اتفاق بين باكستان وصندوق النقد الدولي على حزمة مساعدات بـ7 مليارات دولار

رجال يحاولون شراء أكياس الدقيق المدعم من شاحنة في كراتشي بباكستان (رويترز)
رجال يحاولون شراء أكياس الدقيق المدعم من شاحنة في كراتشي بباكستان (رويترز)
TT

اتفاق بين باكستان وصندوق النقد الدولي على حزمة مساعدات بـ7 مليارات دولار

رجال يحاولون شراء أكياس الدقيق المدعم من شاحنة في كراتشي بباكستان (رويترز)
رجال يحاولون شراء أكياس الدقيق المدعم من شاحنة في كراتشي بباكستان (رويترز)

توصلت باكستان وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق بشأن حزمة مساعدات، قيمتها 7 مليارات دولار، لمدة ثلاث سنوات.

وقال صندوق النقد الدولي، في بيان صحافي، إن البرنامج الجديد، الذي يحتاج إلى موافقة المجلس التنفيذي للصندوق، يتعين أن يساعد باكستان على «تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي وتهيئة الظروف لنمو أقوى وأكثر شمولاً ومرونة»، حسب صحيفة «ذا نيوز» الباكستانية السبت.

ويشمل ذلك خطوات لتعزيز السياسة المالية والنقدية والإصلاحات لتوسيع القاعدة الضريبية وتحسين إدارة الشركات المملوكة للدولة، وتعزيز المنافسة وتأمين فرص متكافئة للاستثمار، وتعزيز رأس المال البشري وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية من خلال زيادة الإنفاق والتغطية في برنامج «بينظير لدعم الدخل».

وتابع الصندوق: «توصلت السلطات الباكستانية وفريق الصندوق إلى اتفاق على مستوى الموظفين حول برنامج شامل، أقرته الحكومات الاتحادية والإقليمية، يمكن دعمه من خلال اتفاق تمويل ممتد لمدة 37 شهراً، بمبلغ قيمته نحو 7 مليارات دولار بأسعار الصرف الحالية».

وأضاف بيان الصندوق: «يهدف البرنامج إلى الاستفادة من استقرار الاقتصاد الكلي، الذي تحقق بشق الأنفس، خلال العام الماضي، بتعزيز الجهود الرامية إلى تعزيز المالية العامة، وتقليص التضخم وإعادة بناء الاحتياطات الخارجية، وإزالة التشوهات الاقتصادية لتحفيز النمو، الذي يقوده القطاع الخاص».

وتابع البيان: «وافقت السلطات الباكستانية على إصلاحات لتوسيع القاعدة الضريبية وإلغاء الإعفاءات، مع زيادة الموارد المخصصة للتنمية الحرجة والإنفاق الاجتماعي».

كانت باكستان وصندوق النقد الدولي قد وقعا على حزمة الإنقاذ في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي بهدف دعم إسلام آباد في التغلب على واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخ البلاد، والتي أثارت مخاوف من احتمال تخلف البلاد عن سداد ديونها الخارجية.


مقالات ذات صلة

باكستان تسعى للاستثمارات الأجنبية... وتجديد القروض لتمويل احتياجاتها الخارجية

الاقتصاد مبنى البرلمان في إسلام آباد (رويترز)

باكستان تسعى للاستثمارات الأجنبية... وتجديد القروض لتمويل احتياجاتها الخارجية

قال وزير المالية الباكستاني، إن بلاده ستركز على تلبية احتياجاتها من التمويل الخارجي من خلال التحدث مع الحكومات الأجنبية والمقرضين؛ لجذب الاستثمار الأجنبي.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد طريق الملك فهد في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

«النقد الدولي» يرفع توقعاته للاقتصاد السعودي إلى 4.7 %

رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للاقتصاد السعودي خلال العام المقبل 0.2 في المائة لتبلغ 4.7 في المائة؛ وذلك وفق تقرير مستجدات آفاق الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

كبير الاقتصاديين في صندوق النقد ينصح «الفيدرالي» الأميركي بالتريث

قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بيير-أوليفييه غورينشا إن بيانات التضخم المتباطئة تسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ببدء تحول «معقول للغاية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد زائرون لأحد مراكز التسوق الكبرى في العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

صندوق النقد يتوقع نمواً عالمياً متواضعاً خلال العامين المقبلين

قال صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، إن الاقتصاد العالمي يتجه إلى تحقيق نمو متواضع على مدى العامين المقبلين، لكنه أشار إلى أن المخاطر على المسار كثيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يتحدث في حدث تجاري في بوينس آيرس (رويترز)

التضخم في الأرجنتين يكسر سلسلة من الانخفاضات ويتحدى مايلي

جاء مقياس التضخم الذي يُتابع عن كثب في الأرجنتين أعلى مما كان تأمله حكومة الرئيس الليبرالي خافيير مايلي.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس )

صناع سياسة في «المركزي الأوروبي» يؤيدون إجراء المزيد من تخفيضات الفائدة

مبنى المصرف المركزي الأوروبي  في فرنكفورت (رويترز)
مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

صناع سياسة في «المركزي الأوروبي» يؤيدون إجراء المزيد من تخفيضات الفائدة

مبنى المصرف المركزي الأوروبي  في فرنكفورت (رويترز)
مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

أيد اثنان من صناع السياسة في «المركزي الأوروبي» يوم الجمعة إجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، معربين عن ثقة أكبر في أن التضخم يتجه نحو هدف المصرف العام المقبل.

وأبقى المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة يوم الخميس، وقالت رئيسته كريستين لاغارد إن قراره التالي في 12 سبتمبر (أيلول) «مفتوح على مصراعيه» - ولم يصل إلى حد إعلان النصر على نوبة التضخم المرتفعة التي أعقبت جائحة كوفيد-19، وفق «رويترز».

