«بيمكو» لإدارة الاستثمارات تحذر من المزيد من إخفاقات البنوك الإقليمية الأميركية

بسبب حجم محفظة القروض التجارية المتعثرة

مشاة يمرون بجوار فرع لـ«سيليكون فالي بنك» في كاليفورنيا وهو أحد البنوك التي انهارت العام الماضي (أ.ف.ب)
مشاة يمرون بجوار فرع لـ«سيليكون فالي بنك» في كاليفورنيا وهو أحد البنوك التي انهارت العام الماضي (أ.ف.ب)
TT

«بيمكو» لإدارة الاستثمارات تحذر من المزيد من إخفاقات البنوك الإقليمية الأميركية

مشاة يمرون بجوار فرع لـ«سيليكون فالي بنك» في كاليفورنيا وهو أحد البنوك التي انهارت العام الماضي (أ.ف.ب)
مشاة يمرون بجوار فرع لـ«سيليكون فالي بنك» في كاليفورنيا وهو أحد البنوك التي انهارت العام الماضي (أ.ف.ب)

تتوقع شركة «باسيفيك لإدارة الاستثمارات» (بيمكو) المزيد من حالات فشل البنوك الإقليمية في الولايات المتحدة بسبب التركيز «العالي للغاية» للقروض العقارية التجارية المتعثرة في دفاترها.

وقال جون موراي، رئيس فريق العقارات التجارية العالمية الخاصة في شركة «بيمكو»، في مقابلة مع «بلومبرغ»: «الموجة الحقيقية من الضائقة بدأت للتو» بالنسبة للمقرضين في كل شيء من مراكز التسوق إلى المكاتب. يقع قسمه ضمن أعمال البدائل لشركة «بيمكو» والتي تبلغ قيمتها 173 مليار دولار.

وأدى عدم اليقين بشأن الموعد الذي قد يخفض فيه «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة، إلى تفاقم التحديات التي يواجهها قطاع العقارات التجارية، حيث أدت تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى إضعاف التقييمات وإثارة حالات التخلف عن السداد، ما ترك المقرضين عالقين في أصول يصعب بيعها. وخلافا لبعض توقعات السوق، قامت البنوك الكبرى بالتخلص من بعض أصولها ذات الجودة العالية أولا لتجنب خسائر أكبر، وفقاً لموراي.

وقال: «مع نمو القروض المجهدة بسبب آجال الاستحقاق، نتوقع أن تبدأ البنوك في بيع هذه القروض الأكثر تحدياً لتقليل تعرضاتها للقروض المتعثرة».

كان الاضطراب محسوساً بشكل خاص بين البنوك الإقليمية، ما أدى إلى زيادة تعرضها للأصول العقارية التي لا تساوي الآن في كثير من الحالات سوى جزء صغير من قيمتها في ذروتها. واستمرت البنوك الصغيرة في إثارة قلق المستثمرين منذ انهيار عدد قليل منها في العام الماضي. وفي وقت سابق من هذا العام، قام بنك «يو إس بانكورب»، وهو أكبر بنك إقليمي من حيث الأصول، بزيادة مخصصاته لخسائر الائتمان في الربع الأول إلى 553 مليون دولار.

وكانت البنوك الإقليمية أيضاً هي المقرضة الوحيدة التي لم تطلب دفعات مقدمة إضافية من مقترضي العقارات التجارية في السنوات الأخيرة، ما يسلط الضوء على تعرضها لانخفاض القيمة، وفقاً لتقرير صادرة عن MSCI Real Assets في مارس (آذار). وتواجه المؤسسات التي تتلقى الودائع ما يقدر بنحو 441 مليار دولار من الديون العقارية المستحقة هذا العام.

وقال موراي إنه بالنسبة للبنوك الكبرى، من غير المتوقع أن تتسبب التعرضات العقارية في إخفاقات نظامية حيث تم كبح إقراضها من قبل لجنة العقارات العقارية بعد أزمة عام 2008. وأضاف أن فشل المقترضين في السداد يعني أن إقراضهم أقل مقارنة مع عامي 2021 و2022.

