تفاؤل الأسواق يدعم الجنيه الإسترليني في يوم الانتخابات

مكاسب مستمرة للعملة وسط توقعات بفوز حزب العمال

تظهر أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
تظهر أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
TT

تفاؤل الأسواق يدعم الجنيه الإسترليني في يوم الانتخابات

تظهر أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
تظهر أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

دخل الجنيه الإسترليني يوم انتخابات مجلس العموم البريطاني باعتباره العملة الأفضل أداءً في مجموعة العشرة منذ بداية العام حتى الآن بعد الدولار الأميركي بسبب تحسن الاقتصاد وضبط معدلات أسعار الفائدة المرتفعة في بنك إنجلترا.

وبخطى ثابتة واصلت العملة سلسلة مكاسبها التي بدأت في 27 يونيو (حزيران) حيث يبدو أن المملكة المتحدة تستعد لانتخاب زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيساً للوزراء المقبل، ما يطيح بـ«المحافظين» بزعامة ريشي سوناك بعد 14 عاماً مضطربة في كثير من الأحيان.

وارتفع الجنيه 0.1 في المائة مقابل الدولار إلى 1.2755 دولار يوم الخميس، وهو ما يمكن أن يعزى إلى تفاؤل السوق في يوم الانتخابات.

ويعود تعافي الجنيه الاسترليني في الآونة الأخيرة إلى الأداء الاقتصادي الأفضل من المتوقع في بريطانيا، والموقف الحذر لبنك إنجلترا بشأن خفض أسعار الفائدة مقارنة بنظرائه الأوروبيين، مع آمال بتحقيق فوز مريح لحزب العمال في الانتخابات سيسهم في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وبما أن العملات تفضل اليقين، فإن فوز حزب العمال بأغلبية كبيرة من المقاعد من الممكن أن يزيل أي علاوة مخاطر متبقية في أسعار صرف الجنيه، مهما كانت صغيرة.

وبحسب رئيس أبحاث العملات الأجنبية في بنك «إم يو في جي» المحدود، ديريك هالبيني، يمكن أن يكون فوز حزب العمال بأغلبية ساحقة مفيداً للجنيه الإسترليني. فإذا حصل حزب العمال على أغلبية كبيرة، فسيمنح ذلك الحزب تفويضاً قوياً للحكم، ما قد يعزز من الاستقرار السياسي بشكل كبير بعد فترة من التذبذب أحاطت بحكم ريشي سوناك، الأمر الذي يجعل البيئة الاقتصادية أكثر استقراراً ويعزز شهية المستثمرين لتحمل المخاطر مع الجنيه الإسترليني.

وتظهر السيناريوهات الرئيسية لشركة «سيرفايشن» أنه من المتوقع أن يفوز حزب العمال بقيادة كير ستارمر بـ 484 مقعداً من أصل 650 في البرلمان، وهو ما يتجاوز بشكل كبير الـ 418 مقعداً التي حصل عليها الزعيم السابق توني بلير في انتصاره الساحق عام 1997، وفقاً لـ «رويترز».

وتقول مذكرة من «باركليز»: «انتخابات الخميس العامة هي التركيز الرئيسي لهذا الأسبوع، وتشير أغلب السيناريوهات الممكنة - وفقاً لاستطلاعات الرأي المتاحة - إلى أنها ستدفع إلى تعزيز الجنيه أكثر من ذلك في وجهة نظرنا».

وقالت رئيسة استراتيجيات الصرف الأجنبي في «رابوبانك»، جين فولي: «إذا استمر المستثمرون في الاعتقاد بأن زيادات الضرائب الكبيرة غير محتملة، وأن حزب العمال يسعى لتحفيز النمو من خلال إقناع المستثمرين بالعودة إلى المملكة المتحدة، فقد نشهد ارتفاعاً معتدلاً في الجنيه».

لكن فولي أضافت أنه في حال فوز حزب العمال بأغلبية كبيرة جداً، «قد يكون هناك قلق طفيف يدخل الأسواق» بأن هذا قد يجلب «سياسات أكثر يسارية إلى الأمام من دون معارضة كبيرة».

وقال كبير استراتيجيي السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «إكسنس»، وائل مكارم: «تلوح في الأفق مخاطر طفيفة قد تتمثل في أداء المحافظين بشكل أفضل من التوقعات، ما قد ينجم عنه برلمان معلق. ومن المحتمل أن يؤدي هذا السيناريو إلى حالة من عدم اليقين وضغوط قصيرة الأجل على الإسترليني. كما أن نتائج الانتخابات قد تؤثر أيضاً على عوائد الخزانة، ما يزيد من إمكانية ارتفاع التقلبات في عوائد السندات والإسترليني بالتزامن مع إعلان نتائج الانتخابات».

