أسعار النفط تواصل موجة الصعود في ختام أسبوع متقلب

مع تعطل الإنتاج في خليج المكسيك وتراجع الدولار

رجال إنقاذ وعمال يفحصون آثار الدمار عقب مرور إعصار فرنسين بولاية لويزيانا الأميركية (أ.ف.ب)
رجال إنقاذ وعمال يفحصون آثار الدمار عقب مرور إعصار فرنسين بولاية لويزيانا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أسعار النفط تواصل موجة الصعود في ختام أسبوع متقلب

رجال إنقاذ وعمال يفحصون آثار الدمار عقب مرور إعصار فرنسين بولاية لويزيانا الأميركية (أ.ف.ب)
رجال إنقاذ وعمال يفحصون آثار الدمار عقب مرور إعصار فرنسين بولاية لويزيانا الأميركية (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة، لتواصل موجة الصعود التي أشعلتها اضطرابات الإنتاج في خليج المكسيك بالولايات المتحدة؛ حيث أجبر الإعصار فرنسين المنتجين على إخلاء المنصات قبل أن يضرب ساحل ولاية لويزيانا.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 52 سنتاً أو 0.72 في المائة إلى 72.75 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:37 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 71 سنتاً، أو 1.03 في المائة، إلى 69.89 دولار للبرميل.

وإذا استمرت هذه المكاسب، فإن الخامين القياسيين سيوقفان سلسلة من الانخفاضات الأسبوعية، على الرغم من بداية الأسبوع الصعبة التي شهدت انخفاض برنت إلى أقل من 70 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ أواخر 2021. ومن المتوقع أن يسجل الخامان زيادة أسبوعية بأكثر من 2 في المائة.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى «يو بي إس»: «من أسباب نقص المعروض في سوق النفط استمرار اضطراب الإمدادات في ليبيا والانقطاعات الأكبر من المتوقع في خليج المكسيك بسبب الإعصار فرنسين».

كما ساعد ضعف الدولار في دعم النفط. وهبطت العملة الأميركية إلى أدنى مستوياتها في أسبوع يوم الجمعة، ما يجعل السلع المقومة بالدولار أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

وأجرى منتجو النفط تقييماً للأضرار وفحوصات للتأكد من السلامة، يوم الخميس، استعداداً لاستئناف العمليات في خليج المكسيك بالولايات المتحدة. وتوقع محللو «يو بي إس» أن ينخفض ​​الإنتاج في المنطقة في سبتمبر (أيلول) بمقدار 50 ألف برميل يومياً على أساس شهري، بينما قدر محللو «إف جي إي» انخفاضاً قدره 60 ألف برميل يومياً إلى 1.69 مليون برميل يومياً.

وأظهرت بيانات رسمية أن ما يقرب من 42 في المائة من إنتاج النفط في منطقة خليج المكسيك كان متوقفاً حتى يوم الخميس.

وخفضت كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية، هذا الأسبوع، توقعات نمو الطلب، مشيرتين إلى الصعوبات الاقتصادية في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.

وأظهرت بيانات الجمارك يوم الثلاثاء أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت 3.1 في المائة في المتوسط ​​هذا العام من يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس (آب)، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

كما نمت مخاوف الطلب في الولايات المتحدة. وسجلت العقود الآجلة للبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة أدنى مستوياتها في عدة سنوات هذا الأسبوع، إذ سلط المحللون الضوء على الطلب الأضعف من المتوقع في أكبر دولة مستهلكة للبترول.

وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يوم الأربعاء، أن مخزونات النفط والوقود في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي مع انخفاض الطلب بشكل حاد.


مقالات ذات صلة

الصين تقر أول خطة لرفع سن التقاعد منذ 1978

الاقتصاد مشاة ينتظرون الإشارة لعبور الطريق قرب موقع إنشاءات في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

الصين تقر أول خطة لرفع سن التقاعد منذ 1978

وافقت أعلى هيئة تشريعية في الصين، الجمعة، على اقتراح برفع سن التقاعد في البلاد، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1978.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد زحام مروري وقت الذروة في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

مصر ترسي مناقصة لشراء 20 شحنة غاز لتغطية الطلب في الشتاء

قالت مصادر لـ«رويترز» إن مصر أرستْ بالكامل مناقصة طرحتها في الآونة الأخيرة لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمر أمام لافتة «بي دبليو سي» على مقرّها بالمركز المالي في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تعلّق أعمال «بي دبليو سي» لـ6 أشهر بسبب تدقيق «إيفرغراند»

فرضت الصين تعليقاً لمدة ستة أشهر على وحدة التدقيق التابعة لشركة «بي دبليو سي» في البلاد، بسبب تدقيقها لشركة «تشاينا إيفرغراند غروب».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مصنع شركة «يو إس ستيل» لصناعة الصلب في ولاية بنسلفانيا الأميركية (أ.ف.ب)

«نيبون» و«يو إس ستيل» ترسلان خطاباً إلى بايدن بشأن خطط الاندماج

أرسلت كل من «نيبون ستيل» و«يو إس ستيل» خطاباً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن اندماجهما المخطط له بقيمة 15 مليار دولار، بعد أنباء أنه يستعد لعرقلة الصفقة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد حاويات بضائع في ميناء لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

أميركا تفرض زيادات كبيرة و«صارمة» في الرسوم الجمركية على الصين

فرضت أميركا يوم الجمعة زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية لتعزيز الحماية للصناعات المحلية الاستراتيجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لاغارد ترفض الضغوط السياسية بعد دعوة إيطاليا لتخفيضات أكبر في الفائدة

مبنى المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)
TT

لاغارد ترفض الضغوط السياسية بعد دعوة إيطاليا لتخفيضات أكبر في الفائدة

مبنى المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)

قالت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، الجمعة، إن المصرف مؤسسة مستقلة ولا يخضع لضغوط سياسية، رافضة الدعوات الإيطالية لمزيد من خفض أسعار الفائدة.

