مساع تركية للتعاون مع أميركا في مجال الطاقة النووية

بعد جولات من المباحثات على مدى الأعوام الماضية

«روسآتوم» الروسية تواصل إنشاء أول محطة للطاقة النووية في أككويو جنوب تركيا (الشرق الأوسط)
«روسآتوم» الروسية تواصل إنشاء أول محطة للطاقة النووية في أككويو جنوب تركيا (الشرق الأوسط)
TT

مساع تركية للتعاون مع أميركا في مجال الطاقة النووية

«روسآتوم» الروسية تواصل إنشاء أول محطة للطاقة النووية في أككويو جنوب تركيا (الشرق الأوسط)
«روسآتوم» الروسية تواصل إنشاء أول محطة للطاقة النووية في أككويو جنوب تركيا (الشرق الأوسط)

كشفت تركيا عن مساع للتعاون مع الولايات المتحدة في مجال الطاقة النووية، بعد سلسلة من المباحثات على مدى العامين الماضيين لتعزيز التعاون بينهما في مجال الطاقة.

وقال مدير عام الطاقة النووية والمشاريع الدولية في وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، يوسف جيلان، إن تركيا تجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن بناء محطات طاقة نووية كبيرة ومفاعلات نمطية صغيرة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن جيلان، في تصريح على هامش مؤتمر للمحطات النووية في إسطنبول، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تبدي اهتماماً جدياً بهدف تركيا المتمثل في زيادة قدرتها في مجال الطاقة النووية وبناء محطات طاقة جديدة.

وأضاف جيلان: «نتفاوض مع الولايات المتحدة على محطات طاقة كبيرة ومفاعلات نمطية صغيرة، وهذا إعلان نوايا».

وحول ما إذا كانت هناك مفاوضات رسمية بين البلدين، وما إذا كانت المشاريع التي تمت مناقشتها ستكون صغيرة أم كبيرة الحجم، قال جيلان: «يمكننا النظر في مناطق محطات الطاقة الحالية أو مناطق محطات الطاقة الجديدة، نحن نتفاوض مع الولايات المتحدة من أجل محطات توليد الطاقة واسعة النطاق أو المفاعلات النمطية الصغيرة».

والشهر الماضي، قال السفير الأميركي في أنقرة، جيف فليك، «إن تركيا تحدثت معنا ومع آخرين بشأن بناء مفاعلات نمطية صغيرة، نعمل معهم في محاولة لتقليل اعتمادهم على روسيا في هذا المجال بأي طريقة ممكنة».

وقال جيلان إن المفاوضات مستمرة مع كوريا الجنوبية وروسيا بشأن إنشاء محطة ثانية للطاقة النووية يجري التخطيط لإقامتها في منطقة سينوب على البحر الأسود، ومع شركة «سبيك» الصينية بشأن محطة ثالثة للطاقة النووية في منطقة تراقيا بشمال غربي تركيا.

وتواصل شركة «روسآتوم» الروسية بناء أول محطة طاقة نووية ذات 4 مفاعلات نمطية بقدرة 4800 ميغاواط في منطقة أككويو بولاية مرسين المطلة على البحر المتوسط جنوب تركيا، وهي أولى 3 محطات نووية، ذات 4 مفاعلات نمطية، لإنتاج الكهرباء تعتزم تركيا إنشاءها.

وأجرت الولايات المتحدة محادثات مع تركيا، في السابق، بشأن محطات طاقة صغيرة الحجم تسمى المفاعلات النمطية الصغيرة، والتي لا تزال في مرحلة التطوير، ولكن لم يكن معروفاً أنها كانت تتفاوض بشأن محطات طاقة واسعة النطاق التي تتطلب مليارات الدولارات من الاستثمارات.

وفي مايو (أيار) الماضي، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده والولايات المتحدة مستعدتان للتعاون في مجالي الطاقة والتعدين.

وأضاف بيرقدار، خلال مشاركته في المؤتمر التركي - الأميركي الـ39 الذي نُظّم بالتعاون بين مجلس العلاقات التجارية الخارجية التركية وغرفة التجارة الأميركية في واشنطن، أن هناك إمكانية إقامة تعاون وثيق بين تركيا والولايات المتحدة في مجالات عديدة؛ أهمها الطاقات المتجددة والمعادن الحيوية (مثل الحديد والنحاس والزنك والمنغنيز...) والغاز المسال.

