انتخابات فرنسا تضع اليورو في أعلى مستوى خلال أسبوعين

الأسهم الأوروبية ترتفع بعد الجولة الأولى من التصويت

أوراق نقدية جديدة من فئتيْ 100 و200 يورو معروضة في فيينا (رويترز)
أوراق نقدية جديدة من فئتيْ 100 و200 يورو معروضة في فيينا (رويترز)
TT

انتخابات فرنسا تضع اليورو في أعلى مستوى خلال أسبوعين

أوراق نقدية جديدة من فئتيْ 100 و200 يورو معروضة في فيينا (رويترز)
أوراق نقدية جديدة من فئتيْ 100 و200 يورو معروضة في فيينا (رويترز)

وصل اليورو إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، خلال الساعات الآسيوية المبكرة يوم الاثنين، بعد الجولة الأولى من الانتخابات المفاجئة في فرنسا، التي وضعت اليمين المتطرف في الصدارة، لكنها لم تقدم وضوحاً بشأن النتيجة النهائية، مما ترك المستثمرين يتأهبون لمزيد من التقلبات.

وتقدم حزب «التجمع الوطني»، بزعامة مارين لوبان، في الجولة الأولى، مؤكداً التوقعات، على الرغم من أن المحللين أشاروا إلى أن حزبها فاز بحصة أقل من الأصوات، عما توقعته بعض استطلاعات الرأي في البداية، وفق «رويترز».

لكن حالة من عدم اليقين سادت، حيث ستعتمد النتيجة النهائية على كيفية تحالف الأحزاب في كل من الدوائر الانتخابية، البالغ عددها 577 في البلاد، للجولة الثانية، مع بدء الصفقات السياسية قبل جولة الإعادة، يوم الأحد المقبل.

وارتفع اليورو، الذي انخفض 0.8 في المائة، منذ دعا الرئيس إيمانويل ماكرون لإجراء انتخابات في التاسع من يونيو (حزيران) الماضي، إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين، عند 1.076 دولار، وفقاً لبيانات «إل سي إي جي»، وارتفع، في أحدث التعاملات، بنسبة 0.4 في المائة إلى 1.075425 دولار.

وقالت كبيرة محللي الأسواق في «سيتي إندكس»، فيونا سينكوتا: «أعتقد أنه أمر جيد، لم تكن هناك مفاجآت، لذلك كان هناك شعور بالارتياح».

وقال الاقتصاديون في «آي إن جي إيكونوميكس»، في تعليق، إن مكاسب اليورو كانت على الأرجح بسبب الارتياح من عدم حصول الأحزاب اليمينية المتطرفة على أصوات أكثر من المتوقع.

كما ارتفعت الأسهم الأوروبية، وتقدمت الأسهم الفرنسية بعد أن حقق حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف مكاسب تاريخية، في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، لكن بهامش أقل مما أشارت إليه بعض استطلاعات الرأي.

وقفز مؤشر «كاك 40» للأسهم الفرنسية الكبرى بنسبة 2.6 في المائة، ليقود المكاسب بين الأسواق الإقليمية، مع تقدم أسهم المصارف الرئيسية في البلاد، بما في ذلك «بي إن بي باريبا»، و«سوسيتيه جنرال»، و«كريدي أغريكول»، بما يتراوح بين 4.8 في المائة و7.9 في المائة.

وساعد ذلك مؤشر «ستوكس 600» على نطاق المنطقة على الصعود 1 في المائة، بحلول الساعة 07:09 (بتوقيت غرينتش)، بعد أربع جلسات متتالية من الخسائر.

وقال كبير المحللين في بنك «سويسكوت»، إيبيك أوزكاردسكايا، إن رد فعل السوق كان في الغالب عبارة عن حالة «شراء الشائعات وبيع الحقيقة» والأحاديث التي تقول إن حزب «التجمع الوطني» قد لا يحصل على الأغلبية المطلقة في الجولة الثانية.

وأغلق مؤشر «كاك 40» عند أضعف مستوى له منذ أكثر من خمسة أشهر، يوم الجمعة، وسط مخاوف بشأن الانضباط المالي في فرنسا، في ظل الحكومة الجديدة.

ومن بين الأسهم الفردية، ارتفع سهم «أتوس» 11.7 في المائة مع توصل شركة التكنولوجيا الفرنسية إلى اتفاق مع مجموعة من المصارف وحاملي السندات بشأن شروط إعادة هيكلة ديونها.

وهزَّ التصويت الصادم الأسواق، حيث تعهّد اليمين المتطرف، وكذلك التحالف اليساري الذي جاء في المركز الثاني، يوم الأحد، بزيادة كبيرة في الإنفاق. وقد شعر المستثمرون بالقلق؛ نظراً للعجز المرتفع بالفعل في موازنة فرنسا، والذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى التوصية باتخاذ خطوات تأديبية.

وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت العلاوة التي يطلبها حاملو السندات للإبقاء على ديون فرنسا، على ديون ألمانيا إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2012، خلال أزمة ديون منطقة اليورو.

