هل تقود كوريا الموجة الجديدة للذكاء الاصطناعي؟

وسط تدفق صناديق التحوط على شركاتها

رقائق إلكترونية من صناعة شركة «هاينكس» الكورية الجنوبية (رويترز)
رقائق إلكترونية من صناعة شركة «هاينكس» الكورية الجنوبية (رويترز)
TT

هل تقود كوريا الموجة الجديدة للذكاء الاصطناعي؟

رقائق إلكترونية من صناعة شركة «هاينكس» الكورية الجنوبية (رويترز)
رقائق إلكترونية من صناعة شركة «هاينكس» الكورية الجنوبية (رويترز)

تسارع صناديق التحوط الباحثة عن صفقات سوق الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إلى شركات صناعة الرقائق في كوريا الجنوبية، مراهنة على موجة جديدة من الطلب على رقائق الذاكرة عالية الجودة والإنفاق الحكومي مما يجعلها أكثر قيمة.

ومن بين صناديق التحوط التي تسعى إلى التعرض للذكاء الاصطناعي في آسيا، والتي تتطلع إلى شركات كورية جنوبية عملاقة مثل «إس كيه هاينكس» و«سامسونغ إلكترونيكس»، والتي تأخرت حتى الآن عن مسيرة صعود القطاع، صندوق «مان غروب» البريطاني و«فينغ هي» لإدارة الصناديق في سنغافورة و«كلاود ألفا كابيتال مانجمنت» و«إيست إيغل لإدارة الأصول» في هونغ كونغ.

وقال مات هو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «فينغ هي» التي تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار والتي اشترت حصصاً في «هاينكس» و«سامسونغ» هذا العام: «إذا اعتبرنا أن (إنفيديا) بمثابة الملك في عالم الذكاء الاصطناعي، فإن (هاينكس) هي الملكة».

ويعتقد صندوق الاستثمار ومستثمرو صناديق التحوط الآخرون أن جنون الذكاء الاصطناعي على مدار العام الماضي الذي ضاعف قيمة أسهم «إنفيديا» المدرجة في الولايات المتحدة إلى أكثر من 3 تريليونات دولار، قد ترك وراءه أسهماً هامة مثل «هاينكس» منفتحة أكثر للاعبين الآسيويين الأكثر شعبية في مجال الذكاء الاصطناعي مثل «تي إس إم سي» التايوانية.

لكن الأضواء تتجه إلى شركات تصنيع الرقائق الكورية الجنوبية، حيث تسارع شركات التكنولوجيا في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي لتأمين رقائق الذاكرة عالية النطاق الترددي (HBM) المصنعة بشكل أساسي من قبل «هاينكس» و«سامسونغ» و«مايكرون تكنولوجي» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

وتعد «هاينكس» المورد الرئيسي لرقائق الذاكرة عالية النطاق الترددي المتقدمة لشركة «إنفيديا». ويقدر مات هو أن «هاينكس» تتلقى نسبة أكبر من إيراداتها من «إنفيديا» مقارنة بـ«تي إس إم سي»، لكن «هاينكس» تتداول عند 9 أضعاف أرباحها المستقبلية لمدة 12 شهراً مقابل 23 ضعفاً لشركة «تس إس إم سي».

وهناك رياح مواتية أخرى أوسع لهذه الأسهم، مثل حزمة الدعم التي تبلغ 26 تريليون وون (19 مليار دولار) التي قدمتها الحكومة الكورية الجنوبية لصناعة الرقائق وبرنامجها الجديد «لزيادة قيمة الشركات»، على غرار الجهود المماثلة في اليابان والصين لتحسين عوائد المساهمين.

وساعد تدفق أموال صناديق التحوط إلى قطاع الذكاء الاصطناعي في كوريا الجنوبية مؤشر كوسبي القياسي على تسجيل أفضل شهر له في سبعة أشهر في يونيو (حزيران). واجتذبت الأسهم الكورية الجنوبية أقوى التدفقات بين الأسواق الناشئة في آسيا حتى الآن هذا العام، وأكبر تدفقاتها منذ عام 2008، وفقاً لبيانات مجموعة بورصة لندن.

وتقول صناديق التحوط إن مكافآت الاستثمار في كوريا الجنوبية تفوق المخاطر الكبيرة، وهي الضغوط الناجمة عن انخفاض قيمة الوون الكوري والقيود المفروضة على البيع على المكشوف للأسهم في السوق المحلية.

وتمثل «سامسونغ» و«هاينكس» نحو 30 في المائة من مؤشر كوسبي من حيث القيمة السوقية. وفي حين ارتفعت أسهم «هاينكس» بأكثر من 70 في المائة هذا العام، ارتفعت «سامسونغ» بنسبة 12 في المائة فقط، وزاد مؤشر كوسبي الإجمالي بنحو 9 في المائة.


مقالات ذات صلة

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

تكنولوجيا باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

يقول خبراء إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم حلولاً مبتكرة لتعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الهدر وتعزيز النمو المستدام.

