العلاقات الاستثمارية السعودية الأوروبية تعزز استقرار الاقتصاد العالمي

بالتزامن مع نفي وزارة المالية تهديدات دول مجموعة السبع

برج إيفل والمنطقة المالية والتجارية في لا ديفونس غرب باريس (رويترز)
برج إيفل والمنطقة المالية والتجارية في لا ديفونس غرب باريس (رويترز)
TT

العلاقات الاستثمارية السعودية الأوروبية تعزز استقرار الاقتصاد العالمي

برج إيفل والمنطقة المالية والتجارية في لا ديفونس غرب باريس (رويترز)
برج إيفل والمنطقة المالية والتجارية في لا ديفونس غرب باريس (رويترز)

أكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن السندات المالية الخارجية بما فيها الأوروبية، تشكل جانباً مهماً للاستثمارات السعودية، والتخارج من جزء منها أو تعزيزها يخضع دائماً للحاجة والمتغيرات المالية والاقتصادية والنقدية، مبيّنين في الوقت ذاته أن العلاقات الاستثمارية والتجارية بين المملكة وأوروبا من شأنها تعزيز استقرار الاقتصاد العالمي.

جاء ذلك بعد أن نفت وزارة المالية، الثلاثاء، أن تكون المملكة هددت ببيع السندات الأوروبية، وفق بيان منسوب للوزارة نقلته وكالة «بلومبرغ»، مؤكدةً أن العلاقات السعودية بمجموعة السبع وغيرها تحظى بالاحترام المتبادل، وأن المناقشات متواصلة حول جميع القضايا التي تعزز النمو العالمي، ومرونة النظام المالي الدولي.

وقال عضو مجلس الشورى فضل البوعينين لـ«الشرق الأوسط» إن المملكة ترتبط بعلاقات وثيقة ومتوازنة مع شركائها من الدول الأوروبية وبلدان العالم، وتعتمد سياسة الحياد التام في القضايا التي لا تكون طرفاً فيها، وتلتزم بعدم التدخل في شؤون الدول عموماً.

ووفق البوعينين «القارئ الحصيف لسياسات المملكة الخارجية قادر على تفنيد الأخبار المزعومة دون الحاجة لسماع النفي من الجهات المسؤولة في السعودية. لذا جاء نفي وزارة المالية خبر تهديد السعودية ببيع السندات الأوروبية، والتأكيد على العلاقات المتميزة مع دول السبع وغيرها من الدول».

المتغيرات المالية

وبيّن عضو مجلس الشورى أن المملكة حريصة على استقرار الاقتصاد العالمي، من خلال شراكاتها العالمية، وعضويتها في مجموعة العشرين وعلاقاتها القوية أيضاً مع الدول السبع، والتي تحظى بالاحترام المتبادل.

وواصل أن المملكة من خلال إدارتها الموثوقة لاستثماراتها الخارجية، وسياستها النفطية المعززة لاستقرار الاقتصاد العالمي وتحفيزه على النمو، لا يمكن أن تتخذ أي قرار من شأنه التأثير السلبي على علاقاتها الدولية، أو الاقتصاد العالمي.

وأوضح فضل البوعينين أن الاستثمارات المالية في السندات عموماً تشكل جانباً مهماً من الاستثمارات السعودية في الخارج، والتخارج من جزء منها أو تعزيزها، يخضع دائماً للحاجة والمتغيرات المالية والاقتصادية والنقدية، «لذا يفترض أن يكون تفسير أي تغير للمراكز المالية في السندات ضمن القرارات المالية والنقدية التي تفرضها الحاجة، بعيداً عن محاولة تسييس هذا الملف، في أي من الدول الحاضنة للاستثمارات السعودية».

من ناحيته، أفاد عضو مجلس الشورى السابق المختص في الاقتصاد الدكتور فهد بن جمعة لـ«الشرق الأوسط»، بأن المملكة تسعى دائماً إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية، وذلك بتنويع محفظتها الاستثمارية محلياً ودولياً، ومعظم استثماراتها في السندات الأميركية على المدى الطويل تتميز بالعائدات الجيدة والأكثر أماناً.

العلاقات التجارية

وأكمل بن جمعة أن السعودية تستثمر أيضاً في الدول الأوروبية وعلاقاتها جيدة مع مجموعة السبع، ولا يوجد أي مخاطر أو مؤشرات تدل على وجود تغييرات في هذه العلاقات المتينة، و«هي تزداد يوماً بعد» آخر.

وبحسب عضو مجلس الشورى السابق، المملكة تستثمر خارجياً وداخلياً والعلاقات التجارية المتبادلة مستمرة وفي تقدم، كما أن السعودية حريصة على علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع جميع دول العالم الصديقة، وتسعى إلى تحسين وتعزيز تلك العلاقات، ولا تتدخل في شؤون البلدان الأخرى.

