إيرادات الإعلانات الرقمية تتسرب خارج السعودية... فهل من استراتيجية لوقفها؟

العباد لـ«الشرق الأوسط»: نحو مليار دولار تذهب إلى منصات عالمية

جانب من فعالية الإعلانات الرقمية التابعة لمجلس المحتوى الرقمي بالرياض مؤخراً (الشرق الأوسط)
جانب من فعالية الإعلانات الرقمية التابعة لمجلس المحتوى الرقمي بالرياض مؤخراً (الشرق الأوسط)
TT
20

إيرادات الإعلانات الرقمية تتسرب خارج السعودية... فهل من استراتيجية لوقفها؟

جانب من فعالية الإعلانات الرقمية التابعة لمجلس المحتوى الرقمي بالرياض مؤخراً (الشرق الأوسط)
جانب من فعالية الإعلانات الرقمية التابعة لمجلس المحتوى الرقمي بالرياض مؤخراً (الشرق الأوسط)

في ظل ما تعيشه أنشطة الإعلانات الرقمية في السعودية من انتعاش متزايد مما يتطلب الاستفادة القصوى من هذا القطاع على الاقتصاد الوطني من الإيرادات التي تتسرب عبر قنوات خارجياً من خلال تعزيز المحتوى المحلي، مع وضع استراتيجية فعَّالة تحد هذا التسرب وإعادة توجيهها إلى داخل المملكة.

وتأتي أهمية الاستفادة من عوائد الإعلانات الرقمية نظراً لحجم هذه السوق الهائلة، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو المليار دولار تتسرب وهو ما يعتبر خسارة على الاقتصاد الوطني السعودي.

في ضوء هذه التحديات، يشير الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصال في شبكة تدفق للإعلانات الرقمية في السعودية، الدكتور عباد العباد، إلى أهمية تطوير شبكات إعلانات رقمية محلية تبرز كاستراتيجية فعالة لتعزيز المحتوى المحلي وتمكين الاقتصاد الرقمي من استعادة المليارات للناتج الوطني.

وأكد أن هذه المبادرات لا تهدف فقط إلى إعادة توجيه التدفقات المالية نحو الاقتصاد المحلي، بل تسعى أيضاً إلى خلق فرص عمل جديدة، وتشجيع الابتكار في مجال التكنولوجيا الرقمية، وتعزيز التنوع الثقافي في المحتوى الرقمي.

وأوضح العباد في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أن إشكالية كبيرة ظهرت مؤخراً تتمثل في حجم الإنفاق الهائل على الإعلانات الرقمية من قبل المعلنين المحليين، والذي تذهب معظم عوائده إلى شبكات الإعلانات الخارجية دون استفادة حقيقية للاقتصاد الرقمي الوطني.

الجمهور المستهدف

وقال الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصال في شبكة تدفق للإعلانات الرقمية: «على الرغم من أن المعلن من المملكة، والجمهور المستهدف سعودي، وفي كثير من الحالات المنتج المُعلن عنه وطني أيضاً، فإن المستفيد الأكبر من هذه السلسلة الإعلانية هو اقتصادات خارجية أجنبية».

ووفق العباد: «تشير التقديرات إلى أن ما يقارب 70-80 في المائة من الإنفاق الإعلاني الرقمي في المملكة، والذي تجاوز 1.5 مليار دولار في عام 2022، تذهب إلى منصات وشبكات إعلانية عالمية، مما يعني خسارة الاقتصاد الوطني ما يقارب مليار دولار سنوياً من هذا القطاع وحده». بيد أن الأمر لا يقتصر على القطاع الخاص فحسب، يضيف العباد، بل يمتد ليشمل الإنفاق الحكومي الضخم على الإعلانات الرقمية. وأورد رئيس التنفيذي للتسويق والاتصال: «الجهات الحكومية في المملكة تنفق مبالغ طائلة على الحملات الإعلانية الرقمية بهدف الوصول إلى المواطنين والمقيمين وتوعيتهم، وذلك عبر شبكات إعلانات أجنبية في معظم الأحيان».

وأشار إلى أن هذا الإنفاق يهدف إلى تحقيق أهداف وطنية هامة، إلا أن المستفيد الاقتصادي الأكبر منه هي شبكات خارجية واقتصادات أجنبية، دون أن يعود على الاقتصاد الرقمي الوطني بعوائد ملموسة.