وتابع أن «التعاون في مجال الغاز المسال بين تركيا والولايات المتحدة يتمتع بإمكانات نمو كبيرة، وهذا التعاون سيساهم في أمن الإمدادات لتركيا والمنطقة».

وتابع أن «الطلب على الطاقة في تركيا آخذ في التزايد، ونحن نعتمد على الاستيراد في هذا المجال، لذا فإننا نحاول تطوير استراتيجية جديدة لتأمين احتياجاتنا من الطاقة».

وسبق أن أكد نائب مستشار مكتب موارد الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية، جيفري بيات، أهمية الحوار القائم بين أنقرة وواشنطن في مجال الطاقة، قائلاً إن البلدين يملكان فرصاً للتعاون في مجال تحول الطاقة، والغاز الطبيعي المسال، والطاقة النووية، في وقت تحولت فيه مسألة الطاقة إلى إحدى الأولويات العالمية متصاعدة الأهمية منذ الحرب الروسية -الأوكرانية.

وزار بيات تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، في إطار جولة شملت أيضاً رومانيا، وبلغاريا، وأجرى مباحثات مع نائب وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار ومسؤولين أتراك آخرين.

وأكد المسؤول الأميركي أن حكومة بلاده تولي أهمية كبيرة للحوار مع تركيا فيما يتعلق بالتحول بعيد المدى بمجال الطاقة، لا سيما مع ما أدت إليه الحرب الروسية في أوكرانيا، في هذا المجال.


مقالات ذات صلة

تراجع أسعار الفحم في آسيا إلى أقل مستوياتها منذ 4 سنوات

الاقتصاد منجم فحم في منطقة كيميروفو الروسية (رويترز)

تراجع أسعار الفحم في آسيا إلى أقل مستوياتها منذ 4 سنوات

تراجعت أسعار العقود الآجلة للفحم في التعاملات الآسيوية إلى أقل مستوياتها منذ نحو 4 سنوات مع تراجع الطلب في الصين أكبر مستهلك للفحم في العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية (رويترز)

«توتال إنرجيز» توقع اتفاقيتين مع «إير ليكيد» لإنتاج الهيدروجين الأخضر

أعلنت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أنها وقعت اتفاقيتين مع شركة «إير ليكيد» الفرنسية لتطوير مشروعين لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد غروب الشمس خلف محطة توليد الطاقة بالفحم «شولفن» في جيلسنكيرشن بألمانيا (أ.ب)

ألمانيا تبحث عن هويّة اقتصادية جديدة بعد خمس سنوات من الركود

تعاني ألمانيا من أزمة في نموذجها الاقتصادي الذي كان يعتمد على الغاز الطبيعي الرخيص من روسيا والصادرات المربحة إلى الصين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يُظهر أمراً تنفيدياً بعد توقيعه (البيت الأبيض)

ترمب يُنشئ مجلساً من أجل «الهيمنة في مجال الطاقة»... وترقب دولي لحالة الطوارئ

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً لإنشاء «المجلس الوطني للهيمنة في مجال الطاقة»، ووجّه بسرعة التحرك لرفع المستوى القياسي لإنتاج النفط والغاز.

الاقتصاد «مشروع بيشة» لتخزين الطاقة بالبطاريات (وزارة الطاقة السعودية)

السعودية تصبح من ضمن أكبر 10 أسواق عالمية في مجال تخزين الطاقة بالبطاريات

السعودية تصبح ضمن أكبر 10 أسواق عالمية في مجال تخزين الطاقة بالبطاريات بالتزامن مع انطلاق «مشروع بيشة» العملاق بسعة 2000 ميغاواط ساعة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بنك اليابان: البيانات الأميركية السبب في تقلبات الأسواق الصيف الماضي

مشاة يعبرون طريقاً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو ساعة الذروة (أ.ف.ب)
مشاة يعبرون طريقاً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو ساعة الذروة (أ.ف.ب)
TT

بنك اليابان: البيانات الأميركية السبب في تقلبات الأسواق الصيف الماضي

مشاة يعبرون طريقاً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو ساعة الذروة (أ.ف.ب)
مشاة يعبرون طريقاً في وسط العاصمة اليابانية طوكيو ساعة الذروة (أ.ف.ب)

قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا يوم الثلاثاء إن التقلبات الحادة التي شهدتها أسواق العملات والأسهم في الصيف الماضي كانت ناجمة في الأساس عن قلق المستثمرين إزاء بيانات الوظائف الأميركية الضعيفة وخطر تباطؤ الاقتصاد الأميركي.