من جانبه، يتوقع «دويتشه بنك» أن يظل الجنيه الإسترليني مستقراً بشكل عام، و«ما إذا كان زوج اليورو/الجنيه الاسترليني سيحافظ على علاوته النسبية (وإن كانت منخفضة) مقارنة بمعدلات التسعير سيعتمد بعد ذلك بشكل أكبر على نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية من الاقتراع في المملكة المتحدة».


مقالات ذات صلة

ماسك يصف المفوض الأوروبي السابق بروتون بأنه «طاغية أوروبا»

العالم الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)

ماسك يصف المفوض الأوروبي السابق بروتون بأنه «طاغية أوروبا»

وصف إيلون ماسك، السبت، المفوض الأوروبي السابق للشؤون الرقمية بأنه «طاغية أوروبا»، في رسائل متوترة جديدة بين الرجلين بشأن دعم ماسك لليمين المتطرف في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره لدى وصوله إلى الجمعية الوطنية لأداء اليمين الدستورية لولاية ثالثة في كاراكاس 10 يناير 2025 (رويترز)

أميركا تندد بتنصيب مادورو رئيساً... وتفرض عقوبات جديدة على فنزويلا

ندّدت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، بـ«مهزلة» تنصيب نيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا لولاية ثالثة، وفرضت عقوبات جديدة على كاراكاس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

فنزويلا تغلق حدودها مع كولومبيا قبل تنصيب مادورو

أغلقت فنزويلا حدودها مع كولومبيا متحدثة عن «مؤامرة دولية» قبل ساعات من تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو لولاية ثالثة من 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يصل إلى مقر الجمعية الوطنية لحضور حفل تنصيبه (أ.ف.ب)

تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة في فنزويلا

أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين لولاية ثالثة تستمر 6 أعوام، الجمعة، ليبقى في السلطة على الرغم من نزاع استمر 6 أشهر بشأن نتائج انتخابات الرئاسة.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (كاراكاس)
المشرق العربي الرئيس الجديد جوزيف عون جالساً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا لأول مرة بعد انتخابه الخميس (أ.ف.ب)

ماكرون قريباً في لبنان... وتأكيد فرنسي على دعم «غير مشروط» بعد انتخاب عون

بعد انتخاب العماد جوزيف عون، تؤكد باريس أن «دعمنا للبنان سيكون متواصلاً وتاماً وغير مشروط»، وتحث السياسيين اللبنانيين على تشكيل حكومة قوية تدعم الرئيس.

ميشال أبونجم (باريس)

ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

من المحتمل أن يكون التضخم في الولايات المتحدة قد تفاقم الشهر الماضي على خلفية ارتفاع أسعار الغاز والسيارات المستعملة، وهو اتجاه قد يُقلل من احتمالية قيام مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض سعر الفائدة الرئيسي كثيراً هذا العام.

ومن المتوقع أن تعلن وزارة العمل يوم الأربعاء عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 2.8 في المائة عن العام الماضي، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت آراؤهم شركة «فاكتسيت»، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وسيكون هذا هو الارتفاع الثالث على التوالي، بعد أن انخفض التضخم إلى أدنى مستوى له منذ 3 سنوات ونصف السنة إلى 2.4 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وقد يؤدي هذا الارتفاع إلى تأجيج المخاوف المستمرة بين عدد من الاقتصاديين، وفي الأسواق المالية من أن التضخم قد علق فوق هدف «الاحتياطي الفيدرالي»، البالغ 2 في المائة. وقد أدّت مثل هذه المخاوف إلى ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الخزانة، ما أدى أيضاً إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للرهون العقارية والسيارات وبطاقات الائتمان، حتى مع قيام «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض سعر الفائدة الرئيسي.

وقد تسبب تقرير الوظائف القوي غير المتوقع الصادر يوم الجمعة الماضي في انخفاض أسعار الأسهم والسندات، بسبب المخاوف من أن الاقتصاد السليم قد يُحافظ على ارتفاع التضخم، ما يمنع «الاحتياطي الفيدرالي» من خفض سعر الفائدة الرئيسي أكثر من ذلك.

وباستثناء فئتي الغذاء والطاقة المتقلبتين، توقع الاقتصاديون أن يظل ما يُسمى بالتضخم الأساسي عند 3.3 في المائة في ديسمبر للشهر الرابع على التوالي.

