فرنسا تدعو لمزيد من الشفافية بشأن واردات أوروبا من الغاز المسال الروسي

اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين ناقش أمن الإمدادات وحض على تتبع المنشأ

اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين (موقع المفوضية الأوروبية)
اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين (موقع المفوضية الأوروبية)
TT

فرنسا تدعو لمزيد من الشفافية بشأن واردات أوروبا من الغاز المسال الروسي

اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين (موقع المفوضية الأوروبية)
اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين (موقع المفوضية الأوروبية)

دعت فرنسا إلى مزيد من الشفافية بشأن واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي داخل الاتحاد الأوروبي، وشجعت المفوضية على فرض التزامات إبلاغ أكثر صرامة على الغاز الطبيعي المسال الروسي الذي يدخل الكتلة.

جاء ذلك خلال اجتماع وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، يوم الثلاثاء، والذي خصص لمناقشة واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي المتزايدة، ونقص الطاقة في أوكرانيا قبل الشتاء، وكيفية موازنة أسعار الطاقة عبر الدول الأعضاء.

وشكَّل الاجتماع جزءاً من مناقشة أوسع نطاقاً بين وزراء الاتحاد الأوروبي، بشأن الاستعداد لفصل الشتاء، وأمن الإمدادات، ووضع خطة الاتحاد لإعادة الطاقة REPowerEU، في أعقاب توصيات تقرير الشهر الماضي الذي أعده الرئيس السابق للمصرف المركزي الأوروبي ماريو دراغي، بشأن القدرة التنافسية الأوروبية، وفق ما ذكرت «ستاند آند بورز» في تقرير لها.

وفي حديثها خلال اجتماع وزراء الطاقة، أشارت وزيرة الطاقة الفرنسية أجنيس بانييه- روناشيه إلى أن فرنسا -بجانب 9 دول أخرى- سوف تشجع المفوضية على تحسين الشفافية المحيطة بواردات الغاز الطبيعي المسال الروسي.

وقالت بانييه- روناشيه: «نعتقد أنه من الضروري أن يكون لدينا أعلى مستوى من الشفافية فيما يتصل بتدفقات الغاز الطبيعي المسال؛ لأننا بحاجة إلى إزالة هذا الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي. وهذا أمر جيد لأوروبا، ولقدرتنا التنافسية».

وقال مفوض الطاقة الأوروبي كادري سيمسون في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع: «قدمت لنا الدول الأعضاء مدخلات إضافية حول كيفية مواصلة عملنا للتخلص التدريجي الفعال والسريع من الوقود الأحفوري الروسي المتبقي. يتضمن هذا مزيداً من الشفافية في تنسيق التدابير الحالية. وهذا يعني أننا نواصل هذا العمل وسيكون أحد أولويات خليفتي».

واعتمد الاتحاد الأوروبي رسمياً حزمة العقوبات الرابعة عشرة ضد روسيا في يونيو (حزيران)، والتي تستهدف قطاع الغاز الطبيعي المسال في البلاد للمرة الأولى. وكان من أهم ما في الحزمة حظر جديد على إعادة شحن الغاز الطبيعي المسال الروسي في مواني الاتحاد الأوروبي للتسليم إلى أسواق خارج الاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ بدءاً من نهاية مارس (آذار) 2025. لكن الاتحاد الأوروبي امتنع عن فرض حظر شامل على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، على الرغم من تعهد سابق بإنهاء جميع واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.

وكان الاتحاد قد أعلن بعد وقت قصير من بدء موسكو غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، عن جهوده نحو التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الروسي «في أقرب وقت ممكن» دون تحديد موعد.

ولفرض عقوبات على مستوى الاتحاد الأوروبي، يتعين على رؤساء الدول والحكومات الموافقة. وكجزء من حزمة إزالة الكربون من الغاز الجديدة التي وضعها الاتحاد الأوروبي، تم منح الدول الأعضاء الحق في تقييد الوصول إلى الغاز الروسي والغاز الطبيعي المسال على المستوى الوطني.

