السعودية لتوطين صناعة «الهليكوبتر»

الخريف يبحث مع «ليوناردو» الإيطالية صناعة مكونات الطائرات المروحية

وزير الصناعة السعودي يجول مع رئيس "ليوناردو" الإيطالية في مقر الشركة (منصة إكس)
وزير الصناعة السعودي يجول مع رئيس "ليوناردو" الإيطالية في مقر الشركة (منصة إكس)
TT

السعودية لتوطين صناعة «الهليكوبتر»

وزير الصناعة السعودي يجول مع رئيس "ليوناردو" الإيطالية في مقر الشركة (منصة إكس)
وزير الصناعة السعودي يجول مع رئيس "ليوناردو" الإيطالية في مقر الشركة (منصة إكس)

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف في مدينة ميلانو الإيطالية مع رئيس مجلس إدارة شركة «ليوناردو» الإيطالية - المتقدمة في مجال الطيران والدفاع والأمن - ستيفانو بونتيكورفو، تركزت حول توطين صناعة مكونات الطائرات المروحية (الهليكوبتر) في المملكة، بما في ذلك هياكل الطائرات، والمراوح، والزعانف، وأنظمة الطيران الإلكتروني.

وتمتد الشراكة بين «ليوناردو» والسعودية لأكثر من 50 عاماً، حيث قدّمت الشركة مجموعة واسعة من المنصات والأنظمة والخدمات، بما في ذلك طائرات «الهليكوبتر» للإنقاذ، والأنظمة الإلكترونية، وأجهزة الاستشعار، والدفاع البحري، والقدرات السيبرانية، بحسب بيان صادر عن الوزارة.

وزير الصناعة يجتمع مع رئيس مجلس إدارة شركة «ليوناردو» الإيطالية (منصة إكس)

وتركز المملكة على تطوير سلسلة القيمة في مجال الطيران، من خلال تطوير سلاسل الإمداد للمواد الخام مثل التيتانيوم والألومنيوم، وتعزيز خدمات الصيانة والإصلاح والتشغيل للطائرات، إضافة إلى تصنيع قطع غيار المحركات والطائرات من دون طيار، وتوطين صيانة أنظمة الملاحة والأنظمة الميكانيكية وهياكل الطائرات، فضلاً عن تطوير قدرات الأقمار الصناعية.

ومن المتوقع أن يُساهم قطاع الطيران السعودي بمبلغ 11.4 مليار ريال (3.04 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، حيث تعكس زيارة الخريف لشركة «ليوناردو»، التزام المملكة بتعزيز صناعة الطيران المحلية، والاستفادة من الخبرات العالمية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.

وزير الصناعة في منتدى «كومو» بإيطاليا (منصة إكس)

المنظمات الدولية

وفي سياق متصل، أكّد وزير الصناعة والثروة المعدنية، خلال مشاركته في «منتدى كومو 2024» الإيطالي، أن المملكة تحرص على تعزيز التعاون العالمي في قطاع الصناعة، وبناء شراكات فاعلة ووثيقة مع المنظمات الدولية الصناعية، من أجل مستقبل صناعي أكثر توازناً واستدامة.

وقال إن مستقبل الصناعة ونهضتها حول العالم، يتطلب تعاوناً دولياً مثمراً، ولذا حرصت المملكة على الشراكة مع الجهات المعنية الدولية لمشاركة المعرفة والتكنولوجيا والخبرة؛ من أجل دفع عجلة الابتكار، وخلق فرص العمل، وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.

وأشار الخريّف إلى أن المملكة حريصة على تحقيق الاستدامة في القطاع الصناعي، والاعتماد على حلول الطاقة النظيفة، حيث تدمج مصادر الطاقة المتجددة في العمليات الصناعية؛ لتحقيق هدف المملكة في الوصول إلى انبعاثات صافية صفرية بحلول عام 2060، بالإضافة إلى سعيها للإسهام في التحول العالمي نحو الصناعات الخضراء، وإنشاء نموذج أكثر استدامة للنمو الصناعي.

وركز منتدى «كومو» هذا العام على موضوعات رئيسية، مثل الابتكار والطاقة والاستدامة والصناعات اللوجيستية، إضافة إلى الرعاية الصحية الرقمية والتكنولوجيا المالية، وشارك في جلساته 150 متحدثاً من 14 دولة، بما في ذلك ممثلون من الحكومات والمؤسسات الصناعية من حول العالم، ويهدف المنتدى إلى معالجة الاستقرار الاقتصادي والمالي، وتشجيع التنمية المستدامة، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتعزيز التعاون العالمي.

وزير الصناعة السعودي يلتقي حاكم إقليم لومبارديا الإيطالي (منصة إكس)

دعم التبادل التجاري

من جانب آخر، بحث الخريف، مع حاكم إقليم لومبارديا الإيطالي، أتيليو فونتانا، فرص تعزيز التعاون في القطاع الصناعي، والفرص المشتركة في صناعات المستقبل وصناعة الأدوية واللقاحات، وصناعة السيارات الكهربائية، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتنمية الصناعية المهندس صالح السلمي، وعددٍ من رؤساء كبرى الشركات الإيطالية.

