«المركزي» الهندي يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير رغم تقلبات الأسواق العالمية

محافظ بنك الاحتياطي الهندي شاكتيكانتا داس في مؤتمر صحافي بعد مراجعة السياسة النقدية في مومباي (رويترز)
محافظ بنك الاحتياطي الهندي شاكتيكانتا داس في مؤتمر صحافي بعد مراجعة السياسة النقدية في مومباي (رويترز)
TT

«المركزي» الهندي يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير رغم تقلبات الأسواق العالمية

محافظ بنك الاحتياطي الهندي شاكتيكانتا داس في مؤتمر صحافي بعد مراجعة السياسة النقدية في مومباي (رويترز)
محافظ بنك الاحتياطي الهندي شاكتيكانتا داس في مؤتمر صحافي بعد مراجعة السياسة النقدية في مومباي (رويترز)

أبقى بنك الاحتياطي الهندي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير يوم الخميس، كما كان متوقعاً على نطاق واسع، محتفظاً بتركيزه على خفض التضخم حتى مع ترك تقلبات السوق العالمية البنوك المركزية الكبرى الأخرى على استعداد لتخفيف السياسة.

فقد أبقت لجنة السياسة النقدية، التي تتكون من ثلاثة أعضاء من بنك الاحتياطي الهندي وثلاثة أعضاء خارجيين، سعر إعادة الشراء دون تغيير عند 6.50 في المائة لاجتماع السياسة التاسع على التوالي. وصوّت 4 من أصل 6 أعضاء في لجنة السياسة النقدية لصالح قرار السعر.

وكانت لجنة السياسة النقدية قد غيّرت آخر أسعار الفائدة في فبراير (شباط) 2023، عندما تم رفع سعر الفائدة إلى 6.50 في المائة. تم الاحتفاظ بموقف السياسة النقدية عند «سحب التيسير» لمساعدة لجنة السياسة النقدية على التركيز على جلب التضخم نحو الهدف؛ حيث صوّت 4 من الأعضاء الـ6 لصالحه.

وتوقع جميع خبراء الاقتصاد الـ59 الذين شاركوا في استطلاع «رويترز» الذي أُجري في أواخر يوليو (تموز) أن يلتزم البنك المركزي بالأسعار. وقال محافظ بنك الاحتياطي الهندي شاكتيكانتا داس إنه من المهم أن تظل السياسة النقدية على مسارها في خفض التضخم نحو هدفها متوسط ​​الأجل البالغ 4 في المائة، مضيفاً أن التضخم الغذائي في الهند لا يزال مرتفعاً «بعناد».

وقال داس: «يظل النمو مرناً، وكان التضخم يتجه نحو الانخفاض وقد أحرزنا تقدماً في تحقيق استقرار الأسعار، لكن أمامنا مسافة أكبر لنقطعها». وأوضح أن ضمان استقرار الأسعار مهم للنمو المستدام.

وقال أوباسنا بهاردواج، كبير خبراء الاقتصاد في بنك كوتاك ماهيندرا: «مع بقاء النمو قوياً، لا يزال لدى لجنة السياسة النقدية مجال للتمسك بموقفها السياسي للحصول على تأكيد على الاتجاه الانكماشي. ونحن نواصل توقع مجال للتغيير في الموقف في سياسة أكتوبر (تشرين الأول) مع بدء خفض أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول)».

وبعد أن حافظ بنك الاحتياطي الهندي على موقفه المتشدد من السياسة، انخفضت الأسهم الهندية لكنها تعافت لاحقاً لتتداول مستقرة. وارتفع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات قليلاً إلى 6.872 في المائة من 6.8678 في المائة قبل قرار السياسة، في حين استقرت الروبية الهندية تقريباً عند 83.93 مقابل الدولار.

المستثمرون يأملون في أن يخفف بنك الاحتياطي الهندي موقفه العام بشأن التضخم في أعقاب التدهور الأخير في معنويات السوق العالمية والتوقعات الأكثر ثباتاً بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول).

وانخفضت الأسهم والعملات العالمية في وقت مبكر من هذا الأسبوع مع رفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008 الأسبوع الماضي وتزايد المخاوف من ركود في الولايات المتحدة على خلفية ضعف أرقام التوظيف. وفي حين كان أداء الأسهم الهندية أفضل، هبطت الروبية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، مما دفع البنك المركزي إلى التدخل.

وقال داس، في بيانه السياسي، إن هناك تحديات كبيرة للنمو العالمي في الأمد المتوسط، في حين أقر بتقلبات السوق الأخيرة والتحرك نحو خفض أسعار الفائدة من قِبل العديد من البنوك المركزية. وأضاف: «سنظل يقظين لجميع البيانات المحلية والخارجية الواردة»، دون أن يلمح إلى أن العوامل العالمية ستغير مسار السياسة النقدية في الهند.


