«الخطوط السعودية»: الطائرات الكهربائية ستربط أهم مناطق المملكة نهاية 2026

تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن صفقة شراء 100 مركبة من «ليليوم» الألمانية

TT

«الخطوط السعودية»: الطائرات الكهربائية ستربط أهم مناطق المملكة نهاية 2026

مدير عام مجموعة «السعودية» إبراهيم العمر مع المسؤولين أمام نموذج للطائرة الكهربائية في جناح الشركة المشارِك في المنتدى اللوجيستي العالمي (الشرق الأوسط)
مدير عام مجموعة «السعودية» إبراهيم العمر مع المسؤولين أمام نموذج للطائرة الكهربائية في جناح الشركة المشارِك في المنتدى اللوجيستي العالمي (الشرق الأوسط)

أكد المتحدث الرسمي لمجموعة «الخطوط السعودية»، المهندس عبد الله الشهراني لـ«الشرق الأوسط»، أن الـ100 طائرة كهربائية التي تم شراؤها من شركة «ليليوم» الألمانية، سيبدأ التشغيل الرسمي لها، بتسلُّم أول ناقلة، في النصف الثاني من 2026، وستعمل على ربط أهم مناطق المملكة بوقت وجيز.

يأتي ذلك بعد توقيع «الخطوط السعودية» مع «ليليوم» الألمانية المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، في يوليو (تموز) الماضي، صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية، في واحدة من كبرى الطلبيات التي تلقتها الشركة حتى الآن.

وقال الشهراني (الأحد)، على هامش اليوم الأول من «المنتدى اللوجيستي العالمي» المقام في الرياض، إن الطائرة لديها اختبار رسمي مهم في الشهر الثاني من العام المقبل، وبعد ذلك ستبدأ عمليات البنية التحتية وتدريب الطيارين، وصولاً إلى التشغيل الرسمي لها، الذي سيكون في النصف الثاني من 2026، بتسلُّم أول طائرة منها، وسيتم تسلُّم الدفعة كاملة على مدار 6 سنوات.

المتحدث الرسمي لمجموعة «الخطوط السعودية» المهندس عبد الله الشهراني (الشرق الأوسط)

وتستعرض مجموعة «السعودية» في جناحها المشارِك خلال «المنتدى اللوجيستي العالمي»، نموذجاً واقعياً لطائرة «ليليوم» الكهربائية.

وبيّن الشهراني أن سرعة الطائرة الواحدة منها تصل إلى 270 كيلومتراً في الساعة، وتقطع مسافة نحو 170 كيلومتراً.

وأوضح المتحدث الرسمي أن مجموعة «السعودية» تسعى إلى إنشاء شبكة واسعة من خطوط طائرات «ليليوم» الكهربائية؛ لربط أهم المناطق في المملكة، بوقت يتراوح بين 20 و40 دقيقة، حيث إنها تتميز بسرعتها وتوفيرها للجهد.

وتعمل الطائرة الكهربائية من «ليليوم» على توفير مزيد من الرحلات، واختصار زمنها بنسبة تصل إلى 90 في المائة، بما في ذلك الوجهات السياحية التي يتطلب الوصول إليها وقتاً طويلاً، في حين تقدم حلاً فعالاً للتنقل في المناطق المكتظة، إضافة إلى تقليل الازدحام المروري وتوفير الوقت.

وأبان الشهراني أن استخدام الطائرات الكهربائية يشمل ربط مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة (غرب السعودية)، بالحرم المكي والمشاعر المقدسة، بما فيها «مزدلفة»، و«منى»، و«عرفة»، من خلال المهابط الموجودة في المناطق المجاورة لها، وكذلك ربط مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض بـ«القدية»، و«الدرعية»، والمناطق الترفيهية.

وتابع المتحدث الرسمي أن هناك خططاً مستقبلية لربط منتجعات مشروع البحر الأحمر بمطار المنطقة من خلال طائرة «ليليوم» الكهربائية، إضافة إلى وجودها في منطقة «نيوم».