وفي الوقت نفسه، أصبحت كثير من صناديق الاستثمار العقاري العقارية أكثر تهميشاً لأنها تتعامل مع مشكلات خاصة بها. وهذا يحد من قدرتهم على ضمان استثمارات جديدة. قامت شركة «ستاروود ريل استايت إنكام تراست» بتشديد قدرة المساهمين على سحب الأموال الشهر الماضي في محاولة للحفاظ على السيولة وتجنب مبيعات الأصول، في حين شهد صندوق العقارات التابع لشركة «بلاك ستون» والذي تبلغ قيمته 59 مليار دولار زيادة طفيفة في طلبات السحب.

وانخفضت أحجام الإقراض لصناديق الاستثمار العقارية العامة الكبرى للرهن العقاري بنسبة 70 في المائة عن مستويات عام 2021، وفقاً لموراي.

وقال موراي إنه في حين تميل البنوك إلى احتلال معظم العناوين الرئيسية، فإن المجال الآخر الذي يحتاج إلى اهتمام وثيق هو القروض التي تزيد قيمتها على 200 مليار دولار والتي قدمتها صناديق الديون في الولايات المتحدة والتي من المقرر أن تستحق حتى عام 2025. وتم إنشاء كثير من هذه القروض خلال فترة ذروة التسعير لعام 2021، وغالباً ما تكون مدتها ثلاث سنوات وبحد أقصى لسعر الفائدة لمدة ثلاث سنوات.

وقال موراي: «إن المحفز الأول للضغط على مستوى الأصول يحدث الآن، حيث ستكافح الأصول للوفاء باختبارات التمديد في بيئة المعدلات المرتفعة هذه».

كما يراقب مدير الأصول الذي يقع مقره في نيوبورت بيتش بولاية كاليفورنيا كيفية تعامل البنوك الألمانية مع تعرضاتها العقارية التجارية.

وقال موراي: «إن الجمع بين ارتفاع أسعار الفائدة وضغوط الركود يخلق تحديات حقيقية أمام العقارات التجارية، من منظور أسواق رأس المال والأساسيات».


مقالات ذات صلة

«موديز» ترفع التصنيف الائتماني لـ«الأهلي المالية» إلى «إيه2»

الاقتصاد شعار شركة «الأهلي المالية» (الشرق الأوسط)

«موديز» ترفع التصنيف الائتماني لـ«الأهلي المالية» إلى «إيه2»

رفعت وكالة «موديز» العالمية التصنيف الائتماني لشركة «الأهلي المالية» عند «إيه 2» مع الحفاظ على نظرة مستقبلية مستقرة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للبتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» تنخفض 5 % بعد تصريحات باول برفض «الفيدرالي» تخزينها

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي يرغب في المشاركة بأي مسعى حكومي لتخزين كميات كبيرة من «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة رمزية تُظهر عملة الروبل أمام الكرملين (رويترز)

الطلب على السيولة يدفع البنوك الروسية إلى اقتناص مزاد «الريبو»

جمعت البنوك الروسية 850 مليار روبل (ما يعادل 8.58 مليار دولار)، في مزاد لإعادة الشراء (الريبو) لمدة شهر الذي عقده البنك المركزي، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد رجل ينظف الشارع غداة إطاحة بشار الأسد (رويترز)

مصرف سوريا المركزي: ودائع المواطنين في البنوك آمنة

أكد مصرف سوريا المركزي، يوم الاثنين، أن ودائع المواطنين في البنوك آمنة في منشور على «فيسبوك».

«الشرق الأوسط» (دمشق)

121 مليار دولار قيمة عمليات تأمين التجارة والاستثمار في المنطقة خلال 2023

مركبات تسير في أحد شوارع الرياض بالمملكة العربية السعودية (رويترز)
مركبات تسير في أحد شوارع الرياض بالمملكة العربية السعودية (رويترز)
TT

121 مليار دولار قيمة عمليات تأمين التجارة والاستثمار في المنطقة خلال 2023

مركبات تسير في أحد شوارع الرياض بالمملكة العربية السعودية (رويترز)
مركبات تسير في أحد شوارع الرياض بالمملكة العربية السعودية (رويترز)

أعلنت «المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان)» ارتفاع قيمة الالتزامات القائمة لتأمين الاستثمار والتمويل والصادرات الموجهة للمنطقة العربية بمعدل 7 في المائة، إلى نحو 260 مليار دولار بنهاية عام 2023، لتمثل نحو 8 في المائة من الإجمالي العالمي.

