الصين تؤكد أن المخاطر المالية مرتبطة بـ«أمن الشعب»

طلب محموم على سندات الخزانة الخاصة الجديدة

ركاب دراجات نارية في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
ركاب دراجات نارية في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

الصين تؤكد أن المخاطر المالية مرتبطة بـ«أمن الشعب»

ركاب دراجات نارية في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
ركاب دراجات نارية في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

أكدت قيادات صينية الاثنين على أهمية منع المخاطر المالية ونزع فتيلها، قائلين إنها مرتبطة بالأمن القومي، وأمن أصول الشعب الصيني.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن المكتب السياسي، وهو هيئة عليا لصنع القرار في الحزب الشيوعي الحاكم، قوله إن المخاطر «تمثل عقبة رئيسية يجب التغلب عليها».

وتراجعت تقييمات العقارات، التي تمثل حوالي نصف ثروة الأسر في الصين، في جميع أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة بسبب الانخفاض المستمر في الأسعار مع تعثر القطاع واستقرار معنويات السوق تحت جبل من الديون التي يحتفظ بها المطورون.

وأعلنت الصين خطوات «تاريخية» في 17 مايو (أيار) لتحقيق الاستقرار في قطاع العقارات، بما في ذلك خفض متطلبات الدفعة الأولى وإزالة الحد الأدنى لمعدلات الرهن العقاري، بهدف تصفية المخزون وتعزيز الطلب على مشتري المنازل.

واستعرض المكتب السياسي، في اجتماع ترأسه الرئيس شي جينبينغ، اللوائح المتعلقة بالمساءلة عن منع المخاطر المالية وحلها، قائلا إنها يجب أن تكون «صارمة» لإرسال إشارة قوية بشأن المسؤولية. وقال المكتب السياسي إن الإشراف المالي يجب أن يكون دقيقاً وحاداً.

وفي الأسواق، بدأت سندات الخزانة الخاصة الصينية لأجل 20 عاماً توزيعها بالتجزئة عبر بنكين يوم الاثنين، وباع أحد البنكين حصته في غضون 30 دقيقة، مما يعكس الطلب الساخن من المستثمرين المتعطشين للعوائد.

وهذه السندات، التي تم تسعيرها بمعدل قسيمة 2.49 في المائة خلال مزاد الأسبوع الماضي، هي أحدث دفعة من سندات الخزانة الخاصة الصينية طويلة الأمد البالغة قيمتها تريليون يوان (138.03 مليار دولار) التي سيتم بيعها هذا العام. وتشكل ورقة الديون جزءاً من جهد أوسع تبذله بكين لدعم القطاعات الرئيسية في اقتصاد البلاد المتعثر.

وتم بيع معظم السندات لأجل 20 عاماً، والتي يبلغ مجموعها 40 مليار يوان، إلى مستثمرين مؤسسيين مثل البنوك وشركات التأمين، ويتم بيع جزء صغير لمستثمري التجزئة عبر بنك الصين التجاري وبنك «تشاينا تشيشانغ».

وبدأ بنك التجارة الصيني قبول طلبات المستثمرين بقيمة 500 مليون يوان من السندات في الساعة 10:00 صباحاً (02:00 بتوقيت غرينيتش)، وبحلول الساعة 10:30 صباحاً كانت السندات قد بيعت بالفعل، وفقاً لحالة المبيعات التي يشير إليها تطبيق الجوال الخاص بالبنك.

ويسلط الاستقبال الحار الضوء على فرار المستثمرين إلى الأمان، حيث أدت أزمة العقارات في الصين وسوق الأسهم المتقلبة والاقتصاد المتعثر إلى إشعال اندفاع نحو السندات الحكومية، مما أدى إلى الضغط على العائدات.

وفي علامة أخرى على الطلب المحموم في قطاع التجزئة، ارتفعت الدفعة الأولى من سندات الخزانة الخاصة الطويلة للغاية في الصين - لمدة ثلاثين عاماً - بأكثر من 20 في المائة عند نقطة واحدة عند ظهورها لأول مرة في البورصة الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى تعليق التداول. وسيتم بيع السندات الخاصة، التي تشمل أيضاً فترة استحقاق 50 عاماً، على دفعات كثيرة خلال الأشهر الستة المقبلة.