مقالات ذات صلة

«المركزي الصيني» يحذّر من مخاطر السندات الحكومية مع انخفاض العائدات

الاقتصاد ضباط شرطة يقفون حراساً أمام مقر بنك الشعب الصيني في بكين (رويترز)

«المركزي الصيني» يحذّر من مخاطر السندات الحكومية مع انخفاض العائدات

قال مسؤول في البنك المركزي الصيني، يوم الثلاثاء، إن الاستثمارات في السندات الحكومية ليست خالية من المخاطر، محذراً من فقاعة سوقية محتملة واضطرابات ناجمة عن ذلك…

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)

نائب محافظ بنك اليابان يرجح رفع سعر الفائدة الأسبوع المقبل

قال نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو إن البنك المركزي الياباني سيناقش ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل مع تزايد احتمالات استمرار مكاسب الأجور.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص (رويترز)

ضبابية سياسات ترمب تعزز الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الثلاثاء، بدعم من حالة الضبابية المحيطة بخطط سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وترقب المستثمرين لبيانات تضخم أميركية مهمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

بعد بيانات الوظائف القوية في أميركا... العين على تقرير التضخم لمعرفة مسار الفائدة

من المحتمل أن يكون التضخم الأساسي في الولايات المتحدة قد تراجع قليلاً فقط في نهاية عام 2024، على خلفية سوق عمل مرنة واقتصاد ثابت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عرض علامة توظيف في مركز للياقة البدنية في ريفر وودز بإلينوي (أ.ب)

ما مصير أسعار الفائدة بعد تقرير الوظائف الساخن في أميركا؟

جعل تقرير الوظائف الساخن في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر، الخبراء الاستراتيجيين واثقين من أن «الفيدرالي» سيؤجل المزيد من تخفيضات الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ارتفاع النفط وسط مؤشرات على انخفاض المخزونات الأميركية

أنابيب النفط في مزرعة خزانات النفط المركزية بالقرب من نيلاهوزيفيس بالتشيك (أ.ب)
أنابيب النفط في مزرعة خزانات النفط المركزية بالقرب من نيلاهوزيفيس بالتشيك (أ.ب)
TT

ارتفاع النفط وسط مؤشرات على انخفاض المخزونات الأميركية

أنابيب النفط في مزرعة خزانات النفط المركزية بالقرب من نيلاهوزيفيس بالتشيك (أ.ب)
أنابيب النفط في مزرعة خزانات النفط المركزية بالقرب من نيلاهوزيفيس بالتشيك (أ.ب)

ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء مقلِّصة خسائرها من اليوم السابق، مع تحول التركيز مرة أخرى إلى الاضطرابات المحتملة في الإمدادات، بسبب العقوبات المفروضة على الناقلات الروسية، على الرغم من أن المكاسب كانت محدودة، مع انتظار السوق لمزيد من الوضوح بشأن تأثيرها.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 51 سنتاً، أو 0.6 في المائة، إلى 80.43 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:35 بتوقيت غرينتش، بعد أن انخفضت 1.4 في المائة بالجلسة السابقة. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 64 سنتاً، أو 0.8 في المائة، إلى 78.14 دولار للبرميل، بعد انخفاض بنسبة 1.6 في المائة.

وكانت الأسعار قد انخفضت الثلاثاء، بعد أن توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يتعرض النفط لضغوط على مدى العامين المقبلين، مع تجاوز العرض للطلب.

وقال استراتيجي السوق في «آي جي» ييب جون رونغ: «كان المحرك المهيمن هو العقوبات النفطية الروسية مؤخراً، بالإضافة إلى سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية الأقوى». وأضاف: «السؤال الرئيس لا يزال قائماً حول مقدار الإمدادات الروسية التي ستفقد في السوق العالمية، وما إذا كانت التدابير البديلة قادرة على تعويض النقص»، لافتاً إلى أن النفط قد يتخلى في الأمد القريب عن بعض مكاسبه الحادة من الأسبوع الماضي.

كما وجدت السوق بعض الدعم يوم الأربعاء من انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، وفقاً لتقرير معهد البترول الأميركي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.

وقال محللون في «آي جي» إن أسعار النفط تتداول بشكل أكثر ثباتاً في التعاملات الصباحية المبكرة في آسيا اليوم، بعد أن أظهرت أرقام معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت أكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي.

وأضاف المحللون أنه في حين زادت مخزونات النفط الخام في مركز التخزين الرئيسي في البلاد (كوشينغ بولاية أوكلاهوما) بمقدار 600 ألف برميل، فإن المخزونات لا تزال منخفضة تاريخياً.

وكوشينغ هي موقع التسليم لعقود آجلة لخام غرب تكساس الوسيط.

وأفاد معهد البترول الأميركي بأن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت بمقدار 2.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 10 يناير (كانون الثاني)، وفقاً لمصادر السوق، نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي.

وأضاف أن مخزونات البنزين ارتفعت 5.4 مليون برميل، بينما ارتفعت مخزونات المقطرات 4.88 مليون برميل.

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن المحللين يتوقعون انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 10 يناير. ومن المقرر أن تصدر بيانات المخزون من إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، في وقت لاحق يوم الأربعاء.

وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الثلاثاء توقعاتها للطلب العالمي في عام 2025 إلى 104.1 مليون برميل يومياً، بينما تتوقع أن يبلغ متوسط ​​إمدادات النفط والوقود السائل 104.4 مليون برميل يومياً. وتوقعت أن تنخفض أسعار برنت بنسبة 8 في المائة إلى متوسط ​​74 دولاراً للبرميل في عام 2025، ثم تنخفض أكثر إلى 66 دولاراً للبرميل في عام 2026، في حين يبلغ متوسط ​​خام غرب تكساس الوسيط 70 دولاراً في عام 2025 ثم ينخفض ​​إلى 62 دولاراً العام المقبل.