الإعصار «بيريل» في طريقه إلى تكساس المنتجة للنفط الأميركي

من المتوقع أن يزداد قوة بعدما ضرب المكسيك

سيارة تحت المطر بجوار موقع منهار في المكسيك دمَّره إعصار «بيريل» وهو في طريقه إلى تكساس (رويترز)
سيارة تحت المطر بجوار موقع منهار في المكسيك دمَّره إعصار «بيريل» وهو في طريقه إلى تكساس (رويترز)
TT

الإعصار «بيريل» في طريقه إلى تكساس المنتجة للنفط الأميركي

سيارة تحت المطر بجوار موقع منهار في المكسيك دمَّره إعصار «بيريل» وهو في طريقه إلى تكساس (رويترز)
سيارة تحت المطر بجوار موقع منهار في المكسيك دمَّره إعصار «بيريل» وهو في طريقه إلى تكساس (رويترز)

رغم تراجع قوة الإعصار «بيريل» ليصبح عاصفة مدارية، بعد أن ضرب المكسيك وألحق أضراراً مادية وبشرية بها، من المتوقع أن تزداد قوة الإعصار من جديد مع اقترابه من ولاية تكساس الأميركية، المنتجة للنفط الأميركي، بنهاية عطلة الأسبوع (الأحد)، حسب المركز الوطني للأعاصير في ميامي.

وتقول شركات للطاقة إنه من المتوقع أن يكون تأثير الإعصار «بيريل» محدوداً على إنتاج النفط والغاز البحري في الولايات المتحدة، إلا أن الشركات أجْلت عاملين من بعض المنشآت كإجراء احترازي.

وبعدما اجتاح الإعصار منطقة الكاريبي وساحل فنزويلا مودياً بسبعة أشخاص، ضرب جنوب شرقي المكسيك في ساعة مبكرة الجمعة مصحوباً برياح وصلت سرعتها إلى 175 كلم بالساعة، واقتلع أشجاراً وأعمدة كهرباء، حسب سلطة الحماية المدنية المكسيكية.

وانقطعت الكهرباء عن ثلاث بلديات على الأقل في ولاية كينتانا رو بجنوب الشرق، فيما واصل طريقه في الداخل وتراجعت قوته ليصبح عاصفة مدارية.

ويمثل الإنتاج البحري الأميركي في خليج المكسيك الذي يبلغ نحو 1.8 مليون برميل يومياً 14 في المائة تقريباً من إجمالي إنتاج الخام الأميركي، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ومن شأن أي تأثير على الإمدادات، رفع أسعار النفط الخام الأميركي وغيره من النفوط التي تنتجها المنصات البحرية.

وقالت شركة النفط الأميركية «شيفرون»، وهي من بين أكبر المنتجين البحريين في الولايات المتحدة، إن الإنتاج من أصولها العاملة لا يزال عند مستوياته الطبيعية، مضيفةً أنها أجْلت العاملين غير الأساسيين من بعض منشآتها في خليج المكسيك.

كما قالت «مورفي أويل» إنها لا تتوقع أي تأثير في العمليات، ولم تقم بإجلاء أيٍّ من العاملين. فيما قالت شركة «هيس» أيضاً إنها لا تتوقع أي تأثير في منشآتها في الخليج.

وعادت الكهرباء بنسبة 70 في المائة، ويُتوقع أن تستعاد بالكامل الأحد، حسب مسؤولة الحماية المدنية في المكسيك.

ولجأ قرابة 2200 شخص إلى مراكز إيواء موقتة، فيما نُشر أكثر من 25600 من عناصر الأمن وموظفي وكالة الكهرباء لمساعدة الأهالي وإصلاح الأضرار. وكإجراء احترازي أُلغيت 348 رحلة من مطار كانكون ثاني أكبر مطارات المكسيك.

«بيريل» ظاهرة نادرة

قال المركز الوطني للأعاصير إن قوة «بيريل» تراجعت من إعصار من الفئة الثانية إلى الفئة الأولى مع وصوله إلى يوكاتان.

وأضاف المركز أن تحذيراً بشأن اشتداد قوته مجدداً من عاصفة استوائية صدر لمعظم أنحاء ساحل تكساس قبل وصوله المرتقب هناك في ساعة متأخرة الأحد.

بحلول ليل الجمعة رصد مركز مراقبة الأعاصير «بيريل» على بُعد 995 كلم جنوب شرقي كوربوس كريستي في تكساس، فيما تراجعت سرعة الرياح المرافقة له إلى 95 كلم بالساعة.

وفي المكسيك أُجلي المئات من السياح من فنادق على الساحل تحسباً لوصول العاصفة.

و«بيريل» هو الأول في موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، وظاهرة مناخية بهذا الحجم نادرة للغاية في وقت مبكر من الموسم الذي يمتد من بداية يونيو (حزيران) حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) في الولايات المتحدة.

ويقول العلماء إن الأعاصير أصبحت أكثر تواتراً وتزداد شدتها ومدتها بسبب تأثير تغير المناخ الذي يزيد حرارة مياه المحيطات.

ونبهت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية في نهاية مايو (أيار) إلى أن هذا الموسم سيكون استثنائياً مع احتمال تسجيل أربعة إلى سبعة أعاصير من الدرجة الثالثة وما فوق.

وأوضحت الإدارة أن هذه التوقعات على ارتباط خصوصاً بالتطور المتوقع لظاهرة «إل نينا» المناخية وكذلك بدرجات الحرارة المرتفعة للغاية في المحيط الأطلسي، حيث ترتفع درجات الحرارة في شماله باطّراد منذ أكثر من عام مسجلة مستويات قياسية.

تراجع أسعار النفط

مع إغلاق السوق الأميركية يوم الخميس، بمناسبة عطلة يوم الاستقلال، كانت التعاملات ضعيفة ولم تكن هناك تسوية لخام غرب تكساس الوسيط، لكن الأسعار ارتفعت خلال الأسبوع الماضي، بفضل توقعات الطلب القوي خلال الصيف في الولايات المتحدة.

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء انخفاضاً كبيراً بلغ 12.2 مليون برميل في المخزونات الأسبوع الماضي، مقارنةً بتوقعات المحللين بسحب 700 ألف برميل فقط.

وبالنسبة للإمدادات بعد أن اجتاح الإعصار «بيريل»، اليابسة في المكسيك، من غير المتوقع أن تتأثر منصات النفط الرئيسية في المكسيك بالعاصفة، ولكنَّ مشروعات النفط في المياه الأميركية إلى الشمال قد تتعطل إذا استمر الإعصار في مساره المتوقع.

وتراجعت أسعار النفط عند التسوية، يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، مع انحسار المخاوف من اضطراب الإمدادات وسط ازدياد احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 89 سنتاً أو 1.02 في المائة إلى 86.54 دولار للبرميل عند التسوية بعد أن سجلت أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) في وقت سابق من الجلسة. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 83 سنتاً أو 0.9 في المائة عند التسوية لتصل إلى 83.16 دولار. وسجل خام برنت زيادة أسبوعية 0.4 في المائة، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط هذا الأسبوع 2.1 في المائة.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.