الحكومة المصرية تنفي عزمها بيع «قناة السويس» مقابل تريليون دولار

سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لهيئة قناة السويس)
سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لهيئة قناة السويس)
TT
20

الحكومة المصرية تنفي عزمها بيع «قناة السويس» مقابل تريليون دولار

سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لهيئة قناة السويس)
سفينة تحمل حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (الموقع الإلكتروني لهيئة قناة السويس)

نفت الحكومة المصرية عزمها بيع قناة السويس. وأكدت في إفادة رسمية، (السبت)، «عدم صحة الأنباء المتداوَلة بهذا الشأن». تزامن ذلك مع توجيهات صدرت من رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، للمحافظين بـ«الرد على الشائعات، والتفاعل مع الأحداث».

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا، أخيراً، مقطعاً صوتيّاً يشير إلى «اعتزام الحكومة المصرية بيع قناة السويس مقابل تريليون دولار» (الدولار الأميركي يساوي 47.96 جنيه في البنوك المصرية)، ما دفع «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» لإصدار بيان قال فيه إن «المقطع الصوتي المتداول مفبرك، والمعلومات الواردة به مزيفة، ولا تمت للواقع بأي صلة». وأشار «المركز الإعلامي» إلى أنه «تواصَل مع (هيئة قناة السويس)، التي أكدت أن القناة ستظل مملوكة بالكامل للدولة المصرية، وتخضع لسيادتها سواء في إدارتها أو تشغيلها أو صيانتها، كما سيظل كامل طاقم هيئة القناة من موظفين وفنيين وإداريين من المواطنين المصريين». وقالت الهيئة: «لا يمكن المساس بالقناة، أو أي من مرافقها المصونة دستورياً بموجب المادة 43 من الدستور المصري»، التي تنصّ على «التزام الدولة بحماية قناة السويس وتنميتها والحفاظ عليها بصفتها ممراً مائياً دولياً مملوكاً لها، كما تلتزم بتنمية قطاع القناة بوصفه مركزاً اقتصادياً مميزاً».

وطالبت الحكومة المصرية المواطنين بـ«عدم الانسياق وراء تلك الأكاذيب، مع استقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة»، مناشدة رواد مواقع التواصل الاجتماعي «تحري الدقة فيما يتم نشره، وعدم الالتفات للأخبار مجهولة المصدر».

في سياق متصل، نقلت قناة «إكسترا نيوز» الفضائية المصرية عن مصدر حكومي، وصفته بـ«رفيع المستوى»، قوله، مساء الجمعة، إن «هناك توجيهات من رئيس مجلس الوزراء للمحافظين بسرعة التفاعل مع الأحداث، والرد على الشائعات وتفنيدها أولاً بأول».

وهذه ليست المرة الأولى التي تنفي فيها مصر أنباء عن بيع قناة السويس، ففي فبراير (شباط) من العام الماضي، نفى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنباء مماثلة. وقال في تصريحات بمدينة الإسماعيلية، جنوب غربي القاهرة، خلال متابعة جهود تنمية وإعمار سيناء، «لغاية دلوقتي فيه حجم من الأكاذيب والشائعات غير طبيعي، آخرهم الكلام اللي اتقال خلال الشهر الماضي (أي يناير/ كانون الثاني) عن أننا بنبيع قناة السويس وفيه عرض بتريليون دولار؛ لكني عارف إن المصريين منتبهين ومش هيصدقوا».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2022، أُثير جدل بشأن مشروع قانون أقرّه البرلمان المصري متعلق بتعديل قانون عمل «هيئة قناة السويس»، وإنشاء صندوق خاص يدير أصولها، عدّه البعض «باباً خلفياً لبيع القناة»، غير أن إفادات حكومية وبرلمانية نفت تلك الأنباء.

وقال رئيس «هيئة قناة السويس»، الفريق أسامة ربيع، في مؤتمر صحافي وقتها، إن «صندوق قناة السويس» يستهدف استثمار جزء من موارد الصندوق في تطوير الهيئة، ومشروعات تعود بالنفع على المصريين، مشدداً على أن «سيادة مصر ستظل تامة على الممر، وأن التعديلات قد تفتح باباً للمستثمرين الأجانب دون سيطرة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وبلغت إيراداتها العام الماضي 10.3 مليار دولار، بحسب الإحصاءات الرسمية. لكن هذه العائدات شهدت تراجعاً في الأشهر الأخيرة؛ بسبب توترات البحر الأحمر.

وقال البنك المركزي المصري، الأسبوع الماضي، إن «حصيلة رسوم المرور في قناة السويس انخفضت بمعدل 7.4 في المائة، لتسجل 5.8 مليار دولار مقابل 6.2 مليار دولار في الفترة بين يوليو (تموز) الماضي ومارس (آذار) من العام الحالي».

وتستهدف جماعة الحوثي اليمنية، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، سفناً بمنطقة البحر الأحمر وباب المندب، تقول إنها «مملوكة أو تشغلها شركات إسرائيلية»، وذلك رداً على الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ودفعت تلك الهجمات شركات شحن عالمية لتجنب المرور في البحر الأحمر، وتغيير مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.


