بنك كوريا يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير

لمّح إلى سياسة نقدية أكثر مرونة مع تباطؤ التضخم والنمو

شعار بنك كوريا على سطح مبناه في سيول (رويترز)
شعار بنك كوريا على سطح مبناه في سيول (رويترز)
TT

بنك كوريا يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير

شعار بنك كوريا على سطح مبناه في سيول (رويترز)
شعار بنك كوريا على سطح مبناه في سيول (رويترز)

أبقى بنك كوريا المركزي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الخميس، لكنه أشار إلى أنه مستعد لبدء تخفيف السياسة النقدية مع تخفيف الضغوط على الأسعار والنمو؛ مما أثار التوقعات بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه أكتوبر (تشرين الأول).

وأبقى بنك كوريا المركزي سعر الفائدة القياسي عند 3.50 في المائة، وهو قرار توقّعه 38 من أصل 40 اقتصادياً شملهم استطلاع للرأي أجرته «رويترز».

ومع ذلك، قال المصرف المركزي الكوري، في بيان سياسته، إنه يحتاج الآن إلى «فحص التوقيت المناسب لخفض أسعار الفائدة مع الحفاظ على موقف نقدي تقييدي».

ويتوقع الاقتصاديون أن يبدأ بنك كوريا المركزي خفض أسعار الفائدة في اجتماعه السياسي المقبل في 11 أكتوبر، الذي سيكون في الوقت نفسه تقريباً الذي يُتوقع على نطاق واسع أن يقدم فيه مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي على أول خفض في أسعار الفائدة منذ أربع سنوات.

كما خفّض بنك كوريا المركزي توقعاته للنمو والتضخم هذا العام.

وخفّض توقعات النمو لعام 2024 إلى 2.4 في المائة من 2.5 في المائة سابقاً، بعد أن انكمش رابع أكبر اقتصاد في آسيا بصورة غير متوقعة في الربع الثاني. ويتوق الآن أن يبلغ التضخم الاستهلاكي عند 2.5 في المائة لهذا العام، وهو أبطأ من 2.6 في المائة الذي سُجل في السابق.

وسعت عقود سندات الخزانة الكورية الجنوبية لأجل ثلاث سنوات مكاسبها بعد بيان السياسة، وارتفعت 0.10 نقطة إلى 105.97.

وتأتي احتمالات خفض أكتوبر مع تخفيف أقران بنك كوريا المركزي العالميين لسياسة التشديد النقدي التي اتبعوها في السنوات الأخيرة مع المصارف المركزية في كندا ونيوزيلندا ومنطقة اليورو التي خفّفت جميعها من الضوابط النقدية.

ومع ذلك، فإن المخاطر المتزايدة على الاستقرار المالي هي أحد الأسباب التي قد تجعل بنك كوريا يذهب ببطء إلى خفض أسعار الفائدة.

وقال البنك في البيان: «حول الاستقرار المالي، من الضروري تقييم تأثير التدابير الحكومية المتعلقة بسوق الإسكان وتقلبات السوق المتزايدة؛ لأن أسعار المنازل في منطقة سيول لا تزال ترتفع».

وقد حلّت المخاوف بشأن التضخم محل المخاوف من تزايد ديون الأسر بسرعة وتباطؤ الاستهلاك بسرعة كبيرة.

وارتفعت أسعار الشقق في سيول إلى الصدارة في محادثات السياسة مع الحكومة في وقت سابق من هذا الشهر؛ إذ أعلنت الحكومة خططاً لزيادة المعروض من المساكن لتبريد الأسعار المتصاعدة.

وقال المحلل في شركة الاستثمار والأوراق المالية «دي إس»، كيم جون يونغ: «نظراً إلى أن ديون الأسر تتزايد بسرعة، فإننا نتوقع خفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام. ونعتقد أن بنك كوريا المركزي سيظل متشدداً نسبياً».

وتركز الأنظار على مؤتمر صحافي لرئيس البنك المركزي ري تشانغ يونغ، إذ يمكن إعلان أسماء المعارضين. وعادة ما تؤدي الأصوات المعارضة إلى تغييرات في السياسة في الأشهر التالية.


مقالات ذات صلة

«المركزي الأوروبي» يستعد لقرار حاسم في سبتمبر

الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يستعد لقرار حاسم في سبتمبر

رأى صناع السياسة في المصرف المركزي الأوروبي عدم وجود ضرورة لتخفيض أسعار الفائدة الشهر الماضي، لكنهم لمحوا إلى مناقشة جديدة في سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد دب قطبي محنط بجانب لافتة في ردهة بمنتجع «جاكسون ليك»... (رويترز)

تجمع عالمي لصناع القرار الاقتصادي... ماذا يحدث في «جاكسون هول»؟

يتجمع محافظو المصارف المركزية من مختلف أنحاء العالم، في «جاكسون هول» بولاية وايومينغ؛ لحضور أكبر تجمع اقتصادي في العالم، الذي يبدأ مساء الخميس ويستمر حتى السبت.

