عمال شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا يدعمون كامالا هاريس

تبرعات قياسية من «ألفابت» و«أمازون» و«مايكروسوفت» لحملة المرشحة الديمقراطية

المرشحة الرئاسية الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل خلال تجمع انتخابي في سافانا بجورجيا (رويترز)
المرشحة الرئاسية الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل خلال تجمع انتخابي في سافانا بجورجيا (رويترز)
TT

عمال شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا يدعمون كامالا هاريس

المرشحة الرئاسية الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل خلال تجمع انتخابي في سافانا بجورجيا (رويترز)
المرشحة الرئاسية الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل خلال تجمع انتخابي في سافانا بجورجيا (رويترز)

أظهرت البيانات أن العمال في العديد من كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية يدعمون بشكل كبير مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة كامالا هاريس، حتى في الوقت الذي يوجه فيه بعض أقوى مليارديرات التكنولوجيا دعمهم إلى منافسها الجمهوري دونالد ترمب.

ووفقاً للبيانات التي جمعتها منظمة المراقبة السياسية «أوبن سيكرتز»، فإن العاملين في شركات مثل «ألفابت» و«أمازون» و«مايكروسوفت» يتبرعون بملايين الدولارات لحملة هاريس، وهو مبلغ أكبر بكثير من المبلغ الذي أرسله الموظفون لحملة الرئيس السابق ترمب. وتتضمن البيانات تبرعات من موظفي الشركات وأصحابها وأفراد أسرهم المباشرين، حسب «رويترز».

ومع ذلك، يدعم مليارديرات التكنولوجيا مثل الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك، ومؤسسي شركة رأس المال الاستثماري «أندريسن هورويتز» مارك أندريسن وبن هورويتز، ترمب، مشيرين إلى مواقف الرئيس السابق بشأن الاقتصاد والضرائب والشركات الكبرى.

وقد أدت الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى انقسام وادي السيليكون، الذي كان في السابق معقلاً للدعم الديمقراطي والليبرالي. فقد تعهد المستثمران الاستثماريان ريد هوفمان من «غرايلوك»، ورجل الأعمال مارك كوبان، بدعم الحملة الرئاسية لهاريس، على أمل رؤية مزيد من الحقوق المتعلقة بالإجهاض للعمال والسياسات الصديقة للتكنولوجيا.

لكن في السنوات الأخيرة، أعرب عديد من قادة التكنولوجيا عن انزعاجهم من سياسات الأعمال التي ينتهجها الرئيس الديمقراطي جو بايدن، بما في ذلك الهجوم الواسع على عمليات الدمج والاستحواذ والضوابط المفروضة على خصوصية البيانات.

وبموجب قوانين تمويل الحملات الانتخابية، لا يجوز للشركات نفسها التبرع بشكل مباشر للحملات الفيدرالية، بما في ذلك الحملات الرئاسية. وكثيراً ما تتبرع الشركات للحملات الانتخابية للكونغرس والولايات من خلال لجان العمل السياسي، التي يتم تمويلها من تبرعات الموظفين، وهي محدودة في المبالغ التي يمكن للمرشحين تلقيها.

وقال مدير الأبحاث في منظمة «إيشو وان» لإصلاح تمويل الحملات، مايكل بيكل: «يخدم عديد من الشركات العملاء على جانبي الطيف السياسي، ولا تريد تنفير العملاء من خلال تقديم تبرعات تدعم حزباً واحداً أو مرشحاً واحداً فقط في سباق حزبي». وفي حين يُحظر على الشركات إرسال الأموال مباشرة إلى المرشحين الرئاسيين، يتبرع موظفو التكنولوجيا بكثافة لهاريس.

وقد تبرع موظفو شركة «ألفابت» وأفراد أسرهم، بما في ذلك «غوغل»، بمبلغ 2.16 مليون دولار حتى الآن لحملة هاريس، وهو ما يقرب من 40 ضعف المبلغ الذي تلقته حملة ترمب، وفقاً لـ«أوبن سيكرتز».

كما تبرع موظفو «أمازون» و«مايكروسوفت» وعائلاتهم بمبلغ مليون دولار و1.1 مليون دولار على التوالي، بينما تلقت حملة ترمب 116 ألف دولار من موظفي «أمازون» و88 ألف دولار من موظفي «مايكروسوفت» وعائلاتهم.

ويتفوق موظفو «أمازون»، التي تعد أيضاً أكبر شركة تجزئة في الولايات المتحدة وثاني أكبر جهة توظيف في البلاد، على موظفي شركات التجارة الإلكترونية الأخرى وتجار التجزئة التقليديين في التبرعات.

على سبيل المثال، تبرع موظفو «وول مارت» بمبلغ إجمالي قدره 275 ألف دولار لكل من هاريس وترمب، حيث حصل كل مرشح على نفس المبلغ تقريباً من التمويل. وتلقت حملة ترمب 144 ألف دولار من موظفي «وول مارت»، أي أكثر بنحو 14 ألف دولار من حملة هاريس.

