مؤشر عملات الأسواق الناشئة يسجل أعلى مستوى على الإطلاق

وسط ترقب لرفع وشيك للفائدة الأميركية

متداولون يراقبون تحركات الأسهم والعملات في مقر «هانا بنك» بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)
متداولون يراقبون تحركات الأسهم والعملات في مقر «هانا بنك» بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)
TT

مؤشر عملات الأسواق الناشئة يسجل أعلى مستوى على الإطلاق

متداولون يراقبون تحركات الأسهم والعملات في مقر «هانا بنك» بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)
متداولون يراقبون تحركات الأسهم والعملات في مقر «هانا بنك» بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)

دفعت شهية المخاطرة الثابتة مؤشر عملات الأسواق الناشئة إلى مستوى قياسي مرتفع، الاثنين، مع اقتناع المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) سيقدم خفضاً كبيراً لأسعار الفائدة في أسبوع اتسم بقرارات سياسية رئيسية أخرى للبنوك المركزية.

وارتفع مؤشر «إم إس سي آي» لعملات الأسواق الناشئة للجلسة الرابعة، وسجل أعلى مستوى على الإطلاق، بعد تسجيل أكبر مكسب يومي له منذ 19 أغسطس (آب) يوم الجمعة. وبلغ مؤشر الأسهم أعلى مستوى في أكثر من أسبوع، مرتفعاً لليوم الثالث على التوالي.

وفي حين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يبدو على يقين من خفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء، إلا أن النقاش يدور حول حجم الخفض، مع ميل رهانات السوق نحو 50 نقطة أساس، وفقاً لبيانات مجموعة بورصة لندن. ويأتي هذا بعد خفض 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي من قبل البنك المركزي الأوروبي.

وقال موهيت كومار، كبير الاقتصاديين المختصين بأوروبا في جيفريز: «سيقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، ولكن بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما. وسيكون التركيز على تقييم باول للاقتصاد، ومن المرجح أن يتم مراجعة مخططات (إجمالي الخفض المستهدف) للنقاط لعام 2024».

وقد يمنح انخفاض أسعار الفائدة الأميركية البنوك المركزية في الأسواق الناشئة مساحة أكبر للمناورة لتخفيف سياساتها ودعم النمو المحلي، باستثناء التقلبات وعدم اليقين حول الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقادت أميركا اللاتينية وأوروبا الناشئة دورة التيسير التي بدأت بالفعل في نصف الأسواق الناشئة. وكان بنك إنجلترا وبنك اليابان من بين البنوك المركزية البارزة الأخرى التي قدّمت قرارات سياسية هذا الأسبوع، حيث بلغ الين أعلى مستوياته في أكثر من عام.

وارتفع الراند الجنوب أفريقي بنسبة 0.7 في المائة مقابل الدولار إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع، في حين انخفض العائد على سندات الحكومة القياسية لعام 2030 بمقدار 4 نقاط أساس. كما استعد المستثمرون لنتائج التضخم المحلية هذا الأسبوع.

وعكست أسهم هونغ كونغ الخسائر المبكرة لتغلق على ارتفاع، حيث قام المستثمرون بتقييم دفعة أخرى من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، والتي عززت الحجة لصالح التحفيز العنيف لدعم الاقتصاد، ومساعدته على تحقيق هدف النمو السنوي.

وأغلقت أسواق الأسهم والسندات والعملات الأجنبية في البر الرئيسي للصين بسبب عطلة مهرجان منتصف الخريف، ومن المقرر استئناف التداول يوم الأربعاء. كما تم إغلاق أسواق الأسهم في سريلانكا وإندونيسيا بسبب العطلات الرسمية.

وبشكل منفصل، أظهرت البيانات يوم السبت أن نمو الناتج الصناعي في الصين تباطأ إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر في أغسطس، في حين ضعفت مبيعات التجزئة وأسعار المساكن الجديدة بشكل أكبر، مما عزز الحجة لصالح التحفيز القوي لدعم الاقتصاد. وأثارت البيانات الاقتصادية الصينية المتعثرة مخاوف بشأن ما إذا كانت البلاد ستكون قادرة على تحقيق هدف النمو الرسمي للحكومة بنحو 5 في المائة.

وخسر مؤشر الأسهم القيادية في بولندا ما يقرب من 2 في المائة، متأثراً بانخفاض بنسبة 4 في المائة في شركة التأمين «بي زد يو» بسبب المخاوف بشأن تأثير الفيضانات الشديدة.