الإنفاق الحكومي

وأوضح أن بعض الدراسات تقدر الإنفاق الحكومي على الإعلانات الرقمية في المملكة يشكل ما يقارب 20 إلى 25 في المائة من إجمالي سوق الإعلانات الرقمية، وهو ما يعني أن مئات الملايين من الريالات تخرج من الاقتصاد الوطني سنوياً عبر هذه القناة. وزاد العباد أن هذا الوضع يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير شبكات إعلانات رقمية محلية قوية وفعالة، قادرة على منافسة الشبكات العالمية وجذب المعلنين المحليين، سواء من القطاع الخاص أو الحكومي، إذ إن مثل هذه الشبكات من شأنها أن تساهم في إعادة توجيه تدفقات الإنفاق الإعلاني نحو الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا والإعلام الرقمي، فضلاً عن تعزيز السيادة الرقمية الوطنية وحماية البيانات الشخصية للمواطنين والمقيمين.

المشهد العالمي

وتشهد صناعة الإعلانات الرقمية نمواً متسارعاً على الصعيد العالمي. وفقاً لتقارير حديثة، بلغ حجم الإنفاق العالمي على الإعلانات الرقمية ما يقارب 602 مليار دولار في 2022، مع توقعات بارتفاعه إلى 876 مليار دولار بحلول 2026، بحسب شبكة الإعلانات الرقمية.

وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، شهدت سوق الإعلانات الرقمية نمواً ملحوظاً، حيث وصل حجم الإنفاق إلى نحو 5.9 مليار دولار في عام 2022، في حين تجاوز الإنفاق على الإعلانات الرقمية في السعودية 1.5 مليار دولار في العام نفسه، مما يعكس ضخامة هذا القطاع في المنطقة.

وبحسب الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصال في شبكة تدفق للإعلانات الرقمية في السعودية، يلعب القطاع دوراً محورياً في تعزيز الناتج الوطني والاقتصاد الرقمي للعديد من الدول، مستشهداً، على سبيل المثال، بأميركا، حيث ساهمت المنظومة بما يقارب 460 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي عام 2021، وهو ما يمثل نحو 2.1 في المائة، من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.

واستشهد أيضاً بالمملكة المتحدة، التي شكلت صناعة الإعلانات الرقمية ما يقرب من 1.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2022، مما يؤكد على الأهمية الاقتصادية المتزايدة لهذا القطاع.

البيانات الرقمية

ويرى العباد أن الهيمنة المطلقة لشبكات الإعلانات الرقمية العالمية مثل «غوغل» و«فيسبوك» وغيرها تشكل تحدياً كبيراً للاقتصادات الرقمية المحلية، إذ تستحوذ على ما يقرب من 60 في المائة من سوق الإعلانات الرقمية العالمي، مما يؤدي إلى تسرب مليارات الدولارات من الاقتصادات المحلية إلى الخارج.

وأضاف: «هذه الهيمنة لا تؤثر فقط على العائدات الاقتصادية، بل تمتد آثارها لتشمل التحكم في البيانات الرقمية وتوجيه المحتوى، ما قد يهدد السيادة الوطنية للبيانات وقدرتها على تطوير صناعات إعلانية محلية مزدهرة».


مقالات ذات صلة

«ستاندرد آند بورز»: بنوك دول الخليج قادرة على مواجهة تداعيات الحرب التجارية

الاقتصاد رجل يغادر بنك سامبا في الرياض (رويترز)

«ستاندرد آند بورز»: بنوك دول الخليج قادرة على مواجهة تداعيات الحرب التجارية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» إن بنوك دول الخليج قادرة على التعامل مع التداعيات المحتملة لرسوم ترمب الجمركية، بفضل سيولتها الجيدة وربحيتها ورأس مالها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد منتجعات محافظة العلا غرب السعودية (الشرق الأوسط)

تراخيص مرافق الضيافة السياحية الخاصة في السعودية تقفز 333 % خلال 2024

قفزت أعداد التراخيص في مرافق الضيافة السياحية الخاصة في السعودية، بنسبة 333 في المائة خلال عام 2024، لتصل إلى 8357 ترخيصاً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نموذج لجزيرة «لاحق» ضمن «مشروع البحر الأحمر»... (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» السعودية تكشف عن «لاحق»... أول جزيرة سكنية خاصة

أعلنت شركة «البحر الأحمر الدولية» السعودية، المختصة في تطوير أبرز المشروعات السياحية المتجددة في العالم، عن إطلاق جزيرة «لاحق»؛ أول جزيرة سكنية خاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المواد الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تختار كمبوديا لزيادة استيراد الأرز محلياً

علمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة السعودية تحفز القطاع الخاص حالياً لاستيراد الأرز الكمبودي في خطوة تزيد من انتشار هذا المنتج في السوق المحلية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد صورة ليلية للعاصمة السعودية الرياض (واس)

أسعار العقارات في السعودية ترتفع 4.3% خلال الربع الأول

ارتفعت أسعار العقارات في السعودية بنسبة 4.3 في المائة بالربع الأول من 2025، مدفوعة بزيادة في القطاع السكني، وتصدرت الرياض المناطق بارتفاع الأسعار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية تتصدر دول المنطقة بخدمات سفن الروافد بالبحر الأحمر 

سفينة شحن تشق طريقها نحو أحد الموانئ الحيوية في البحر الأحمر (آرثر دي ليتل)
سفينة شحن تشق طريقها نحو أحد الموانئ الحيوية في البحر الأحمر (آرثر دي ليتل)
TT
20

السعودية تتصدر دول المنطقة بخدمات سفن الروافد بالبحر الأحمر 

سفينة شحن تشق طريقها نحو أحد الموانئ الحيوية في البحر الأحمر (آرثر دي ليتل)
سفينة شحن تشق طريقها نحو أحد الموانئ الحيوية في البحر الأحمر (آرثر دي ليتل)

كشف تقرير صدر حديثاً عن أن السعودية تستعد للاستحواذ على ما يصل إلى 45 في المائة من قطاع خدمات سفن الروافد بالبحر الأحمر، بالإضافة إلى 35 في المائة من تجارة سفن الروافد بمنطقة الخليج، مع ازدياد عدد الحاويات النمطية إلى 41 مليون حاوية بحلول 2030.

وقدّر التقرير الذي أصدرته «آرثر دي ليتل»، عائدات قطاع خدمات سفن الروافد على الأصول ما بين 17 و23 في المائة، متفوقاً على قطاعات الخدمات اللوجيستية الأخرى، متوقعاً أن يتضاعف حجم مناولة الحاويات في البحر الأحمر بحلول 2030، ما يعزز من دور المملكة بوصفها مركزاً لوجيستياً رئيسياً يربط الشرق بالغرب.

وذكر التقرير أن السعودية تحتل صدارة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا في سوق خدمات سفن الروافد البالغة قيمتها 8 مليارات دولار، بسبب الموقع الجغرافي المتميز للمملكة وتوفر البنية التحتية الحديث ومواءمة السياسات المتبعة.

كما أشار إلى الدور المحوري المتوقع للمملكة في قيادة نمو قطاع خدمات سفن الروافد، والمتوقع أن يصل حجمه عالمياً إلى 451 مليار دولار بحلول عام 2030، في حين تشير التوقعات إلى استحواذ منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وتركيا وجنوب آسيا على 8 مليارات دولار من النمو.

وتتصدر السعودية النمو الإقليمي، وفق تقرير «آرثر دي ليتل» الأخير بعنوان «إطلاق العنان للفرص في قطاع خدمات سفن الروافد»، مع توقعات بتضاعف حجم مناولة الحاويات في البحر الأحمر وحده من 12 مليون حاوية نمطية في 2021 إلى 23 مليوناً بحلول 2030.

السعودية لمركز لوجيستي عالمي

في هذا الإطار، قال فضل بن سعد البوعينين، الاقتصادي وعضو مجلس الشورى السعودي، لـ«الشرق الأوسط»: «اهتمت (رؤية السعودية 2030) بقطاع النقل والخدمات اللوجيستية، وبات هدف تحويل المملكة إلى مركز للخدمات اللوجيستية من مستهدفاتها».

ويرى البوعينين أن القطاع من ركائز تنويع مصادر الاقتصاد، في ظل استثمار المقومات المتاحة ومنها الموقع الجغرافي الاستراتيجي وامتلاك شبكة من الموانئ الحديثة على البحر الأحمر والخليج العربي ومرور خطوط الملاحة والتجارة العالمية من خلالها، وكبر حجم الاقتصاد وارتباطه الوثيق بالاقتصاد العالمي.

واعتبر أن قطاع خدمات سفن الروافد المعني بنقل الحاويات بين الموانئ الإقليمية الصغيرة والمراكز العالمية الرئيسية من أهم مكونات منظومة الخدمات اللوجيستية، ولا يمكن تحقيق مستهدفات التحول إلى مركز لوجيستي دون تعزيز كفاءتها وتوثيق الربط بين الموانئ في المنطقة.

