محافظ «المركزي» السابق: الصين يجب أن تركز على مكافحة «الضغوط الانكماشية»

الأسهم تنزلق لأدنى مستوياتها في سبعة أشهر

غيوم تتكتل فوق جزيرة هونغ كونغ فيما يقترب الإعصار ياغي من السواحل الصينية (د.ب.أ)
غيوم تتكتل فوق جزيرة هونغ كونغ فيما يقترب الإعصار ياغي من السواحل الصينية (د.ب.أ)
TT

محافظ «المركزي» السابق: الصين يجب أن تركز على مكافحة «الضغوط الانكماشية»

غيوم تتكتل فوق جزيرة هونغ كونغ فيما يقترب الإعصار ياغي من السواحل الصينية (د.ب.أ)
غيوم تتكتل فوق جزيرة هونغ كونغ فيما يقترب الإعصار ياغي من السواحل الصينية (د.ب.أ)

قال محافظ البنك المركزي الصيني السابق يي غانغ يوم الجمعة، إن البلاد يجب أن تركز على مكافحة الضغوط الانكماشية، في الوقت الذي يكافح فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتعافي على الرغم من مجموعة من تدابير دعم السياسات.

جاءت تعليقات يي في الوقت الذي تعاني فيه الشركات من ضغوط هوامش الربح ويعاني الموظفون من خفض الأجور في الاقتصاد الذي يبلغ حجمه 18 تريليون دولار، حيث أثرت أزمة العقارات والطلب المحلي الضعيف على معنويات المستثمرين والمستهلكين.

وقال يي، نائب رئيس اللجنة الاقتصادية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، في قمة بوند في شنغهاي: «أعتقد أنه يتعين عليهم الآن التركيز على مكافحة الضغوط الانكماشية. إذا نظرت إلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، فهو إيجابي، ولكنك تحتاج أيضاً إلى النظر إلى دخل الناس وإيرادات الضرائب».

قال يي إن الاقتصاد الصيني توسع بنسبة 5 في المائة في النصف الأول من عام 2024، لكن زخم النمو تضاءل منذ الربع الثاني. وتابع أن «الكلمة الأساسية هي كيفية تحسين الطلب المحلي وكيف يمكنهم التعامل مع وضع سوق العقارات وكذلك ديون الحكومة المحلية»، مضيفاً أن ما يهم الناس هو مستقبلهم الوظيفي وآفاق الدخل.

وارتفع معدل البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً في الصين، باستثناء الطلاب، إلى 17.1 في المائة في يوليو (تموز)، من 13.2 في المائة في الشهر السابق.

وقال يي: «بشكل عام، لدينا مشكلة ضعف الطلب المحلي، وخاصة على جانبي الاستهلاك والاستثمار، لذلك يتطلب ذلك سياسة مالية استباقية وسياسة نقدية متساهلة».

وقال البنك المركزي الصيني إن الحفاظ على استقرار الأسعار وضمان التضخم المعتدل سيكونان من الاعتبارات المهمة للسياسة النقدية الصينية.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي بنسبة 0.2 في المائة فقط في المتوسط ​​خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو. وكان مؤشر أسعار المنتجين في حالة انكماش لمدة عامين تقريباً. وقال يي: «يتعين أن ينصب التركيز الفوري على تحويل معامل انكماش الناتج المحلي الإجمالي إلى إيجابي. وحتى لو أدركنا صعوبة ذلك، فيتعين علينا أن نبذل قصارى جهدنا».

وفي الأسبوع الماضي، خفض بنك الاستثمار «يو بي إس» توقعاته بشأن معامل انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الصين من صفر إلى سالب 0.4 لعام 2024، «حيث يؤدي الانحدار الأعمق في سوق العقارات إلى انخفاض أسعار المنتجات الأولية، وضعف الطلب على الاستهلاك وزيادة المنافسة السعرية بشكل عام».

