رويترز)

الأردن يقر موازنة 2025 ويخفض العجز الأولي إلى 2%

أقر مجلس الوزراء الأردني مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025، تمهيداً لإحالته إلى مجلس الأمة خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الاقتصاد رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي مغادراً بعد حفل افتتاح البرلمان العاشر للبلاد في البرلمان الوطني بكولومبو (أ.ف.ب)

سريلانكا تتوقّع اتفاقاً على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي الجمعة

قال الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي، أمام البرلمان الجديد، إن بلاده تتوقّع أن يعلن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة، اتفاقاً بشأن برنامج إنقاذ البلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد حقل للطاقة الشمسية في مقاطعة نينغشيا هوي الصينية (أ.ف.ب)

الصين بصدد قواعد استثمارية أكثر صرامة لتصنيع الطاقة الشمسية

وضعت وزارة الصناعة الصينية، الأربعاء، إرشادات استثمارية لمشروعات تصنيع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في محاولة لكبح جماح الطاقة الفائضة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)
جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)
TT

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)
جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)

تشهد مدينة جدة، الواقعة غرب السعودية، حراكاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والسياحية كافة، فيما تدفع منظومة اللوجيستيات المدينة إلى الوصول إلى مستويات عالية في تقديم هذه الخدمة، لمنافسة مدن عالمية من خلال رفع ناتج القطاع من 13 في المائة إلى قرابة 30 في المائة خلال الفترة القادمة.

وكشف رئيس مجلس اللوجيستيات في الغرفة التجارية بجدة ريان قطب، عن تنسيق مع هيئة تطوير جدة فيما يتعلق بالمناطق الحرة والخاصة، مع آلية توفير الأراضي للمستثمرين، مما يساعد على نمو القطاع، وأن العمل الجاري على المنظومة يتوافق مع الحراك لإعادة تخطيط المدينة واقتصادها.

وأضاف قطب، خلال جلسة حوارية نظَّمتها الغرفة التجارية في جدة ضمن مشاركتها في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، أن المجلس يعمل على خلق اقتصاد أكبر لمدينة جدة في مجال اللوجيستيات، كما هو جارٍ في المدن العالمية التي يشكل فيها القطاع زخماً كبيراً تصل فيها مشاركته بالناتج الإجمالي إلى قرابة 30 في المائة.

وأوضح أن القطاع اللوجيستي في السعودية يشكل 6 في المائة من الناتج الإجمالي، في حين تشكل مدينة جدة 13 في المائة منها، وهذه الأرقام يُتوقع أن تتضاعف في الفترة القادمة.

وقال إن هناك خطوات كبيرة وتركيزاً على الملفات الاستراتيجية لتطوير ونمو القطاع، موضحاً أن ما قُدِّم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليس كافياً، وأن العمل جارٍ لدعم هذه الشريحة.

ويبدو أن القطاع العمراني يسير بقوة في سياق النمو، وهو ما أشار إليه رئيس مجلس التطوير العمراني في الغرفة التجارية المهندس معمر العطاوي، مبيناً أن القطاع يحتل المرتبة الثانية بعد التكنولوجيا من حيث إقبال ريادة الأعمال.

وحسب العطاوي، فإن المجلس يضم التطوير العقاري، والمقاولات، والاستشارات الهندسية، وإدارة المرافق، مؤكداً أن هذه الأنشطة رئيسية وكبيرة ومؤثرة في خلق الفرص الوظيفية، مضيفاً أن أكثر نسب التوظيف في القطاع الخاص لصالح التطوير العمراني، وأن السوق ما زالت بحاجة إلى الابتكار وتقديم الحلول، وهناك كثير من الفرص الكبيرة التي لم تُستغلّ.

ويعد قطاعا السياحة والثقافة من القطاعات التي تشهد طفرة نوعية في عموم المدن السعودية، وتلاحَظ في مدينة جدة بشكل واضح، إذ يشهد القطاعان نقلة نوعية، وفق ما ذكره عضو مجلس السياحة والثقافة في الغرفة التجارية بجدة بكر تونسي، وأن التحول في هذه القطاعين كان كبيراً وواكبته تعديلات تشريعية، لذلك كان يتطلب معها ديناميكية عالية من القطاع التجاري وطرح مرئيات القطاع الخاص مع أهمية التفاعل بشكل يتوافق مع ذلك.

من جهته، وصف نائب رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال في اتحاد الغرف السعودية عبد العزيز البراك، ريادة الأعمال بالشريحة المهمة لبناء اقتصاد البلاد، خصوصاً أن هذه الفئة تشكل ما نسبته 90 في المائة من السجلات التجارية في السعودية.

وأكمل البراك أن اللجنة التي تشكَّلت قبل فترة زمنية بسيطة، تبحث من خلال فرقها المعنية بكل القطاعات عن الرواد والعمل على إيصال الأصوات إلى المختصين في القطاعين العام والخاص، لسد الفجوة بين الجهات ورواد الأعمال.

كان الأمين العام للغرفة التجارية بجدة رامز آل غالب، قد أوضح خلال كلمته أن الملتقى يهدف إلى تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال، وفتح آفاق جديدة أمام أصحاب المشاريع الناشئة والمبدعين، مضيفاً أن هذا الحدث يجمع بين الجهات الفاعلة في قطاع ريادة الأعمال من ممثلي المبادرات والبرامج الرائدة على مستوى المملكة.

وأفاد آل غالب بأن السعودية وضعت ريادة الأعمال في مقدمة أولوياتها بوصفها أحد المحركات الأساسية لتحقيق التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق أُطلق كثير من المبادرات الحكومية وبالشراكة مع القطاع الخاص لدعم وتمكين رواد الأعمال.