السوداني يفتتح محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية في كركوك

«الدبس الغازية» من أقدم المشاريع المتلكئة وإعادة تشغيلها ستضيف 320 ميغاواط

السوداني خلال افتتاحه محطة الدبس عبر دائرة تلفزيونية بحضور وزير الكهرباء (وكالة الأنباء العراقية)
السوداني خلال افتتاحه محطة الدبس عبر دائرة تلفزيونية بحضور وزير الكهرباء (وكالة الأنباء العراقية)
TT

السوداني يفتتح محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية في كركوك

السوداني خلال افتتاحه محطة الدبس عبر دائرة تلفزيونية بحضور وزير الكهرباء (وكالة الأنباء العراقية)
السوداني خلال افتتاحه محطة الدبس عبر دائرة تلفزيونية بحضور وزير الكهرباء (وكالة الأنباء العراقية)

افتتح رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، يوم الخميس، محطة جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة 320 ميغاواط في محافظة كركوك (250 كيلومتراً شمال العراق)، التي تعتبر من أقدم المشاريع المتلكئة.

وتعد محطة الدبس الغازية في محافظة كركوك أحد المشاريع المتوقفة لسنوات طويلة جداً تعود إلى عام 2004، الذي أعيد العمل به في نهاية 2022.

وذكر مكتب رئيس الوزراء في بيان، أن السوداني افتتح عبر دائرة تلفزيونية محطة كهرباء الدبس الغازية بحضور وزير الكهرباء زياد فاضل. ووصف السوداني هذه الخطوة بالإنجاز «رغم الظروف الصعبة والأجواء والتعقيدات الإدارية والقانونية والإجرائية»، مؤكداً «إكمال تشغيل هذه المحطة التي سترفد الشبكة الوطنية بطاقةٍ نحن بأمسّ الحاجة إليها».

وأضاف أن «إكمال المشاريع المتلكئة واحد من أهم الأولويات للحكومة، وضمن مسار إكمال مشاريع البُنى التحتية لاسيما في قطاع الكهرباء»، مشيراً إلى «أهمية هذه المحطة الكهربائية في تغذية منظومة الطاقة الكهربائية، في هذا الظرف الحساس».

محطة الدبس الغازية في محافظة كركوك (وكالة الأنباء العراقية)

وبيّن السوداني أن «مشروع محطة الدبس تعرض في عام 2016 إلى عملية إرهابية خلفت شهداء وجرحى من العاملين بالمحطة»، مؤكداً «حرص الحكومة على إكمال مشاريع البنى التحتية وخصوصاً في منظومة الطاقة الكهربائية، للتخفيف عن معاناة المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ما يتطلب بذل جهود مضاعفة وفي كل القطاعات، والشروع قريباً بالمرحلة الثانية لمشاريع الطاقة الكهربائية».

ولفت إلى «مشاريع منجزة في قطاع نقل الطاقة الكهربائية، وأخرى وُضع حجر الأساس لها مثل محطات سعة 400 ميغاواط، وكذلك إكمال المحطات المتلكئة»، مشيراً إلى أن «فرقاً فنية، باستشارة من عدة جهات، تعمل طيلة الفترة الماضية على إيجاد موديل اقتصادي سيتم الإعلان عنه قريباً، وسيُعمم على مشاريع الإنتاج الكبرى في مجال الطاقة الكهربائية».

من جهته، قال وزير الكهرباء، زياد فاضل، إن محطة الدبس نفذت في وقت قياسي بعد توقف دام لأكثر من 20 عاماً. وقال: «نعمل من خلال الخطة المستقبلية أن تكون هناك وحدتان تضاف إلى الوحدتين الحاليتين لتصبح هناك 4 وحدات تنقل إلى المرحلة الثانية للدورات المركبة»، لافتاً إلى أن «الوحدات تعمل بالغاز الوطني».

ويتكوّن مشروع محطة كهرباء الدبس من وحدتين توليديتين، ويعمل على ثلاثة أنواع من الوقود.

وكان قد تم التعاقد على تنفيذه مع شركة «باور مشين» الروسية عام 2000، وبدأ تجهيز المواد الرئيسية في عام 2004، إلا أنه تم إنهاء العقد إرضائياً في عام 2011 لعدم التوصل إلى اتفاق مع الشركة الروسية.

وعاد العمل بالمشروع مع حكومة السوداني؛ إذ تم التعاقد في عام 2022 مع إحدى الشركات، وباشرت الشركات المختصة العمل في عام 2023، وتم إدخال الوحدتين التوليديتين الأولى والثانية للعمل بطاقة إنتاجية 320 ميغاواط. ومن شأن هذا المشروع أن يعزز من منظومة الكهرباء الوطنية بما يضمن استقرارها.