وفي الأسواق، أغلقت أسهم الصين عند أدنى مستوياتها في سبعة أشهر يوم الجمعة مع تفوق الانخفاضات الحادة في أسهم التكنولوجيا والعقارات على المكاسب في شركات السمسرة التي غذتها رهانات التوحيد.

وأغلق مؤشر «شنغهاي» المركب منخفضا 0.81 في المائة، في حين أغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية منخفضا 0.81 في المائة. وسجل كلاهما أدنى مستويات إغلاق لهما منذ الخامس من فبراير (شباط). وخلال الأسبوع، خسر مؤشر بورصة شنغهاي 2.69 في المائة، في حين هبط مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 2.71 في المائة.

وأنهى قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية تعاملات الجمعة على انخفاض بنسبة 0.97 في المائة، وخسر مؤشر العقارات 1.45 في المائة، وانخفض مؤشر الرعاية الصحية الفرعي بنسبة 1.76 في المائة.

وفي المقابل، قفزت أسهم شركات السمسرة بعد أن وافقت شركة «غوتاي جونان» للأوراق المالية على الاستحواذ على منافستها «هايتونغ» للأوراق المالية، ما غذى التوقعات بمزيد من عمليات الدمج في الصناعة. وقالت شركة «هوا تشوانغ» للأوراق المالية في مذكرة إن هذا يشمل الصفقات المحتملة بين شركة «سي آي سي سي» وشركة «تشاينا غالاكسي» للأوراق المالية، فضلاً عن شركة «سيتيك» للأوراق المالية وشركة «تشاينا» للأوراق المالية.

وقفزت أسهم شركة «سي آي سي سي» المدرجة في بورصة شنغهاي بنحو 8 في المائة، قبل أن تغلق مرتفعة بنسبة 2.19 في المائة. وارتفعت شركة «غالاكسي» للأوراق المالية بنسبة 10 في المائة لتصل إلى أعلى مستوى لها في شهرين، قبل أن تتراجع لتغلق مرتفعة بنسبة 4.93 في المائة.

وأغلق مؤشر «شنتشن» الأصغر منخفضا 1.61 في المائة، وانخفض مؤشر «تشينيكست» المركب للشركات الناشئة 1.703 في المائة.


مقالات ذات صلة

«بنك كوريا» يفاجئ الأسواق بإبقاء الفائدة دون تغيير

الاقتصاد شعار بنك كوريا يظهر على قمة مبناه في سيول (رويترز)

«بنك كوريا» يفاجئ الأسواق بإبقاء الفائدة دون تغيير

فاجأ بنك كوريا الأسواق يوم الخميس بعد أن قرر إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، مما يعكس تأثير التخفيضات المتتالية التي أجراها العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد عامل يفرز البضائع بأحد المتاجر الكبرى في لندن (إ.ب.أ)

الاقتصاد البريطاني ينمو بنسبة أقل من المتوقع... وريفز مصرّة على موازنتها

ارتفع الناتج الاقتصادي البريطاني بنسبة أقل من المتوقع هي 0.1 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنةً بشهر أكتوبر (تشرين الأول).

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار «منتدى دافوس» (رويترز)

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

أظهر استطلاع أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي أن الصراعات المسلحة هي أكبر خطر خلال عام 2025 في الوقت الذي يجتمع فيه قادة حكومات وشركات لحضور المنتدى بدافوس

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب في مؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط) play-circle 01:15

وزيرة الصناعة التونسية: نستهدف مضاعفة مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي

أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب، أن الفوسفات يساهم بنسبة 1 في المائة بالناتج المحلي الخام، وتهدف البلاد إلى مضاعفة هذه المساهمة.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد صورة عامة لقصر وزارة المالية في روما (رويترز)

إيطاليا تسجل دَيناً عاماً قياسياً يتجاوز 3 تريليونات دولار في نوفمبر

أعلن البنك المركزي الإيطالي، الأربعاء، أن الدين العام الإيطالي قد ارتفع بشكل إضافي في نوفمبر (تشرين الثاني) ليجاوز 3 تريليونات يورو (نحو 3.1 تريليون دولار).

