«إياتا» يرفع توقعات أرباح الطيران إلى 30.5 مليار دولار في 2024

حذّر من تداعيات مشاكل سلاسل التوريد العالمية بما فيها تسليم الطائرات الجديدة

أناس يصطفون في مطار بيرث بأستراليا (إ.ب.أ)
أناس يصطفون في مطار بيرث بأستراليا (إ.ب.أ)
TT

«إياتا» يرفع توقعات أرباح الطيران إلى 30.5 مليار دولار في 2024

أناس يصطفون في مطار بيرث بأستراليا (إ.ب.أ)
أناس يصطفون في مطار بيرث بأستراليا (إ.ب.أ)

رفعت شركات الطيران العالمية، يوم الاثنين، توقعاتها لأرباح عام 2024، وتوقعت إيرادات على مستوى القطاع تقلّ قليلاً عن تريليون دولار، مع ارتفاع عدد المسافرين إلى مستوى قياسي.

وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، الذي يعقد اجتماعه العام في دبي، إنه يتوقع أن يحقق القطاع على مستوى العالم أرباحاً قدرها 30.5 مليار دولار، هذا العام، وهو أعلى من 27.4 مليار دولار، معدلة بالزيادة في عام 2023.

يأتي ذلك بعد أربع سنوات فقط من انهيار القطاع وتكبده خسائر قدرها 140 مليار دولار في عام 2020 نتيجة وباء «كوفيد-19».

ومع ذلك، حذرت شركات الطيران من أن قدرتها على مجاراة الانتعاش القوي في الطلب على السفر يعوقها مشاكل في سلاسل التوريد العالمية، بما في ذلك تسليم الطائرات الجديدة.

وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي، في توقعات اقتصادية نصف سنوية، إنه من المتوقع أن ترتفع عائدات الركاب - أو متوسط ​​المبلغ الذي يدفعه الراكب للطيران لمسافة ميل واحد - بنسبة 3.2 في المائة، مقارنة بعام 2023. ويعود ذلك جزئياً إلى أن نمو القدرة الاستيعابية مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع متوسط ​​الأسعار.

وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن ينخفض ​​الرقم المقابل للشحن بنسبة 17.5 في المائة، خلال عام 2024، مع عودة شركات الشحن إلى الأنماط الطبيعية بعد الازدهار خلال الوباء.

ويُنظَر إلى نشاط شركات الطيران على نطاق واسع بوصفه اختباراً حقيقياً لثقة الشركات أو المستهلكين، فضلاً عن التجارة.

وتتسم هذه الصناعة بتكاليف ثابتة عالية ولوائح تنظيمية لا تشجع معظم عمليات الاندماج عبر الحدود، مما يعني أنها تظل مجزَّأة.

وقال المدير العام، ويلي والش، لـ«رويترز»، على هامش الاجتماع السنوي: «لا يزال الهامش ضعيفاً، وما زلنا نتطلع إلى هامش يزيد قليلاً عن 3 في المائة. هذا الأداء لا يزال أقل بكثير من المستوى الذي تحتاج إليه الصناعة».

وفي آسيا، رفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي توقعاته لأرباح الصناعة لعام 2024 بأكثر من ثلاثة أضعاف، لتصل إلى 2.2 مليار دولار، على الرغم من التعافي البطيء في السفر الدولي بالصين.

وقال اتحاد النقل الجوي الدولي إنه عند 14.9 مليار دولار دون تغيير عن التوقعات السابقة، تظل أميركا الشمالية المنطقة الأكثر ربحية مع «إنفاق استهلاكي قوي، على الرغم من ضغوط تكلفة المعيشة».

وأوضح اتحاد النقل الجوي الدولي أن شركات الطيران تعرضت لمشاكل صيانة غير متوقعة، ويبدو أن ذلك إشارة إلى إصلاح الاختناقات في المحركات التي تصنعها شركة «برات آند ويتني»، والتي من المتوقع أن تتسبب في توقف مئات طائرات «إيرباص» عن العمل، هذا الصيف.

وقالت مصادر بالصناعة، يوم الجمعة، إن «إيرباص»؛ أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم، تواجه هي نفسها طفرة جديدة في مشكلات الإمدادات، مما يُلقي ظلالاً من الشك على خطط الإنتاج للنصف الثاني. وقالت شركة صناعة الطائرات إنها ملتزمة بأهداف التسليم للعام بأكمله.

تنتج شركة «بوينغ» المنافسة عدداً أقل بكثير من طائراتها الأكثر مبيعاً من طراز «737 ماكس» عما كان مخططاً له في الأصل، بعد أن دفع انفجار لوحة المقصورة في الجو، خلال يناير (كانون الثاني)، المنظمين الأميركيين إلى الحد من إنتاجها.


مقالات ذات صلة

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

أوروبا إحدى مراقبات الحركة الجوية لدى شركة «أوسترو كونترول» (صفحة الشركة عبر «فيسبوك»)

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

خلا المجال الجوي للنمسا من المراقبة العسكرية خلال العطلة الأسبوعية الحالية؛ نظراً لأن مراقبي الحركة الجوية التابعين للجيش النمساوي اضطروا إلى أخذ إجازة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.