وارتفعت أسواق الأسهم الرئيسية في الخليج أيضاً قبل قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي، بدعم من أسعار النفط القوية - وهو ما يُشكّل محفزاً للأسواق المالية الخليجية.


مقالات ذات صلة

توقعات بانتعاش السوق السعودية بعد خفض الفائدة الأميركية

الاقتصاد شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط) play-circle 01:28

توقعات بانتعاش السوق السعودية بعد خفض الفائدة الأميركية

يترقب المستثمرون والأسواق المالية القرار الحاسم الذي سيعلنه «الاحتياطي الفيدرالي» حول مصير أسعار الفائدة الأميركية، وذلك في ختام اجتماع اللجنة الفيدرالية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد الرسم البياني لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

الأسواق الأوروبية تصل لأعلى مستوى في أسبوعين

سجّلت الأسهم الأوروبية أعلى مستوى في أسبوعين، يوم الثلاثاء، بدعم من أسهم القطاع المالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» على أعتاب خفض الفائدة... ترقب عالمي وسط ضبابية حجم الخطوة

عندما يقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة على نطاق واسع يوم الأربعاء وهو أول خفض له منذ أربع سنوات فإن هذه الخطوة سوف يتردد صداها خارج أميركا

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

مكاسب لمعظم أسواق الخليج وسط توقعات خفض أسعار الفائدة

أغلقت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج مرتفعة، في جلسة الأحد، مع توقع المستثمرين إقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي على خفض كبير لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

السوق السعودية تكسب 76 نقطة بتأثير من الأسهم القيادية

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية تداولات الخميس، بمقدار 76.15 نقطة، وبنسبة 0.65 في المائة، إلى مستويات 11842.55 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أميركا واليابان على أبواب اتفاق لكبح صادرات التكنولوجيا إلى الصين

شريحة ذكية من «إنتل» معروضة في معرض «كومبيوتكس 2024» بالعاصمة التايوانية تايبيه الصيف الماضي (أ.ف.ب)
شريحة ذكية من «إنتل» معروضة في معرض «كومبيوتكس 2024» بالعاصمة التايوانية تايبيه الصيف الماضي (أ.ف.ب)
TT

أميركا واليابان على أبواب اتفاق لكبح صادرات التكنولوجيا إلى الصين

شريحة ذكية من «إنتل» معروضة في معرض «كومبيوتكس 2024» بالعاصمة التايوانية تايبيه الصيف الماضي (أ.ف.ب)
شريحة ذكية من «إنتل» معروضة في معرض «كومبيوتكس 2024» بالعاصمة التايوانية تايبيه الصيف الماضي (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، الثلاثاء، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن الولايات المتحدة واليابان تقتربان من التوصل إلى اتفاق لكبح صادرات التكنولوجيا إلى صناعة الرقائق في الصين، على الرغم من القلق في طوكيو بشأن تهديد بكين بالرد على الشركات اليابانية، خصوصاً فيما يتعلق بإمدادات المعادن الحيوية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن البيت الأبيض خططاً لفرض قيود جديدة على الصادرات إلى الصين قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك إجراء يُجبر الشركات غير الأميركية على الحصول على تراخيص لبيع المنتجات إلى الصين لكبح نمو قطاع التكنولوجيا لديها.

وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنهم أمضوا شهوراً في محادثات مكثفة مع نظرائهم في اليابان وهولندا لإنشاء أنظمة تكميلية لمراقبة الصادرات، من شأنها أن تعني أن الشركات اليابانية والهولندية لن تكون مستهدَفة من «قاعدة المنتج الأجنبي المباشر» الأميركية.

وقال أشخاص في واشنطن وطوكيو مطلعون على المحادثات، إن الولايات المتحدة واليابان اقتربتا الآن من تحقيق اختراق، على الرغم من تحذير مسؤول ياباني من أن الوضع لا يزال «هشاً للغاية» بسبب المخاوف من الانتقام الصيني، حسب «فاينانشيال تايمز».

وتشعر الحكومة اليابانية بقلق خاص من أن الصين قد تمنع صادرات المعادن الحيوية، خصوصاً الغاليوم والغرافيت، إذا تبنت طوكيو ضوابط التصدير التي تفرضها واشنطن. وقال أشخاص مطلعون على الموقف إن بكين وجهت تهديدات إلى طوكيو والشركات اليابانية.

