اليابان تأمل أن يؤدي انتعاش الين إلى خفض تكاليف الاستيراد

تراجع الصادرات الغذائية والزراعية والمصايد في النصف الأول

رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين مقابل العملات الأجنبية في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين مقابل العملات الأجنبية في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

اليابان تأمل أن يؤدي انتعاش الين إلى خفض تكاليف الاستيراد

رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين مقابل العملات الأجنبية في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين مقابل العملات الأجنبية في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي يوم الجمعة إن اليابان تراقب عن كثب تحركات أسعار الصرف الأجنبي، وتأمل أن يؤدي التعافي الأخير للين إلى خفض تكاليف الواردات.

وبعد أن ظل عند أدنى مستوياته في 38 عاماً دون 160 يناً للدولار خلال معظم شهر يوليو (تموز) الماضي، سجل الين ارتفاعاً حاداً في الأيام التي سبقت قرار بنك اليابان يوم الأربعاء برفع أسعار الفائدة وبعده.

وقال سوزوكي في مؤتمر صحافي دوري: «تحركات أسعار الصرف الأجنبي لها تأثيرات إيجابية وسلبية على الاقتصاد، لكن أكبر مخاوفنا الآن هو تأثيرها على أسعار الواردات». وأضاف: «نأمل أن تهدأ أسعار الواردات إلى مستويات معينة إذا انعكس ضعف الين. ومن هذا المنظور أيضاً نراقب الأسواق عن كثب».

وكان انخفاض الين هذا العام بمثابة نعمة للمصدرين، لكنه أثار مخاوف من أن ارتفاع تكاليف الاستيراد من شأنه أن يغذي الضغوط التضخمية. ويمكن أن يساعد ارتفاع قيمة الين في تخفيف بعض الضغوط عن أسعار الواردات.

وأكد سوزوكي أنه من المهم أن تتحرك العملات بطريقة مستقرة تعكس الأساسيات الاقتصادية، وأن طوكيو ستتصرف على النحو المناسب رداً على ذلك. وقال إن «تحركات النقد الأجنبي المفرطة قد تزيد من حالة عدم اليقين بشأن أنشطة الشركات، وبالتالي تؤثر على حياة الناس».

وقال أيضاً إن السلطات ستراقب عن كثب تحركات سوق الأسهم، بعد أن انخفض مؤشر «نيكي» القياسي الياباني بنحو 5 بالمائة يوم الجمعة في أعقاب ضعف «وول ستريت». لكنه رفض التعليق على هبوط السوق، قائلاً إنه من السابق لأوانه التنبؤ بتأثير تحركات الأسهم ليوم أو يومين فقط.

وهبطت الأسهم الأميركية يوم الخميس بعد جولة من البيانات الاقتصادية التي أثارت مخاوف المستثمرين من أن النمو الاقتصادي الأميركي قد يتباطأ بشكل أسرع من المتوقع. كما أثرت حالة عدم اليقين بشأن مسار تشديد السياسة النقدية في اليابان على سوق طوكيو.

وفي مؤتمر صحافي منفصل، أشار كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي إلى أن الأسواق تحدد أسعار الأسهم على أساس عوامل مختلفة، مثل الظروف الاقتصادية ونشاط الشركات. وقال المتحدث باسم الحكومة: «ستواصل الحكومة بذل قصارى جهدها لإدارة السياسات الاقتصادية والمالية مع إيلاء اهتمام وثيق للأسواق بإحساس بالاستعجال».

وفي شأن منفصل، أظهرت بيانات حكومية في اليابان، يوم الجمعة، تراجع قيمة صادرات البلاد من المواد الغذائية والزراعية والمصايد والغابات خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 1.8 بالمائة، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، لتحقق 701.3 مليار ين (4.7 مليار دولار). وهذا أول تراجع خلال أربع سنوات، بسبب انخفاض الصادرات إلى الصين.

ووفقاً لوزارة الزراعة والغابات والمصايد، عكس تراجع الصادرات خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يونيو (حزيران) الماضيين، تداعيات حظر الصين المنتجات البحرية اليابانية بسبب تصريف المياه من محطة فوكوشيما للطاقة النووية المعطلة، بحسب وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء.

وانخفضت قيمة الصادرات إلى الصين بنسبة 43.8 بالمائة، إلى 78.4 مليار ين، وتراجعت واردات المحار إلى الصفر، من 22.3 مليار ين في نفس الفترة العام الماضي.

وبينما انخفضت الصادرات الإجمالية إلى الصين وهونغ كونغ، فقد ارتفعت إلى بلدان ومناطق أخرى بنسبة 14.3 بالمائة، مدعومة بارتفاع الطلب ليس فقط في قطاع التجزئة، ولكن أيضاً في قطاع المطاعم. كما ساهم ضعف الين أيضاً في ارتفاع حجم الطلب؛ إذ صارت المنتجات اليابانية أرخص نسبياً في الخارج.


مقالات ذات صلة

أسعار النفط تواصل موجة الصعود في ختام أسبوع متقلب

الاقتصاد رجال إنقاذ وعمال يفحصون آثار الدمار عقب مرور إعصار فرنسين بولاية لويزيانا الأميركية (أ.ف.ب)

أسعار النفط تواصل موجة الصعود في ختام أسبوع متقلب

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة، لتواصل موجة الصعود التي أشعلتها اضطرابات الإنتاج في خليج المكسيك بالولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مشاة ينتظرون الإشارة لعبور الطريق قرب موقع إنشاءات في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

الصين تقر أول خطة لرفع سن التقاعد منذ 1978

وافقت أعلى هيئة تشريعية في الصين، الجمعة، على اقتراح برفع سن التقاعد في البلاد، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1978.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد زحام مروري وقت الذروة في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

مصر ترسي مناقصة لشراء 20 شحنة غاز لتغطية الطلب في الشتاء

قالت مصادر لـ«رويترز» إن مصر أرستْ بالكامل مناقصة طرحتها في الآونة الأخيرة لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمر أمام لافتة «بي دبليو سي» على مقرّها بالمركز المالي في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تعلّق أعمال «بي دبليو سي» لـ6 أشهر بسبب تدقيق «إيفرغراند»

فرضت الصين تعليقاً لمدة ستة أشهر على وحدة التدقيق التابعة لشركة «بي دبليو سي» في البلاد، بسبب تدقيقها لشركة «تشاينا إيفرغراند غروب».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مصنع شركة «يو إس ستيل» لصناعة الصلب في ولاية بنسلفانيا الأميركية (أ.ف.ب)

«نيبون» و«يو إس ستيل» ترسلان خطاباً إلى بايدن بشأن خطط الاندماج

أرسلت كل من «نيبون ستيل» و«يو إس ستيل» خطاباً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن اندماجهما المخطط له بقيمة 15 مليار دولار، بعد أنباء أنه يستعد لعرقلة الصفقة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

تدفقات خارجة بقيمة 7.82 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية

متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (رويترز)
متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (رويترز)
TT

تدفقات خارجة بقيمة 7.82 مليار دولار من صناديق الأسهم الأميركية

متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (رويترز)
متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (رويترز)

شهدت صناديق الأسهم الأميركية تدفقات خارجة كبيرة خلال الأسبوع المنتهي في 11 سبتمبر (أيلول)، مع تزايد حذر المستثمرين بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة والشكوك السياسية المتزايدة قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وبحسب بيانات «إل إي إي جي»، باع المستثمرون أسهماً بقيمة 7.82 مليار دولار صافية خلال الأسبوع، وهو ما يمثل الأسبوع الخامس من التدفقات الخارجية في ستة أسابيع، وفق «رويترز».

وأظهرت بيانات التوظيف في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، استمرار الضغوط الاقتصادية، مما دفع إلى عمليات بيع مكثفة في الأسهم، لكن «وول ستريت» تعافت بفضل توقعات بخفض كبير في أسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وسحب المستثمرون 6.91 مليار دولار من صناديق النمو الأسبوع الماضي، وهو أكبر تدفق أسبوعي منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، في حين وجهوا 4.1 مليار دولار إلى صناديق القيمة، وهو أكبر مبلغ منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020 على الأقل.

وشهدت صناديق القطاع الأميركي أيضاً عمليات سحب كبيرة بلغت 2.16 مليار دولار، وهي الأكبر في خمسة أسابيع، مع خسارة القطاع المالي والتكنولوجي والصناعي 1.75 مليار دولار و1.17 مليار دولار و582 مليون دولار على التوالي.

في المقابل، اجتذبت الأصول الآمنة مثل صناديق السندات الحكومية وصناديق سوق النقد 3.51 مليار دولار و18.17 مليار دولار على التوالي.

وواصلت صناديق السندات الأميركية اتجاهها الإيجابي مع تدفقات صافية بلغت 4.94 مليار دولار للأسبوع الخامس عشر على التوالي، في حين سجلت صناديق الدخل الثابت الخاضعة للضريبة المحلية 1.75 مليار دولار بعد تدفقات بلغت 2 مليار دولار في الأسبوع السابق.

كما شهدت صناديق الديون الحكومية والبلدية قصيرة ومتوسطة الأجل أيضاً تدفقات كبيرة بلغت 1.28 مليار دولار و1.26 مليار دولار على التوالي.