السعودية تطلق مشروع المسح الجغرافي لتحديد مواقع مصادر الطاقة المتجددة

عبد العزيز بن سلمان: الأول من نوعه عالمياً من حيث التغطية

خلال توقيع عقود المسح الجغرافي لمشاريع الطاقة المتجددة بحضور وزير الطاقة (موقع وزارة الطاقة)
خلال توقيع عقود المسح الجغرافي لمشاريع الطاقة المتجددة بحضور وزير الطاقة (موقع وزارة الطاقة)
TT

السعودية تطلق مشروع المسح الجغرافي لتحديد مواقع مصادر الطاقة المتجددة

خلال توقيع عقود المسح الجغرافي لمشاريع الطاقة المتجددة بحضور وزير الطاقة (موقع وزارة الطاقة)
خلال توقيع عقود المسح الجغرافي لمشاريع الطاقة المتجددة بحضور وزير الطاقة (موقع وزارة الطاقة)

أطلقت السعودية مشروع المسح الجغرافي لمشاريع الطاقة المتجددة في البلاد، وهو الأول من نوعه، عالمياً، من حيث التغطية الجغرافية، كونه سيشمل جميع مناطق المملكة من خلال مسح أكثر من 850 ألف كيلومتر مربع، وفق ما أعلن وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان.

وأُسندت عقود تنفيذ المشروع إلى شركات وطنية لتركيب 1200 محطة لرصد الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح في جميع مناطق المملكة.

وأوضح وزير الطاقة أن هذا المشروع، الذي يعد جزءاً من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، هو الأول من نوعه، عالمياً، من حيث التغطية الجغرافية، موضحاً أنه سيشمل جميع مناطق المملكة، وذلك «من خلال مسح أكثر من 850 ألف كيلومتر مربع، بعد استثناء المناطق المأهولة بالسكان ومناطق الكثبان الرملية وقيود المجال الجوي، وهي مساحة تعادل مساحات دول بأكملها، حيث إنها على سبيل المثال تعادل تقريباً مساحة بريطانيا وفرنسا معاً، أو ألمانيا وإسبانيا معاً»، مشيراً إلى أنه لم يسبق لأي دولة في العالم أن قامت بمسح جغرافي من هذا النوع على مثل هذه المساحة.

خلال الإعلان عن توقيع عقود المسح الجغرافي لمشاريع الطاقة المتجددة بحضور وزير الطاقة (موقع وزارة الطاقة)

وشرح الأمير عبد العزيز أن المشروع سيسهم في تحديد أفضل المواقع لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، في مناطق المملكة، من حيث حجم موارد الطاقة المتجددة، وأولوية تطوير مشاريعها.

وفيما يخص شمولية البيانات التي سيوفرها المشروع، أشار إلى أن المحطات ستعمل على مسح المساحة المحددة، في جميع مناطق المملكة، في المرحلة الأولى، لتحديد المواقع المناسبة لإقامة مشاريع الطاقة المتجددة. وبعد ذلك، سيتم نقل المحطات إلى هذه المواقع التي يتأكد جدوى استخدامها، وتثبيتها فيها، لتواصل توفير جميع البيانات المطلوبة لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بشكل مستمر، وبدقة عالية.

جهاز قياس متطور مثبت على سطح الأرض (موقع وزارة الطاقة)

وأوضح وزير الطاقة أن محطات رصد الطاقة الشمسية، التي تعمل من خلال أجهزة قياس متطورة مثبتة على سطح الأرض، ستقوم بتحديد وتسجيل الإشعاع الطبيعي المباشر، والإشعاع الأفقي الأرضي، والإشعاع الأفقي المنتشر، ونسبة ترسُّب الغبار والملوثات، وعامل الانعكاس الأرضي، ودرجة الحرارة المحيطة، ونسب هطول الأمطار، والرطوبة النسبية، والضغط الجوي، بينما تقوم محطات قياس طاقة الرياح، التي ستُركّب على ارتفاعات متعددة، تصل إلى 120 متراً، بتسجيل سرعة الرياح واتجاهها، ودرجة الحرارة المحيطة، والضغط الجوي، والرطوبة النسبية. لافتاً إلى أن جمع البيانات سيتم باستخدام أحدث التقنيات، وتطبيق أرفع معايير الجودة والممارسات العالمية.

