المركزي الصيني ينأى عن الذهب ويفضل «الاحتياطي الدولاري» للشهر الخامس

الأسواق تتأهب لاختبار «العودة من العطلة»

سائحون يزورون منطقة «المدينة المحرمة» في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
سائحون يزورون منطقة «المدينة المحرمة» في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
TT

المركزي الصيني ينأى عن الذهب ويفضل «الاحتياطي الدولاري» للشهر الخامس

سائحون يزورون منطقة «المدينة المحرمة» في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)
سائحون يزورون منطقة «المدينة المحرمة» في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

أظهرت بيانات رسمية، الاثنين، أن البنك المركزي الصيني أحجم عن شراء الذهب لاحتياطياته للشهر الخامس على التوالي في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك في الأساس إلى ارتفاع أسعار المعدن الأصفر.

وبلغت حيازات الصين من الذهب 72.8 مليون أوقية في نهاية الشهر الماضي. ومع ذلك، ارتفعت قيمة احتياطيات الذهب إلى 191.47 مليار دولار، من 182.98 مليار دولار في نهاية أغسطس (آب) السابق عليه.

وصعدت أسعار الذهب بنحو 28 في المائة حتى الآن هذا العام، متجهة نحو أكبر مكسب سنوي في 14 عاماً بدعم من بدء خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والتوترات الجيوسياسية، والطلب القوي من البنوك المركزية.

ووفق مجلس الذهب العالمي، فإن البنوك المركزية العالمية، التي اشترت الذهب بنشاط في 2022 - 2023 في طريقها لإبطاء عمليات الشراء في عام 2024 مقارنة بعام 2023، لكنها ستبقيها فوق مستوى ما قبل عام 2022... ويرجع هذا جزئياً إلى توقف عمليات الشراء من قبل بنك الشعب الصيني، الذي اشترى الذهب لمدة 18 شهراً متتالياً حتى مايو (أيار) الماضي.

وكان البنك المركزي أكبر مشترٍ رسمي للذهب في العالم في عام 2023، وقراره بتعليق عمليات الشراء أدى إلى كبح الطلب من جانب المستثمرين الصينيين في الأشهر الأخيرة.

وقال نيتيش شاه، استراتيجي السلع الأساسية في «ويزدوم تري»: «مع ارتفاع أسعار الذهب، يواصل بنك الشعب الصيني التوقف عن عمليات الشراء الجديدة. نعتقد أن البنك المركزي يرغب في مزيد من الذهب، لكنه ينتظر نقطة دخول أكثر جاذبية... ومع ذلك، مع انخفاض أسعار الفائدة العالمية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، يبدو أنهم قد يضطرون إلى الانتظار لبعض الوقت قبل انخفاض الأسعار. ونظراً لتوقعاتنا بارتفاع الأسعار إلى أكثر من 3000 دولار للأوقية في العام المقبل، فقد يرغب البنك المركزي في النظر في بناء المراكز في وقت سابق».

وفي المقابل، أظهرت البيانات الرسمية، الاثنين، أن احتياطيات النقد الأجنبي الصينية ارتفعت أكثر من المتوقع في سبتمبر، مع ضعف الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.

وارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد، وهي الأكبر من نوعها في العالم، بنحو 28.2 مليار دولار إلى 3.316 تريليون دولار الشهر الماضي، مقارنة بمتوسط ​​تقديرات بلغ 3.304 تريليون دولار في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء المحللين، و3.288 تريليون دولار في أغسطس.

وارتفع اليوان بنحو 1.1 في المائة مقابل الدولار في سبتمبر، بينما ضعف الدولار الشهر الماضي بنحو 1 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى.

وفي الأسواق، سجلت أسهم هونغ كونغ أعلى مستوياتها في أكثر من عامين ونصف العام يوم الاثنين، مع ارتفاع أسهم التكنولوجيا والسياحة قبل عودة الصين من عطلة استمرت أسبوعاً.

ولامس مؤشر «هانغ سنغ» أعلى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2022، وأغلق مرتفعاً بنسبة 1.6 في المائة عند 23.099 ألف نقطة. وكانت أحجام التداولات مرتفعة، لكنها أقل بكثير من أعلى مستوياتها في 15 عاماً التي سجلتها الأسبوع الماضي.

وتستأنف أسواق الأسهم والسندات والعملات الصينية التداول يوم الثلاثاء، ومن المتوقع بشدة أن يكون الافتتاح علامة على ما إذا كان الارتفاع الحاد قبل العطلة يمر على أرض صلبة. وأغلقت الأسواق الصينية الأسبوع الماضي على ارتفاع تاريخي، وذلك بفضل تدابير التحفيز الأكثر قوة منذ الوباء. وخفضت السلطات أسعار الفائدة، وألمحت إلى الدعم المالي لدعم الاقتصاد الذي يعاني وفقاً للمعايير الصينية.