ومع ذلك، كان المحافظ الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالهاو وزميله الليتواني غيديميناس سيمكوس أكثر وضوحاً يوم الجمعة، حيث دعما توقعات السوق بتخفيضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام، في سبتمبر وديسمبر (كانون الأول).

وقال فيليروي في مقابلة مع إذاعة «بي إف إم بيزنس» الفرنسية: «توقعات السوق لمسار أسعار الفائدة تبدو معقولة إلى حد ما بالنسبة لي في الوقت الحالي».

وذهب سيمكوس إلى أبعد من ذلك، حيث قال في مؤتمر صحافي في فيلنيوس إن أسعار الفائدة «ستستمر في الانخفاض، وبشكل ملحوظ للغاية، لتصل قيمتها إلى نقطة مئوية واحدة سنوياً».

ويتوافق هذا مع تسعير أسواق المال لانخفاض السعر الذي يدفعه «المركزي الأوروبي» على الودائع المصرفية من 3.75 في المائة حالياً إلى 2.5 في المائة بحلول نهاية العام المقبل.

ويطالب كلا المحافظين منذ فترة طويلة بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، لكن مصادر قالت لـ«رويترز» إنه حتى بعض صناع السياسة الأكثر تشدداً كانوا منفتحين على الخفض في سبتمبر، بشرط أن تؤكد البيانات الواردة استمرار تراجع التضخم.

وتمسك سيمكوس وفيليروي بتوقعات «المركزي الأوروبي»، التي نُشرت الشهر الماضي، بأن التضخم في منطقة اليورو سينخفض ​​من 2.5 في المائة حالياً إلى هدف 2 في المائة في النصف الثاني من العام المقبل.

وقال فيليروي: «باستثناء أي صدمات، فإن هذا أكثر من مجرد توقعات، إنه التزام».

ومن المؤكد أن صناع القرار قد يشعرون بالارتياح إزاء استطلاعات «المركزي» التي أظهرت أن الشركات كانت تتوقع ارتفاعاً معتدلاً في الأسعار وأن الاقتصاديين توقعوا تباطؤاً مستمراً في التضخم.

وقال «المركزي الأوروبي» بعد مسح 62 شركة كبيرة في منطقة اليورو: «أفادت الاتصالات بنمو معتدل في الأسعار بشكل عام، وتوقعت أن يستمر هذا في الربع التالي، مع نمو الأسعار في الخدمات بشكل أقوى منه في الصناعة».

حتى إن محافظ البنك المركزي الفنلندي أولي رين أعرب عن قلقه إزاء الانكماش الصناعي المطول الذي يستمر حتى بعد انتهاء الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال في تدوينة: «إذا لم تبدأ الصناعة والاستثمارات في منطقة اليورو في التعافي قريباً ويعتمد النمو على الخدمات، فحتى التحسن المتوقع في نمو الإنتاجية قد يكون على المحك. يجب علينا أيضاً أن نأخذ في الاعتبار احتمال ألا يكون التباطؤ في الإنتاج الصناعي مؤقتاً ودورياً كما كان مفترضاً».

وفي سياق متصل، أظهر مسح أجراه المصرف المركزي يوم الجمعة أن التضخم في منطقة اليورو سيستمر في التباطؤ في السنوات المقبلة وقد ينخفض ​​عن هدف «المركزي» البالغ 2 في المائة بحلول عام 2026.

وتجاوز «المركزي الأوروبي» هدفه لسنوات ورفع أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية في العام الماضي لترويض ضغوط الأسعار، لكن لا يزال من الممكن أن يستغرق الأمر حتى نهاية عام 2025 للعودة إلى هدفه.

ويرى المسح ربع السنوي الذي يجريه المصرف للمتنبئين المحترفين، وهو أحد المدخلات في مداولات السياسة، أن التضخم يتباطأ بشكل أسرع مما يتوقعه موظفو «المركزي الأوروبي»، ويتوقع أن يستقر نمو الأسعار بعد ذلك حول هدف المصرف.

ويمكن أن يبلغ متوسط ​​التضخم هذا العام 2.4 في المائة، وذلك تماشياً مع توقعات المسح قبل ثلاثة أشهر، ثم يمكن أن يتباطأ إلى 2 في المائة في العام المقبل، كما كان متوقعاً في وقت سابق، وكلاهما أقل من التوقعات الداخلية لـ«المركزي الأوروبي».

وبحلول عام 2026، يمكن أن ينخفض ​​التضخم إلى 1.9 في المائة، ولكن على المدى الطويل - المحدد بـ 2028 - سيصل إلى 2 في المائة.

ورفع المشاركون في الاستطلاع توقعاتهم للنمو إلى 0.7 في المائة هذا العام من 0.5 في المائة، لكنهم خفضوا توقعات العام المقبل إلى 1.3 في المائة من 1.4 في المائة.

على صعيد آخر، ارتفعت عوائد سندات منطقة اليورو يوم الجمعة بعد انخفاضها خلال الأسبوع، حيث دعمت البيانات الاقتصادية واجتماع سياسة المصرف الأوروبي التوقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

وأظهرت بيانات في وقت سابق من هذا الأسبوع أن معنويات المستثمرين الألمان تدهورت أكثر من المتوقع في يوليو (تموز)، مسجلة أول انخفاض لها خلال عام، مما يشير إلى أن التعافي في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو سيكون صعباً.

وارتفع العائد على السندات الحكومية الألمانية لأجل 5 سنوات 3.5 نقطة أساس، وفقا لبيانات «رويترز».

كما ارتفع العائد على السندات الحكومية الإيطالية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار 3 نقاط أساس إلى 3.73 في المائة.

وارتفعت عائدات السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس تماشياً مع السوق الأوسع.