نموذج لطائرة «ليليوم» الكهربائية في جناح مجموعة «السعودية» خلال المنتدى اللوجيستي العالمي (تصوير: تركي العقيلي)

وقال إن هذه الطائرات الكهربائية ستحدث نقلة كبيرة ونوعية في وسائل النقل داخل المملكة لربط المطارات بالمناطق المجاورة، إضافة إلى تميّزها بالأمان؛ حيث يقودها طيار، وذلك على العكس من بعض الناقلات التي لا تعتمد على البشر.

ولفت إلى وجود خطط عدة فيما يخص الاستدامة في شركتَي «السعودية للشحن» و«الشركة السعودية للخدمات اللوجيستية (سال)»، من خلال اختيار أنواع الطائرات الأقل استخداماً للوقود، واستخدام معدات أرضية صديقة للبيئة.

وأكد أن المجموعة تلتزم بدعم «رؤية 2030» في جعل المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً، مبيّناً أن شركتَي «السعودية للشحن» و«سال»، تسهمان في تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم خدمات لوجيستية متكاملة، تسهم في تعزيز الربط بين القارات الثلاث، وتلبية احتياجات السوقَين المحلية والإقليمية.

يشار إلى أن هذه الصفقة تتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030»، ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية؛ حيث ستسهم في تعزيز قطاعات السياحة والترفيه والرياضة، وتسهيل نقل الضيوف من جميع أنحاء العالم؛ مما يدعم تحقيق مستهدف نقل 330 مليون مسافر و150 مليون زيارة، فضلاً عن إتاحتها سهولة التنقل والحركة للحجاج والمعتمرين خلال مواسم الحج والعمرة، بما يتواءم مع تحقيق مستهدف استقبال 30 مليون معتمر.


مقالات ذات صلة

«التصدير والاستيراد» السعودي يوقّع اتفاقية تسهيلات ائتمانية بـ50 مليون دولار مع «دي إل هدسون»

الاقتصاد خلال توقيع اتفاقية التسهيلات الائتمانية (واس)

«التصدير والاستيراد» السعودي يوقّع اتفاقية تسهيلات ائتمانية بـ50 مليون دولار مع «دي إل هدسون»

أبرم بنك التصدير والاستيراد السعودي اتفاقية تسهيلات ائتمانية بقيمة 50 مليون دولار مع شركة «دي إل هدسون» المحدودة، تهدف إلى تنمية الصادرات السعودية غير النفطية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجستية متحدثاً للحضور في المنتدى اللوجستي العالمي (تصوير: تركي العقيلي)

السعودية تحشد العالم لوضع حلول تضمن سلامة وأمن سلاسل الإمداد

يأتي انعقاد المنتدى اللوجستي العالمي بنسخته الأولى في الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في توقيت مهم.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد رئيس «الهيئة العامة للطيران» في المنتصف خلال تدشين المكتب الجديد لـ«شركة الخطوط السعودية للشحن»... (الشرق الأوسط)

الدعيلج لـ«الشرق الأوسط»: العمل يتركز على تحسين البيئة الاستثمارية للشحن الجوي بالسعودية

كشف رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني»، عبد العزيز الدعيلج، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن العمل حالياً يتركز على تحسين البيئة الاستثمارية للشحن الجوي بالسعودية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية للوزراء في المنتدى اللوجيستي العالمي (الشرق الأوسط)

المنتدى اللوجيستي العالمي بالرياض: جلسة حوارية تركز على التقنيات الجديدة لمواجهة تحديات النقل

سلطت الجلسة الحوارية الأولى في المنتدى اللوجيستي العالمي، المقام في الرياض، الضوء على أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة لمواجهة تحديات النقل واللوجيستيات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

السعودية تحشد العالم لوضع حلول تضمن سلامة وأمن سلاسل الإمداد

وزير النقل والخدمات اللوجستية متحدثاً للحضور في المنتدى اللوجستي العالمي (تصوير: تركي العقيلي)
وزير النقل والخدمات اللوجستية متحدثاً للحضور في المنتدى اللوجستي العالمي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

السعودية تحشد العالم لوضع حلول تضمن سلامة وأمن سلاسل الإمداد

وزير النقل والخدمات اللوجستية متحدثاً للحضور في المنتدى اللوجستي العالمي (تصوير: تركي العقيلي)
وزير النقل والخدمات اللوجستية متحدثاً للحضور في المنتدى اللوجستي العالمي (تصوير: تركي العقيلي)

يأتي انعقاد المنتدى اللوجستي العالمي بنسخته الأولى في الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في توقيت مهم، في وقت يقف القطاع اللوجستي العالمي عند نقطة حاسمة، وفيما تسلط التحديات العالمية الضوء على الحاجة لضمان سلامة وأمن سلاسل الإمداد، وهو ما يفرض مناقشة مستقبل الخدمات اللوجستية وإعادة تشكيل حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد.