وقال كيني نغ، الاستراتيجي في شركة «تشاينا إيفربرايت سيكيوريتز إنترناشيونال» في هونغ كونغ: «أظهر المستثمرون في البر الرئيسي حماساً هائلاً من خلال فتح حسابات على نطاق واسع خلال العطلة، وهو ما يبدو أنه لم يهدأ». ويتوقع ارتفاعاً هائلاً بنسبة 7 إلى 10 في المائة يوم الثلاثاء، ثم «اختبار الثبات» بعد ذلك. وقال: «سيكون لاستدامة ارتفاع سوق الأسهم من الفئة (أ) بدءاً من يوم الأربعاء تأثير كبير على سوق الأسهم في هونغ كونغ، وثقة المستثمرين بشكل عام».

وكانت هناك علامات على استمرار الصحوة يوم الاثنين، حيث ارتفعت أسهم شركة «إس إم آي سي» لصناعة الرقائق بأكثر من 21 في المائة وسط الرهانات على أن الدعم الحكومي سيوجه إلى القطاع. وبذلك يكون السهم ارتفع بنسبة 60 في المائة في جلستين.

وارتفع سهم شركة «سيتيك» المملوكة للدولة بنحو 13 في المائة، وبلغ أعلى مستوياته في أكثر من خمس سنوات، كما قفز سهم شركة التأمين «تشاينا لايف» بنسبة 12.4 في المائة.

وتم تداول نحو 5.1 مليار سهم من مؤشر «هانغ سنغ»، أي ما يقرب من 137 في المائة من متوسط ​​تحرك السوق على مدى 30 يوماً.

وصعد مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 25 في المائة على مدى خمس جلسات، وهو أقوى مكسب له في مثل هذه الفترة على الإطلاق، حيث أرهقت عمليات الشراء المحمومة السماسرة وأنظمة التداول.

وفي 30 سبتمبر، حقق المؤشر ومؤشر «شنغهاي المركب» أكبر مكسب لهما في يوم واحد منذ عام 2008، وتفيد صناديق التحوط التي تركز على الصين بعوائد قياسية.

وحول الارتفاع مؤشر «هانغ سنغ» من سوق ثانوية إلى أفضل الأسواق الرئيسية أداء هذا العام، حيث حقق مكاسب بنسبة 33 في المائة، مقابل ارتفاع بنسبة 21 في المائة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500».


مقالات ذات صلة

وزير المالية: الاقتصاد الألماني فقد جزءاً من قدرته التنافسية

الاقتصاد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر خلال جلسة عامة في «البوندستاغ» ببرلين (رويترز)

وزير المالية: الاقتصاد الألماني فقد جزءاً من قدرته التنافسية

قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر يوم الاثنين إن النموذج الاقتصادي لألمانيا لا يزال قائماً، إلا أن أكبر اقتصاد في أوروبا فقد جزءاً من قدرته التنافسية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد مشاة يسيرون أمام مقر البورصة في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

«بنك اليابان» متفائل حيال الأجور والأسعار... وحذّر من المخاطر

قال «بنك اليابان» إن اتساع زيادات الأجور يدعم الاستهلاك، ويدفع مزيداً من الشركات إلى تجاوز تكاليف العمالة المتزايدة؛ مما يشير إلى أن الاقتصاد يحرز تقدماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منظر عام للعاصمة اليابانية طوكيو من برج الأبحاث الجوية (أ.ف.ب)

الحكومة اليابانية الجديدة تراقب تقلبات الين

قال وزير المالية الياباني إن السلطات ستراقب مدى تأثير التحركات السريعة في أسعار الصرف على الاقتصاد، وستتخذ إجراءات إذا لزم الأمر.

«الشرق الأوسط» (اقتصاد)
الاقتصاد مجموعة من الأبراج السكنية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

طفرة لمبيعات المنازل الصينية في «الأسبوع الذهبي»

ارتفعت مبيعات العقارات في بعض المدن الصينية خلال عطلة اليوم الوطني التي استمرت أسبوعاً بعد الكشف عن مجموعة من التحفيز لدعم السوق.