وناقش الطرفان خلال الاجتماع سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية، وفي مقدمتها القطاعان الصناعي والتعديني، خاصة في ظل الروابط الاستراتيجية والعلاقات المتينة التي تربط المملكة وإيطاليا، كما أكد الاجتماع على دور القطاع الخاص في تطوير العلاقات الاقتصادية ودعم التبادل التجاري بين البلدين؛ باستفادته من الفرص المشتركة المتاحة في المملكة وإيطاليا، وتوسيعه قاعدة الاستثمار والتنمية المستدامة فيهما.

واستعرض وزير الصناعة والثروة المعدنية خلال الاجتماع، أبرز مستهدفات «رؤية 2030» لتنويع مصادر الدخل في الاقتصاد الوطني، والفرص الاستثمارية النوعية التي تتيحها القطاعات الواعدة التي تركز على تطويرها الاستراتيجية الوطنية للصناعة، والمزايا التنافسية العديدة المقدمة للمستثمرين الأجانب، ومنها توفر البنية التحتية المتطورة، وتسهيل الإجراءات، والمبادرات الحكومية الداعمة للاستثمار، إضافة إلى توفّر مصادر الطاقة.

ويأتي اجتماع الخريف مع حاكم إقليم لومبارديا، في إطار زيارته الرسمية إلى إيطاليا؛ التي تهدف إلى تعزيز التعاون الصناعي والتعديني بين البلدين، وبحث الفرص المشتركة في قطاعات صناعية مهمّة تركّز على تطويرها الاستراتيجية الوطنية للصناعة، إضافة إلى الاستفادة من أحدث حلول الابتكار الصناعي، وجذب الاستثمارات إلى القطاعات الواعدة بالمملكة.


مقالات ذات صلة

الخريّف يزور إيطاليا لنقل حلول التصنيع الذكية إلى السعودية

الاقتصاد أحد المصانع المنتجة بالمدينة الصناعية في المدينة المنورة (واس)

الخريّف يزور إيطاليا لنقل حلول التصنيع الذكية إلى السعودية

يعتزم وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف، أن يزور ميدانياً شركات إيطالية، لنقل المعرفة وحلول التصنيع الذكية إلى الصناعة السعودية.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الاقتصاد أحد مصانع المدينة الصناعية في المدينة المنورة (واس)

 السعودية تستضيف «منتدى السياسات الصناعية» لمواجهة التحديات العالمية

تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة «منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف»، الذي يستهدف بناء سياسات صناعية مبتكرة تسهم في مواجهة التحديات العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

​السعودية تستقطب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

استقطبت السعودية 40 شركة فرنسية ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية (ندلب)

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جانب من توقيع مذكرة التفاهم لتأسيس شركة سعودية - كندية تصنع هياكل العروض الترفيهية والرياضية (واس)

توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس شركة سعودية – كندية تصنع هياكل العروض الترفيهية والرياضية

سلّط لقاء الطاولة المستديرة الذي نظمه مجلس الأعمال السعودي – الكندي، في مدينة تورنتو، الضوء على الفرص الاستثمارية بالبلدين، في عدد من القطاعات الاستراتيجية.

«الشرق الأوسط» (تورنتو)
الاقتصاد موظف يعمل في خط تجميع بمصنع السيارات الكهربائية لشركة «ريفيان أوتوموتيف» بنورمال (رويترز)

استقرار قطاع التصنيع الأميركي في سبتمبر

سجل قطاع التصنيع الأميركي استقراراً عند مستويات أضعف في سبتمبر ولكن الطلبات الجديدة تحسنت وانخفضت أسعار المدخلات إلى أدنى مستوى لها خلال تسعة أشهر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دعوات داخل «بنك اليابان» إلى وتيرة «معتدلة للغاية» في رفع الفائدة

امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

دعوات داخل «بنك اليابان» إلى وتيرة «معتدلة للغاية» في رفع الفائدة

امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

قال صانع السياسات في «بنك اليابان»، سيجي أداتشي، يوم الأربعاء، إن البنك يجب أن يرفع أسعار الفائدة بوتيرة «معتدلة للغاية»، وأن يتجنب رفعها قبل الأوان، محذراً بأن مزيداً من ارتفاع الين مع تباطؤ الطلب العالمي قد يؤثر على التضخم ونمو الأجور.

وقال أداتشي إن اقتصاد اليابان استوفى بالفعل الشروط اللازمة لتطبيع السياسة النقدية شديدة التيسير، مع بقاء الاقتصاد على قدم ثابتة واتساع نطاق ارتفاع الأسعار... لكنه حذر من عدم اليقين الاقتصادي المتنوع الذي يتطلب اتباع نهج حذر في رفع أسعار الفائدة.

وقال في كلمة ألقاها أمام قادة الأعمال في تاكاماتسو بغرب اليابان، إن الين قد يستمر في الارتفاع من أدنى مستوياته منذ عقود عدة مع دخول «بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي» دورة تيسير نقدي كاملة، مما من شأنه أن يدفع تكاليف الواردات اليابانية إلى الانخفاض ويثقل كاهل التضخم الاستهلاكي.

