الرئيس الصيني يحذر من «عقبات» في «طريق التقدم»

تراجع قطاعي المصانع والخدمات يشجع دعوات التحفيز

الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة يوم الاثنين بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة يوم الاثنين بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (أ.ب)
TT

الرئيس الصيني يحذر من «عقبات» في «طريق التقدم»

الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة يوم الاثنين بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة يوم الاثنين بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (أ.ب)

قال الرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الاثنين، إن الصين «تتقدم للأمام»، ولكن ستكون هناك «عقبات وصعوبات»، وذلك في خطاب ألقاه خلال حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني في بكين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن الرئيس الصيني القول إن الطريق إلى الأمام لا يمكن أن تكون سلسة، مضيفاً أنه على المواطنين أن يحترسوا من المخاطر المحتملة.

حديث شي يأتي بينما انكمش نشاط المصانع في الصين للشهر الخامس على التوالي، وتباطأ قطاع الخدمات بشكل حاد في سبتمبر (أيلول)، مما يشير إلى أن بكين ستحتاج إلى مزيد من التحفيز لتحقيق هدف النمو لعام 2024 مع بقاء 3 أشهر فقط في العام.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات الصادر عن المكتب الوطني للإحصاء يوم الاثنين، إلى 49.8 نقطة في سبتمبر من 49.1 في أغسطس (آب)، وهو لا يزال أقل من علامة 50 التي تفصل النمو عن الانكماش، ولكنه يتفوق على متوسط ​​توقعات 49.5 نقطة في استطلاع أجرته «رويترز».

وكانت القراءة هي الأعلى في 5 أشهر. ومع ذلك فإنها، إلى جانب مسح «كايكسين» للقطاع الخاص المتشائم ومؤشرات مديري المشتريات الضعيفة في قطاع الخدمات، أظهرت أن نشاط المصانع والمستهلكين في الصين لا يزال يشكل نقطة ضعف لصناع السياسات الذين اعترفوا بأن الاقتصاد يواجه «مشاكل جديدة»، ودعوا إلى تحفيز أكثر قوة.

وأطلقت السلطات الأسبوع الماضي، حزمة التحفيز الأكثر قوة منذ جائحة «كوفيد - 19». ويقول خبراء الاقتصاد إنه في حين أظهرت مؤشرات مديري المشتريات بعض النقاط المضيئة للتصنيع، فإن السؤال الأكبر الآن هو ما إذا كانت إعلانات السياسة الكبيرة الأسبوع الماضي، التي تشمل تخفيف القيود على العقارات في أكبر مدن الصين، ستكون كافية لبدء التعافي، أم لا.

وقال تشيوي تشانغ، كبير خبراء الاقتصاد في «بينبوينت» لإدارة الأصول: «من منظور الاقتصاد الكلي، فإن هذه السياسات ليست بهذه الأهمية... حيث تمثل هذه المدن حصة صغيرة من سوق العقارات الوطنية». وأضاف أن «السياسة الرئيسية لمعالجة التحدي الاقتصادي الكلي تظل مالية».

وكشف البنك المركزي والهيئة التنظيمية المالية العليا مساء الأحد، عن مزيد من التدابير الشاملة لمساعدة سوق الإسكان، بما في ذلك توجيهات للبنوك بخفض أسعار الرهن العقاري للقروض العقارية القائمة قبل 31 أكتوبر (تشرين الأول).

ويتوقع المحللون أن يكون التحفيز وحزمة السندات الجديدة التي تبلغ قيمتها تريليوني يوان (285.20 مليار دولار)، كافيين لتحقيق نمو يتماشى مع هدف النمو الذي حددته بكين بنحو 5 في المائة، لكن البلاد لا تزال بحاجة إلى معالجة قضايا ضعف الطلب وبيئة التجارة العالمية المعادية بشكل مزداد.

وكانت علامات ضعف المستهلك المستمر واضحة في قراءات يوم الاثنين، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات للخدمات الرسمي إلى 49.9 نقطة في سبتمبر، مما يظهر أول انكماش منذ ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وفي الوقت نفسه، أظهر مؤشر مديري المشتريات للخدمات الصادر عن «كايكسين»، تباطؤ النشاط في القطاع.

وقال تشاو تشينجهي، الإحصائي في المكتب الوطني للإحصاء، إن الانخفاض في مؤشر مديري المشتريات الرسمي للخدمات يرجع إلى نهاية ذروة السفر في العطلة الصيفية والطقس المتطرف، مثل الأعاصير في بعض المناطق. ومع ذلك، ارتفع مؤشر مديري المشتريات الرسمي للبناء إلى 50.7 نقطة من 50.6 في الشهر السابق.

ومع ثقل تباطؤ سوق العقارات على التعافي الاقتصادي الأوسع، دعا كبار القادة في اجتماع المكتب السياسي الأسبوع الماضي، إلى بذل الجهود لوقف الانخفاضات في سوق الإسكان. وذكرت «رويترز» يوم الجمعة، أن مدينتي شنغهاي وشنتشن العملاقتين تخططان لرفع القيود الرئيسية على شراء المنازل في الأسابيع المقبلة، لتنضما إلى قائمة طويلة من المدن الأصغر التي فعلت ذلك. ويوم الأحد، رفعت قوانغتشو جميع القيود المفروضة على شراء المساكن.

