انتكاسة لقطاع الصناعات التحويلية الأوروبية مع انخفاض المؤشرات في يونيو

أزمة البحر الأحمر عاقت انتعاشة في بريطانيا... وانكماش متجدد في ألمانيا

عمال يجمّعون العربات في مصنع «كناوس تابرت إيه جي» في غاندلسبرون بالقرب من باساو (رويترز)
عمال يجمّعون العربات في مصنع «كناوس تابرت إيه جي» في غاندلسبرون بالقرب من باساو (رويترز)
TT

انتكاسة لقطاع الصناعات التحويلية الأوروبية مع انخفاض المؤشرات في يونيو

عمال يجمّعون العربات في مصنع «كناوس تابرت إيه جي» في غاندلسبرون بالقرب من باساو (رويترز)
عمال يجمّعون العربات في مصنع «كناوس تابرت إيه جي» في غاندلسبرون بالقرب من باساو (رويترز)

تعرّض نشاط الصناعات التحويلية في أوروبا لانتكاسة، خلال الشهر الماضي، لكنّ المصانع الآسيوية تمتعت بزخم قوي، ما يمنح صُنّاع السياسات بعض الأمل في أن تتمكن المنطقة من التغلّب على ضربة الطلب الصيني الضعيف.

وكان الانكماش في أوروبا واسع النطاق، وكانت إيطاليا اللاعب الكبير الوحيد الذي لم يشهد انخفاضاً في مؤشر مديري المشتريات (بي إم آي)، على الرغم من تخفيض الشركات المصنّعة الأسعار إلى حد كبير، وفق «رويترز».

وانخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي النهائي لـ«إتش سي أو بي سي» في منطقة اليورو، الذي جمعته «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 45.8 في يونيو (حزيران) من 47.3 في مايو (أيار). وقد ظل أقل من علامة 50 الفاصلة بين النمو والانكماش لمدة عامين.

وقال جورج موران، من «نومورا»: «ما يبدو وكأنه براعم الانتعاش الخضراء يبدو أنه يتضاءل. لا يمكننا أن نعد التعافي أمراً مفروغاً منه».

وفي بريطانيا، التي تُجرى فيها انتخابات وطنية يوم الخميس، تراجع نمو قطاع التصنيع في يونيو من أعلى مستوى في 22 شهراً المسجل في مايو، إذ أدّى التعطيل المستمر للشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض الطلب من العملاء في الخارج.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي في المملكة المتحدة، الصادر عن «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 50.9 في يونيو من 51.2 في مايو. وكانت القراءة النهائية أقل من 51.4 في بيانات يونيو المؤقتة.

وقالت «ستاندرد آند بورز»، إن الصورة العامة كانت إيجابية مع ارتفاع الإنتاج والطلبيات الجديدة، لكنّ التوظيف انخفض، وامتدت أوقات التسليم وارتفعت تكاليف مدخلات المصنّعين بأسرع وتيرة منذ يناير (كانون الثاني) 2023.

وقالت الوكالة: «قضايا الشحن الناتجة عن أزمة البحر الأحمر، وانخفاض المخزونات لدى الموردين، وعدم كفاية قدرة البائعين، وقضايا الموانئ؛ كلها أدت إلى فترات زمنية أطول».

وبينما نما الإنتاج وإجمالي الطلبيات الجديدة بأسرع وتيرة في عامين، انخفضت طلبيات التصدير للشهر التاسع والعشرين على التوالي، بسبب تأخيرات الشحن وارتفاع تكاليف الشحن.

وأظهرت أرقام رسمية، الجمعة، أن قطاع الصناعات التحويلية في بريطانيا -الذي يشكّل 10 في المائة من الاقتصاد- نما بوتيرة ربع سنوية قدرها 1.1 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024. وهو ثاني أقوى توسع ربع سنوي منذ بداية عام 2021.

أما في ألمانيا فتراجع قطاع الصناعات التحويلية، الذي يمثّل نحو خمس أكبر اقتصاد في أوروبا، ليشهد بذلك انتكاسة جديدة في يونيو مع تراجع الإنتاج والطلبيات الجديدة بوتيرة أسرع.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات النهائي «إتش سي أو بي» للتصنيع الألماني إلى 43.5 في يونيو من 45.4 في مايو، ما يؤكّد التقدير الأولي ويظل أقل من مستوى 50، الذي يفصل بين النمو والانكماش.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك «هامبورغ» التجاري، سايروس دي لا روبيا: «الانخفاض المتسارع في الطلبيات الجديدة، خصوصاً طلبيات التصدير، يشير إلى أنه سيتعيّن علينا الانتظار بضعة أشهر أخرى حتى نتمكن من رؤية التعافي في قطاع التصنيع».

وأضاف أن أحد التفسيرات المحتملة لضعف طلبيات التصدير هو زيادة المنافسة من الصين، التي تكثّف صادراتها في جميع أنحاء العالم بسبب تباطؤ الطلب المحلي.

وقال دي لا روبيا: «هذا الوضع يخلق ضربة مزدوجة للمصدّرين الألمان»، مشيراً إلى أن الشركات تواجه صادرات أقل إلى الصين في الوقت نفسه، الذي تتزايد فيه المنافسة من المنتجات الصينية، خصوصاً في الأسواق الناشئة.

ولم تظهر دورة التخلص من المخزون أي علامات على التحول، فقد أبلغت الشركات عن انخفاضات عميقة في مخزونات ما قبل الإنتاج وما بعده.

ومع ذلك، كانت الشركات أكثر تفاؤلاً بشأن المستقبل مما كانت عليه في مايو، إذ وصلت المعنويات إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير (شباط) 2022.

وسلّطت الأدلة المتناقلة الضوء على الآمال في انتعاش الصادرات وزيادة الاستثمار وتحسّن عام في الظروف الاقتصادية على مدى الشهور الـ12 المقبلة.

وعلى صعيد الأسعار، استمر ضعف الطلب في فرض ضغوط هبوطية على كل من تكاليف المدخلات ورسوم بوابة المصنع. ومع ذلك، أظهر الاستطلاع أن معدلات الانخفاض تراجعت بصورة طفيفة.


مقالات ذات صلة

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع "إكس" يقول إنها لموقع إنتاج أسلحة بالضاحية الجنوبية لبيروت (الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير معظم منشآت إنتاج صواريخ «حزب الله»

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، إنه دمّر أغلب منشآت الأسلحة والصواريخ التابعة لجماعة "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الاقتصاد منظر لمطعم في ماربورغ (رويترز)

في ظل تراجع الصناعة... ألمانيا تغفل فرص النمو بقطاع الخدمات

ربما تكون السياسات الألمانية، التي ركزت بشكل أساسي على محاولة إنقاذ الشركات الصناعية الكبرى بالبلاد، قد تجاهلت إمكانات النمو غير المستغَلة في قطاع الخدمات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد منظر عام لمنجم «كوبري بنما» المملوك لشركة «فيرست كوانتوم مينيرالز» الكندية في دونوسو (رويترز)

تقرير: قطاع المعادن والتعدين يحافظ على مرونته في مواجهة التحديات الحالية

أكد التقرير الدولي الذي نشرته شركة «كي بي إم جي» حول المعادن والتعدين، التزام القطاع الراسخ بالاستدامة والتحول الرقمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.