مقالات ذات صلة

مصر وفرنسا توقعان اتفاقاً بـ7.6 مليار دولار لإنتاج الهيدروجين الأخضر

الاقتصاد جانب من توقيع اتفاقية لإنتاج الهيدروجين بين مصر وفرنسا في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وفرنسا توقعان اتفاقاً بـ7.6 مليار دولار لإنتاج الهيدروجين الأخضر

أعلنت وزارة النقل المصرية، الثلاثاء، أن مصر وفرنسا وقعتا اتفاقية بقيمة سبعة مليارات يورو (7.68 مليار دولار) لتمويل وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الجنيه المصري والدولار الأميركي (أ.ف.ب)

الجنيه المصري يواصل تراجعه ويسجل 51.72 أمام الدولار

واصل الجنيه المصري تراجعه أمام الدولار الأميركي، خلال تعاملات يوم الاثنين، ليصل إلى مستوى قياسي منخفض جديد بلغ 51.72.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد صورة مكبَّرة للدولار الأميركي على واجهة مكتب صرافة بوسط القاهرة (رويترز)

الجنيه المصري في أدنى مستوياته بسبب صدمة ترمب

تراجعت قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي، خلال تعاملات الأحد، بنسبة تتخطى 1.34 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 51.19، حسب البنك المركزي.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد فنادق وبنوك ومكاتب على نهر النيل في القاهرة (رويترز)

ارتفاع صافي الأصول الأجنبية في مصر خلال فبراير

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن صافي الأصول الأجنبية في البلاد ارتفع 1.48 مليار دولار في فبراير، وهي الزيادة الثانية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد خط سكة حديد وحاويات في ميناء أكتوبر الجاف (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

وزارة النقل المصرية تطرح 4 موانئ جافة للاستثمار

أعلنت وزارة النقل المصرية، ممثلةً في الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، طرح 4 موانئ جافة أمام المستثمرين ورجال الأعمال والمصدرين والمنتجين كافة، للاستثمار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

شقيق ماسك ينتقد رسوم ترمب الجمركية ويصفها بـ«الضريبة الدائمة»

كيمبال الشقيق الأصغر للملياردير إيلون ماسك (رويترز)
كيمبال الشقيق الأصغر للملياردير إيلون ماسك (رويترز)
TT
20

شقيق ماسك ينتقد رسوم ترمب الجمركية ويصفها بـ«الضريبة الدائمة»

كيمبال الشقيق الأصغر للملياردير إيلون ماسك (رويترز)
كيمبال الشقيق الأصغر للملياردير إيلون ماسك (رويترز)

انتقد كيمبال ماسك، الشقيق الأصغر لإيلون ماسك، بشدة عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، يوم الاثنين، رسوم الرئيس دونالد ترمب الجمركية، واصفاً إياها بـ«ضريبة هيكلية دائمة على المستهلك الأميركي». كما قال إن ترمب يبدو أنه «الرئيس الأميركي صاحب أعلى ضريبة منذ أجيال»، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

وكتب كيمبال على منصة «إكس»، إحدى شركات شقيقه: «حتى لو نجح في جلب الوظائف إلى الولايات المتحدة من خلال ضريبة الرسوم الجمركية، ستظل الأسعار مرتفعة، وستظل ضريبة الاستهلاك على شكل أسعار أعلى؛ لأننا ببساطة لسنا بكفاءة التصنيع نفسها».

يمتلك كيمبال ماسك سلسلة مطاعم تُدعى «ذا كيتشن»، وهو عضو مجلس إدارة في شركة «تسلا»، ومدير سابق في «سبيس إكس» و«شيبوتلي». كما شارك في تأسيس والاستثمار بشركات ناشئة أخرى في مجال الأغذية والتكنولوجيا، بما في ذلك شركة «سكوير روتس»، وهي متخصصة في الزراعة الداخلية، وشركة «نوفا سكاي ستوريز» المتخصصة في عروض الإضاءة بالطائرات المسيّرة، التي اشتراها من شركة «إنتل».

وإيلون ماسك هو أحد كبار مستشاري ترمب، ويشرف على وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) التي تهدف إلى خفض الإنفاق الفيدرالي بشكل كبير، من خلال تسريح الموظفين، ودمج أو إلغاء الوكالات واللوائح. ومع ذلك، فقد أظهرت علاقته ببعض الشخصيات الرئيسية في إدارة ترمب علامات توتر في الأيام الأخيرة، حيث أدت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس إلى عمليات بيع حادة للأسهم، بما في ذلك أسهم شركة «تسلا»، التي انخفضت بنسبة 42 في المائة هذا العام، وأنهت لتوها أسوأ ربع سنوي لها منذ عام 2022.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، هاجم الملياردير إيلون ماسك مستشار ترمب التجاري، بيتر نافارو، مُقللاً من مؤهلاته في منشور على «إكس».

كتب ماسك: «إن الحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد أمر سيئ، وليس جيداً».

وصرح نافارو لشبكة «سي إن بي سي»، يوم الاثنين، أن ماسك «ليس مُصنّع سيارات بل مُجمّع سيارات»، يعتمد على قطع غيار من اليابان والصين وتايوان.

وكانت شركة «تسلا» تسعى إلى نهج أكثر اعتدالاً تجاه التجارة والتعريفات الجمركية في رسالة حديثة إلى الممثل التجاري الأميركي.