توقعات بارتفاع النفط من 5 إلى 10 دولارات حال تعطل إمدادات الشرق الأوسط

حفارة تعمل في حقل نفطي (أ.ف.ب)
حفارة تعمل في حقل نفطي (أ.ف.ب)
TT

توقعات بارتفاع النفط من 5 إلى 10 دولارات حال تعطل إمدادات الشرق الأوسط

حفارة تعمل في حقل نفطي (أ.ف.ب)
حفارة تعمل في حقل نفطي (أ.ف.ب)

ألقت الاضطرابات والتوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط بظلالها على تقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية، مع مخاوف من هجمات إيرانية إسرائيلية يمكن أن تؤدي إلى تعطل إمدادات الخام العالمية، وترفع الأسعار بشكل كبير.

وتوقع روب جينسبيرغ، المدير الإداري لشركة «وولف» للأبحاث، ارتفاع الخام الأميركي إلى 84 دولاراً للبرميل، في حال اندلاع اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وأن يصل «برنت» إلى 90 دولاراً. وذلك بالنظر إلى توقعات للخبراء بأن تفرض الولايات المتحدة نوعاً من العقوبات والحظر على صادرات النفط الإيرانية، مما قد يؤثر على إمدادات تصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضاً بنحو 78 سنتاً أو 0.95 في المائة إلى 81.52 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 73 سنتاً، أو 0.91 في المائة، إلى 79.33 دولار.

وبعد 5 أيام من الارتفاع المستمر في أسعار النفط، افتتحت الأسواق يوم الاثنين، أول تداولات الأسبوع، على انخفاض بعد أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) نمو الطلب في عام 2024 مدفوعة بالطلب الضعيف من الصين، بسبب انخفاض استهلاك الديزل.

وخفضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب بمقدار 135 ألف برميل يومياً؛ لكن القلق يسود الأوساط حول تأثير الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما يرفع حالة عدم اليقين.

كانت أسعار النفط قد ارتفعت إلى أعلى مستوى خلال الأيام الماضية، تحسباً لهجوم من جانب إيران على إسرائيل، قد يلحق الضرر بإنتاج النفط من دول الشرق الأوسط. وقال جاراف شارما المحلل المالي، إن «الأسواق تواجه كرة ثلج جيوسياسية بسبب المخاوف من مواجهة بين إسرائيل وإيران»؛ لكنه أشار إلى أنه «إذا لم يتم استهداف وضرب منشآت النفط والغاز، فإن حدوث ارتفاع في أسعار النفط غير مؤكد».

وقال هيننج جلويستين، رئيس إدارة الطاقة في مجموعة أوراسيا، ومقرها لندن، للعملاء في مذكرة بحثية، إن مخاوف سوق النفط تتلخص في أن الصراع بين إسرائيل وإيران قد يتسبب في تعطل إمدادات النفط في مضيق هرمز وما حوله، والذي يتم من خلاله شحن نحو 20 في المائة من إمدادات النفط الخام المنقولة بحراً في العالم.

لكنه أشار إلى «تراجع الاحتمالات لمخاطر موسعة في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة الجهود الدبلوماسية الأميركية والدولية، مما يفسر الزيادة المتواضعة في الأسعار حتى الآن»؛ حيث لم تقدم إيران على توجيه ضربة لإسرائيل كما تهدد.

وتوقع روب جينسبيرغ المدير الإداري لشركة «وولف» للأبحاث، ارتفاع الخام الأميركي بنحو 5 دولارات، إلى 84 دولاراً للبرميل، في حال اندلاع اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وارتفاع «برنت» بنحو 10 دولارات، ليصل إلى 90 دولاراً.

واتفق معه هاري تشيلينجويران رئيس الأبحاث في مجموعة «أونيكس كابيتال» الذي أشار إلى أنه إذا وجهت إيران ضربة انتقامية في نهاية المطاف ضمن نطاق رد محدود ومنضبط، فإن مستويات أسعار خام برنت قد ترتفع بشكل منضبط.

وتنتظر الأسواق صدور مؤشر أسعار المستهلك الأميركي، الأربعاء، ويقدم هذا التقرير تفاصيل عن التضخم والنمو الاقتصادي. وتتوقع شركة الخدمات المالية «CME» خفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25- 50 نقطة أساس في سبتمبر (أيلول) 2024، وتخفيفها بمقدار 100 نقطة أساس بنهاية 2024. وتقول إن خفض أسعار الفائدة سيعزز النشاط الاقتصادي، مما يزيد بدوره من استهلاك مصادر الطاقة، مثل النفط.