وعلى أساس شهري، من المرجح أن ترتفع الأسعار بنسبة 0.3 في المائة في ديسمبر للشهر الثاني على التوالي، ومن شأن ارتفاع الأسعار بهذه الوتيرة أن يتجاوز هدف «الاحتياطي الفيدرالي»، البالغ 2 في المائة. ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة.

ومن المحتمل أن يكون جزء من الارتفاع في الأسعار مدفوعاً بعوامل لمرة واحدة، مثل قفزة أخرى في تكلفة البيض، التي كانت واحدة من أكثر فئات الأغذية تقلباً في السنوات الأخيرة. وقد أدَّى تفشي إنفلونزا الطيور إلى هلاك عدد من قطعان الدجاج، ما قلّل من المعروض من البيض.

ويتوقع الاقتصاديون بشكل عام أن ينخفض التضخم قليلاً في الأشهر المقبلة؛ حيث تنمو أسعار إيجار الشقق والأجور وتكاليف التأمين على السيارات بشكل أبطأ، ولكن ما يُلقي بظلاله على التوقعات هو السياسات التضخمية المحتملة من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، فقد اقترح الأخير زيادة الرسوم الجمركية على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المصرح لهم.

يوم الثلاثاء، قال ترمب إنه سينشئ «دائرة الإيرادات الخارجية» لتحصيل الرسوم الجمركية، ما يُشير إلى أنه يتوقع فرض عدد من الرسوم في نهاية المطاف، حتى إن كان قد قال أيضاً إنه ينوي استخدامها ورقة مساومة. وخلال حملته الانتخابية، وعد بفرض رسوم تصل إلى 20 في المائة على جميع الواردات، ورسوم تصل إلى 60 في المائة على البضائع القادمة من الصين.

وفي الأسبوع الماضي، أظهر محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال ديسمبر أن الاقتصاديين في البنك المركزي يتوقعون أن يظل التضخم هذا العام كما هو تقريباً في عام 2024، مدفوعاً قليلاً بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية.

وقال رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، إن البنك المركزي سيُبقي على سعر الفائدة الرئيسي مرتفعاً، حتى يعود التضخم إلى 2 في المائة. ونتيجة ذلك، يتوقع المستثمرون في «وول ستريت» أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي مرة واحدة فقط هذا العام، من مستواه الحالي البالغ 4.3 في المائة، وفقاً لأسعار العقود الآجلة.

ولا تزال تكاليف الاقتراض الأخرى مرتفعة، ويرجع ذلك جزئياً إلى توقعات ارتفاع التضخم، وقلة تخفيضات أسعار الفائدة من جانب «الاحتياطي الفيدرالي». وارتفعت معدلات الرهن العقاري، التي تتأثر بشدة بالعائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، للمرة الرابعة على التوالي الأسبوع الماضي إلى 6.9 في المائة، وهو أعلى بكثير من أدنى مستوياتها في عهد الوباء، الذي بلغ أقل من 3 في المائة.

وفي ظل مرونة سوق العمل -حيث انخفض معدل البطالة إلى مستوى متدنٍّ بلغ 4.1 في المائة الشهر الماضي- فإن المستهلكين قادرون على مواصلة الإنفاق، ودفع عجلة النمو. ومع ذلك، إذا تجاوز الطلب ما يمكن أن تنتجه الشركات، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التضخم.

في وقت سابق من هذا الشهر، اتفق عدد من الاقتصاديين البارزين، بمن في ذلك رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» السابق، بن برنانكي، على أن التعريفات الجمركية التي سيفرضها ترمب في نهاية المطاف لن يكون لها على الأرجح سوى تأثيرات طفيفة على التضخم. وقد نوقشت هذه المسألة في الاجتماع السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرنسيسكو.

وقال جيسون فورمان، أحد كبار المستشارين الاقتصاديين خلال إدارة أوباما، في المؤتمر إن الرسوم قد ترفع معدل التضخم السنوي بعدة أعشار من النقطة المئوية فقط، لكنه أضاف أنه حتى زيادة بهذا الحجم قد تكون كافية للتأثير على قرارات «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن معدل الفائدة.

وقال في الرابع من يناير (كانون الثاني): «أنت في عالم تكون فيه سياسات ترمب أشبه بالأعشار، أكثر من كونها شيئاً كارثياً». وأضاف: «لكنني أعتقد أننا أيضاً في عالم يعتمد فيه اتجاه بقاء معدلات الفائدة على حالها أو انخفاضها أو ارتفاعها على تلك الأعشار».