وناقشت اليابان والولايات المتحدة كيفية الحد من تأثير أي انتقام صيني، وهو الأمر الذي تكافحه واشنطن وحلفاؤها في سعيهما لمواجهة الصين... وضوابط التصدير الأميركية مصمَّمة لإغلاق الثغرات في القواعد الحالية، وإضافة قيود تعكس التقدم السريع لشركة «هواوي» وغيرها من المجموعات الصينية في إنتاج الرقائق على مدى العامين الماضيين. وتريد واشنطن أن تجعل من الصعب على الصين الحصول على أدوات تصنيع الرقائق المهمة، وهي القيود التي سيكون لها تأثير كبير على شركات مثل «إيه إس إم إل» في هولندا و«طوكيو إلكترون» في اليابان.

وتريد الولايات المتحدة أيضاً تقييد الخدمة، بما في ذلك تحديثات البرامج، وصيانة الأدوات، في خطوة من شأنها أن تقيِّد الصين بشكل كبير. وسيكون للضوابط تأثير مماثل لتلك الموجودة بالفعل على الشركات والمواطنين الأميركيين.

وتشعر اليابان بالقلق من أن الانتقام الصيني قد يشمل حظر تصدير المعادن الرئيسية، مما يجبر بعض العملاء التجاريين اليابانيين على البحث لإيجاد موردين بديلين للمنتجات التي تحتوي على تلك المعادن.

وقال المسؤول الياباني إن هناك مخاوف متزايدة في الأشهر الأخيرة من أن الصين ستنتقم إذا تنازلت طوكيو كثيراً للولايات المتحدة، مع قلق خاص بشأن تقييد بكين صادرات المعادن الحيوية.

وقال أشخاص مقربون من الموقف إن أسعار المعادن الرئيسية مرتفعة بالفعل، وقد أعرب عديد من الشركات اليابانية عن قلقها لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة من أن مزيداً من ارتفاع الأسعار من شأنه أن يجعل المنتجات اليابانية أقل قدرة على المنافسة... وقال مسؤول تنفيذي في شركة تجارية يابانية متخصصة في هذه المعادن: «يحتاج العملاء إلى إمدادات مضمونة، وأصبحت هذه الضمانات الآن صعبة للغاية».

وقالت الصين إنها «تعارض بشدة إساءة استخدام ضوابط التصدير» وحثَّت «الدول ذات الصلة» على التزام القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية... وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن: «سنتابع عن كثب التطورات على هذه الجبهة وندافع بقوة عن الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية»، حسب «فاينانشيال تايمز».

وفي سياق منفصل، قال وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، إن تحقيق الاتحاد الأوروبي في السيارات الكهربائية الصينية يؤثر بشكل خطير في ثقة شركات السيارات الصينية في الاستثمار في إيطاليا، مع اقتراب التصويت الإقليمي على الرسوم الجمركية الإضافية.

وقالت وزارة التجارة الصينية إن وانغ أبلغ وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي أدولفو أورسو، في اجتماع في روما أن التعاون بين قطاعي السيارات الصيني والإيطالي له أساس «متين» وإمكانات «ضخمة». ونقلت الوزارة الصينية عن وانغ قوله في بيان صدر يوم الثلاثاء، إن الصين مستعدة لتعزيز الاستثمار المتبادل بين شركات السيارات من البلدين.

لكن وانغ أضاف أن «تحقيق الاتحاد الأوروبي في السيارات الكهربائية الصينية أثَّر بشكل خطير على ثقة شركات السيارات الصينية في الاستثمار في إيطاليا، وهو ما لا يصب في مصلحة إيطاليا على المدى الطويل».

ويزور وانغ أوروبا لإجراء مناقشات بشأن قضية الاتحاد الأوروبي المناهضة للدعم ضد السيارات الكهربائية المصنَّعة في الصين قبل التصويت على مزيد من الرسوم الجمركية. ومن المقرر أن يلتقي مع نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية والمفوض التجاري فالديس دومبروفسكيس، يوم الخميس.

وأيَّدت إيطاليا في البداية الرسوم الجمركية في تصويت غير ملزم لأعضاء الاتحاد الأوروبي في يوليو (تموز) الماضي. لكنَّ أورسو قال لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، إنه يتوقع حلاً تفاوضياً. وتسعى إيطاليا إلى جذب شركات صناعة السيارات الصينية لفتح المصانع وزيادة إنتاج المركبات.

وقال وانغ: «نأمل أن تستجيب المفوضية الأوروبية لدعوات جميع الأطراف وتحل بشكل صحيح الخلافات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي من خلال الحوار والتشاور».