مقالات ذات صلة

سوق الأسهم السعودية ترتفع 50 نقطة بقيادة الطاقة

الاقتصاد مستثمر يمر أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية ترتفع 50 نقطة بقيادة الطاقة

ارتفع مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية (تاسي)، في نهاية جلسة الأربعاء، بنسبة 0.43 في المائة، وبفارق 50.55 نقطة، إلى مستويات 11729.71 نقطة، متأثراً بقطاع الطاقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مهندسون وصحافيون في شركة «أرامكو» يطلعون على مصنع الغاز الطبيعي بالمنطقة الشرقية من السعودية (أ.ب)

«أرامكو السعودية» ترفع حصتها في «بترورابغ» ضمن توسعها بقطاع التكرير والكيماويات

قررت شركة «أرامكو السعودية» الاستحواذ على حصة إضافية في «شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترورابغ)»، بنسبة 22.5 في المائة، قيمتها 702 مليون دولار.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جانب من حفل توقيع استحواذ «أرامكو» على حصة ملكية في «هورس باورترين» المحدودة إلى جانب مجموعتي «رينو» و«تشجيانغ جيلي القابضة» وشركة «جيلي للسيارات» (الشرق الأوسط)

عملاق النفط السعودي يوسع استثماراته بسلسلة استحواذات محلية وعالمية

تقوم «أرامكو السعودية» منذ مطلع العام الجاري بسلسلة من الاستحواذات المحلية والعالمية، لتوسيع أعمال الشركة والالتزام تجاه شركائها بتحقيق استراتيجيتها.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد شعار شركة «روساتوم» النووية الروسية العملاقة (رويترز)

وفد روسي في بوركينا فاسو لتقييم مشروع كهرباء بالطاقة النووية

بدأ وفد من شركة «روساتوم» النووية الروسية العملاقة اليوم (الثلاثاء) زيارة تستغرق أربعة أيام إلى بوركينا فاسو لتقييم مشروع لبناء محطة لتوليد الكهرباء مع الحكومة.

«الشرق الأوسط» (واغادوغو)
الاقتصاد صورة لافتة تحمل شعار «أرامكو» في حلبة كورنيش جدة (غرب السعودية) يوم 8 مارس 2024 (أ.ف.ب)

إنفوغراف: أرباح «أرامكو السعودية» بالربع الثاني تفوق مكاسب أهم نظيراتها العالمية مجتمعة

حققت شركة «أرامكو السعودية» في الربع الثاني أرباحاً تتجاوز مجموع مكاسب شركات الطاقة العالمية كافة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأزمة لم تنتهِ بعد: مخاوف من تأثير موجة بيع الين على الدولار والمصارف

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

الأزمة لم تنتهِ بعد: مخاوف من تأثير موجة بيع الين على الدولار والمصارف

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

قال مديرو الصناديق الاستثمارية إن موجة البيع الضخمة التي شهدتها الأسواق العالمية هذا الأسبوع والتي أشعلتها تصفية صفقات مموَّلة بالين لم تنتهِ بعد وقد تمتد في نهاية المطاف إلى أسواق الائتمان وتضر ببعض المصارف وربما تضر بالدولار الأميركي.

وبحلول يوم الخميس هدأت التقلبات في السوق لكنَّ أسواق الأسهم واجهت صعوبات في تحديد الاتجاه، وحاول المستثمرون تخمين عدد الصفقات المموَّلة بالين التي لا تزال تنتظر التصفية، وفق «رويترز».

كانت حالة الفوضى التي شهدتها الأسواق منذ الجمعة الماضي -والتي دفعت مؤشر «نيكي» الياباني إلى منطقة الهبوط وتسببت في انهيار مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي في الولايات المتحدة بنسبة 6 في المائة في 5 أيام تداول- ناجمة عن رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى تدمير مليارات الدولارات من الصفقات الممولة بالين، حيث ارتفعت قيمة العملة اليابانية بنسبة 10 في المائة في غضون شهر.

وقال رئيس قسم الأبحاث الآسيوية في بنك «إيه إن زد»، كون جو: «أعتقد أننا شهدنا مرحلة الذعر من التصفية القسرية وما إلى ذلك، ولكن في المستقبل أنا متأكد من أنه لا يزال هناك مستثمرون يتطلعون الآن إلى الحد من التعرض للمخاطر على الأقل».

والمشكلة هي أنَّ لا أحد يعرف ما ستجري تصفيته، وما حجم المخاطر.

ووجدت مئات المليارات من الين طريقها إلى صفقات «تجارة الفائدة Carry Trade» على مدى أكثر من عقد عندما كانت أسعار الفائدة اليابانية عند الصفر. وبالإضافة إلى ذلك، هناك صفقات «تجارة الفائدة» ممولة بالفرنك السويسري الرخيص واليوان الصيني.

وقد تكون صفقات بقيمة أكبر بكثير معرَّضة للخطر، بافتراض أن صناديق التحوط والمستثمرين ذوي الرافعة المالية ضاعفت رهاناتهم بالقروض الرخيصة.