وأضاف أن المشروع يتضمن إنشاء منصة، في وزارة الطاقة، لرصد وتسجيل ونقل بيانات القياس، على مدار الساعة، لتحليلها ومعالجتها رقمياً، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقييم المواقع وترتيبها من حيث مناسبتها لإقامة مشاريع الطاقة المتجددة.

أحد الأجهزة التي تستخدم في مشروع المسح الجغرافي (موقع وزارة الطاقة)

وفي هذا الإطار، بيّن وزير الطاقة أن دقة بيانات المشروع، وتحديثها بشكل دائم، يجعلها قابلة للتمويل، حسب متطلبات مؤسسات التمويل المحلية والدولية، الأمر الذي سيُسهم، بشكل كبير، في تخصيص أراضي مشاريع الطاقة المتجددة بشكل فوري، وتسريع عملية طرحها وتنفيذها، بعد التنسيق مع الجهات المعنية، دون الحاجة لانتظار يتراوح حالياً بين 18 و24 شهراً للحصول على البيانات. وأوضح أن توفُّر هذه البيانات يحدّ من مخاطر تنفيذ هذه المشاريع ويزيد جاذبيتها الاستثمارية، ويُسهم في تشجيع المستثمرين على المشاركة في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة والاستثمار فيها.

وأشار الوزير إلى أن هذا المشروع يؤكد التزام المملكة بتحقيق مستهدفاتها الطموحة في إنتاج الطاقة المتجددة وتصديرها، حيث سيعزز الاستفادة المثلى من موارد الطاقة المتجددة في جميع مناطق المملكة، ويدعم موقع المملكة الاستراتيجي لتصدير الطاقة الكهربائية المنتجة من الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى دعمه توجه المملكة إلى إنتاج الهيدروجين النظيف.

كما سيُسهم المشروع، بشكل رئيسي، وفق الأمير عبد العزيز، في تحقيق مستهدفات مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، بحيث تشكل مصادر الطاقة المتجددة نحو 50 في المائة من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، وتحقيق مستهدفات برنامج إزاحة الوقود السائل وتقليص الاعتماد عليه في قطاع إنتاج الكهرباء.

وأضاف أن المملكة ستطرح مشاريع لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، بطاقة تبلغ 20 غيغاواط سنوياً، ابتداءً من هذا العام، للوصول إلى ما بين 100 و130 غيغاواط بحلول عام 2030، حسب نمو الطلب على الكهرباء.

وأكد وزير الطاقة دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء وتمكين قطاع الطاقة المتجددة، وتقديم المساندة الدائمة لوزارة الطاقة ومنظومتها، لتعزيز قدرتها ودعم جهودها الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية «المملكة 2030».


مقالات ذات صلة

«أدنوك» و«بنك اليابان للتعاون الدولي» يوقعان اتفاقية تمويل أخضر

الاقتصاد سلطان الجابر وثاني الزيودي وسايتو كين وخالد الزعابي وكازوهيكو أماكاوا خلال توقيع الاتفاقية (وام)

«أدنوك» و«بنك اليابان للتعاون الدولي» يوقعان اتفاقية تمويل أخضر

وقعت شركة «بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) الإماراتية اتفاقية عامة مع «بنك اليابان للتعاون الدولي» للحصول على تسهيلات تمويل أخضر بقيمة 3 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد تسارع الاستثمارات الخضراء في السعودية عبر تكنولوجيات الاقتصاد الدائري والهيدروجين النظيف

تسارع الاستثمارات الخضراء في السعودية عبر تكنولوجيات الاقتصاد الدائري والهيدروجين النظيف