ومن منبر المنتدى، أعلنت السعودية أنها تهدف إلى تحويل الشرق الأوسط مركزاً للنقل والخدمات اللوجستية، لبناء نظام إقليمي متعدد المحاور يعزز سلاسل الإمداد العالمية، كاشفة أن 4 مطارات ستكون متاحة للإدارة من قبل القطاع الخاص، العام المقبل. كما شدّدت على أهمية المبادرات الحكومية الاستراتيجية لإعادة رسم مستقبل قطاع اللوجستيات، وبناء سلسلة إمداد عالمية أكثر ترابطاً ومرونة، من خلال التعاون والابتكار.

وشهد المنتدى، الذي تنظمه وزارة النقل والخدمات اللوجستية في السعودية، حضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، وقادة المنظمات الدولية والاتحادات الصناعية والخبراء والأكاديميين والمحللين، بمشاركة 130 متحدثاً و80 عارضاً من 30 دولة.

ويناقش مواضيع محورية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، مثل تمكين الأسواق العالمية، والاستثمار في البنية التحتية اللوجستية، ومرونة الخدمات اللوجستية في مواجهة الاضطرابات في منطقة البحر الأحمر، إضافة إلى مناقشة العصر الجديد لموانئ الطاقة، وتمكين المواهب لتحويل صناعات الغد.

الجاسر

افتتح وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح الجاسر، أعمال النسخة الأولى من المنتدى، تحت شعار «إعادة رسم خريطة الخدمات اللوجستية العالمية»، مبيناً أن القطاع اللوجستي العالمي يقف اليوم عند نقطة حاسمة، حيث تسلط التحديات العالمية الضوء على الحاجة إلى ضمان سلامة وأمن سلاسل الإمداد، واستمرارية عمل الخدمات اللوجستية التي تعدّ العمود الفقري للتجارة العالمية.

جانب من العرض التقديمي لحفل افتتاح المنتدى اللوجستي العالمي (تصوير: تركي العقيلي)

ولفت إلى أن الحدث يشكل فرصة لتعزيز وتحويل وحماية الشبكات اللوجستية العالمية التي تربط الجميع، بالشكل الذي يوفر ازدهاراً للاقتصاديات، ويضمن وصول البضائع إلى وجهتها.

وشدّد الجاسر على ضرورة تسريع وتيرة التحول في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية وجعلها مركزاً عالمياً للتجارة والخدمات اللوجستية، مؤكداً أن المملكة مستمرة في تطوير بنيتها التحتية اللوجستية، وفق «رؤية 2030»، بدعم من استثمارات حكومية كبيرة تهدف إلى تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد وربط الأسواق العالمية.

‏ وبيّن أن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في منتصف عام 2021، تستهدف استثمار أكثر من تريليون ريال (266.6 مليار دولار) بحلول عام 2030، حيث تم بالفعل تخصيص 200 مليار ريال من هذه المبالغ، التي مكّنت القطاع اللوجستي السعودي من التقدم بشكل بارز، ما أسهم في تحسين تصنيفاتها العالمية.

وتعمل المملكة حالياً على الانتهاء من تصميم مشروع لربط العاصمة الرياض بمدينة جدة وموانئ البحر الأحمر عبر خط للسكك الحديدية.