وقال أويدا أمام البرلمان: «نحن على علم بالانتقادات التي تقول إن موقفنا من السياسة النقدية لم يكن واضحاً بما فيه الكفاية، وكان ذلك جزءاً من سبب تقلب السوق».

وفي غضون ذلك، قال هيروشي واتانابي، المسؤول الياباني السابق عن إدارة العملة، يوم الثلاثاء، إن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام إذا ظل التضخم حول المستويات الحالية، وهو ما سيساعد في منع الين من اختبار مستويات منخفضة جديدة.

وقال إن أي محاولة لدعم الين من خلال التدخل في العملة من غير المرجح أن تنجح، حيث إن مثل هذه العمليات فعالة فقط في ترويض التقلبات المفرطة في السوق. وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «من المستحيل توجيه الين إلى مستوى معين من خلال التدخل في العملة»، موضحاً: «فقط عندما تكون هناك تقلبات ضخمة يكون التدخل مفيداً».

وفي حين أن ضعف الين يعطي دفعة للصادرات، فإنه أصبح صداعاً لصناع السياسات اليابانيين لأنه يدفع تكاليف استيراد الوقود والأغذية إلى الارتفاع، مما يؤدي إلى تثبيط الاستهلاك.

وقال واتانابي، الذي يحتفظ باتصالات وثيقة مع صناع السياسات الحاليين، إنه إذا كان ضعف الين يدفع التضخم إلى الارتفاع، فإن هذا يبرر رفع سعر الفائدة لدى بنك اليابان من مستواه الحالي البالغ 0.5 في المائة، مشيراً إلى أن المزيد من رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان من شأنه أن يضيق إلى حد ما الفارق في أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة، ويحافظ على الين في نطاق يتراوح بين 140 و150 ين للدولار.

وتابع واتانابي: «إذا ظل التضخم عند مستوياته الحالية عند نحو 3 في المائة، فسوف تكون هناك تساؤلات حول ما إذا كان الإبقاء على سعر الفائدة لدى بنك اليابان عند 0.5 في المائة أمراً مرغوباً فيه». وأضاف أن «هناك احتمالاً أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام، بما يصل إلى 1 في المائة».

وقال واتانابي أيضاً إن الدولار، الذي كان يحوم حول نطاق ما بين 150 و160 يناً، «من المرجح أن يتحرك في نطاق ما بين 140 و150 يناً»، مع ميل المخاطر على آفاق الين إلى الارتفاع. واستقر الدولار عند 151.850 ين يوم الثلاثاء.

وفي العام الماضي، خرج بنك اليابان من برنامج تحفيز ضخم استمر لعقد من الزمان في مارس (آذار)، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، ثم رفع أسعار الفائدة مرة أخرى إلى 0.5 في المائة في يناير (كانون الثاني) من هذا العام.

ومع تجاوز التضخم لهدفه لما يقرب من ثلاث سنوات، أشار بنك اليابان إلى استعداده لرفع أسعار الفائدة أكثر إذا استمر الاقتصاد في التعافي المعتدل.

وأظهر مسح خاص أن أغلب خبراء الاقتصاد يتوقعون أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة مرة أخرى إلى 0.75 في المائة في النصف الثاني من هذا العام، مع توقع البعض رفعها مرتين وصولاً إلى مستوى واحد في المائة بحلول نهاية هذا العام.

وبعد خفض سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس منذ سبتمبر (أيلول)، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) سعر الفائدة ثابتاً في يناير عند مستوى 4.25 - 4.50 في المائة. ومع ارتفاع التضخم، يراهن المتداولون على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سينتظر حتى سبتمبر المقبل قبل خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر.

وقال واتانابي إنه من غير المنطقي أن توجه البنوك المركزية السياسة مع وضع سعر فائدة نهائي محدد في الاعتبار، حيث تتقلب الظروف الاقتصادية والمستوى المرغوب فيه لأسعار الفائدة دائماً.

وواجهت حكومة اليابان والبنك المركزي ضغوطاً سياسية لمواجهة ضعف الين، وارتفاع تكلفة المعيشة لاحقاً، من خلال مزيج من التدخل بشراء الين ورفع أسعار الفائدة. وأنفقت طوكيو 5.53 تريليون ين (36 مليار دولار) للتدخل في سوق الصرف الأجنبي في يوليو الماضي لسحب الين من أدنى مستوياته في 38 عاماً قرب 162 مقابل الدولار. وفي ذلك الشهر، رفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة.