مكاسب متباينة للأسواق الخليجية مع ترقب بيانات التضخم الأميركي

محللون ماليون لـ«الشرق الأوسط»: التوقعات تشير إلى خفض كبير لأسعار الفائدة

مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق الأسهم السعودية (تداول) في الرياض (رويترز)
مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق الأسهم السعودية (تداول) في الرياض (رويترز)
TT

مكاسب متباينة للأسواق الخليجية مع ترقب بيانات التضخم الأميركي

مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق الأسهم السعودية (تداول) في الرياض (رويترز)
مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق الأسهم السعودية (تداول) في الرياض (رويترز)

في ظل ترقب العالم لأهم البيانات الاقتصادية وهي أسعار المستهلكين في أميركا، التي ستشكل اتجاه السياسة النقدية العالمية، جاء أداء معظم الأسواق الخليجية في بداية هذا الأسبوع محققاً مكاسب متباينة، ومتتبعاً أثر الأسهم العالمية، بعد فترة عصيبة مر بها المستثمرون جراء المخاوف من الركود في الولايات المتحدة.

وكانت غالبية أسواق الأسهم الخليجية أغلقت في بداية الأسبوع بارتفاعات تراوحت بين 2 و0.2 في المائة، مدعومة ببيانات اقتصادية إيجابية الأسبوع الماضي، وتصريح بعض صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بأنهم قد يخفضون أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) القادم، بحسب وكالة «رويترز».

عوامل الارتفاع

في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال» محمد الفراج، إن دوافع المستثمرين في الأسواق الخليجية وراء هذا الانتعاش ترجع إلى عدة عوامل، أهمها التوقعات بتحسن الأداء الاقتصادي العالمي، مدعومة بجهود البنوك المركزية في العديد من الدول لتخفيف السياسات النقدية، بالإضافة إلى الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط، وتدفقات الاستثمار الأجنبي المتزايدة، إلى جانب تحسن الأوضاع المالية للشركات.

وأكد أن أداء الأسواق الخليجية في الفترة المقبلة سيتأثر ببيانات التضخم الأميركية التي ستكون عاملاً حاسماً في تحديد مسار أسعار الفائدة، وفي حال قرر «الاحتياطي الفيدرالي» تخفيض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، فمن المتوقع أن تشهد السوق مزيداً من الانتعاش، وإذا جاءت بيانات التضخم أعلى من التوقعات، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغوط على الأسواق.

التضخم في الولايات المتحدة

من جانبه، يرى كبير الاقتصاديين في «بنك الرياض»، الدكتور نايف الغيث، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن توقعات قرارات الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر وبقية عام 2024، تعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية الصادرة، مثل معدلات التضخم، والبطالة، ونمو الناتج المحلي الإجمالي، لافتاً إلى أنه خلال الفترة السابقة كان الكثير من التوقعات يشير إلى خفض أسعار الفائدة بشكل كبير لتصل إلى 150 نقطة أساس خلال هذا العام عقب الأحداث المالية الأخيرة، وصدور تقرير معدلات التوظيف في الولايات المتحدة، ولكن خلال نهاية الأسبوع الماضي تراجعت هذه التوقعات إلى أن يكون الخفض بمعدل 125 نقطة أساس؛ نظراً لصدور مؤشرات اقتصادية قللت من المخاوف السابقة بكون أن هناك تباطؤاً في الاقتصاد الأميركي.

ويشرح الغيث أنه «غالباً ما تتبع البنوك المركزية في دول الخليج حركة الاحتياطي الفيدرالي نظراً لارتباط عملاتها بالدولار. لذا، أي تغيير في أسعار الفائدة الأميركية يمكن أن ينعكس على تكاليف الاقتراض والودائع في المصارف الخليجية».

وأضاف: «انخفاض أسعار الفائدة نظرياً يؤدي إلى خفض تكاليف الاقتراض، مما قد يؤثر إيجاباً على نشاط الإقراض والنمو الاقتصادي في المنطقة. في المقابل، يؤدي إلى نقص في العوائد على الودائع. ومن المشاهد في الفترة الأخيرة توجه الكثير للودائع الزمنية والادخارية، وعليه قد ينخفض النمو في التوجه إلى هذا النوع من المحافظ خلال الفترة القادمة».