وأشار الجاسر إلى أن المملكة كانت منذ قرون تقع عند تقاطع بعض من أهم شبكات التجارة في التاريخ، مثل طريق البخور، وطريق التوابل، والطريق البحري لطريق الحرير، وهي تسعى اليوم إلى تشكيل مستقبلها اللوجستي، من خلال البنية التحتية المتطورة، مثل مطار الملك سلمان الدولي، والموانئ البحرية الحديثة، وزيادة طول شبكة السكك الحديدية، مؤكداً أن هذه المرافق تُعد أساسية لتحقيق «رؤية 2030»، وهي التي تستمر في دفع المملكة نحو أن تصبح قوة لوجستية عالمية.

ونوّه بتحقيق منظومة النقل والخدمات اللوجستية إنجازات متنوعة، أسهمت في ارتفاع مؤشر الأداء اللوجستي للمملكة الصادر عن البنك الدولي 17 مرتبة، و14 مرتبة في مؤشر الاتصال العالمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، لافتاً الانتباه إلى تمكن شبكة السكك الحديدية السعودية العام الماضي من تقليل ما يعادل مليون رحلة شاحنة من الطرق، ما أسهم في تقليل انبعاثات الكربون.

القطاع الخاص

وفي الجلسة الحوارية الأولى التي جمعت عدداً من الوزراء بعنوان «الخدمات اللوجيستية تبني الأمم، والأمم تبني الخدمات اللوجيستية»، سلّط المتحدثون الضوء على أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة لمواجهة تحديات النقل والخدمات اللوجيستية وتسهيل حركة سلاسل الإمداد.

وأكد وزير الاستثمار، المهندس خالد الفالح، أن أساس الاستثمار في الوقت الحالي يقع على عاتق النقل والاتصالات واللوجستيات، وأن المملكة تقوم بإنشاء مراكز لوجستية خاصة، لافتاً إلى أهمية تطوير واستخدام التقنيات لمواجهة التحديات والصعوبات التي تجابه قطاع النقل واللوجستيات، كاشفاً في الوقت نفسه عن وجود مشاريع كثيرة لتطوير هذه التقنيات.

ولفت إلى أنه في مجال الخدمات اللوجستية، فإن المبدأ الأساسي هو تخارج الحكومة من ممارسة الأعمال، لذلك فإن تمكين القطاعات المختلفة وتحويلها إلى القطاع الخاص أمر أساسي، ومن المهم إعطاء المجال للقطاع الخاص في إدارة المرافق اللوجستية. كاشفاً أنه سيتم تخصيص 4 مطارات خلال السنوات المقبلة، من ضمنها مطار أبها الذي جذب 100 شركة.

ونوّه بأن المستثمرين مهتمون بقطاع النقل والخدمات اللوجستية السعودي، مبيناً أن القطاع سيتطلب كثيراً من رؤوس الأموال، قائلاً: «من دون النقل والمواصلات واللوجستيات لن يقوم الاقتصاد العالمي».

طائرة كهربائية في المعرض المرافق للمنتدى اللوجستي العالمي (تصوير: تركي العقيلي)

وأشار إلى أن «الأكثر أهمية بالنسبة لنا في المنطقة، هو إقليمية سلاسل التوريد العالمية، حيث كانت العولمة جيدة للاقتصاد العالمي، ولن يختفي هذا النظام، لكنه سيتطور إلى نظام إقليمي متعدد المحاور للنقل والخدمات اللوجستية». وأكد أن موقع منطقة الشرق الأوسط يؤهلها للعب دور مركزي في هذا المجال؛ «وسنعمل على بناء مركزنا اللوجستي الإقليمي الخاص بنا، بل نحن في طور إنشائه بالفعل، ولن نبدأ من الصفر».

وقال الفالح: «أنا سعيد برؤية التوقيع على شيء مهم، وهو تطوير التواصل البحري بين السعودية ومصر، والإمارات معنا، وعمان معنا كذلك، ونحن بالضرورة يمكن أن نشكل شبكة واحدة، وشبكة السكك الحديدية الخليجية ستشكل إضافة إلى ما هو قائم بالفعل، هناك 30 ميناء تشكل نسبة 80 في المائة من النقل». وأكد أن الموانئ سيكون عليها مزيد من الطلب، مشيراً إلى أهمية الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتهيئة وسائل النقل لذلك، مضيفاً أن السعودية لديها القدرة والإمكانات لأن تكون دولة مهمة في إنتاج الطاقة الخضراء.

