النفط يستقر رغم مكاسب الدولار ومخاوف الطلب الصيني

روسيا تتوقع توازن السوق في النصف الثاني من 2024

مصفاة نفطية في مدينة لاغوس النيجيرية (رويترز)
مصفاة نفطية في مدينة لاغوس النيجيرية (رويترز)
TT

النفط يستقر رغم مكاسب الدولار ومخاوف الطلب الصيني

مصفاة نفطية في مدينة لاغوس النيجيرية (رويترز)
مصفاة نفطية في مدينة لاغوس النيجيرية (رويترز)

استقرت أسعار النفط يوم الاثنين وسط حالة من الغموض السياسي في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، ما بدد بعض ضغوط ارتفاع الدولار والطلب الضعيف في الصين.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا أو 0.20 في المائة إلى 84.86 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:02 بتوقيت غرينتش. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتا أو 0.22 في المائة إلى 82.03 دولار للبرميل.

وانخفض سعر النفط الخام الأسبوع الماضي بعد مكاسب لأربعة أسابيع، إذ قوبلت آمال انتعاش الطلب في الصيف في الولايات المتحدة بمخاوف أخرى بشأن الطلب في الصين.

وعززت البيانات الصينية يوم الاثنين هذا القلق، إذ أظهرت أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 4.7 في المائة في الربع من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، في أبطأ وتيرة منذ الربع الأول من عام 2023. وأظهرت بيانات منفصلة يوم الجمعة أن واردات الصين من النفط الخام تراجعت 2.3 في المائة في النصف الأول من هذا العام.

ومع هذا، دفع استمرار تأثير المخاطر الجيوسياسية النفط إلى الارتفاع وسط حالة الضبابية بشأن الوضع المتقلب في الشرق الأوسط، إلا أن الطاقة الفائضة الوفيرة لدى أعضاء في أوبك حدت من دعم الأسعار، كما يقول محللون.

كما لا تزال أسواق النفط مدعومة على نطاق واسع بتخفيضات الإمدادات من «أوبك بلس». وقالت وزارة النفط العراقية إنها ستعوض أي فائض في إنتاج النفط منذ بداية عام 2024.

وقال محللو «آي إن جي» بقيادة وارن باترسون: «في حين أن الأساسيات لا تزال توفر الدعم، هناك مخاوف متزايدة بشأن الطلب تنبع إلى حد كبير من الصين».

ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الاثنين إن سوق النفط العالمية ستكون متوازنة في النصف الثاني من العام وما بعد ذلك بفضل اتفاق تحالف «أوبك بلس» بشأن الإنتاج.

وينفذ تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منهم روسيا، سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق.

واتفق التحالف في الثاني من يونيو الماضي على تمديد الخفض السابق البالغ 2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وإلغائه تدريجيا اعتبارا من أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي إن الطلب العالمي على النفط سيتجاوز الإنتاج بنحو 750 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2024 بسبب انخفاض إنتاج «أوبك بلس».

وأشار تقرير «أوبك» الأسبوع الماضي أيضا إلى عجز في إمدادات النفط في الأشهر المقبلة وفي عام 2025.

وردا على سؤال حول أوضاع سوق النفط في النصف الثاني من العام اعتبارا من الخريف عندما يبدأ تحالف «أوبك بلس» في إلغاء بعض تخفيضات الإنتاج، قال نوفاك: «السوق ستكون دائما متوازنة بفضل تحركاتنا».


مقالات ذات صلة

«بي بي» تخفض قوتها العاملة بأكثر من 5 % ضمن خطة خفض التكاليف

الاقتصاد شعار «بي بي» خارج محطة وقود في ليفربول (رويترز)

«بي بي» تخفض قوتها العاملة بأكثر من 5 % ضمن خطة خفض التكاليف

أعلنت شركة «بريتش بتروليوم (بي بي)»، يوم الخميس، أنها ستخفض نحو 4700 وظيفة، أو أكثر من 5 في المائة من إجمالي قوتها العاملة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة تابعة لـ«قطر للطاقة» (الشركة)

علاوات الخام في الشرق الأوسط بأعلى مستوى في أكثر من عامين

قال متعاملون إن علاوات الأسعار الفورية للخام في الشرق الأوسط ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عامين مع ارتفاع الطلب القوي من كبار المستوردين الصين والهند.