وهدأت الأسواق بعد الاضطرابات الأولية التي أعقبت إعلان الانتخابات، حيث خفف حزب «التجمع الوطني» من بعض خططه الأكثر راديكالية، وقال إنه سيحترم القواعد المالية للاتحاد الأوروبي التي تتطلب من فرنسا خفض عجزها.

وقال المدير الإداري لاستراتيجية الاستثمار في «أو سي بي سي» في سنغافورة، فاسو مينون: «الأسواق قلقة بشكل خاص بشأن التداعيات المالية لانتصار اليمين المتطرف المحتمل على عجز الموازنة الفرنسية وديناميكيات الديون».

وقالت مديرة الأبحاث في منصة التداول «إكس تي بي»، كاثلين بروكس: «إن السندات الفرنسية يمكن أن تتعافى إذا بدأت التحالفات الرامية إلى منع حزب (التجمع الوطني) من الاستيلاء على السلطة، تبدو ذات مصداقية».

من جانبه، قال الرئيس العالمي للاقتصاد الكلي في «آي إن جي»، كارستن برزيسكي: «تتطلع الأسواق إلى أسبوع آخر من عدم اليقين الشديد حقاً. ربما الخوف، حيث لا يزال من الممكن أن يحصل حزب (التجمع الوطني) على الأغلبية المطلقة، الأسبوع المقبل».


مقالات ذات صلة

ارتفاع عائدات السندات الأوروبية من أدنى مستوياتها في عدة أشهر

الاقتصاد أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)

ارتفاع عائدات السندات الأوروبية من أدنى مستوياتها في عدة أشهر

ارتفعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو قليلاً عن أدنى مستوياتها في عدة أشهر يوم الخميس، مع تقييم الأسواق لتوقعات تخفيض أسعار الفائدة من المصرف المركزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق من الدولار الأميركي توضع في أشرطة التغليف أثناء الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)

الدولار يحافظ على مكاسبه ملاذاً آمناً مع اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط

احتفظ الدولار بأكبر مكاسبه في أسبوع يوم الأربعاء، بعد أن دفع هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل شراء أصول الملاذ الآمن.

«الشرق الأوسط» (سيدني - لندن)
الاقتصاد علم الاتحاد الأوروبي يظهر على أوراق اليورو النقدية (رويترز)

التضخم الأوروبي ينخفض إلى أقل من 2 % ويفتح الطريق لخفض أسرع في الفائدة

سجل التضخم في الدول العشرين التي تستخدم اليورو انخفاضاً ملحوظاً ليصل إلى 1.8 في المائة في سبتمبر (أيلول)، وهو ما يقل عن هدف المصرف المركزي الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد أشخاص يسيرون في أحد شوارع التسوق بمدينة كونستانس جنوب ألمانيا (رويترز)

النشاط التجاري في ألمانيا ينكمش بأسرع وتيرة منذ 7 أشهر

انكمش النشاط التجاري بألمانيا في سبتمبر بأشد وتيرة له منذ سبعة أشهر وفقاً لاستطلاع نُشر يوم الاثنين

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو والدولار الأميركي (رويترز)

«بي إن بي باريبا»: الركود العالمي قد يدفع اليورو إلى الصعود أمام الدولار

قال بنك «بي إن بي باريبا ماركتس 360» إن اليورو قد يرتفع مقابل الدولار إذا حدث ركود عالمي؛ وهو ما يشكّل انحرافاً عن ديناميكيات التداول السابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يضغط على أسواق المنطقة

مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
TT

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يضغط على أسواق المنطقة

مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

في أولى ساعات التداول يوم الأحد، استمرّت الأسواق العربية في الانخفاض، متأثرةً بتصاعد التوتر في المنطقة، وتكثيف إسرائيل حملتها ضد «حزب الله» المدعوم من إيران.

وكانت أسواق المنطقة بدأت بالتراجع منذ يوم الأربعاء، غداة إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل.

ويوم الأحد، ازدادت خسائر البورصة الكويتية بنسبة 1.13 في المائة، تلتها السوقان الماليتان السعودية والقطرية بانخفاضَين بنسبتَي 0.83 و0.87 في المائة على التوالي.

وكان مؤشر السوق السعودية سجل تراجعاً بنسبة 2.2 في المائة خلال الأيام الثلاثة الأولى من أكتوبر (تشرين الأول)، وخسر 5 في المائة من قمته خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى مستويات أغسطس (آب) 2023.

كذلك، انخفضت مؤشرات بورصتَي مسقط والبحرين بنسبة 0.14 في المائة لكل منهما، بينما تراجع مؤشر بورصة عمّان بنحو 0.17 في المائة.

في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر البورصة المصرية بنحو 1.24 في المائة، في حين سجل مؤشر الدار البيضاء ارتفاعاً طفيفاً بلغ نحو 0.09 في المائة.

وكان شهر أبريل (نيسان) الماضي قد شهد موجة بيع للأسهم والأصول عالية المخاطر الأخرى، لكنها انتعشت في غضون أيام، مع انحسار المخاوف من اتساع رقعة الصراع.