من جهته، أبان وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح الجاسر، أنه من المهم حماية البحر الأحمر ليتم تدفق التجارة من دون أي تهديدات، داعياً إلى مزيد من الاهتمام بتوظيف التقنيات الجديدة للتغلب على بعض هذه التحديات والمخاطر، موضحاً أن المملكة اتخذت إجراءات بديلة حيث ركّزت نقل غالبية التجارة إلى ناحية الشرق، حيث ميناءي الجبيل والدمام، وأن بلاده نجحت في زيادة تجارتها (صادرات وواردات) بنسبة 5 في المائة رغم التحديات الراهنة.

بدوره، أشار وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، سهيل المزروعي، إلى أهمية انعقاد هذا الحدث في المملكة خلال الوقت الراهن للتركيز على قضايا قطاع النقل واللوجيستيات، لافتاً إلى حضور الإمارات في 78 دولة، حيث تقوم بتشغيل وإدارة 112 ميناءً عبر هذه الدول، كما تعمل على مواجهة المشكلات البيروقراطية التي تواجه هذا القطاع، وتسهيل حركة سلاسل الإمداد وخدمة البلوك تشين.

وزير النقل المصري كامل الوزير أوضح أن بلاده وضعت خطة للتطوير الشامل، كان في مقدمتها تطوير قطاع النقل واللوجيستيات، كما قامت بتطوير 15 ميناءً تجارياً بمشاركة شركات عالمية وإماراتية.

وأفاد أن ما يحدث في غزة ولبنان يؤثر على حركة الملاحة في قناة السويس، التي تمثل شرياناً بحرياً عالمياً لنقل السلع والطاقة، مشيراً إلى أن الملاحة في القناة شهدت نتيجة هذه الأحداث انخفاضاً بلغ 60 في المائة من عدد السفن العابرة.

وفي جلسة حوارية أخرى، أكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عبد العزيز الدعيلج، أن المملكة تتمتع بموقع جغرافي استثنائي، حيث تقع على مفترق طرق بين 3 قارات، مع وجود نحو 50 في المائة من سكان العالم على بُعد رحلة طيران لا تتجاوز 5 ساعات من المملكة، وهو ما يجعل بلاده مرتبطة بالأسواق الحيوية بسرعة وكفاءة لا مثيل لهما، من خلال الشحن الجوي، خصوصاً في عالم تواجه فيه سلاسل الإمداد ضغوطاً متزايدة بسبب العوامل الجيوسياسية.

اتفاقيات

إلى ذلك، شهد اليوم الأول لفعاليات المنتدى اللوجستي العالمي 2024 توقيع أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بحضور قادة ورواد قطاع الخدمات اللوجستية من مختلف أنحاء العالم، بهدف تبادل المعرفة لتعزيز كفاءة ومرونة واستدامة القطاع.

وأعلنت شركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي توقيع مذكرة تفاهم مع «ewpartners»، المتخصصة في مجال الاستثمار الخاص والتحالفات الاستراتيجية والمبادرات الاستثمارية، للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة كحلقة وصل بين 3 قارات، ودفع عجلة النمو، ورفع مستوى التميز التشغيلي في قطاع الخدمات اللوجستية.

وسيركز التعاون على مناقشة فرصة إنشاء مركز اقتصادي للتجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية، ليكون أحد المراكز التي أعلنت عنها وزارة النقل والخدمات اللوجستية، لتحسين سلاسل الإمداد وتسهيل الاستثمار والتجارة، بما يحقق مستهدفات البلاد.

ووقّعت الهيئة العامة للنقل السعودية، ووزارة النقل في مصر، مذكرة تفاهم لتعزيز الربط البحري، حيث تركز على تعزيز التعاون في هذا المجال، بما في ذلك اليخوت والعبارات وسفن الرحلات البحرية، بهدف تعزيز السياحة وتقوية الروابط بين البلدين.

كما شهد الحدث الإعلان عن تأسيس شراكة بين وزارة النقل والخدمات اللوجستية، والخطوط الحديدية السعودية، تحت مظلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، تهدف إلى تعزيز التطوير المهني للشباب الواعدين في قطاع النقل.