وقال تشو هاو، كبير الاقتصاديين في «جوتاي جونان إنترناشيونال»: «يتحول الاهتمام الآن إلى سوق الأسهم، خصوصاً مبيعات العقارات والاستهلاك خلال الأسبوع الذهبي». وتستعد الأسر الصينية لبدء عطلة الأسبوع الذهبي التي تستمر 7 أيام، بدءاً من يوم الثلاثاء.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
TT

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

قبل ساعات قليلة من «الختام المفترض» لمؤتمر «كوب 29» للمناخ في العاصمة الأذرية باكو على بحر قزوين، سيطر الخلاف على المباحثات؛ إذ عبرت جميع الأطراف تقريباً عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الذي قدمته إدارة المؤتمر ظهر يوم الجمعة في «مسودة اتفاق التمويل»، والذي اقترح أن تتولى الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لمساعدة أكثر الدول فقراً، وهو الاقتراح الذي أثار انتقادات من جميع الأطراف.

وتتولى حكومات العالم الممثلة في القمة في باكو عاصمة أذربيجان، مهمة الاتفاق على خطة تمويل شاملة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن المؤتمر الذي استمر أسبوعين تميز بالانقسام بين الحكومات الغنية التي تقاوم الوصول إلى نتيجة مكلفة، والدول النامية التي تدفع من أجل المزيد.

وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لتغيّر المناخ في بنما، والذي وصف المبلغ المقترح بأنه منخفض للغاية: «أنا غاضب للغاية... إنه أمر سخيف، سخيف للغاية!»، وأضاف: «يبدو أن العالم المتقدم يريد أن يحترق الكوكب!».

وفي الوقت نفسه، قال مفاوض أوروبي لـ«رويترز» إن مسودة الاتفاق الجديدة باهظة الثمن ولا تفعل ما يكفي لتوسيع عدد البلدان المساهمة في التمويل. وأضاف المفاوض: «لا أحد يشعر بالارتياح من الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد شيء تقريباً بشأن زيادة قاعدة المساهمين».

ومن جانبها، حثت أذربيجان الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي يوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة. وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة: «نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو».

صحافيون ومشاركون يراجعون مسودة الاتفاق الختامي بمقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو ظهر يوم الجمعة (أ.ب)

وحددت المسودة أيضاً هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، والذي سيشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة. وهذا يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد بأن تتمكن البلدان النامية من الوصول إلى الحصول على تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد. لكن المفاوضين حذروا من أن سد الفجوة بين تعهدات الحكومة والتعهدات الخاصة قد يكون صعباً.

وكان من المقرر أن تختتم قمة المناخ في مدينة بحر قزوين بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن التوقعات كانت تصب في اتجاه التمديد، على غرار مؤتمرات «الأطراف» السابقة التي تشهد جميعها تمديداً في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات.

وقال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في «جمعية آسيا»، وهو مراقب مخضرم لمؤتمرات «الأطراف»: «إن إيجاد (نقطة مثالية) في المحادثات قريباً أمر بالغ الأهمية. أي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية».

وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى باكو من اجتماع «مجموعة العشرين» في البرازيل يوم الخميس، داعياً إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن «الفشل ليس خياراً».

وبدوره، قال دانييل لوند، المفاوض عن فيجي، لـ«رويترز»، إن «الطريق لا يزال طويلاً... إنه رقم (الوارد بالمسودة) منخفض للغاية مقارنة بنطاق الحاجة القائمة وفهم كيفية تطور هذه الاحتياجات».

كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.

وانتقد المفاوضون والمنظمات غير الحكومية إدارة المؤتمر. وهم يأخذون على الأذربيجانيين الافتقار إلى الخبرة في قيادة مفاوضات بين ما يقرب من 200 دولة. وقال محمد آدو، ممثل شبكة العمل المناخي: «هذا هو أسوأ مؤتمر للأطراف على ما أذكر».

كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.

وقال المبعوث الأميركي جون بوديستا: «نحن، بصراحة، نشعر بقلق عميق إزاء الخلل الصارخ في التوازن» في النص. في حين أعرب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا عن موقف مشابه بقوله إن النص «غير مقبول في صيغته الحالية».

ويكرر الأوروبيون القول إنهم يريدون «الاستمرار في توجيه الدفة»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية، كدليل على حسن النية. لكن العجز المالي الذي تعانيه بلدان القارة العجوز يحد من قدراتهم.

وتساءل المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري غوميز: «نحن نطلب 1 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فهل هذا كثير جداً لإنقاذ الأرواح؟». في حين أعربت الوزيرة الكولومبية سوزان محمد عن أسفها، قائلة: «إنهم يدورون في حلقة مفرغة وهم يؤدون ألعابهم الجيوسياسية».

ومن جانبها، دعت الصين، التي تؤدي دوراً رئيساً في إيجاد التوازن بين الغرب والجنوب، «جميع الأطراف إلى إيجاد حل وسط»... لكن بكين وضعت «خطاً أحمر» بقولها إنها لا تريد تقديم أي التزامات مالية. وهي ترفض إعادة التفاوض على قاعدة الأمم المتحدة لعام 1992 التي تنص على أن المسؤولية عن تمويل المناخ تقع على البلدان المتقدمة.