«الشرق الأوسط» (شنغهاي)
الاقتصاد خلال توقيع الشراكة بين «عسير للاستثمار» وشركتي «نمر» و«سياحية» (واس)

«عسير للاستثمار» السعودية توقّع شراكة مع القطاع الخاص للتطوير السياحي

وقّعت «عسير للاستثمار»، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، شراكة استثمارية مع شركة «نمر» العقارية والشركة الوطنية للسياحة لتطوير مشروع في جنوب السعودية.

«الشرق الأوسط» (أبها)

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)
شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)
TT

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)
شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)

واصلت أسعار النفط مكاسبها، يوم الاثنين، حيث اقترب خام برنت من 80 دولاراً للبرميل، بعد أن سجل الأسبوع الماضي أكبر قفزة أسبوعية منذ أوائل 2023، مدفوعة بمخاوف من صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط وتعطل محتمل للصادرات من المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط.

وارتفع سعر النفط بأكثر من 8 في المائة الأسبوع الماضي، وهو أكبر مكسب أسبوعي منذ يناير (كانون الثاني) 2023، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 9.1 في المائة وسط احتمال أن تضرب إسرائيل البنية التحتية النفطية الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.09 دولار أو 1.4 في المائة إلى 79.14 دولار للبرميل بحلول الساعة 1316 بتوقيت غرينتش، وفق «رويترز».

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.15 دولار أو 1.55 في المائة إلى 75.53 دولار. وكان خام غرب تكساس الوسيط قد ارتفع في وقت سابق بأكثر من دولارين.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في «ساكسو بنك» في مذكرة: «عاد خام برنت لتحدي 80 دولاراً، مع إظهار النشاط في سوق الخيارات زيادة الطلب على التحوط من مخاطر تحقيق المزيد من المكاسب وسط مخاوف بشأن تعطل بسيط أو في أسوأ الأحوال تعطل كبير للإمدادات من الشرق الأوسط».

ويشعر التجار بالقلق بشأن ضربة محتملة للبنية التحتية للطاقة في المنطقة التي قد تعوق إمدادات النفط، أو تعطل مضيق هرمز، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وهناك دلائل تشير إلى أن صناديق التحوط، التي كان الكثير منها يراهن على تمديد النفط انخفاضات هذا العام، بدأت في تعديل مواقفها؛ إذ قلّصت الصناديق رهاناتها القصيرة ضد «برنت» وزادت مراكزها الطويلة في الأسبوع حتى الأول من أكتوبر، في المراحل المبكرة من ارتفاع الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات «آي سي إي».

ومع ذلك، من المرجح أن الصناديق التي تعتمد على الكومبيوتر والتي حاولت التمسك باتجاهات السوق كانت لا تزال تراهن ضد النفط حتى يوم الخميس، وفقاً لمحفظة نموذجية تديرها «سوسيتيه جنرال».

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الخميس، إن إسرائيل ناقشت ضرب منشآت النفط الإيرانية رداً على الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل الأسبوع الماضي. واقترح لاحقاً أن تفكر إسرائيل في خيارات أخرى.

وقال يوم الجمعة: «لو كنت في مكانهم، كنت سأفكر في بدائل أخرى غير ضرب حقول النفط».

وتصدر إيران 1.7 مليون برميل من النفط يومياً، معظمها من محطة في جزيرة خرج، على بُعد نحو 25 كيلومتراً من الساحل الجنوبي للبلاد.

وقال دان سترويفن، المحلل في «غولدمان ساكس»، للعملاء إن انقطاعاً لمدة ستة أشهر، يصل إلى نحو مليون برميل يومياً، من شأنه أن يدفع خام برنت إلى 85 دولاراً في منتصف العام المقبل إذا عوضت «أوبك» العجز. وتوقع أن ترتفع الأسعار إلى منتصف التسعينات دون تعويض.

وأضاف سترويفن: «يركز المستثمرون على خطر دخول إسرائيل وإيران في حلقة من الهجمات الانتقامية التي قد تتصاعد إلى صراع أوسع».

لكن بنك «إيه إن زد» للأبحاث يتوقع أن يكون أي تأثير فوري على الإمدادات صغيراً نسبياً.

وقال: «نرى أن الهجوم المباشر على منشآت النفط الإيرانية هو الرد الأقل ترجيحاً بين خيارات إسرائيل»، مشيراً إلى الاحتياطي الذي توفره الطاقة الفائضة لمجموعة «أوبك» التي تبلغ 7 ملايين برميل يومياً.

ومن المقرر أن تبدأ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، المعروفون مجتمعين باسم «أوبك بلس»، في زيادة الإنتاج اعتباراً من ديسمبر (كانون الأول) بعد خفضه في السنوات الأخيرة لدعم الأسعار بسبب ضعف الطلب العالمي.