وأبان الغيث أن التوقعات تشير إلى أن التضخم في الولايات المتحدة قد يشهد تراجعاً تدريجياً إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في سياساته النقدية المتشددة. ومع ذلك، فإن العوامل الخارجية مثل أسعار النفط، والأزمات الجيوسياسية، والاختناقات في سلاسل التوريد قد تؤثر أيضاً على معدلات التضخم، وإذا تمت السيطرة على هذه العوامل، من المتوقع أن يعود التضخم إلى معدلات قريبة من المستوى المستهدف على المدى المتوسط.

وبحسب وكالة «رويترز»، أشار ثلاثة من صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس إلى أنهم على يقين بأن التضخم بدأ في التراجع بما يكفي لخفض أسعار الفائدة، وهو ما ساعد في دعم التعافي للأسواق إلى جانب انخفاض طلبات إعانات البطالة الأميركية بأكثر من المتوقع.

وكانت وزارة العمل الأميركية أعلنت أن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية انخفضت 17 ألفاً إلى 233 ألف مطالبة معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في الثالث من أغسطس (آب) الجاري، وهو أكبر انخفاض في نحو 11 شهراً.


مقالات ذات صلة

انتعاش الأسواق العربية في بداية الأسبوع مع ترقب بيانات التضخم الأميركية

الاقتصاد متداولون يتحدثون خلال الساعات الأولى من الصباح بعد افتتاح سوق الأسهم البحرينية في المنامة (رويترز)

انتعاش الأسواق العربية في بداية الأسبوع مع ترقب بيانات التضخم الأميركية

شهدت معظم أسواق الأسهم العربية انتعاشاً بالأداء خلال تداولات أولى جلسات الأسبوع، الأحد، في ظل ترقب بيانات التضخم بالولايات المتحدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد عامل يقوم بتنظيف أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

«إنرجي أسبيكتس»: لا أدلة على ركود أميركي وشيك

قالت واحدة من المؤسسين المشاركين لشركة «إنرجي أسبيكتس» للاستشارات، إن مخاوف الأسواق ربما تكون مبالغاً فيها، حيث لا يوجد دليل على ركود أميركي وشيك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك يراقبون تحسن مؤشر «داو جونز» يوم الجمعة (أ.ف.ب)

بعد أسبوع جنوني بالأسواق العالمية... بيانات التضخم الأميركي تحت المجهر

تنتظر الأسواق بيانات التضخم في الولايات المتحدة وغيرها من المؤشرات، بعد أن أثارت بيانات الوظائف الضعيفة الأخيرة مخاوف من حدوث ركود.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد تظهر علامة طلب موظفين بأحد المطاعم في ولاية كنتاكي الأميركية في 7 يونيو 2021 (رويترز)

قطاع الخدمات الأميركي يسجل نمواً بالنشاط والتوظيف في يوليو

صعد نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة في يوليو من أدنى مستوى في أربع سنوات وسط زيادة الطلبيات والتوظيف، مما قد يساعد في تبديد مخاوف الركود.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام لمبنى وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (رويترز)

العائد على سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل أقل من «العشرية» لأول مرة منذ 2022

تراجع سعر العائد على سندات الخزانة الأميركية أجل عامين إلى أقل من سعر العائد على السندات أجل 10 سنوات، الاثنين، لأول مرة منذ يوليو (تموز) 2022.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مبيعات السيارات الكهربائية العالمية تقفز 21 %... وترقب لنتائج معركة بروكسل وبكين

محطة لشحن السيارات الكهربائية في موقف للسيارات بمدينة أنيانغ في كوريا الجنوبية (رويترز)
محطة لشحن السيارات الكهربائية في موقف للسيارات بمدينة أنيانغ في كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

مبيعات السيارات الكهربائية العالمية تقفز 21 %... وترقب لنتائج معركة بروكسل وبكين

محطة لشحن السيارات الكهربائية في موقف للسيارات بمدينة أنيانغ في كوريا الجنوبية (رويترز)
محطة لشحن السيارات الكهربائية في موقف للسيارات بمدينة أنيانغ في كوريا الجنوبية (رويترز)

قالت شركة «رو موشن» لأبحاث السوق، إن المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية بالكامل والهجينة، ارتفعت بنسبة سنوية بلغت 21 في المائة في يوليو (تموز)، وذلك بفضل أقوى نمو في الصين هذا العام ورغم انخفاض الطلب في أوروبا.