وفي سوق الأسهم، أغلقت أسهم البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ مرتفعة يوم الاثنين بقيادة أسهم الطاقة وأشباه الموصلات، في حين ارتفعت معنويات المستثمرين بفضل نمو الأرباح الصناعية في أبريل (نيسان).

وأظهرت بيانات رسمية يوم الاثنين أن أرباح الشركات الصناعية الصينية عادت إلى المنطقة الإيجابية في أبريل، بينما ظل النمو ثابتاً خلال الأشهر الأربعة الأولى، مما يشير إلى أن سياسات دعم الاقتصاد بدأت تؤتي ثمارها.

وسيراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية في الداخل والخارج هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات التصنيع في الصين لشهر مايو، ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، للحصول على مزيد من الأدلة حول مسار السوق.

وعند نهاية التداول، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب الرئيسي في الصين بنسبة 1.14 في المائة، وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية مرتفعاً بنسبة 0.95 في المائة. وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر هانغ سينغ القياسي 1.17 في المائة.


مقالات ذات صلة

«أيام اقتصادية» بالأقاليم الجنوبية لدعم الشراكة بين المغرب وفرنسا

شمال افريقيا العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)

«أيام اقتصادية» بالأقاليم الجنوبية لدعم الشراكة بين المغرب وفرنسا

لقاءات اقتصادية بالأقاليم الجنوبية بمشاركة نحو خمسين من رؤساء الشركات وصناع القرار الاقتصادي من المغرب وفرنسا.

الاقتصاد رجل يمر أمام فرع لـ«سوفت بنك» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

«سوفت بنك» تسجل 7.7 مليار دولار أرباحاً فصلية مع استعادة «صندوق رؤية» قوته

تحولت «مجموعة سوفت بنك» اليابانية إلى تحقيق صافي ربح بلغ 7.7 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية بسبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد المستشار الألماني أولاف شولتس يشارك في إحاطة إعلامية بمقر المستشارية بعد إقالته وزير المالية كريستيان ليندنر (رويترز)

هل انهيار الحكومة الألمانية فرصة لإنعاش اقتصاد منطقة اليورو؟

قد يكون لانهيار الحكومة الألمانية جانب إيجابي للاقتصاد المتعثر في منطقة اليورو، حيث من المحتمل أن تؤدي زيادة الإنفاق الحكومي إلى دعم عملتها وأسواق الأسهم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
درّاجون يمرّون أمام مقر بورصة بكين في العاصمة الصينية (أ.ف.ب)

«ذعر ترمب» يضرب الأسهم واليوان الصينيين

سجّلت الأسواق الصينية أكبر هبوط لها في نحو شهر، وسط مخاوف عنيفة من اختيار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لفريقه.

«الشرق الأوسط» (بكين)
خاص جناح مجموعة «روشن» في معرض «سيتي سكيب 2024» (الشرق الأوسط) play-circle 02:28

خاص «روشن» السعودية تجهز المساكن بشواحن للسيارات الصديقة للبيئة

تعزِّز مجموعة «روشن» السعودية، مكانتها بأن تكون رافداً مهماً في تطوير القطاع العقاري الوطني، من خلال بناء مساكن صديقة للبيئة ومتكاملة الخدمات.

آيات نور (الرياض)

4 مليارات دولار صفقات اليوم الثاني لـ«سيتي سكيب العالمي» في الرياض

خلال توقيع أمانة القصيم العقود الاستثمارية في معرض "سيتي سكيب" (واس)
خلال توقيع أمانة القصيم العقود الاستثمارية في معرض "سيتي سكيب" (واس)
TT

4 مليارات دولار صفقات اليوم الثاني لـ«سيتي سكيب العالمي» في الرياض

خلال توقيع أمانة القصيم العقود الاستثمارية في معرض "سيتي سكيب" (واس)
خلال توقيع أمانة القصيم العقود الاستثمارية في معرض "سيتي سكيب" (واس)

شهدت فعاليات اليوم الثاني لمعرض «سيتي سكيب العالمي 2024» توقيع اتفاقيات وإطلاقات لمشاريع استثمارية تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، يستهدف بعضها تعزيز التنمية الاقتصادية، وتوفير خدمات متكاملة للمواطنين والمقيمين، في حين يُتوقع أن تسهّل الأخرى على المطورين والمستثمرين والمستخدمين النهائيين الوصول إلى خدمات متنوعة تلبي احتياجات السوق المتنامية.

