كيف سيكون أداء أسواق الأسهم الخليجية خلال موسم الصيف؟

4 قطاعات قد تشهد انتعاشاً... أبرزها السفر والسياحة

سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
TT

كيف سيكون أداء أسواق الأسهم الخليجية خلال موسم الصيف؟

سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)

توقَّع محللون ماليون وخبراء في أسواق المال، أن يتّصف أداء أسواق الأسهم الخليجية خلال موسم الصيف، بالتراجع وانخفاض قيم وأحجام التداول، والركود في بعض القطاعات، وتأجيل بعض المستثمرين القرارات الاستثمارية، والإبقاء على المراكز المالية القوية في الأسهم الكبرى المتميزة بالأداء التشغيلي الجيد؛ وذلك بسبب قضاء أغلب المتعاملين إجازاتهم السنوية خلال عطلة الصيف، لافتين إلى أن قطاعات السفر، والسياحة، والطيران، والضيافة، تشهد انتعاشاً بالعادة خلال موسم الصيف من كل عام.

وبحسب مؤشرات وتداولات الأسواق الخليجية، فقد شهدت منذ بداية 2024 وحتى نهاية النصف الأول من العام، تبايناً في الأداء، حيث ارتفع مؤشر سوق مسقط المالي بنحو 3.8 في المائة، كما ارتفع مؤشر البورصة البحرينية بنسبة وصلت إلى 3.5 في المائة، وزاد مؤشر البورصة الكويتية بنحو 1.33 في المائة.

وشهد مؤشر بورصة قطر هبوطاً وصل إلى نحو 8.02 في المائة. كما تراجع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 5.4 في المائة، في حين انخفض المؤشر العام للسوق السعودية بنسبة 1.99 في المائة، وتراجع مؤشر سوق دبي المالي بشكل طفيف بنحو 0.7 في المائة.

وقال محلل أسواق المال طارق العتيق، خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، إن سلوكيات المستثمرين متشابهة في غالبية أسواق الأسهم الخليجية مع كل موسم صيف؛ بسبب توجههم لقضاء الإجازة السنوية خلال هذه الفترة، وما تشهده المنطقة من ارتفاع في درجات الحرارة، مشيراً إلى أن الأسواق تتسم خلال هذه الفترة بتراجع وانخفاض السيولة وأحجام التداولات، وتتأرجح خلالها مؤشرات البورصات بمناطق فنية عرضية.

الأسهم الكبرى

وأضاف العتيق، أن غالبية المتداولين يتجهون لتأجيل بعض قراراتهم الاستثمارية إلى حين نهاية موسم الصيف، والإبقاء على المراكز المالية القوية في الأسهم الكبرى المتميزة بالأداء التشغيلي الجيد، وكذلك الأسهم الدفاعية ذات الأداء الثابت، مما يؤدي إلى انخفاض أحجام السيولة في الأسواق وميلها إلى الركود خلال شهرَي يوليو (تموز) وأغسطس (آب) 2024.

وتوقَّع أن تشهد بعض القطاعات نشاطاً وانتعاشاً في التداول خلال موسم الصيف، من أبرزها أسهم الشركات العاملة في قطاعات السفر والسياحة والطيران والضيافة؛ بسبب الإقبال الذي تشهده أنشطتها وانتعاشها موسمياً خلال فصل الصيف. كما يتجه بعض المستثمرين إلى استغلال فترات تراجع وركود الأسواق في زيادة أوزانهم النسبية في القطاعات المختلفة.

من جهته، وصف المحلل الاقتصادي الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد»، محمد حمدي عمر خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أداء أسواق الأسهم الخليجية بـ«المتباين» خلال موسم الصيف في السنوات الماضية، مشيراً إلى أن بعض الأسواق قد شهد نمواً إيجابياً، وفي سنوات أخرى تشهد انخفاضات خلال أشهر الصيف، إلا أنه وبشكل عام، يتصف أداء الأسواق خلال الفترة من شهر يونيو (حزيران) إلى أغسطس في العادة بتقلبات في نشاط السوق أو ما تُسمى «فترة ركود صيفية»؛ بسبب عوامل كثيرة منها موسم العطلات، الذي تنخفض فيه شهية المستثمرين الأفراد عن الدخول إلى السوق، وينخفض حجم التداول بشكل واضح، ويتم التركيز على المكاسب قصيرة الأجل.

ويميل بعض المستثمرين إلى استراتيجيات التداول قصيرة الأجل؛ سعياً للاستفادة من التقلبات السعرية خلال هذه الفترة، وتحقيق أرباح ومكاسب سريعة.

انتعاش المؤشرات

وأشار المحلل الاقتصادي إلى أن صيف العام الماضي (2023) شهدت فيه أسواق الأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي انتعاشاً إيجابياً بعد سلسلة الانخفاضات التي شهدتها حتى مايو (أيار).

واتسم يونيو 2023 بأداء جيد في أسواق مثل دبي، التي تعدّ الأفضل أداءً بزيادة شهرية وصلت لنسبة 6 في المائة، ثم مؤشر تداول السوق السعودية بنسبة ارتفاع بلغت 4 في المائة، وكذلك ارتفعت سوق الكويت بنسبة وصلت إلى 3.4 في المائة.

وأكمل حمدي، أن سوق عمان شهدت بدورها ارتفاعاً بنسبة 3.1 في المائة، في حين تراجعت سوقا قطر والبحرين بنسبة بلغت 0.8 و0.3 في المائة على التوالي، مضيفاً أن قطاعات السلع الاستهلاكية الأساسية، والمرافق، والسياحة، والضيافة، والطاقة، تشهد انتعاشاً وإقبالاً على التداول خلال موسم الصيف.


مقالات ذات صلة

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

الاقتصاد منتجات تابعة لـ«أسمنت الجوف» (حساب الشركة على «إكس»)

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

وقّعت شركتا «أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية اتفاقية بناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة طريف (شمال المملكة)، وتشغيلها لمدة 25 سنة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «الشركة السعودية للكهرباء» (موقع الشركة)

«السعودية للكهرباء» توقع اتفاقيات شراء طاقة بـ4 مليارات دولار

وقّعت «الشركة السعودية للكهرباء» اتفاقيات شراء طاقة مع «الشركة السعودية لشراء الطاقة» (المشتري الرئيس)، بإجمالي 15 مليار ريال (4 مليارات دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح شركة الاتصالات السعودية «إس تي سي» في مؤتمر «ليب 24» الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«السيادي» السعودي يجمع مليار دولار من بيع حصة 2 % في «إس تي سي»

جمع «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي 3.86 مليار ريال (1.03 مليار دولار) من بيع 2 في المائة من أسهم شركة الاتصالات السعودية «إس تي سي».

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد عقب تنفيذ الصفقة ستبلغ حصة «السيادي السعودي» في «إس تي سي» 62 % (موقع الشركة)

الصندوق السيادي السعودي يبيع 2 % من «إس تي سي» مقابل مليار دولار

جمع صندوق الاستثمارات العامة السعودي 3.86 مليار ريال (1.03 مليار دولار) من بيع 2 في المائة من أسهم شركة الاتصالات السعودية (إس تي سي).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة القطرية الدوحة (رويترز)

محمد السويدي رئيساً تنفيذياً لجهاز قطر للاستثمار

أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يوم الثلاثاء، قراراً بتعيين محمد السويدي رئيساً تنفيذياً جديداً لجهاز قطر للاستثمار.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.