توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن يشكل وقود الطيران 31 في المائة من التكاليف الإجمالية لتشغيل شركات الطيران حول العالم، مشيراً إلى أن متوسط سعر وقود الطيران سيصل إلى 113.8 دولار للبرميل في عام 2024، ما يجعل فاتورة الوقود الإجمالية تبلغ 291 مليار دولار.
وتوقع الاتحاد أيضاً أن يصل إجمالي عدد المسافرين خلال العام الحالي إلى 4.96 مليار مسافر، والشحن الجوي إلى 62 مليون طن، وصافي أرباح شركات الطيران إلى 30.5 مليار دولار في عام 2024، بزيادة عن صافي أرباح 2023 والتي تقدر بـ27.4 مليار دولار.
تحسن توقعات الأرباح
وأوضح «إياتا» في أحدث تعديل لتوقعاته خلال اجتماعه العام السنوي الـ80 المنعقد حالياً في دبي أن توقعاته للأرباح لهذا العام تعتبر تحسناً عن تلك الصادرة عنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حين قدّرها بـ25.7 مليار دولار.
كما توقع أن يصل العائد على رأس المال المستثمر في عام 2024 إلى 5.7 في المائة، أي أقل بنحو 3.4 نقطة مئوية من متوسط تكلفة رأس المال، وأن تصل الأرباح التشغيلية إلى 59.9 مليار دولار، مقارنة بـ52.2 مليار دولار في عام 2023، فيما سيصل إجمالي الإيرادات إلى 996 مليار دولار بزيادة 9.7 في المائة، وإجمالي النفقات إلى 936 مليار دولار بزيادة 9.4 في المائة في عام 2024.
وقال المدير العام لـ«إياتا» ويلي والش خلال الاجتماع «يعتمد الاقتصاد العالمي على الشحن الجوي لإضافة ما قيمته 8.3 مليار دولار ما يجعل الطيران من أهم القطاعات الحيوية لنمو الاقتصاد وتحقيق المزيد من الازدهار».
مشكلات سلسلة التوريد
ووفق «إياتا»، من المتوقع أن يتوفر مخزون قدره 38.7 مليون رحلة في عام 2024، أي أقل بمقدار 1.4 مليون رحلة جوية عن التقديرات السابقة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وعزا ذلك إلى حد كبير لتباطؤ وتيرة عمليات التسليم في مواجهة مشكلات سلسلة التوريد المستمرة في قطاع الطيران، على أن يصل عدد عمليات تسليم الطائرات المقررة لعام 2024 إلى 1583 طائرة، وهو أقل بنسبة 11 في المائة من التوقعات التي نُشرت قبل أشهر فقط والتي توقعت انضمام 1777 طائرة إلى الأسطول العالمي في عام 2024، في الوقت الذي تستخدم شركات الطيران طائرات أكبر ضمن استراتيجية للتخفيف من المخاطر.
اتفاقية فرض الضرائب
ودعا الاتحاد الأمم المتحدة إلى عدم تغيير اتفاقية بشأن كيفية فرض الضرائب على شركات الطيران العالمية، محذراً من أن تنفيذ ذلك سيضيف تعقيداً وتكلفة، وقد يتسبب في إلغاء بعض الرحلات.
وتدرس لجنة ضريبة تابعة للأمم المتحدة فرض ضرائب على شركات الطيران في البلدان التي تحقق فيها إيرادات، بدلاً من النظام الحالي الذي يفرض الضرائب على شركات الطيران في بلد المقر، وفق «رويترز».
واقترحت بعض البلدان هذا التغيير - فرض ضرائب «على أساس المصدر» بدلاً من فرض ضرائب «على أساس الإقامة حصرياً» - انطلاقاً من القلق من أن البلدان النامية لا تستفيد بما فيه الكفاية من الإيرادات الناتجة عن السفر الجوي والشحن في أراضيها.
وبالعودة إلى ويلي والش الذي قال: «اقتراحات الضريبة ستكون معقدة للغاية، ولا تؤدي بالضرورة إلى فرض ضرائب في الدول النامية التي جرى تسليط الضوء عليها؛ لأن التعقيدات المرتبطة بالبيئة الضريبية قد تؤدي إلى توقف شركات الطيران عن تقديم خدماتها إلى تلك المناطق».
وقال والش إن هوامش ربح شركات الطيران لا تزال «ضعيفة للغاية، حيث لا تزال تبلغ بالكاد نسبة 3 في المائة»، وأضاف أن «التخفيف من عبء اللوائح التنظيمية الصارمة والمقترحات الضريبية المتزايدة باستمرار» سيساعد شركات الطيران على تحسين الربحية.
توقيع 40 شركة
إلى ذلك، أعلن الاتحاد توقيع 40 شركة طيران على اتفاقية رسمية لإدراج بيانات الرحلات الخاصة بها ضمن برنامج تبادل بيانات الطيران من «إياتا»، علماً بأنّ 40 شركة أخرى تستعد حالياً للانضمام إلى البرنامج.
وكان العمل ببرنامج تبادل بيانات الطيران قد انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ومن المقرر إطلاق نسخته الأولى في مارس (آذار) لعام 2025 ويقوم البرنامج على جمع البيانات الخاصة بجداول الرحلات وسعتها وأقل وقت مطلوب للربط بين رحلتين، وذلك بعد استخراجها من مختلف منتجات وخدمات «إياتا» المستخدمة في دعم تطوير الشبكات وإدارة الإيرادات وتنسيق المواعيد والاتفاقيات بين شركات الطيران.
73 رئيساً تنفيذياً
ومن جهة أخرى، أعلن «إياتا» أن عدد الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران الملتزمين بميثاق قيادة السلامة بلغ 73 رئيساً تنفيذياً، موضحاً أن هذه الخطوة تعكس الحضور القوي لثقافة السلامة في قطاع الطيران، الذي حقق بعض أفضل الإنجازات على الإطلاق في هذا الجانب خلال عام 2023، بما في ذلك تسجيل صفر وفيات لدى شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد، أو شركات الطيران المُدرجة على سجل تدقيق السلامة التشغيلية للاتحاد الدولي للنقل الجوي.
أزمة الثقة
من جهته، قال تيم كلارك رئيس «طيران الإمارات» إنه ينبغي لشركة «بوينغ» أن تختار رئيساً تنفيذياً قوياً له ثقل في الخبرة الهندسية ومجال الأعمال لقيادة عملية تغيير شاملة لشركة تصنيع الطائرات الأميركية العملاقة، وأشار إلى ضرورة إنهاء أزمة الثقة التي تعاني منها الشركة في الآونة الأخيرة.
وأضاف للصحافيين على هامش قمة «إياتا» في دبي «هل الأمر قابل للإصلاح والإنقاذ؟ نعم هو كذلك. هل سيعيد الأمور إلى نصابها؟ يتوجب ذلك. ولن يتحقق ذلك إلا بقيادة قوية للغاية تصب جل تركيزها وتصميمها على تنفيذ الأمر الصائب».
وقال إنه يرى أن تحويل دفة الأمور في «بوينغ» بعد سلسلة من المشكلات المتعلقة بالسلامة والتصنيع لتتمكن من الوفاء بالطلب الحالي والجديد بسلاسة قد يستغرق خمس سنوات.