وهناك أيضاً شكوك حول ما إذا كانت الشركات اليابانية ستواصل رفع الأجور بشكل كافٍ العام المقبل؛ بسبب المخاطر العالمية المستمرة، مثل عدم اليقين بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، فضلاً عن تباطؤ الطلب الصيني والأميركي.

وقال أداتشي: «نظراً إلى عدم اليقين الكبير المحيط بالتطورات العالمية، فإن هناك عدم يقين كبيراً بشأن تطورات الأجور خلال العام المقبل في اليابان. وتتعين علينا مراقبة الموقف بعناية»، مشيراً إلى الحاجة لقضاء بعض الوقت بالتدقيق في مثل هذه المخاطر قبل رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

وتأتي تصريحات أداتشي، الخبير الاقتصادي السابق الذي يُنظر إليه على أنه يتبنى نهجاً محايداً بشأن السياسة النقدية، في أعقاب تصريحات محافظ «البنك المركزي»، كازو أويدا، التي تشير إلى أن «بنك اليابان» ليس في عجلة من أمره لرفع أسعار الفائدة.

وقال أداتشي في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال حول ما يمكن وصفها بزيادات «كافية» في الأجور، إن اليابان ستحتاج إلى رؤية ارتفاع الأجور في عام 2025 على الأقل بالوتيرة نفسها التي شهدتها هذا العام. وأضاف أن اجتماع مديري الفروع الإقليمية لـ«بنك اليابان»، المقرر عقده في يناير (كانون الثاني) المقبل، قد يقدم أدلة كافية حول توقعات الأجور في العام المقبل، مما يشير إلى تفضيله الانتظار حتى بداية العام المقبل على الأقل قبل رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

وذكرت وكالة «جيجي» للأنباء، يوم الأربعاء، أن أكبر مجموعة نقابية في اليابان، «رينغو»، تدرس المطالبة بزيادات في الأجور بنسبة 5 في المائة أو أكثر عام 2025، والحفاظ على مستوى طلبها الذي قدمته عام 2024.

وأنهى «بنك اليابان» أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار) الماضي، ورفع سعر سياسته قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة خلال يوليو (تموز) الماضي، على أساس أن اليابان تسير على الطريق الصحيحة لتحقيق هدف التضخم الذي حدده البنك بنسبة اثنين في المائة بشكل مستقر.

ومن غير المتوقع أن يكون هناك أي تغيير في السياسة حين المراجعة المقبلة لأسعار الفائدة بـ«بنك اليابان» في 30 و31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، على الرغم من انقسام الأسواق حول ما إذا كان البنك سيرفع أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، أم سينتظر حتى يناير الذي يليه.

وأظهرت أغلبية ضئيلة من الاقتصاديين، استطلعت «رويترز» آراءهم، أن «بنك اليابان» سيتخلى عن رفع أسعار الفائدة هذا العام، حيث توقع معظمهم أن يرفع «البنك المركزي» أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول مارس من العام المقبل.

وقال أداتشي إن «بنك اليابان» يجب أن يرفع أسعار الفائدة تدريجاً وعلى مراحل عدة قبل أن يصل التضخم بشكل دائم إلى اثنين في المائة؛ لتجنب الاضطرار إلى رفع حاد بسبب الانتظار لمدة طويلة، لكنه أضاف أن صناع السياسات يجب أن يتحركوا بحذر لمنع العودة إلى الانكماش.

وقال: «إلى أن يصل التضخم الأساسي بشكل مستدام ومستقر إلى هدفنا البالغ اثنين في المائة، يجب أن نحافظ بشكل أساسي على بيئة مالية متساهلة ونرفع سعر الفائدة لدينا بوتيرة معتدلة للغاية».

وسيرفع «بنك اليابان» في نهاية المطاف سعر الفائدة إلى مستوى «لا يُسخّن ولا يُبرّد الاقتصاد»، يسمى «سعر الفائدة الطبيعي». ولا يوجد لدى «بنك اليابان» تقدير رسمي لـ«سعر الفائدة الطبيعي» في اليابان، لكنه ينشر، بصفته مرجعاً، تقديرات أكاديمية عدة تضع معدل الفائدة الطبيعي في نطاق بين «سالب1» في المائة و«موجب 0.5» في المائة. ويرى كثير من المحللين أن معدل الفائدة الطبيعي يقع في مكان ما حول واحد في المائة.

وقال أداتشي: «أعتقد أنه يتعين علينا تجنب رفع أسعار الفائدة قبل الأوان، لذا أعتقد أنه يمكننا استخدام التقدير الأكثر تحفظاً. ومع ذلك؛ فإن معدل سياستنا الحقيقي الحالي أقل بدرجة كافية من معدل الفائدة الطبيعي». وأضاف: «هذا يعني أن البيئة المالية التيسيرية لا تزال قائمة».