ووفق بيان صحافي صادر عن المؤسسة، الأحد، توزّعت تلك الالتزامات ما بين 83 في المائة لتأمين ائتمان الصادرات الموجهة للمنطقة، و8 في المائة للتأمين ضد المخاطر السياسية (بقيمة 22 مليار دولار)، و9 في المائة لعمليات تأمين أخرى عبر الحدود.

وذكر البيان، بمناسبة إصدار النشرة الفصلية الثالثة «ضمان الاستثمار» لعام 2024، أن بيئة التجارة والاستثمار العالمية واجهت خلال عام 2023 كثيراً من التحديات والمخاطر، التي مثلت فرصاً واعدة لصناعة التأمين ضد المخاطر السياسية والتجارية، تزامناً مع استمرار التوترات الجيوسياسية في العالم وفي المنطقة العربية، لذا شهدت العمليات الجديدة لتأمين الاستثمار والتمويل والصادرات الموجهة إلى الدول العربية (الواردات) زيادة بمعدل 17 في المائة عام 2023، لتتجاوز 121 مليار دولار، لتبلغ نسبة الواردات المؤمَّن عليها 9 في المائة من إجمالي الواردات السلعية العربية خلال العام نفسه.

وأضاف البيان أنه «في سياق سعي المؤسسة لدراسة ومتابعة ورصد مستجدات قطاع تأمين التجارة والاستثمار والتمويل عالمياً وإقليمياً بالتعاون مع (اتحاد بيرن)، كشفت بيانات أداء القطاع في المنطقة العربية عدداً من الحقائق أبرزها: ارتفاع حصة الدول العربية إلى 4 في المائة من مجمل الالتزامات الجديدة لتأمين التجارة والاستثمار والتمويل في العالم خلال عام 2023».

كما واصل تأمين ائتمان الصادرات الموجهة للدول العربية في مختلف الآجال استحواذه على النصيب الأكبر من الالتزامات الجديدة بحصة 88 في المائة، في حين بلغت حصة التأمين ضد المخاطر السياسية ما نسبته 4 في المائة، ونحو 9 في المائة للالتزامات الأخرى عبر الحدود.

وتركَّزت التزامات التأمين الجديدة جغرافياً في 5 دول عربية، استحوذت على نحو 78 في المائة من الإجمالي، تصدَّرتها السعودية (28 في المائة)، ثم الإمارات (23 في المائة)، تلتهما مصر (13 في المائة)، ثم المغرب (9 في المائة)، ثم الجزائر (5 في المائة).

كما واصلت الوكالات العامة لتأمين ائتمان الصادرات استحواذها على الحصة الكبرى من إجمالي الالتزامات الجديدة في المنطقة العربية خلال عام 2023 بحصة تجاوزت 62 في المائة، في حين استحوذت وكالات التأمين الخاصة على نحو 38 في المائة من الإجمالي.

وتركز نحو 78 في المائة من الالتزامات الجديدة لتأمين ائتمان الصادرات الموجهة للمنطقة في المديين المتوسط والطويل، والتأمين ضد المخاطر السياسية خلال عام 2023، في 3 قطاعات رئيسية هي البنية التحتية، والطاقة، والتصنيع.

وذكر البيان، أن التعويضات المدفوعة عن التزامات التأمين في المنطقة العربية شهدت ارتفاعاً بمعدل 48 في المائة، لتبلغ نحو 713 مليون دولار خلال عام 2023، تزامناً مع ارتفاع التعويضات المستردة بنسبة 23 في المائة لتبلغ 457 مليون دولار. وتركزت غالبية التعويضات المدفوعة عن التزامات التأمين طويلة الأجل في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، بحصة تجاوزت 76 في المائة.

وأكد البيان أنه في ظل استمرار التحديات الناتجة عن تصاعد التوترات الجيوسياسية في مناطق عدة حول العالم، تسعى المؤسسة إلى تعزيز قدراتها الشاملة في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية القائمة والمحتملة في المنطقة، كما تحرص على تعزيز تحالفاتها مع اللاعبين الإقليميين والدوليين الرئيسيين في الصناعة، وفي مقدمتهم اتحادا «بيرن» و«أمان»، وجميع الجهات المعنية في المنطقة والعالم.