وقال تشارلز ليستر، مدير بيانات «رو موشن» لـ«رويترز»، إن شركة «إم جي موتورز» المملوكة لشركة «سايك موتورز كورب» الصينية، تتوقع أن تتضرر بشدة من الرسوم الجمركية المؤقتة المفروضة على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين في الاتحاد الأوروبي.

وقال ليستر إن تأثير الرسوم الجمركية سيكون أصغر على «تسلا»، التي يمكنها الإنتاج في مصنعها في برلين، وشركة «بي واي دي» الصينية العملاقة للسيارات الكهربائية، التي لا يزال وجودها في أوروبا ضئيلاً.

وبالأرقام، بلغت مبيعات السيارات الكهربائية، سواء كانت كهربائية بالكامل (BEV) أو هجينة قابلة للشحن (PHEV)، في جميع أنحاء العالم 1.35 مليون وحدة في يوليو، منها 0.88 مليون وحدة في الصين، حيث ارتفعت بنسبة 31 في المائة على أساس سنوي، كما أظهرت البيانات.

وارتفعت مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن في الصين في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 بنسبة 70 في المائة عن العام الماضي.

وأعلنت شركة «بي واي دي»، أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في الصين والعالم، في الفترة نفسها عن زيادات بنسبة 13 و44 في المائة في مبيعاتها العالمية للسيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن على التوالي.

وفي أوروبا، انخفضت المبيعات الشهرية بنسبة 7.8 في المائة في يوليو، لتتوافق أرقام العام حتى الآن مع عام 2023. وفي الأشهر السبعة حتى يوليو، انخفضت بنسبة 12 في المائة في ألمانيا، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي.

وفي الولايات المتحدة وكندا، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 7.1 في المائة في يوليو.

وقال ليستر: «واصلت (بي واي دي) تحقيق مبيعات قياسية من السيارات الهجينة التي تعمل بالكهرباء هذا الشهر، وهو ما يعد عاملاً رئيسياً في تحقيق هذا النمو، حيث تبيع الشركة كميات كبيرة من المركبات»، مشيراً إلى أن السيارات التي تعمل بالبطاريات الهجينة التي يتم شحنها بمولد كهربائي على متنها تباع أيضاً بأعداد كبيرة.

وفرض الاتحاد الأوروبي في يوليو الماضي رسوماً جمركية مؤقتة على واردات السيارات الكهربائية المصنعة في الصين. وتواجه «بي واي دي» رسوماً جمركية بنسبة 17.4 في المائة، و«جيلي» 19.9 في المائة، و«سايك» 37.6 في المائة، حسبما قال الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق منفصل، قالت مصادر مطلعة إن «جنرال موتورز» أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة بدأت في تقليص قوتها العاملة في الصين، في حين ستجتمع قريباً جداً مع شركة «سايك موتورز» شريكتها المحلية لمناقشة إعادة هيكلة كبرى لعملياتها في الصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المصادر القول إن هذه الخطوة تعكس إدراك «جنرال موتورز» بشأن صعوبة الوصول إلى أرقام المبيعات القياسية التي حققتها في الصين عام 2017 مرة أخرى.

وبحسب المصادر، فإن خفض الوظائف يركز على الإدارات المرتبطة بالسوق الصينية، بما في ذلك إدارة الأبحاث والتطوير. وستدرس «جنرال موتورز» و«سايك» في المستقبل القريب تخفيضات محتملة في الطاقة الإنتاجية كجزء من تحول استراتيجي بالنسبة للسيارات ذات العلامة التجارية الأميركية التي تباع في الصين.