وطبقاً لفهد بن جمعة، «جاء نفي وزارة المالية واضحاً ومؤكِّداً حسن العلاقات المتبادلة بين المملكة والدول الأوروبية، ورداً على المغرضين الذين يحاولون بأي طريقة تشويه تلك العلاقات التي تخدم مصالح المملكة وكذلك الدول الأوروبية».

وكانت «بلومبرغ» قد ذكرت أن وزارة المالية السعودية أعربت لبعض الدول الأعضاء في مجموعة السبع عن معارضتها لمصادرة الأصول الروسية المجمدة.

وأبانت حينها أن السعودية ألمحت إلى إمكانية بيع سندات دين أوروبية، وخصوصاً الفرنسية، في حال مصادرة الدول السبع للأصول الروسية، إلا أن البيان السعودي الأخير أظهر للعلن موقف البلاد ونفيها مثل هذه الأخبار.


مقالات ذات صلة

إلزام الجهات السعودية بتطبيق قواعد حوكمة إقامة الفعاليات

الاقتصاد جانب من فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)

إلزام الجهات السعودية بتطبيق قواعد حوكمة إقامة الفعاليات

علمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة السعودية ألزمت الجهات المالكة للفعاليات بتطبيق قواعد حوكمة إقامتها.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد مهندسون أثناء أعمال صيانة بشركة «بترورابغ» (إكس)

«بترورابغ» السعودية تقلص خسائرها 3.2 % إلى 1.2 مليار دولار في 2024

قلَّصت شركة «رابغ للتكرير والبتروكيميائيات» (بترورابغ) السعودية، خسائرها بنسبة 3.2 في المائة، إلى نحو 4.6 مليار ريال (1.2 مليار دولار) في 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال جولة نظمتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية في موقعي جبل صائد والحجار للشركات المؤهلة للمنافسة (منصة إكس)

السعودية تمنح تراخيص التنقيب عن المعادن لعدد من الشركات المحلية والدولية

منحت السعودية تراخيص استكشاف تعدين لعدد من الشركات المحلية والعالمية التي سيصل إنفاقها على الاستكشاف إلى 97.5 مليون دولار خلال 3 سنوات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز»: السعودية تحافظ على متانة أصولها وسط التحديات المالية

في ظل استمرار النمو غير النفطي في السعودية بفضل مشاريع «رؤية 2030»، تتمتع السعودية بأصول مالية قوية، توازياً مع تحديات العجز المالي واحتياجات التمويل الخارجي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص أبراج اتصالات (أ.ف.ب)

خاص «ارتفاع الإيرادات» و«كفاءة العمليات» يعززان أرباح شركات الاتصالات السعودية

حققت شركات الاتصالات المدرجة في «السوق المالية السعودية (تداول)» نمواً في صافي أرباحها مع نهاية 2024، بنسبة 69 في المائة، لتصل أرباحها إلى 7.5 مليار دولار.

محمد المطيري (الرياض)

نمو قوي للصادرات اليابانية قبل «جمارك ترمب»

سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء كاوازاكي بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء كاوازاكي بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

نمو قوي للصادرات اليابانية قبل «جمارك ترمب»

سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء كاوازاكي بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
سفينة شحن محملة بالحاويات في ميناء كاوازاكي بالقرب من العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

أعلنت اليابان، يوم الأربعاء، نمو صادراتها الشهر الماضي بنسبة 11.4 في المائة في حين تراجعت الواردات بنسبة بسيطة، لتحقق اليابان فائضاً تجارياً بعد شهرين متتاليين من العجز، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من تداعيات الرسوم التي يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها على واردات بلاده.

وقالت وزارة المالية اليابانية إن النمو القوي للصادرات أسهم في تحقيق فائض تجاري خلال الشهر الماضي بعد شهرين من العجز. وسجلت اليابان في شهر فبراير (شباط) فائضاً بقيمة 584 مليار ين (3.9 مليار دولار)، مقابل عجز بقيمة 415 مليار ين في الشهر نفسه من العام الماضي.

كما زاد معدل نمو الصادرات في فبراير عن المعدل المسجل في يناير (كانون الثاني) وكان 7 في المائة سنوياً. ووصل إجمالي قيمة الصادرات اليابانية في الشهر الماضي إلى 9.19 تريليون ين (61 مليار دولار) في حين تراجعت الواردات بنسبة 0.7 في المائة إلى 8.61 تريليون ين (57 مليار دولار). وكانت الواردات قد زادت في يناير بنسبة 17 في المائة سنويا تقريبا.

وشهدت صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة نمواً بنسبة 10.5 في المائة في فبراير، بينما انخفضت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 2.7 في المائة، مقارنة بالعام السابق، مسجلة فائضاً قدره 918.8 مليار ين (6.2 مليار دولار). كما زادت صادرات اليابان إلى دول آسيا الأخرى بنسبة 16 في المائة سنوياً، في حين تراجعت الصادرات إلى أوروبا بنسبة 4.5 في المائة. وشمل الجزء الأكبر من الزيادة في الصادرات منتجات الأغذية والآلات والسيارات. وتراجعت الواردات اليابانية من منطقة الشرق الأوسط نتيجة انخفاض أسعار النفط.