وأعلن أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، عن إطلاق مجموعة من المشاريع الاستثمارية النوعية بإجمالي استثمارات تبلغ 8 مليارات ريال (2.13 مليار دولار)، مبيّناً أنها ستمثل قفزة نوعية في دعم عناصر جودة الحياة.

ومن أهمها مشروع «مدينة الاستدامة» الذي يمتد على مساحة 1.6 مليون متر مربع. وفق الجبير الذي قال إنه سيتم بالتعاون مع الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، بإجمالي تكلفة 7 ملايين ريال (1.87 مليون دولار)، لتوفير حلول بيئية شاملة لتدوير أنواع النفايات كافة، ويساهم في تحقيق أهداف المملكة في خفض الانبعاث الكربوني للوصول إلى الحياد الصفري.

في حين، وقّع أمين منطقة القصيم، المهندس محمد المجلي، أربعة عقود استثمارية، بمبلغ إجمالي تجاوز 180 مليون ريال (48 مليون دولار).

وأكد المتحدث الرسمي لأمانة القصيم، نايف النفيعي، أن هذه المشاريع تستهدف تعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير خدمات متكاملة للمواطنين والمقيمين؛ مما يسهم في تحسين جودة الحياة في المنطقة، وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستثمار في القطاعين العام والخاص.

وكيل وزارة البلديات والإسكان متحدثاً في اليوم الثاني لمعرض «سيتي سكيب» (منصة «إكس»)

أما وكيل وزارة البلديات والإسكان السعودي طلال الخنيني، فقد كشف خلال اليوم الثاني من المعرض عن أن الوزارة ستوفر ملكية 16 ألف وحدة سكنية جديدة بقيمة 4.8 مليار ريال (1.28 مليار دولار).

وأوضح الخنيني أن ذلك بالشراكة مع الذراع غير الربحية مؤسسة الإسكان التنموي (سكن)، وعبر شراكة استراتيجية تؤكد عزم الوزارة على التكامل مع القطاع غير الربحي والقطاع الخاص لتقديم حلول سكنية ورفع نسب تملك المواطنين.

وقال إن هذا الحدث يمثل منصة عالمية تجمع أهم صانعي التطوير العقاري ومختلف القطاعات المرتبطة به، ويعدّ فرصة فريدة لتعزيز التعاون والابتكار في خلق مجتمعات ومنتجات سكنية تواكب أحدث التوجهات العقارية العالمية، وتتيح للجميع اكتشاف المشروعات الضخمة للمملكة، عبر منظومة الإسكان ومن مختلف دول العالم.

وفي السياق ذاته، وقّعت «الشركة الوطنية للإسكان» السعودية التي تُعدّ الذراع الاستثمارية لمبادرات وبرامج وزارة البلديات والإسكان، اتفاقية مبدئية للتفاهم مع شركة «نيفر كلاود» الكورية، حول تأسيس شراكة استثمارية لمحفظة من الأعمال يُتوقع أن تتجاوز قيمتها ملياري ريال (532.4 مليون دولار).

وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز جهود «الوطنية للإسكان» و«نيفر كلاود» في السوق السعودية في مجال الابتكار وتطوير حلول ذكية تخدم القطاعَيْن العقاري والتقني، والاستفادة من الخبرات العالمية المتقدمة للشركة الكورية في مجالات التكنولوجيا الذكية والبنية التحتية الرقمية، وتطوير خدمات مبتكرة وحلول تقنية تعزّز من مستوى الكفاءة والشفافية في القطاعين العقاري والبلدي خصوصاً، والتقني عموماً.

ويُتوقع أن تُسهم الاتفاقية في تقديم حلول متكاملة تسهّل على المطورين والمستثمرين والمستخدمين النهائيين الوصول إلى خدمات متنوعة تلبي احتياجات السوق السعودية المتنامية.

من جانب آخر، أبرم السجل العقاري 7 مذكرات تعاون واتفاقيات، خلال مشاركته في معرض «سيتي سكيب العالمي»، وذلك في إطار جهوده الرامية إلى تعزيز العلاقة والتواصل مع القطاعين العام والخاص، وعقد شراكات استراتيجية مع الجهات الفاعلة في منظومة العقار، وتمكين شركات التقنية العقارية من الوصول إلى بيانات السجل العقاري.