الاقتصاد متسوّقون في شارع تجاري بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (رويترز)

كوريا الجنوبية تتطلع لشراء مزيد من النفط والغاز الأميركيين

قال وزير الطاقة الكوري الجنوبي آن دوك-جيون، يوم الخميس، إن كوريا الجنوبية مهتمة باستيراد مزيد من النفط والغاز الأميركيين لتنويع مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد ناقلة النفط الخام «سورغوت» المملوكة لمجموعة ناقلات النفط الروسية «سوفكومفورت» تمر عبر مضيق البوسفور في إسطنبول (أرشيفية - رويترز)

النفط يرتفع على وقع تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، يوم الخميس، بعد انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد كريس رايت يدلي بشهادته أمام جلسة استماع للجنة الطاقة والموارد الطبيعية في مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ف.ب)

مرشح ترمب لوزارة الطاقة: أولويتي الأولى توسيع الإنتاج المحلي

قال كريس رايت الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترمب لتولي وزارة الطاقة الأميركية إن أولويته الأولى هي توسيع إنتاج الطاقة المحلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«تي إس إم سي» تحقق أرباحاً قياسية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي

يسير الناس في الشوارع أمام مصنع «تي إس إم سي» رقم 18 في حديقة العلوم الجنوبية في تايوان (رويترز)
يسير الناس في الشوارع أمام مصنع «تي إس إم سي» رقم 18 في حديقة العلوم الجنوبية في تايوان (رويترز)
TT

«تي إس إم سي» تحقق أرباحاً قياسية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي

يسير الناس في الشوارع أمام مصنع «تي إس إم سي» رقم 18 في حديقة العلوم الجنوبية في تايوان (رويترز)
يسير الناس في الشوارع أمام مصنع «تي إس إم سي» رقم 18 في حديقة العلوم الجنوبية في تايوان (رويترز)

حققت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات «تي إس إم سي»، ربحاً ربع سنوي قياسياً يوم الخميس، وأعلنت عن توقعاتها لنمو قوي في الإيرادات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بفضل زيادة الطلب على الرقائق المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وفي حين أن الأعمال التجارية تزدهر، تواجه «تي إس إم سي» تحديات من القيود التكنولوجية التي فرضتها الحكومة الأميركية على الصين. فقد أعلنت إدارة بايدن، هذا الأسبوع، عن خطط لفرض مزيد من القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وعلى الرغم من السماح لتايوان وحلفاء الولايات المتحدة المقربين بالوصول غير المحدود إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية، فإن هذه القيود قد تؤثر على الطلب من بعض العملاء، وفق «رويترز».

إضافة إلى ذلك، يثير وصول إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، التي هدّدت بفرض تعريفات جمركية واسعة على الواردات، مزيداً من عدم اليقين. ومع ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «تي إس إم سي»، سي سي وي، إن ضوابط التصدير الأميركية على رقائق الذكاء الاصطناعي الموجهة إلى الصين تعد قضية يمكن التعامل معها من قبل الشركة.

وأشار وي إلى أن «تي إس إم سي» تقدم حالياً طلبات للحصول على تصاريح خاصة للعملاء الذين قد يخضعون للقيود، مؤكداً ثقته بأن هذه التصاريح ستُمنح، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وفيما يتعلق بمناقشات «تي إس إم سي» مع الإدارتين الأميركية الحالية والمقبلة، قال وي: «أود أن أؤكد لكم أن لدينا تواصلاً صريحاً ومنفتحاً مع الحكومتين الحالية والمستقبلية»، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وسجلت أكبر شركة لتصنيع الرقائق التعاقدية في العالم، التي تضم في قائمة عملائها شركات كبرى مثل «أبل» و«إنفيديا»، ارتفاعاً بنسبة 57 في المائة في صافي الدخل ليصل إلى 374.68 مليار دولار تايواني (11.4 مليار دولار) للربع المنتهي في 31 ديسمبر (كانون الأول)، وهو أعلى مستوى قياسي لأي ربع، ويتماشى مع التوقعات. كما ارتفعت الإيرادات بنسبة 39 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتتوقع الشركة أن تحقق إيرادات مماثلة في الربع الحالي، بزيادة تصل إلى نحو 37 في المائة، مع الحفاظ على توقعاتها المتفائلة بشأن الطلب على الذكاء الاصطناعي. كما توقعت «تي إس إم سي» نمواً في الإيرادات بنسبة تتراوح بين 20 في المائة و30 في المائة خلال عام 2025 بالكامل.

وأضافت الشركة، التي تبني مصانع جديدة في الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وتايوان، أنها تتوقع أن يتراوح إنفاقها الرأسمالي لهذا العام بين 38 مليار دولار و42 مليار دولار، بزيادة تصل إلى 41 في المائة. وأكدت أن خططها لجميع مصانعها في الخارج تسير على المسار الصحيح.

وقد أسهمت طفرة الذكاء الاصطناعي في رفع قيمة أسهم «تي إس إم سي»، الشركة الأكثر قيمة في آسيا؛ حيث ارتفعت أسهمها المدرجة في تايبيه بنسبة 81 في المائة العام الماضي، مقارنة بمكاسب السوق الأوسع التي بلغت 28.5 في المائة. وأغلقت الأسهم بزيادة قدرها 3.8 في المائة يوم الخميس قبل مكالمة الأرباح التي تُجرى عادة بعد إعلان النتائج المالية الفصلية أو السنوية.