النحاس يتراجع بفعل مخاوف الطلب في الصين

لفائف النحاس في مصنع كابلات بفيتنام (رويترز)
لفائف النحاس في مصنع كابلات بفيتنام (رويترز)
TT

النحاس يتراجع بفعل مخاوف الطلب في الصين

لفائف النحاس في مصنع كابلات بفيتنام (رويترز)
لفائف النحاس في مصنع كابلات بفيتنام (رويترز)

تراجعت أسعار النحاس خلال تعاملات الثلاثاء في بورصة لندن للمعادن، بعد انتهاء موجة صعود لتغطية مراكز مدينة، ومع استمرار المخاوف بشأن الطلب في الصين أكبر مستهلك.

وانخفض النحاس لأجل 3 أشهر في بورصة لندن للمعادن 0.2 في المائة إلى 9234 دولاراً للطن بحلول الساعة 07:32 بتوقيت غرينيتش، بينما أغلق عقد النحاس الأكثر تداولاً في سبتمبر (أيلول) في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة مرتفعاً 0.2 في المائة عند 73770 يواناً (10323.84 دولار) للطن.

وقال مات هوانغ، المحلل المقيم في هونغ كونغ لدى شركة الوساطة المالية «باندس فاينانشيال»، وفق «رويترز»، إن «الزيادة الأخيرة في الأسعار ناتجة عن تغطية مراكز مكشوفة»، في إشارة إلى أصحاب مراكز النحاس الهبوطية الذين يضطرون إلى إغلاق مراكزهم.

وأضاف هوانغ: «لا نرى فتح أي مراكز شراء جديدة. السوق بحاجة لرؤية علامات أقوى على انتعاش الطلب في الصين».

وتحسن الطلب الفعلي على النحاس بالصين بشكل طفيف في الأسابيع القليلة الماضية، لكن حدوث انتعاش قوي في الاستهلاك لا يزال غير مؤكد وسط تباطؤ النمو الاقتصادي والمتاعب في قطاع العقارات بالبلاد.

وكانت الأسعار قد سجلت تراجعاً بنسبة 4.4 في المائة في يونيو (حزيران)، و3.9 في المائة في يوليو (تموز).

وتم تفادي إضراب في إسكونديدا، أكبر منجم للنحاس بالعالم في تشيلي، مما خفف المخاوف بشأن الإمدادات. وأغلقت أسعار النحاس يوم الاثنين، عند أعلى مستوياتها منذ 19 يوليو الماضي، وتراجعت أسعار معادن الألومنيوم والزنك والنيكل في بورصة لندن للمعادن، خلال تعاملات الثلاثاء. بينما يترقب المستثمرون قرارات محافظي البنوك المركزية في اجتماع جاكسون هول السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة.

ويتوجه محافظو البنوك المركزية من مختلف أنحاء العالم إلى ولاية وايومنغ لإجراء مناقشات تستغرق عدة أيام حول السياسة النقدية وحالة الاقتصاد العالمي.

والمحور الرئيسي للمناقشات هو خطاب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة المقبل.

وارتفعت المعادن الصناعية منذ أوائل أغسطس (آب) الحالي، عندما أدت المخاوف المفاجئة بشأن النمو في الولايات المتحدة إلى التخارج من الأصول الخطرة، بما في ذلك السلع.

وساعد بعض العلامات الأولية في انتعاش الطلب الصيني على استقرار المعنويات، حيث ارتفعت أسعار النحاس بنسبة 5 في المائة، منذ تراجعها إلى أدنى مستوى له في 4 أشهر في وقت سابق من أغسطس الحالي.


مقالات ذات صلة

رئيس «معادن»: حفر 820 ألف متر من آبار الاستكشاف بالسعودية خلال عامين

الاقتصاد مهندس يعمل في إحدى المنشآت التابعة لـ«معادن» (الشركة) play-circle 02:41

رئيس «معادن»: حفر 820 ألف متر من آبار الاستكشاف بالسعودية خلال عامين

تتعاون شركة التعدين العربية السعودية (معادن) مع رواد العالم وتستفيد من أحدث التقنيات لتقديم أكبر برنامج تنقيب في منطقة واحدة على مستوى العالم.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد منظر عام لمنجم «كوبري بنما» المملوك لشركة «فيرست كوانتوم مينيرالز» الكندية في دونوسو (رويترز)

تقرير: قطاع المعادن والتعدين يحافظ على مرونته في مواجهة التحديات الحالية

أكد التقرير الدولي الذي نشرته شركة «كي بي إم جي» حول المعادن والتعدين، التزام القطاع الراسخ بالاستدامة والتحول الرقمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح الشركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)

«معادن» السعودية تتحول إلى الربحية في الربع الثالث بدعم من المبيعات

تحوّلت شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، إلى الربحية بنهاية الربع الثالث من العام الحالي، محققة صافي ربح بنحو مليار ريال تقريباً (266 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح الشركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2024» (موقع المبادرة الإلكتروني)

السوق المالية السعودية تعتمد زيادة رأسمال «معادن»

أعلنت هيئة السوق المالية السعودية، الثلاثاء، موافقتها على طلب شركة «التعدين العربية السعودية (معادن)» زيادة رأسمالها إلى 38.027 مليار ريال (10.1 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جلسة حوارية في اليوم الثاني من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» (الشرق الأوسط)

«سابك»: 12.5 % نسبة خفض الانبعاثات منذ 2010

قال الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة في «سابك» السعودية، عبد الرحمن الفقيه، الأربعاء، إن 12.5 في المائة هي نسبة الخفض في الانبعاثات التي حققتها الشركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».