تباطؤ حاد في نمو الوظائف الأميركية وارتفاع معدل البطالة

وسط مخاوف متصاعدة من الركود

لافتة تُعلن عن فرص عمل شاغرة أثناء دخول الناس إلى المتجر في مدينة نيويورك (رويترز)
لافتة تُعلن عن فرص عمل شاغرة أثناء دخول الناس إلى المتجر في مدينة نيويورك (رويترز)
TT

تباطؤ حاد في نمو الوظائف الأميركية وارتفاع معدل البطالة

لافتة تُعلن عن فرص عمل شاغرة أثناء دخول الناس إلى المتجر في مدينة نيويورك (رويترز)
لافتة تُعلن عن فرص عمل شاغرة أثناء دخول الناس إلى المتجر في مدينة نيويورك (رويترز)

تباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في يوليو (تموز)، في حين ارتفع معدل البطالة إلى 4.3 في المائة، وهو ما قد يزيد المخاوف من تدهور سوق العمل، وربما يعرض الاقتصاد للركود.

وقال مكتب إحصاء العمل التابع لوزارة العمل في تقريره عن التوظيف، الجمعة، إن الوظائف غير الزراعية زادت 114 ألف وظيفة الشهر الماضي بعد ارتفاعها 179 ألف وظيفة في يونيو (حزيران) بعد تعديلها بالخفض.

وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا زيادة الوظائف 175 ألف وظيفة، بعد زيادة 206 آلاف وظيفة في يونيو.

وتراوحت التقديرات بين 70 ألفاً و225 ألف وظيفة. ومن المرجح أن يكون الإعصار بيريل، الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في تكساس وضرب أجزاء من لويزيانا خلال أسبوع مسح الرواتب، قد ساهم في زيادة الرواتب التي جاءت دون التوقعات.

وتتباطأ سوق العمل، مدفوعة بانخفاض التوظيف، وليس تسريح العمال؛ إذ تعمل زيادات أسعار الفائدة التي يقوم بها بنك الاحتياطي الفيدرالي في عامي 2022 و2023 على إضعاف الطلب. وأظهرت بيانات الحكومة هذا الأسبوع أن التوظيف انخفض إلى أدنى مستوى له في 4 سنوات في يونيو.

وارتفع متوسط ​​الأجر بالساعة بنسبة 0.2 في المائة الشهر الماضي بعد ارتفاعه بنسبة 0.3 في المائة في يونيو. وفي الأشهر الاثني عشر حتى يوليو، ارتفعت الأجور بنسبة 3.6 في المائة. وكان هذا أصغر مكسب على أساس سنوي منذ مايو (أيار) 2021، بعد تقدم بنسبة 3.8 في المائة في يونيو.

وعلى الرغم من أن نمو الأجور يظل أعلى من نطاق 3 في المائة -3.5 في المائة- الذي يُنظر إليه على أنه متسق مع هدف التضخم البالغ 2 في المائة الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي، فإنه مدد سلسلة البيانات الصديقة للتضخم. وأكد تقرير العمالة الحاجة إلى خفض سعر الفائدة من المصرف المركزي الأميركي في سبتمبر (أيلول).

وكان ارتفاع معدل البطالة من 4.1 في المائة في يونيو بمثابة الزيادة الشهرية الرابعة على التوالي. وقد يؤدي هذا إلى تصاعد المخاوف بشأن استدامة التوسع الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

تدهور حاد في النشاط التجاري بمنطقة اليورو خلال نوفمبر

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)

تدهور حاد في النشاط التجاري بمنطقة اليورو خلال نوفمبر

شهد النشاط التجاري في منطقة اليورو تدهوراً حاداً هذا الشهر، حيث انكمش القطاع الخدمي المهيمن في المنطقة، بينما استمر التصنيع في التدهور بشكل أعمق في الركود.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني في برلين (رويترز)

الاقتصاد الألماني يتباطأ مجدداً... نمو أقل من المتوقع

نما الاقتصاد الألماني بوتيرة أقل من التقديرات السابقة في الربع الثالث، بحسب ما أعلن مكتب الإحصاء يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد عمال يعملون في موقع بناء بوسط مدريد إسبانيا (رويترز)

التوظيف في منطقة اليورو يتفوق على التوقعات

أظهرت البيانات الجديدة يوم الخميس أن التوظيف في منطقة اليورو ارتفع بشكل أكبر من المتوقع في الربع الماضي، بينما توسع الاقتصاد بوتيرة جيدة.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)

انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا يزيد الضغوط على الاقتصاد

من المتوقع أن يؤدي انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا إلى زيادة معاناة الاقتصاد في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

الاقتصاد الألماني يتجنب الركود

سجّل الناتج المحلي الإجمالي الألماني نمواً غير متوقع في الربع الثالث، مدفوعاً بزيادة إنفاق الحكومة والأسر، مما ساعد أكبر اقتصاد في أوروبا على تجنب الركود.

«الشرق الأوسط» (برلين)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».