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مرشح وزير الخزانة: ترمب سيطلق العنان لعصر ذهبي اقتصادي جديد

المرشح لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت يتجول بمبنى الكابيتول في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
المرشح لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت يتجول بمبنى الكابيتول في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
TT

مرشح وزير الخزانة: ترمب سيطلق العنان لعصر ذهبي اقتصادي جديد

المرشح لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت يتجول بمبنى الكابيتول في واشنطن (أرشيفية - رويترز)
المرشح لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت يتجول بمبنى الكابيتول في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

تعهَّد سكوت بيسنت، مدير صندوق التحوط الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتولي منصب وزير الخزانة، بالحفاظ على مكانة الدولار عملةً احتياطية في العالم، كاشفاً عن رؤية لـ«عصر ذهبي اقتصادي جديد»، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه لمواجهة أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الخميس، حول كيفية تنفيذ خطط ترمب لخفض الضرائب والتعريفات الجمركية وإلغاء القيود.

وستؤدي شهادة بيسنت في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون المالية في مجلس الشيوخ، لتأكيد تعيينه في الساعة 10:30 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:30 بتوقيت غرينتش)، إلى إثارة قلق الأسواق المالية وسط مخاوف -تنعكس في ارتفاع عائدات السندات- من أن خطط ترمب السياسية قد تؤجج التضخم وتثير حرباً تجارية عالمية جديدة تهدد الاستقرار المالي.

وقال مدير مركز «هاتشينز» للسياسة المالية والنقدية التابع لمعهد «بروكينغز»، ديفيد ويسل، إن مؤسس شركة «كي سكوير كابيتال مانجمنت» البالغ من العمر 62 عاماً، سيحتاج إلى تقديم نفسه على أنه مؤثر معتدل على خطط ترمب «الأكثر تطرفاً»، وفق «رويترز».

وأضاف: «ما تريده الأسواق ومجتمع الأعمال هو معرفة أن هناك شخصاً ناضجاً لا يعتقد أن خفض الضرائب بشكل مفرط وزيادة الديون فكرة جيدة، وأن جميع وعود حملة ترمب الانتخابية بشأن التعريفات الجمركية هي أفكار جيدة».

في تصريحات مُعدّة مسبقاً نُشرت مساء الأربعاء، وضع بيسنت رؤية لـ«عصر ذهبي اقتصادي جديد» تضمنت إعطاء الأولوية للاستثمارات الاستراتيجية التي تنمّي الاقتصاد الأميركي، وجعل تخفيضات ترمب الضريبية للأفراد والشركات الصغيرة لعام 2017 التي من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2025، دائمة.

كما قال بيسنت في التصريحات: «يجب علينا تأمين سلاسل التوريد المعرَّضة للمنافسين الاستراتيجيين، ويجب علينا أن ننشر العقوبات بعناية كجزء من نهج حكومي كامل لتلبية متطلبات أمننا القومي... والأهم من ذلك، يجب أن نضمن بقاء الدولار الأميركي عملة الاحتياطي العالمي».

مدافِع عن التعريفة الجمركية

لم يذكر بيسنت الصين في تصريحاته المُعدّة سلفاً، لكنه كان مدافعاً قوياً عن خطط ترمب لفرض رسوم جمركية شاملة تتراوح بين 10 في المائة على جميع الواردات و60 في المائة على السلع الصينية.

وفي مقال رأي نشره على شبكة «فوكس نيوز» قبل أسبوع من ظهوره كفائز في مسابقة عالية المستوى لاختيار ترمب لوزارة الخزانة في نوفمبر (تشرين الثاني)، أشاد بيسنت بالتعريفات الجمركية بوصفها «وسيلة للدفاع عن الأميركيين أخيراً» بعد عقود من فقدان الوظائف بسبب ارتفاع الواردات.

