رغم تباطؤ التضخم... معاناة الأرجنتينيين مستمرة

في ظل ثبات الرواتب وارتفاع تكاليف المعيشة

بائع خضار يعد أوراقاً نقدية من البيزو الأرجنتيني في سوق محلية (رويترز)
بائع خضار يعد أوراقاً نقدية من البيزو الأرجنتيني في سوق محلية (رويترز)
TT

رغم تباطؤ التضخم... معاناة الأرجنتينيين مستمرة

بائع خضار يعد أوراقاً نقدية من البيزو الأرجنتيني في سوق محلية (رويترز)
بائع خضار يعد أوراقاً نقدية من البيزو الأرجنتيني في سوق محلية (رويترز)

بدأت وتيرة التضخم الجامح في الأرجنتين، الذي يعدّ الأعلى على مستوى العالم، في التباطؤ، ولكن هذا التراجع لم يخفف من معاناة السكان الذين ظلَّت رواتبهم ثابتةً بينما ارتفعت تكاليف السلع الأساسية بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، قامت الحكومة بتقليص الدعم الحكومي.

وقال دانيال فازكيز، أستاذ جامعي، في أثناء تسوقه في بوينس آيرس: «نحن نفقد القدرة على تتبع ما هو غالٍ وما هو رخيص. تستمر الأسعار في الارتفاع، والشيء الوحيد الذي لا يرتفع هو الراتب». وأضاف: «الفجوة كبيرة جداً، كبيرة جداً»، وفق «رويترز».

ويتوقع المحللون أن يصل التضخم السنوي إلى نحو 124 في المائة في عام 2024، على الرغم من أن معدل الزيادة الشهرية قد تباطأ إلى 3.5 في المائة. ورغم هذا التباطؤ، فإن معدل التضخم السنوي لا يزال مرتفعاً للغاية، حيث بلغ 237 في المائة في أغسطس (آب).

وقام الرئيس اليميني خافيير ميلي بخفض الدعم لبعض القطاعات مثل الطاقة والنقل، وتعهّد بتقليص ما يسميه «الانتفاخ» في القطاع العام، بما في ذلك إغلاق بعض المكاتب وتقليص الوظائف.

لكن هذه التدابير التقشفية الصارمة أدت إلى تمديد فترة الركود وزيادة معدلات الفقر إلى نحو 53 في المائة.

وأشار إيفان كورتيسي، مبرمج كومبيوتر يبلغ من العمر 30 عاماً، إلى أن أسعار المواد الغذائية ظلت ثابتة مقارنة بالشهر الماضي، لكن تكاليف المرافق ارتفعت بشكل كبير، حيث قال: «شهدنا زيادة ملحوظة في خدمات المرافق جميعها».

وتدهورت قيمة العملة المحلية منذ تولي ميلي منصبه في ديسمبر (كانون الأول)، مما أثر بشكل خاص على العمّال غير الرسميين والموظفين المدنيين والمتقاعدين والأطباء والمعلمين.

ويوم الأربعاء، فشل الكونغرس الأرجنتيني في إلغاء «الفيتو»، الذي فرضه ميلي على قانون كان سيعزز الإنفاق الجامعي بما يتماشى مع التضخم، وذلك بعد احتجاجات جماعية من الطلاب والعاملين في الجامعات ضد هذا القرار.

وتعهد ميلي باستخدام «الفيتو» ضد أي قانون يهدد التوازن المالي.


مقالات ذات صلة

صندوق النقد الدولي يتوقع بقاء الاقتصاد الكويتي بحالة ركود في 2024

الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

صندوق النقد الدولي يتوقع بقاء الاقتصاد الكويتي بحالة ركود في 2024

توقع صندوق النقد الدولي أن يبقى الاقتصاد الكويتي في حالة ركود في عام 2024، ثم يتعافى على المدى المتوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد العَلم الأميركي على أحد المباني في «وول ستريت» بالحي المالي - نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تتراجع قليلاً عن مستوياتها القياسية مع بيانات مخيّبة للآمال

شهدت الأسهم الأميركية تراجعاً طفيفاً عن مستوياتها القياسية، الخميس، بعد صدور تقريرين مخيبين للآمال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

موقف حذر من «المركزي الأوروبي» تجاه تخفيف السياسة النقدية المستقبلية

أظهرت حسابات المصرف المركزي الأوروبي لاجتماعه في الثاني عشر من سبتمبر (أيلول) أن صناع السياسات كانوا راضين عن انخفاض التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد موظفون يعملون بمطعم في بنسلفانيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع قليلاً فوق التوقعات في سبتمبر