توقعت «سكاي تاورز» - وهي مبادرة سعودية أميركية صناعية عالمية - أن تشهد السعودية الفترة المقبلة زيادة جذب الاستثمار في المشاريع والفرص.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد مصفاة «بيرنيس» التابعة لشركة «شل» في روتردام (من الموقع الإلكتروني للشركة)

«شل» تعلق أعمال بناء مصنع وقود حيوي في روتردام

أعلنت شركة الطاقة الأنجلو هولندية العملاقة «شل»، الثلاثاء، تعليق أعمال البناء في مصنع لإنتاج الوقود الحيوي في مشروع «شل للطاقة والكيماويات» بميناء روتردام الهول

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ماركو آرتشيلي الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور» مع ممثلي الشركات التمويلية (الشرق الأوسط)

«أكوا باور» السعودية لتمويل مشروع للطاقة الشمسية في أوزبكستان

أعلنت شركة «أكوا باور» السعودية عن توقيعها اتفاقيات تمويل لمشروع محطة ريفرسايد للطاقة الشمسية الكهروضوئية بأوزبكستان بتكلفة استثمارية تخطّت 533 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد محطة سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية التابعة لـ«أكوا باور» (موقع الشركة الإلكتروني)

«أكوا باور» السعودية تستلم شهادة تشغيل محطة «كوم أمبو» بمصر

أعلنت شركة «أكوا باور» السعودية للطاقة، الاثنين، تلقيها إشعاراً باستلام شهادة التشغيل التجاري لمشروع محطة «كوم أمبو» للطاقة الشمسية الكهروضوئية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الإعادة السعودية» للتأمين توقع اتفاقية اكتتاب مع صندوق الاستثمارات العامة

سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
TT

«الإعادة السعودية» للتأمين توقع اتفاقية اكتتاب مع صندوق الاستثمارات العامة

سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)

أعلنت «الشركة السعودية لإعادة التأمين»، الأحد، توقيع اتفاقية اكتتاب ملزمة مع صندوق الاستثمارات العامة، وذلك عن طريق زيادة رأس مالها من 891 مليون ريال (237.5 مليون دولار) إلى 1.158 مليار ريال (308.7 مليون دولار)، مع وقف العمل بحق الأولوية، حيث سيتم الاكتتاب في الأسهم الجديدة بالكامل من قبل الصندوق، وتصبح ملكيته في رأس مال الشركة 23.08 في المائة بعد زيادة رأس المال.

وأوضحت الشركة في بيان على موقع سوق الأسهم الرئيسية السعودية «تداول»، أنها ستصدر 26.73 مليون سهم عادي جديد، وهو ما مثل 30 في المائة من رأس مالها الحالي. والتزم صندوق الاستثمارات العامة بموجب الاتفاقية بدفع مبلغ اكتتاب 16 ريالاً للسهم، وبإجمالي قدره 427.68 مليون ريال (114 مليون دولار).

وأبانت الشركة، أن الزيادة في رأس المال تخضع لعدد من الشروط المسبقة، التي تشمل بشكل رئيسي الحصول على عدم ممانعة هيئة التأمين، وموافقة كل من هيئة السوق المالية وشركة «تداول السعودية»، وموافقة الجمعية العامة غير العادية للشركة، والموافقات الداخلية اللازمة للصندوق.

كما نوّهت «الإعادة السعودية» أنه عند إتمام زيادة رأس المال، ستتخذ الشركة الإجراءات اللازمة لتعيين ثلاثة أعضاء في مجلس الإدارة يتم ترشيحهم من قبل الصندوق، وأشارت إلى أن المستشار المالي للشركة هو شركة «الراجحي المالية»، بينما للصندوق شركة «جي آي بي كابيتال».

وكانت الشركة أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة، التي بموجبها يعتزم الصندوق السيادي الاكتتاب في أسهم نقدية جديدة في «الإعادة السعودية» عن طريق زيادة رأس المال مع وقف العمل بحق الأولوية، وفي ديسمبر (كانون الأول)، تم تمديد المذكرة لمدة 6 أشهر إضافية.