وكتب بيسنت قائلاً: «عند استخدامها بشكل استراتيجي، يمكن للتعريفات الجمركية أن تزيد من إيرادات وزارة الخزانة، وتشجع الشركات على استعادة الإنتاج وتقليل اعتمادنا على الإنتاج الصناعي من المنافسين الاستراتيجيين»، خصوصاً الصين.

أسئلة الضرائب

من المتوقع أن يطرح الديمقراطيون في اللجنة المالية أسئلة على بيسنت حول خططه لتمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017 للأفراد والشركات الصغيرة التي تنتهي صلاحيتها في نهاية هذا العام. ويقدر خبراء الموازنة أن هذا سيضيف ما لا يقل عن 4 تريليونات دولار إلى الدين الفيدرالي على مدى عقد من الزمن دون تحقيق وفورات في أماكن أخرى.

ودعا بيسنت، في تصريحاته، إدارة ترمب والكونغرس إلى تنفيذ «سياسات داعمة للنمو لتخفيف العبء الضريبي على عمال خدمات المصنعين الأميركيين وكبار السن».

وتشير هذه السياسات الأخيرة إلى وعود ترمب خلال حملته الانتخابية بتخفيض معدل الضريبة على الشركات إلى 15 في المائة من 21 في المائة للشركات التي تصنع المنتجات في الولايات المتحدة، وإعفاء الدخل من الإكراميات والضمان الاجتماعي من الضرائب.

وأصدرت الديمقراطية في اللجنة المالية في مجلس الشيوخ، إليزابيث وارن، قائمة من 180 سؤالاً لبيسنت للإجابة عنها، بما في ذلك بعض الأسئلة التي تتحدى تأكيداته السابقة بأن التخفيضات الضريبية يمكن أن تدافع عن نفسها من خلال توليد نمو أعلى.

وكتبت وارن في رسالتها إلى بيسنت: «لقد كانت خبرتك في جعل المستثمرين الأغنياء بالفعل أكثر ثراءً، وليس في خفض التكاليف على العائلات أو جعل الاقتصاد أقوى لجميع الأميركيين».

ووصف رئيس اللجنة الجمهوري في مجلس الشيوخ، مايك كرابو، بيسنت بأنه «واحد من أذكى العقول في صناعة التمويل العالمية».

وأضاف كرابو في ملاحظاته المعدة مسبقاً، أن بيسنت «يجب أن يعمل مع الكونغرس للحفاظ على السياسات الضريبية الجمهورية المؤيدة للنمو التي أفادت جميع الأميركيين بشكل كبير والبناء عليها».

أسئلة استقلالية الفيدراليين

نشأ بيسنت في ولاية كارولاينا الجنوبية والتحق بجامعة ييل قبل أن يبدأ العمل في «وول ستريت»، حيث ساعد المستثمر الشهير جورج سوروس في كسب أكثر من مليار دولار من خلال المراهنة على الجنيه الإسترليني في عام 1992.

وقد أسس «كي سكوير» في عام 2015، وسرعان ما جمع أصولاً بقيمة 4.5 مليار دولار، والتي بلغت ذروتها عند 5.1 مليار دولار في نهاية عام 2017، ولكنها انخفضت إلى 477 مليون دولار بعد ست سنوات. وقد تعهد بيسنت بتصفية استثماراته في «كي سكوير» لتجنب تضارب المصالح.

كما ستحلل الأسواق أيضاً تعليقات بيسنت حول استقلالية «الاحتياطي الفيدرالي»، نظراً إلى دعوته السابقة إلى تعيين رئيس «ظل» لمجلس إدارة «الاحتياطي الفيدرالي» يقدم توجيهات بديلة للسياسة. وكان ترمب قد اشتكى مؤخراً من ارتفاع أسعار الفائدة أكثر من اللازم، على الرغم من تخفيضات «الاحتياطي الفيدرالي» الثلاثة العام الماضي.