السعودية تحتل صدارة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا في سوق خدمات سفن الروافد (آرثر دي ليتل)
السعودية تحتل صدارة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا في سوق خدمات سفن الروافد (آرثر دي ليتل)

وتعتبر خدمات سفن الروافد، وفق البوعينين، «مكملة للخدمات اللوجيستية البحرية، ومن الفرص الاستثمارية المهمة للمملكة بسبب عوائدها المرتفعة، التي تتراوح بين 17 و23 في المائة، وهو الأداء الذي يتجاوز بشكل كبير عائدات قطاعات الشحن والخدمات اللوجيستية الأخرى، إضافة إلى حجم القطاع الذي يتجاوز 8 مليارات دولار».

ويعتقد أن هدف المملكة اليوم يتجاوز ذلك الحجم، خاصة في موانئها على البحر الأحمر، وإمكانية مضاعفة الحجم الحالي وبما يتوافق مع مستهدفات استراتيجية النقل والخدمات اللوجيستية و«رؤية 2030» التي تستهدف تحويل المملكة إلى مركز لوجيستي رئيسي يربط الشرق بالغرب.

وأضاف: «لدى المملكة الموانئ الحديثة على البحر الأحمر والخليج العربي والرؤية الاستراتيجية والقدرات الفنية، ولديها الملاءة المالية والشراكات العالمية، إضافة إلى حجم السوق المحلية وارتباطها بالأسواق المجاورة في المنطقة. وسيمكن ذلك السعودية من فرصة التوسع في أفريقيا، كون موانئها تعد نقطة عبور إلى موانئ الدول الأفريقية التي تعتمد بشكل وثيق على النقل البحري لاستدامة سلاسل التوريد».

ولفت إلى أن بيئة المملكة الاستثمارية من أهم محفزات النمو في قطاع خدمات سفن الروافد، كما أن قدراتها الفائقة في تنفيذ استراتيجياتها اللوجيستية يضمن لها السرعة في تنفيذ المستهدفات وجذب المستثمرين وتعزيز منظومة الخدمات اللوجيستية البحرية وربطها بالخدمات اللوجيستية البرية لتسهيل عمليات الشحن، وإيجاد البدائل المناسبة في الأزمات.

ونوّه بتحول التجارة العالمية المنقولة بحراً من موانئ البحر الأحمر إلى الموانئ السعودية على الخليج العربي بعد مخاطر استهداف السفن في البحر الأحمر، ما يعزز من أهمية التوسع في خدمات سفن الروافد ويضمن استكمال منظومة الخدمات البحرية الداعمة، لتحقيق مستهدف تحول المملكة إلى مركز عالمي للخدمات اللوجيستية بالمنطقة.

تنويع خدمات سفن الروافد

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكد ألكسندر صوايا، المدير لدى «آرثر دي ليتل الشرق الأوسط»، أن الاضطراب المستمر في الشرق الأوسط تسبب في تعطيل مسار قطاع خدمات سفن الروافد في البحر الأحمر والمتوسط، ما أبرز مدى اعتماد المشغلين على الممرات الحيوية، مبيناً أن المخاطر المتزايدة مثل القرصنة والتوترات الإقليمية، أجبرت الشركات على إعادة تقييم استراتيجياتها.

وتضع هذه التحديات، وفق صوايا، ضغوطاً كبيرة على الشركات الأصغر حجماً وتكشف عن نقاط ضعف في قدرتها على الصمود التشغيلي، مبيناً أن التغلب على التحديات يتعين على المشغلين تنويع خدمات سفن الروافد، وتطوير نماذج توجيه مرنة، وتعميق الشراكات الاستراتيجية.

وأضاف صوايا: «بالنسبة للسعودية، التي تستثمر في تطوير موانئ خارج مناطق المضايق التقليدية، يمكن لهذا التحول أن يعزز مكانتها بوصفها بديلاً إقليمياً يتمتع بمرونة عالية»، مشيراً إلى أن ديناميكيات السوق المتغيرة، تدفع استثمارات متزايدة من اللاعبين الحاليين في قطاع الشحن، والتكتلات الاقتصادية الكبرى، والمستثمرين الخارجيين.

وأوضح أن كبرى مجموعات الموانئ والخدمات اللوجيستية في منطقة الخليج تستعد للاستفادة من العوائد والنمو المستدامين لهذا القطاع، ما ينطوي على دلالات واضحة بالنسبة للدور المستقبلي للكيانات السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في حركة التجارة البحرية الإقليمية.