وقالت مديرة الأبحاث والاستراتيجية في شركة «أوبن سيكرتز»، سارة برينر، إن التبرعات للحملات تأتي في الغالب من موظفي الشركات الذين لديهم دخل متاح أكثر من عمال المستودعات أو أمناء الصناديق العاديين. وأضافت أن الموظفين في الشركات الكبرى مثل «أمازون» يكسبون في كثير من الأحيان أكثر من موظفي «وول مارت»، مما يمنحهم مساحة أكبر للمساهمة في الحملات السياسية.

ويكسب موظفو شركة «أمازون» في المتوسط ​​أكثر من موظفي «وول مارت»، الذين غالباً ما يتمركزون في بنتونفيل بولاية أركنساس. ويبلغ متوسط ​​دخل موظفي «أمازون» في الولايات المتحدة 133 ألف دولار سنوياً، بينما يبلغ متوسط ​​دخل موظفي «وول مارت» 85 ألف دولار سنوياً، وفقاً لبيانات سوق العمل من «زيب ريكروتر».

ولم يصل موظفو «ميتا» و«أبل» بعد إلى حاجز المليون دولار لحملة هاريس، لكنهم ما زالوا يتفوقون على ترمب. فقد تبرع موظفو «ميتا» بمبلغ 25 ألف دولار لترمب مقارنةً بـ835 ألف دولار لهاريس، بينما تبرع موظفو «أبل» بمبلغ 44 ألف دولار لترمب مقارنةً بـ861 ألف دولار لهاريس.

كان وادي السيليكون يُنظَر إليه تقليدياً بوصفه المنطقة الأكثر ميلاً إلى اليسار في الولايات المتحدة. وفي أغسطس (آب)، قال أكثر من 100 من المستثمرين في المشاريع في رسالة إنهم سيدعمون هاريس، التي تُعد داعمة للابتكار في مجال الأعمال والتكنولوجيا.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رجل يلتقط صورة باستخدام هاتفه الذكي (رويترز)

هل يحتوي هاتفك على كثير من الصور والرسائل؟ اضطراب عقلي قد يكون السبب

اضطراب الاكتناز الرقمي - والذي غالباً ما يرتبط باضطراب الوسواس القهري يُعتقد أنه يؤثر على حوالي 2.5 في المائة من الأميركيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاقتصاد الألماني يتباطأ مجدداً... نمو أقل من المتوقع

تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني في برلين (رويترز)
تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني في برلين (رويترز)
TT

الاقتصاد الألماني يتباطأ مجدداً... نمو أقل من المتوقع

تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني في برلين (رويترز)
تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني في برلين (رويترز)

نما الاقتصاد الألماني بوتيرة أقل من التقديرات السابقة في الربع الثالث، بحسب ما أعلن مكتب الإحصاء يوم الجمعة، مما يزيد من تفاقم الأخبار السلبية حول دولة يُتوقع أن تكون الأسوأ أداءً بين دول مجموعة السبع الكبرى هذا العام.

وأظهرت البيانات أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 0.1 في المائة في الربع الثالث من عام 2024 مقارنة بالربع السابق، مسجلاً انخفاضاً عن التقدير الأولي الذي كان يشير إلى نمو بنسبة 0.2 في المائة، وفق «رويترز».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في منطقة اليورو لدى «بانثيون ماكروإيكونوميكس»، كلاوس فيستيسن: «الاقتصاد الألماني لم يحقق تقدماً يذكر في الربع الثالث، وهو ما يواصل اتجاهاً لا يظهر أي نمو تقريباً في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو».

وقد تخلفت ألمانيا عن متوسط النمو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2021، ومن المتوقع أن ينكمش اقتصادها للعام الثاني على التوالي في 2024.

ويُعرّف الركود عادةً بأنه انكماش اقتصادي لمدة ربعين متتاليين، وقد أثارت البيانات الخاصة بالربع الثاني المخاوف من حدوث ركود بعد تسجيل انكماش بنسبة 0.3 في المائة.

وقال رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في بنك «آي إن جي»، كارستن برزيسكي: «حتى لو تجنب الاقتصاد الألماني الركود في الصيف، فإن الركود في الشتاء يلوح في الأفق».

وارتفعت الاستهلاكات الأسرية بنسبة 0.3 في المائة على أساس ربع سنوي، بينما سجل الإنفاق الحكومي زيادة بنسبة 0.4 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت الاستثمارات في الآلات والمعدات بنسبة 0.2 في المائة، وكذلك في قطاع البناء بنسبة 0.3 في المائة.

وفي ما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، أشار فيستيسن إلى أن هناك إمكانات لنمو الإنفاق الاستهلاكي، بالنظر إلى النمو القوي في الدخل الحقيقي ومعدل التوفير المرتفع.

وانخفضت صادرات السلع والخدمات بنسبة 1.9 في المائة مقارنة بالربع الثاني، حيث تراجعت صادرات السلع بشكل ملحوظ بنسبة 2.4 في المائة، وفقاً لما ذكره مكتب الإحصاء.

وقال برزيسكي: «بالنظر إلى ما بعد الشتاء، ستعتمد آفاق النمو في ألمانيا بشكل كبير على قدرة الحكومة الجديدة على تعزيز الاقتصاد المحلي في ظل احتمالات نشوب حرب تجارية وتبني سياسات صناعية أقوى في الولايات المتحدة».