نسيم رمضان (دبي)
يوميات الشرق آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)

أول عمل فنّي أنجزه روبوت «بشريّ» يُباع بمليون دولار

بيعت لوحة فنّية أنجزها روبوت الذكاء الاصطناعي لشخصية عالم الرياضيات الشهير، آلان تورينغ، الذي كان رمزاً لفكّ الشيفرات خلال الحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من حضور ملتقى «بيبان 24» في العاصمة السعودية الرياض (واس)

إطلاق مبادرة لتمكين الذكاء الاصطناعي في 100 شركة صغيرة ومتوسطة بالسعودية

أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية و«غوغل» مبادرة «SMB Lab»، بهدف تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في الشركات الصغيرة والمتوسطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالرياض (ساما)

المجموعة التشاورية الإقليمية التابعة لمجلس الاستقرار المالي تجتمع في الرياض

انعقد اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابعة لمجلس الاستقرار المالي، في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بعام 2023 (أدوبي)

65 % من العملاء يشعرون بأن الشركات تتعامل مع بياناتهم باستهتار وتهوّر

تظهر دراسة جديدة لشركة «سايلزفورس» تراجع الثقة بالشركات لدى 72 في المائة من العملاء حول العالم.

نسيم رمضان (لندن)

النفط ينخفض أكثر من 1% مع انحسار «تأثير رافائيل»

منشآت نفطية خارج مدينة ساو باولو البرازيلية (رويترز)
منشآت نفطية خارج مدينة ساو باولو البرازيلية (رويترز)
TT

النفط ينخفض أكثر من 1% مع انحسار «تأثير رافائيل»

منشآت نفطية خارج مدينة ساو باولو البرازيلية (رويترز)
منشآت نفطية خارج مدينة ساو باولو البرازيلية (رويترز)

تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة مع انحسار المخاوف من تأثير الإعصار رافائيل في خليج المكسيك على البنية التحتية لإنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، بينما يقيم المستثمرون إجراءات صينية جديدة للتحفيز الاقتصادي.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار أو 1.55 في المائة إلى 74.46 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.31 دولار أو 1.81 في المائة إلى 71.05 دولار.

ويأتي التراجع بعد أن ارتفع الخامان القياسيان بنحو واحد في المائة يوم الخميس، لكنهما ما زالا متجهين إلى تسجيل زيادة أسبوعية اثنين في المائة تقريبا، وسط تقييم المستثمرين لمدى تأثير سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب على الإمدادات والطلب.

وقال المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة إن الإعصار رافائيل من المتوقع أن يتحرك ببطء بعيدا عن الحقول الأميركية على ساحل خليج المكسيك خلال الأيام المقبلة. وكان الإعصار قد تسبب في توقف إنتاج 391214 برميلا يوميا من النفط الخام في الولايات المتحدة.

وتعرضت الأسعار لضغوط هبوطية أيضا من البيانات التي أظهرت أن واردات الخام إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، هوت تسعة في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو الشهر السادس على التوالي الذي تسجل فيه انخفاضا على أساس سنوي.

وحصلت أسعار النفط على دعم يوم الخميس على خلفية توقعات بأن إدارة ترمب المقبلة قد تشدد العقوبات على إيران وفنزويلا، وهو ما قد يحد من إمداداتهما للسوق العالمية.

وقال جون إيفانز، المحلل في «بي في إم»: «في الأمد القريب، قد ترتفع أسعار النفط إذا كان الرئيس الجديد ترمب سريعا في فرض عقوبات النفط».

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول يوم الخميس إن سياسات ترمب المقترحة للتعريفات الجمركية واسعة النطاق وترحيل المهاجرين وخفض الضرائب لن يكون لها تأثير في الأمد القريب على الاقتصاد الأميركي، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في تقدير تأثير مثل هذه السياسات على أهدافه المتمثلة في استقرار التضخم والحد الأقصى للعمالة. وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس.

وأطلقت الصين جولة جديدة من تدابير الدعم المالي يوم الجمعة، إذ أعلنت عن حزمة من شأنها تخفيف ضغوط سداد الديون على السلطات المحلية.

وأقرّت الصين الجمعة قانونا جديدا للطاقة «لتعزيز الحياد الكربوني»، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، فيما تمضي بكين قدما في تعهدها إزالة الكربون من اقتصادها بحلول عام 2060.

وأقر هذا القانون خلال اجتماع لأعلى هيئة تشريعية في البلاد في بكين هذا الأسبوع لإقرار تشريعات جديدة وإجراءات دعما للاقتصاد. وأوردت «شينخوا» أن المسؤولين «صوتوا لتمرير» هذا القانون الجمعة، مشيرة إلى أنه «سيعزز بشكل نشط ومطرد تحديد ذروة الكربون وتحييد الكربون».

ويهدف هذا القانون إلى «تعزيز تطوير طاقة عالية الجودة وضمان أمن الطاقة الوطني وتعزيز التحول الأخضر والتنمية المستدامة للاقتصاد والمجتمع» وفق «شينخوا». وأضافت أن القانون الذي يتضمن أقساما بشأن التخطيط الطاقي سوف «يتكيف أيضا مع حاجات بناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة»، وتابعت بأن «قانون الطاقة يستند إلى الموارد الفعلية لموارد الطاقة في بلادنا ويتكيف مع الوضع الجديد لتطوير الطاقة».

وتُعد الصين مع عدد سكانها الهائل (1.4 مليار نسمة) ومصانعها التي تصدر إلى كل العالم، أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة. وتعهّدت الصين الحفاظ على كمية انبعاثاتها أو خفضها بحلول عام 2030، ثم تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. وبالتالي، فهي تسعى إلى تطوير قدراتها في مجال مصادر الطاقة المتجددة.