وشهدت صادرات اليابان ارتفاعاً حاداً خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث سارعت الشركات إلى إرسال شحناتها إلى الخارج قبل بدء تطبيق رسوم ترمب الجمركية. وبدأت بالفعل الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة على الصلب والألمنيوم، لكن التهديد الأكبر للاقتصاد الياباني سيتمثل في الرسوم على السيارات، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل. ويسعى المسؤولون اليابانيون إلى الحصول على إعفاء من إدارة ترمب لليابان، الشريك التجاري المهم والحليف للولايات المتحدة.

وحذّر رئيس رابطة يابانية في قطاع السيارات من أن بدء تطبيق الرسوم الجمركية على السيارات، التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الثاني من أبريل (نيسان) المقبل، قد يُجبر شركات صناعة السيارات والموردين على إجراء تعديلات كبيرة على جداول إنتاجهم.

وصرح ماسانوري كاتاياما، رئيس رابطة مصنعي السيارات اليابانية (JAMA) ورئيس شركة إيسوزو موتورز لتصنيع الشاحنات، للصحافيين خلال مؤتمر صحافي يوم الأربعاء: «بالنسبة لنا، محاولة تجنب الرسوم الجمركية أمرٌ بديهي... ولكن إذا كان ذلك صعباً بسبب التوقيت، فإننا نرغب في البدء بمناقشة ما يمكن للقطاعين العام والخاص فعله للتعامل مع الوضع كأفضل خيار تالٍ، ونحن نناقش ذلك».

ومارست رابطة السيارات اليابانية ضغوطاً على الحكومة اليابانية بشأن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية؛ حيث طلبت من وزير التجارة الياباني قبل زيارته للولايات المتحدة هذا الشهر الضغط من أجل إعفاء اليابان من الرسوم الجمركية الوشيكة... لكن وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة يوجي موتو فشل في الحصول على أي ضمانات من واشنطن بإعفاء اليابان من أي من الرسوم الجمركية.

ورفع ترمب بالفعل الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 25 في المائة، اعتباراً من الأسبوع الماضي، دون أي استثناءات أو إعفاءات. ويمكن أن تدخل رسوم المركبات وقطع غيار السيارات حيز التنفيذ في 2 أبريل.

وتُعد الولايات المتحدة السوق الكبرى من حيث مبيعات السيارات لشركات «تويوتا» و«هوندا» و«نيسان»، التي تُصنّع جميعها بعضاً من أشهر طرازاتها الأميركية إما في كندا أو المكسيك. كما أن الشركات الأصغر مثل «سوبارو» و«مازدا» معرضة للخطر أيضاً.

وقال كاتاياما إن أي تعديلات تُجريها الشركات المصنعة على جداول إنتاجها نتيجة للرسوم الجمركية الأميركية من المرجح أن تختلف بين الشركات والمنتجات، دون الخوض في التفاصيل. وتُعدّ تصريحات كاتاياما أحدث مؤشر على التحديات التي تواجه شركات صناعة السيارات والموردين اليابانيين في التكيف مع الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المحتملة.

واستجابة لذلك، قررت «هوندا» بالفعل إنتاج الجيل التالي من سيارتها سيفيك الهجينة في ولاية إنديانا الأميركية، بدلاً من المكسيك، لتجنب الرسوم الجمركية المحتملة على أحد أكثر طرازاتها مبيعاً، وفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون على خططها لـ«رويترز» في وقت سابق من هذا الشهر.

وفي سياق منفصل يعكس تطلعات القطاع الصناعي، أظهرت بيانات مكتب الحكومة اليابانية الصادرة يوم الأربعاء استمرار تراجع قيمة الطلبيات على الآلات الأساسية في اليابان خلال شهر يناير الماضي.

وتراجعت الطلبيات بنسبة 3.5 في المائة شهرياً إلى 858 مليار ين (5.72 مليار دولار)، في حين كان المحللون يتوقعون تراجعها بنسبة 0.1 في المائة، مقابل تراجعها بنسبة 0.8 في المائة خلال ديسمبر (كانون الأول).

وعلى أساس سنوي، ارتفع الطلب على الآلات بنسبة 4.4 في المائة خلال يناير، في حين كان المحللون يتوقعون نموه بنسبة 6.9 في المائة، بعد نموه بنسبة 4.3 في المائة خلال الشهر السابق عليه.

وتتوقع الحكومة تراجع الطلب خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 2.2 في المائة مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، ونموه بنسبة 0.5 في المائة سنوياً إلى 2.6 تريليون ين.

وزاد إجمالي قيمة الطلبيات التي أعلنتها أكبر 280 شركة تصنيع تعمل في اليابان بنسبة 9.8 في المائة شهرياً، وبنسبة 19.4 في المائة سنوياً خلال يناير إلى 3.27 تريليون ين.