وانتقد وزيران في الحكومة الإيطالية المركزي الأوروبي، الخميس، بعد أن خفض المصرف في منطقة اليورو ومقره فرانكفورت سعر الفائدة على الودائع بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.50 في المائة، متهمين إياه بالافتقار إلى الشجاعة، وفق «رويترز».

وقالت لاغارد في اجتماع غير رسمي لوزراء اقتصاد الاتحاد الأوروبي في بودابست: «المركزي الأوروبي مؤسسة مستقلة، وهذا منصوص عليه بوضوح تام في المعاهدات».

وأضافت: «نحن لسنا عرضة لأي نوع من الضغوط السياسية».

وتعد إيطاليا، التي تعاني من أعلى تكاليف اقتراض في منطقة اليورو وثاني أعلى دين عام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، من بين البلدان التي قد تستفيد أكثر من أي خفض حاد في أسعار الفائدة من جانب المركزي الأوروبي.

ودعا وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، أحد أعضاء حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني الذي تحدث ضد المركزي الأوروبي، إلى إصلاح المعاهدة التأسيسية للمصرف.

وقال تاجاني: «اليوم، يهتم المركزي الأوروبي فقط بمكافحة التضخم، (لكن) هذا ليس كافياً، نحن بحاجة إلى مصرف مركزي قادر على إدارة العملة لتعزيز النمو».

وفي حديثها يوم الخميس، أشارت لاغارد إلى أن احتمال إجراء المزيد من التخفيضات الشهر المقبل مرتفع نسبياً، مؤكدة أن صناع السياسات من غير المرجح أن يكون لديهم بيانات كافية لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان المزيد من التيسير النقدي مناسباً.

من جانبهم، أعرب عدد من صناع السياسة في المصرف المركزي الأوروبي عن ثقتهم بشأن آفاق انخفاض التضخم وأسعار الفائدة في منطقة اليورو.

وأيد محافظ المصرف المركزي الفرنسي فرانسوا فيليروي دي غالهاو، ورئيس المصرف المركزي الألماني يواكيم ناغل؛ خفض أسعار الفائدة، الخميس، مما أظهر نبرة أكثر ثقة من أي وقت مضى في العامين الماضيين في أن معركة المركزي الأوروبي ضد التضخم المرتفع قد تم كسبها، وفق «رويترز».

وقال ناغل لإذاعة «دويتشلاند فونك» الألمانية: «إن صورة التضخم تبدو جيدة للغاية. ونحن نفترض الآن، كما تظهر البيانات، أننا سنصل إلى هدفنا المتمثل في معدل التضخم البالغ 2 في المائة بحلول نهاية العام المقبل».

وذهب فيليروي إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن «اتجاه الرحلة» واضح لانخفاض أسعار الفائدة، ولكن بوتيرة لطيفة اعتماداً على البيانات الواردة.

وقال في منتدى «يوروفي» المالي في بودابست: «يجب أن نواصل تقليل درجة تقييد سياستنا النقدية تدريجياً وبشكل مناسب».

وأضاف: «لكن الوتيرة يجب أن تكون عملية للغاية؛ نحن لا نلتزم مسبقاً بأي مسار معين للأسعار، ونحافظ على خياراتنا الكاملة لاجتماعاتنا المقبلة».

وانخفض التضخم في الدول الـ20 التي تشترك في عملة اليورو إلى 2.2 في المائة في أغسطس (آب)، وهو أبطأ وتيرة منذ يوليو (تموز) 2021، ويتوقع المركزي الأوروبي أن ينخفض إلى 2 في المائة بحلول الربع الأخير من العام المقبل بعد انتعاش طفيف في العام المقبل.

كما يتباطأ النمو، خصوصاً في ألمانيا القوة الصناعية، مما يعزز الحجة لصالح خفض تكاليف الاقتراض.

وقال فيليروي إن توقعات التضخم والبيانات المخيبة للآمال بشأن النشاط جعلت خفض الأسعار يوم الخميس «خطوة واضحة» ويجب على المركزي الأوروبي الآن أيضاً الانتباه إلى خطر انخفاض التضخم بشكل كبير.

وقال زميله الفنلندي أولي ريهن إن خفض أسعار الفائدة من المركزي الأوروبي يدعم النمو، لكن أوروبا يجب أن تنطلق على طريق تحسين الإنتاجية.

وقال في بيان: «التحديات الحالية تؤكد بشكل أكبر الاعتماد على البيانات والتحليلات الجديدة حول الاقتصاد».

ويملك المصرف المركزي الألماني والمصرف المركزي الفرنسي الحصص الأكبر في رأس مال المركزي الأوروبي في ضوء حجم اقتصاديهما وعدد سكانهما.