مقالات ذات صلة

«أوبك» تتوقع نمواً قوياً في الطلب العالمي على النفط خلال 2026

الاقتصاد شعار منظمة «أوبك» خلف نموذج لحفارة نفط (رويترز)

«أوبك» تتوقع نمواً قوياً في الطلب العالمي على النفط خلال 2026

توقعت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ارتفاع الطلب العالمي على النفط في عام 2026، بمعدل قوي نسبياً مقارنةً بالعام الحالي، بواقع 1.43 مليون برميل يومياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا ووزير المالية يعلنان الاستغناء عن النفط الروسي في منشأة الصهاريج المركزية بالتشيك (رويترز)

التشيك تعلن الاستغناء الكامل عن النفط الروسي

أعلنت جمهورية التشيك، الثلاثاء، انتهاء حاجة البلاد لاستيراد الخام الروسي، وذلك بعد تعزيز قدرة البلاد على تسلم النفط عبر خط أنابيب «تال»، التي اكتملت أخيراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أنابيب النفط في مزرعة خزانات النفط المركزية بالقرب من نيلاهوزيفيس بالتشيك (أ.ب)

ارتفاع النفط وسط مؤشرات على انخفاض المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط اليوم مقلِّصة خسائرها من اليوم السابق، مع تحول التركيز إلى الاضطرابات المحتملة في الإمدادات، بسبب العقوبات المفروضة على الناقلات الروسية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد أثناء توقيع مذكرة التفاهم بين الجانب العراقي و«بي بي» بحضور وزير النفط حيان عبد الغني (وكالة الأنباء العراقية)

العراق يوقِّع مذكرة تفاهم مع «بي بي» لتقييم إمكانية إعادة تطوير حقل كركوك والحقول المجاورة

وقَّع العراق مذكرة تفاهم مع شركة «بريتيش بتروليوم» (بي بي) البريطانية، لتقييم إمكانية إعادة التطوير المتكامل لحقل كركوك والحقول المجاورة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد شعار شركة «بي بي» البريطانية على محطة بنزين (رويترز)

«بي بي» تتوقع تراجع إنتاجها من النفط في الربع الرابع

قالت شركة «بريتش بتروليوم (بي بي)» البريطانية العملاقة للنفط، اليوم الثلاثاء، إنها تتوقع أن يكون إنتاجها في الربع الرابع من العام الماضي أقل من الربع الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزيرة الصناعة التونسية: نستهدف مضاعفة مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي

TT

وزيرة الصناعة التونسية: نستهدف مضاعفة مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي

وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب في مؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط)
وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب في مؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط)

أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب، أن الفوسفات يساهم بنسبة 1 في المائة بالناتج المحلي الخام لبلادها، كاشفة عن هدف تونس لمضاعفة هذه المساهمة خلال الفترة بين 2025 و2028.

وأوضحت فاطمة شيبوب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش «مؤتمر التعدين الدولي»، المقام في الرياض، أن هناك برامج استثمارية مهمة في كل من القطاعين العام والخاص.

وأكملت أن القطاع العام يضم شركات مثل «فوسفات قفصة»، والمجمع الكيميائي التونسي، في حين القطاع الخاص يبقى منفتحاً للاستثمارات.

وأضافت فاطمة شيبوب أن «مجلة المناجم التونسية»، التي جرى إقرارها منذ عام 2003، تسمح بالاستثمارات الأجنبية والمحلية في هذا المجال.

وأشارت وزيرة الصناعة التونسية إلى أن الوزارة بصدد مراجعة قانون الاستثمار في قطاع المناجم بهدف تحفيز مزيد من الاستثمارات.

وأفادت بأن تونس تسعى لاستعادة مكانتها بصفتها من أبرز البلدان المنتجة للفوسفات، كما كانت قبل عام 2010.

هذا ويتميز الفوسفات التونسي بجودة عالية، كما أن الكفاءات والمعرفة التونسية في قطاع المواصفات تُعدّ متميزة، وفق فاطمة شيبوب.

ولفتت فاطمة شيبوب إلى أن تونس تتعاون مع شركاء دوليين، خصوصاً في الهند والصين، وأنها تطمح لتطوير هذه الشراكات على المستوى الدولي.

وفي سياق متصل، كشفت فاطمة شيبوب أنه تم منح رخصة بحث لشركة أسترالية من الشركات البارزة عالمياً خلال الأسبوع الماضي. وذكرت أن التعاون مع الجانب الأسترالي سيشهد تطوراً ملحوظاً مع آفاق واعدة في السنوات العشرين المقبلة.

وفي جانب المؤتمر، قالت فاطمة شيبوب إنه يتضمن جانبين رئيسيين: الأول هو احترام البيئة، والثاني يتعلق بالجانب المجتمعي؛ حيث يجب أن تكون مساهمة شركات قطاع المناجم أكثر تكاملاً واندماجاً على مستوى المناطق التي يتم فيها استخراج الموارد.

كما أبدت وزيرة الصناعة التونسية، خلال أعمال المؤتمر، استعداد الحكومة التونسية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال التعدين بين الدول الشقيقة، وذلك ضمن إطار يُحقق تطور هذا القطاع الحيوي، من خلال تنفيذ مشروعات صديقة للبيئة تساهم في دعم الاقتصاد الأخضر.

وسجّل إنتاج الفوسفات في تونس تحسناً طفيفاً خلال عام 2024؛ حيث بلغ 3 ملايين و30 ألف طن، وفقاً لبيانات صادرة عن شركة «فوسفات قفصة» المملوكة للدولة، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وعلى مدى سنوات بعد الثورة في عام 2011، ظلّ إنتاج الفوسفات في الحوض المنجمي يعاني من التعثر بسبب الإضرابات والمطالب العمالية، إضافة إلى تقادم تجهيزات الشركة.

وكان متوسط الإنتاج قبل عام 2011 يبلغ نحو 8 ملايين طن، ما جعل تونس واحدة من أبرز مصدّري الفوسفات في العالم، وفق الوكالة.