تحت الضغط

وقالت كبيرة الاستراتيجيين العالميين لشركة «إل بي إل فاينانشيال»، كوينسي كروسبي: «المشكلة هي إذا انفجر أي شيء ولم يتمكن من سداد القروض».

وأضافت: «أحد الأشياء التي نراقبها هو ما إذا كان أيٌّ من المصارف يتعرض لضغوط في الوقت الحالي، لأنه كان يقرض أكثر من اللازم، إما لصناديق التحوط وإما للمستثمرين الأفراد. إنها مدفونة تحت المعادلة الكبرى لكيفية نظرتنا إلى (تجارة الفائدة)».

وتتنوع التقديرات الخاصة بحجم «تجارة الفائدة بالين»، المحرك الرئيسي للانهيار الحالي في الأسواق. ويَستخدم بعض المحللين إجمالي الاستثمارات الأجنبية اليابانية، الذي يقارب 4 تريليونان دولار، معياراً تقريبياً لحجم هذه التجارة.

ويحدد المحللون في «تي إس لومبارد» إجمالي الاقتراض الخارجي من اليابان منذ نهاية عام 2022، والاستثمار الياباني في الأوراق المالية الأجنبية خلال تلك الفترة. وقالوا في مذكرة: «قد يحتاج المستثمرون إلى إيجاد ما يصل إلى 1.1 تريليون دولار لسداد اقتراض تجارة الين».

ويعتقد استراتيجي الاقتصاد الكلي في «يو بي إس» اليابان، جيمس مالكولم، أن قيمة التجارة تبلغ نحو 500 مليار دولار، وأن أقل من نصفها تم تصفيته حتى الآن؛ ويضع نيكولاوس بانيغيرتزوغلو ومحللون آخرون في «جيه بي مورغان» تجارة الين عند 4 تريليونات دولار.

وقالوا: «بينما تأرجحت مراكز الين من منطقة ذروة البيع إلى منطقة ذروة الشراء، فإن تجارة الين الأوسع نطاقاً... شهدت على الأرجح تصفيته بشكل أكثر محدودية».

كما لاحظ رئيس قسم تغطية صناديق التحوط العالمية في «غولدمان ساكس»، توني باسكوارييلو، أن بيانات السمسرة الرئيسية للبنك «بشكل غريب» لا تُظهر الكثير من البيع. وقال «غولدمان» في مذكرة: «هل تم تطهير مجتمع التداول بالكامل من المخاطر؟ بالطبع لا».

راقب السندات

قد تكشف السندات، خصوصاً تلك المرتبطة بأعلى مستويات المخاطرة، عن بعض الإجابات حول التطورات المستقبلية للأسواق، حيث لم تشهد هذه السندات نفس مستوى البيع العدواني الذي شهدته الأسهم.

وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل منذ الجمعة الماضية، وذلك بشكل أساسي بسبب بيانات الوظائف الأميركية الكئيبة التي عززت توقعات تخفيضات أسعار الفائدة السريعة من «الاحتياطي الفيدرالي» ودفعت بيع بعض الأسهم في حالة الذعر.

واتسعت فروق السندات الأميركية غير المرغوب فيها عن عائدات سندات الخزانة الخالية من المخاطر، ولكن بشكل طفيف فقط، وانخفضت فروق مؤشرات السندات ذات الدرجة الاستثمارية.

وقال مدير المحفظة في فريق الدخل الثابت في «إيست سبرينغ إنفستمنتس»، رونغ رين جو: «أجد صعوبة في موازنة السندات الائتمانية (التي تظل) إلى حد كبير دون تغيير مقابل أسواق المخاطر الأخرى. بافتراض استمرار معاناة الأسهم، أعتقد أنه سيكون هناك بعض التعديل في مجال الائتمان».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في آسيا في بنك «يو بي بي»، كارلوس كازانوفا: «من الممكن أيضاً أن يعيد المستثمرون اليابانيون استثماراتهم الضخمة في سندات الخزانة وغيرها من السندات الخارجية إلى الوطن».

وفي حين قد يكون ذلك إعادة غير مستعجلة، إلا أنه تدفق كبير بما يكفي لإثارة الذعر في أسواق السندات العالمية.

وتستدعي تجارة الدولار الطويلة المزدحمة متابعة مستمرة ومراقبة دقيقة.

وقال الرئيس المشارك للاستثمار في «ألفا إنجين غلوبال إنفستمنت سوليوشنز»، هاريش نيلاكاندان: «إذا شرع (الاحتياطي الفيدرالي) في حملة تخفيف عدوانية، فسوف يضعف الدولار كثيراً. وسيتم الضغط على الناس».

وأضاف: «الأشخاص الذين لديهم مراكز في العملة، سواء كانت مراكز مضاربة صريحة أو كانوا يستخدمون هذه الاستراتيجية لتمويل عملياتهم، سوف يضطرون إلى الخروج من هذه الصفقات. لذا فإن هذا هو الخطر الذي أراه».