ارتفعت أسعار المستهلك في الولايات المتحدة أكثر قليلاً من المتوقع في سبتمبر (أيلول)، لكن الزيادة السنوية في التضخم كانت الأصغر في أكثر من 3 سنوات ونصف السنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

«الأسهم الأوروبية» ترتفع قليلاً قبل بيانات التضخم الأميركية

ارتفعت الأسهم الأوروبية قليلاً يوم الخميس، متتبعة نظيراتها الآسيوية على أمل مزيد من التحفيز في الصين، بينما ينتظر المستثمرون بيانات التضخم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صندوق النقد الدولي يتوقع بقاء الاقتصاد الكويتي بحالة ركود في 2024

منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)
منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)
TT

صندوق النقد الدولي يتوقع بقاء الاقتصاد الكويتي بحالة ركود في 2024

منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)
منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

توقع صندوق النقد الدولي أن يبقى الاقتصاد الكويتي في حالة ركود في عام 2024، ثم يتعافى على المدى المتوسط، وقال إن المخاطر المحلية ترتبط في المقام الأول بتنفيذ الإصلاحات المالية والبنيوية، «التي قد تتأخر أو تتسارع أكثر».

وقال صندوق النقد الدولي في بيان بختام زيارة بعثته إلى الكويت، إن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي سينكمش بنسبة 3.2 في المائة أخرى في عام 2024، بسبب خفض إضافي لإنتاج النفط من جانب «أوبك بلس»، ثم يتوسع بنسبة 2.8 في المائة عام 2025 مع تخفيف التخفيضات، وسينمو على نطاق واسع بما يتماشى مع الإمكانات بعد ذلك.

وأضاف أن التعافي الناشئ للقطاع غير النفطي سيستمر في عام 2024، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 1.3 في المائة، على الرغم من ضبط الأوضاع المالية، وبعد ذلك سوف يتقارب تدريجياً مع إمكاناته البالغة 2.5 في المائة.

وأوضح أن التضخم في مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي سيستمر في الاعتدال إلى 3.0 في المائة في عام 2024 مع تبدد ضغوط الطلب الزائد وانخفاض أسعار المواد الغذائية المستوردة، ثم يتقارب تدريجياً إلى 2.0 في المائة مع سد فجوة الناتج غير النفطي. كما سيتراجع فائض الحساب الجاري إلى 28.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، حيث تعمل أسعار النفط المنخفضة والإنتاج على تقليص الفائض التجاري، ثم ينخفض ​​تدريجياً على المدى المتوسط ​​جنباً إلى جنب مع أسعار النفط. وسيرتفع العجز المالي للحكومة المركزية في الموازنة إلى 5.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2024/ 2025، حيث يعوض انخفاض عائدات النفط عن ترشيد الإنفاق، ثم يرتفع بشكل مطرد بنحو 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً على المدى المتوسط ​​في ظل السياسات الحالية.

ونبه صندوق النقد من أن «المخاطر المحيطة بهذه التوقعات الاقتصادية الأساسية منحرفة إلى الجانب السلبي؛ فالاقتصاد معرض بشدة لمجموعة متنوعة من المخاطر العالمية من خلال اعتماده على النفط، وخصوصاً تقلب أسعار السلع الأساسية، وتباطؤ النمو العالمي أو تسارعه، وتكثيف الصراعات الإقليمية. وسوف ينتقل تجسيد هذه المخاطر إلى الكويت بشكل رئيسي من خلال تأثيراتها على أسعار النفط والإنتاج. وترتبط المخاطر المحلية في المقام الأول بتنفيذ الإصلاحات المالية والبنيوية، التي قد تتأخر أو تتسارع أكثر. وتعد هذه الإصلاحات ضرورية لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، وهو ما من شأنه أن يعزز قدرته على الصمود ويحفز الاستثمار الخاص».

وشدد على أن هناك حاجة إلى إصلاحات في سياسات الإنفاق والضرائب لدعم التحول إلى اقتصاد ديناميكي ومتنوع، مضيفاً أن «السلطات تطمح إلى تنفيذ إصلاحات لدعم التحول إلى اقتصاد ديناميكي ومتنوع. ولتحقيق هذا الهدف، هناك حاجة إلى حزمة متسلسلة من الإصلاحات المالية والبنيوية. وهناك حاجة إلى إصلاحات هيكلية لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمار الأجنبي لتعزيز النمو الشامل بقيادة القطاع الخاص. وفي الوقت نفسه، ينبغي تنفيذ الإصلاحات المالية لتعزيز المساواة بين الأجيال مع تحفيز الكويتيين على السعي وراء فرص العمل التي تم إنشاؤها حديثاً في القطاع الخاص، وخصوصاً التوحيد المالي التدريجي».