وقال وزير المناخ والبيئة الفنلندي كاي ميكانين للصحافيين قبل الاجتماع: «ستتقدم بلجيكا بطلب، وسندعم مبادرة لحظر وتتبع واردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا بشكل أكثر هيكلية»، بينما قال وزير الطاقة البلجيكي تين فان دير ستراتن: «لقد شهدنا في بلجيكا مضاعفة أحجام الغاز الطبيعي المسال. ومن المحتمل أن تكون هذه الكميات مخصصة لتأمين الإمدادات داخل أوروبا، ولكننا نواجه صعوبة في تنفيذ هذه الحزمة (14) ولهذا السبب نطالب بنظام تتبع».

وقال وزير الطاقة الفنلندي كاي ميكانين عبر حسابه على منصة «إكس»: «يجب أن نكون واضحين للغاية بشأن عدم قبول الغاز الروسي في الاتحاد الأوروبي، والمضي قدماً في تتبع مصادر الغاز الطبيعي المسال».

وكانت المفوضية الأوروبية قد كُلفت بمراقبة حصة واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي في إجمالي واردات الطاقة للاتحاد الأوروبي بعد فرض عقوبات يونيو. ومن المقرر أن تقدم تقريراً إلى مجلس الاتحاد الأوروبي في حالة حدوث أي تطورات مهمة مرتبطة بالعقوبات بحلول يونيو 2025. ومن المتوقع أن يؤدي حظر إعادة الشحن إلى بقاء مزيد من الغاز الطبيعي المسال الروسي في أوروبا على حساب آسيا.

وتُستخدم المواني الأوروبية -مثل زيبروغ- لإعادة تحميل الغاز الطبيعي المسال الروسي الذي تحمله سفن كاسحة الجليد المتخصصة من مشروع «يامال» للغاز الطبيعي المسال، على سفن الغاز الطبيعي المسال التقليدية، لإعادة تصديره إلى أسواق مثل آسيا.

وتعني العقوبات المفروضة على إعادة الشحن، أن أي شحنات متجهة إلى آسيا يتم إرسالها غرباً قد يتعين نقلها طوال الطريق بواسطة سفن كاسحة الجليد، مما يعني رحلة أطول بكثير. وصدَّرت روسيا ما مجموعه 13.16 مليون طن متري إلى أوروبا بدءاً من 15 أكتوبر (تشرين الأول). وأظهرت بيانات من «كوموديتي إنسايتس» التابعة لـ«ستاندرد أند بورز» أنها صدرت نحو 15.37 مليون طن متري إلى أوروبا في عام 2023.


مقالات ذات صلة

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي يتحدث خلال لقاء بغرفة التجارة الأميركية بالقاهرة (وزارة البترول المصرية)

مصر تعلن زيادة إنتاج الغاز والنفط في الربع الثالث من العام الجاري

أعلن وزير البترول المصري كريم بدوي زيادة إنتاج الغاز في بلاده خلال الـ3 أشهر من يوليو إلى أكتوبر بواقع 200 مليون قدم مكعب غاز و39 ألف برميل من النفط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد موقع لاستكشاف النفط في أستراليا تابع لشركة «سانتوس»... (حساب الشركة على إكس)

«سانتوس» الأسترالية للطاقة تعتزم صرف 60 % من تدفقاتها النقدية للمساهمين

أعلنت «شركة النفط والغاز الطبيعي الأسترالية (سانتوس)» إطار عمل محدثاً لتخصيص أموالها بهدف صرف ما يصل لـ60 في المائة من إجمالي تدفقاتها النقدية الحرة للمساهمين.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
الاقتصاد عامل غاز يسير بين الأنابيب في محطة ضغط وتوزيع لخط أنابيب الغاز يورنغوي - بوماري - أوزغورود جنوب غربي روسيا (رويترز)

روسيا تعيد بيع مزيد من الغاز في أوروبا بعد قطع الإمدادات عن النمسا

قالت شركات ومصادر إن تدفقات الغاز الروسي إلى النمسا توقفت لليوم الثاني، يوم الأحد، بسبب نزاع على الأسعار.

«الشرق الأوسط» (برلين) «الشرق الأوسط» (براغ)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.