تباطؤ التضخم البريطاني لأدنى مستوى له منذ أكثر من 3 سنوات

عزَّز التوقعات بخفض آخر لسعر الفائدة

امرأة تحمل مظلة تقف أمام بنك إنجلترا في الحي المالي بلندن (أ.ب)
امرأة تحمل مظلة تقف أمام بنك إنجلترا في الحي المالي بلندن (أ.ب)
TT

تباطؤ التضخم البريطاني لأدنى مستوى له منذ أكثر من 3 سنوات

امرأة تحمل مظلة تقف أمام بنك إنجلترا في الحي المالي بلندن (أ.ب)
امرأة تحمل مظلة تقف أمام بنك إنجلترا في الحي المالي بلندن (أ.ب)

تباطأ التضخم في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو الانخفاض الذي عزَّز توقعات السوق بأن بنك إنجلترا سيخفض أسعار الفائدة، في اجتماعه المقبل للسياسة.

وقال مكتب الإحصاء الوطني إن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 1.7 في المائة، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، بانخفاض عن 2.2 في المائة خلال الشهر السابق عليه، ويرجع ذلك، إلى حد كبير، إلى انخفاض أسعار تذاكر الطيران والبنزين.

وكان الانخفاض أكبر من 1.9 في المائة، الذي توقَّعه المحللون، ويعني أن التضخم أقل من معدل هدف البنك المركزي، البالغ 2 في المائة لأول مرة منذ عام 2021.

ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تخفّض لجنة تحديد أسعار الفائدة، التابعة للبنك، سعر الفائدة الرئيسي بشكل أكبر، عندما تجتمع مرة أخرى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إلى 4.75 في المائة، من 5 في المائة.

وخفّضت تكاليف الاقتراض في أغسطس (آب)، وهو أول خفض منذ الأيام الأولى لجائحة فيروس كورونا في أوائل عام 2020.

وقال لوك بارثولوميو، نائب كبير الاقتصاديين بشركة «أبردين» لإدارة الأصول: «إن خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في نوفمبر أصبح، الآن، أمراً محسوماً فعلياً، ومن المؤكد أن هذا التقرير يجعل الطريق إلى خفض متتال في ديسمبر (كانون الأول) أكثر وضوحاً».

لقد زادت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم تكاليف الاقتراض بشكل كبير من الصفر تقريباً أثناء جائحة «كورونا» عندما بدأت الأسعار الارتفاع، أولاً نتيجة مشاكل سلسلة التوريد المتراكمة، ثم بسبب غزو روسيا الكامل لأوكرانيا، مما دفع تكاليف الطاقة إلى الارتفاع.

ومع انخفاض معدلات التضخم من أعلى مستوياتها في عقود عدة مؤخراً، فقد بدأت خفض أسعار الفائدة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي تكاليف الاقتراض مرة أخرى، في اجتماعه المقبل خلال نوفمبر، خاصة أنه سيَعرض تفاصيل موازنة الحكومة في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وقالت حكومة حزب العمال الجديدة إنها بحاجة لسدّ فجوة تبلغ 22 مليار جنيه إسترليني (29 مليار دولار) في المالية العامة. وأشارت إلى أنها قد تضطر لزيادة الضرائب وخفض الإنفاق، والذي من المرجح أن يؤثر سلباً على التوقعات في الأمد القريب للاقتصاد البريطاني، ويضع ضغوطاً هبوطية على التضخم.

وانخفض الجنيه الإسترليني بعد بيانات تباطؤ التضخم بأكثر من المتوقع بنسبة 0.4 في المائة مقابل الدولار، إلى 1.3019 دولار، بعد أن كان مستقراً قبل البيانات. كما ضعف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو، الذي ارتفع بنسبة 0.3 في المائة إلى 83.75 بنس.


مقالات ذات صلة

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تراجع مبيعات التجزئة البريطانية أكثر من المتوقع قبيل موازنة ستارمر

متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)
متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)
TT

تراجع مبيعات التجزئة البريطانية أكثر من المتوقع قبيل موازنة ستارمر

متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)
متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)

تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل أكبر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية التي أضافت إلى مؤشرات أخرى على فقدان الزخم الاقتصادي قبيل أول موازنة للحكومة الجديدة، برئاسة رئيس الوزراء كير ستارمر.

وكان استطلاع للرأي أجرته «رويترز» بين الاقتصاديين قد توقّع انخفاضاً شهرياً في أحجام المبيعات بنسبة 0.3 في المائة، مقارنة بشهر سبتمبر (أيلول).

وكان الانخفاض في أكتوبر هو الأكبر منذ يونيو (حزيران) عندما تراجعت المبيعات بنسبة 1 في المائة مقارنة بشهر مايو (أيار). كما تم تعديل الزيادة الشهرية في المبيعات في سبتمبر إلى 0.1 في المائة بعد أن كانت قد قُدِّرت سابقاً بزيادة 0.3 في المائة.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنحو 5 سنتات مقابل الدولار الأميركي فور صدور البيانات، قبل أن يعاود التعافي.

وقال «المكتب الوطني للإحصاء» إن التجار في جميع القطاعات أفادوا بأن المستهلكين قلصوا الإنفاق قبل أول موازنة ضريبية وإنفاقية للحكومة الجديدة في 30 أكتوبر.

وأضاف المكتب أن سبباً محتملاً آخر لضعف المبيعات كان عطلة نصف الفصل الدراسي في إنجلترا وويلز، التي عادة ما تقع ضمن فترة تقارير البيانات في أكتوبر، ولكنها لم تحدث هذا العام.

وكانت مبيعات الملابس ضعيفةً بشكل خاص في أكتوبر، وهو ما كان قد أظهرته الأرقام السابقة التي أصدرتها «جمعية التجزئة البريطانية»، التي تمثل الصناعة، والتي ربطت الانخفاض بطقس كان أكثر دفئاً من المعتاد.

وقال «المكتب الوطني للإحصاء» إنه في الـ12 شهراً حتى أكتوبر، ارتفعت أحجام المبيعات بنسبة 2.4 في المائة، وهو تباطؤ عن الزيادة البالغة 3.2 في المائة في سبتمبر، وأضعف من التوقعات المتوسطة في استطلاع «رويترز»، التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 3.4 في المائة.