«الشرق الأوسط» (كانساس سيتي (الولايات المتحدة))
الاقتصاد لافتة لمعرض الوظائف في الجادة الخامسة في مانهاتن (رويترز)

ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأميركية الأسبوع الماضي

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة في الأسبوع الأخير، لكن المستوى لا يزال يشير إلى استمرار التبريد التدريجي لسوق العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

محضر «الفيدرالي» يشير إلى خفض «محتمل» لأسعار الفائدة في سبتمبر

أظهر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي اقتربوا في اجتماعهم في يوليو من خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» على حافة خفض الفائدة... ومحضر الاجتماع يكشف التفاصيل

من المتوقع أن يصبح واضحاً عدد المسؤولين الذين كانوا في هذا المعسكر ومدى توحيد بقية صناع السياسة في رؤية اجتماع الفيدرالي المقرر في 17 - 18 سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«المركزي الأوروبي» يستعد لقرار حاسم في سبتمبر

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» يستعد لقرار حاسم في سبتمبر

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

رأى صناع السياسة في المصرف المركزي الأوروبي عدم وجود ضرورة لتخفيض أسعار الفائدة الشهر الماضي، لكنهم لمحوا إلى مناقشة جديدة في سبتمبر (أيلول) مع تضرّر النمو بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وفقاً لمحاضر اجتماعهم الذي عُقد في 17 - 18 يوليو (تموز).

وترك «المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة دون تغيير في ذلك الاجتماع، ولم يعطِ أي تلميح تقريباً بشأن تحركاته المستقبلية، ولكن المحاضر تكشف عن مخاوف بشأن تقييد النمو الاقتصادي أكثر من اللازم، وتظهر ارتياحاً متزايداً لإمكانية خفض التضخم في منطقة اليورو إلى هدف 2 في المائة، وفق «رويترز».

وأظهرت الحسابات أن «التخفيف التدريجي لقيود السياسة كان عملاً متوازناً؛ إذ كان من المهم أيضاً عدم إلحاق ضرر غير مبرر بالاقتصاد من خلال إبقاء أسعار الفائدة عند مستوى مقيد لمدة طويلة للغاية. وكان من المهم مراقبة الاقتصاد الحقيقي».

وأضاف «المركزي الأوروبي»: «كان اجتماع سبتمبر يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه وقت مناسب لإعادة تقييم مستوى التشديد النقدي. يجب أن يجري التعامل مع هذا الاجتماع بعقل منفتح».

وكان «المركزي الأوروبي» من بين أول المصارف المركزية الرئيسية التي تخفّض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران)، وقد دعّمت البيانات الاقتصادية لمنطقة اليورو في الأسابيع الستة الماضية إلى حد كبير قضية التيسير النقدي الإضافي.

وتباطأ نمو الأجور المتفاوض عليها، وهو مقياس رئيسي لقياس ضغوط الأسعار المستقبلية، بشكل حاد في الربع الثاني، في حين كان النمو الاقتصادي ضعيفاً مع تجنّب ألمانيا، أكبر اقتصاد في الكتلة، الركود.

لهذا السبب، ترى الأسواق الآن احتمالاً بنسبة تزيد على 90 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل، تليها خطوة أخرى على الأقل هذا العام، ربما في ديسمبر (كانون الأول).

وقال الخبير الاقتصادي لدى «آي إن جي»، بيرت كولين: «في حين أنه لا يزال يمكن أن تكون هناك مفاجآت إيجابية لنمو الأجور في وقت لاحق من العام، فإن قراءة نمو الأجور اليوم تجعل خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر أكثر احتمالاً».

ولطالما كان «المركزي الأوروبي» قلقاً بشأن النمو السريع للأجور، لكن المحاضر تشير إلى أن صناع السياسة يصبحون أكثر استرخاءً.

وأظهرت الحسابات أنه «كان من المريح أن نرى أن ضغوط التكلفة المحلية الناجمة عن ارتفاع نمو الأجور، بما في ذلك في قطاع الخدمات، خُفّفت بصورة متزايدة من خلال أرباح الوحدات».

كما يعتقد صناع السياسات أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف، وأن التضخم يتقدّم وفقاً لمعاييره المحددة منذ مدة طويلة، ما يعيد نمو الأسعار إلى 2 في المائة بحلول نهاية العام المقبل.