السعودية تحتضن مؤتمراً دولياً لإعداد استراتيجيات تسهّل تجربة المسافر

رئيس «مطارات الرياض» لـ«الشرق الأوسط»: نعزز اعتمادنا على مصادر الطاقة النظيفة

TT

السعودية تحتضن مؤتمراً دولياً لإعداد استراتيجيات تسهّل تجربة المسافر

الرئيس التنفيذي لـ«مطارات الرياض» خلال كلمته الافتتاحية على هامش مجلس المطارات الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لـ«مطارات الرياض» خلال كلمته الافتتاحية على هامش مجلس المطارات الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

وضع حشد كبير من المسؤولين والمستثمرين في المطارات محلياً ودولياً، الاستراتيجيات المبتكرة لتسهيل تجربة المسافر، وذلك خلال مؤتمر مجلس المطارات الدولي 2024 الذي استضافته الرياض، الأربعاء، للمرة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وشهد المؤتمر وجود أكثر من 800 ضيف و170 جنسية من رؤساء المطارات وأعضاء مجلس المطارات الدولي، ومنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) مع قيادات النقل والخدمات اللوجيستية.

وأكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية تستشرف مستقبل منظومة الطيران من خلال تحركاتها في استضافة عدد من الفعاليات الكبرى المتعلقة بالمنظومة، وتسير برؤية واضحة لتقود منطقة الشرق الأوسط على مستوى الخدمات اللوجيستية.

وقال الدعيلج إن مؤتمر مجلس المطارات الدولي يحمل أهمية هائلة للمنظومة في السعودية، مما يوفر ركيزة أساسية للاستفادة من قادة الصناعة ومواكبة أحدث التطورات في مجال الطيران محلياً وعالمياً.

التنمية الاقتصادية

وأبان أن المطارات منظومة متكاملة، وهي جزء أساسي للنجاح والتطور والتقدم، وأن القطاع له حق كامل في أن يفتح مجالات ويطلق العنان للإنجازات والكفاءة والتطور لأفضل الخبرات والتجارب لرفع مستوى التنمية الاقتصادية.

من ناحيته، أعلن الرئيس التنفيذي لـ«مطارات الرياض» أيمن أبو عباة، أن شركته تعمل بالتكامل مع الجهات ذات العلاقة لتحفيز الجميع نحو الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، كاشفاً عما تحقق في مطار الملك خالد الدولي ومسارات التقدم لتحقيق الاستدامة.

الرئيس التنفيذي لـ«مطارات الرياض» خلال كلمته الافتتاحية على هامش مجلس المطارات الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

وقال في حديثه إلى «الشرق الأوسط» خلال المؤتمر، إن ملف الاستدامة متفرع وله عدة جوانب؛ منها المالية وهو مطلب أساسي لتحقيق النتائج الإيجابية من خلال تحويل القطاعات بشكل مخصخص والعمل بشكل ربحي، موضحاً أن «مطارات الرياض» عززت إيراداتها غير الملاحية بارتفاع نسبته 40 في المائة، وهي تستمر في هذا الاتجاه.

وتأسست «مطارات الرياض» في عام 2016 بوصفها جزءاً من برنامج خصخصة القطاع في السعودية. وتتولى الشركة إدارة مطار الملك خالد الدولي وتشغيله في الرياض، مع تطوير البنية التحتية للمطار وإجراء مشاريع التوسعة للخدمات والمرافق الجديدة، بالإضافة إلى المرافق القائمة.

وتطرق أبو عباة إلى حصول مطار الملك خالد الدولي على شهادة الاعتماد العالمية في إدارة الانبعاثات الكربونية للمطارات (المستوى الثالث) من برنامج اعتماد إدارة الانبعاثات الكربونية للمطارات «ACA» ليكون أول مطار في المملكة والشرق الأوسط يحصل على هذه الشهادة التي تؤكد تطبيقه المعايير والممارسات اللازمة للحدّ من الانبعاثات وإطلاق المبادرات الخضراء التي تدعم هذا التوجه، قائلاً إن الطموح القادم يكمن في الوصول إلى المستوى الخامس.

ترشيد الكهرباء

وشرح أن الحصول على هذه الشهادة دليل على أن شركة «مطارات الرياض» تسير بالاتجاه الصحيح من خلال تعزيز الطاقة النظيفة، متوقعاً أن تكون هناك مصادر أخرى مستقبلية مثل الهيدروجين وغيرها، والاعتماد على مصادر الطاقة المختلفة، بالإضافة إلى التحركات المستمرة في ترشيد استهلاك الكهرباء من الإضاءات، والتكييف، والعزل الحراري، والمائي، وهي عملية تشاركية بين جميع الجهات ذات العلاقة لتحقيق الاستدامة البيئية.

صورة جماعية للمسؤولين خلال مؤتمر مجلس المطارات الدولي (الشرق الأوسط)

وفيما يخص الاستدامة التشغيلية، ذكر الرئيس التنفيذي أن «مطارات الرياض» مستمرة في ذلك، من خلال تعزيز الأمن والسلامة والكفاءة التشغيلية مع جميع الشركاء من القطاعات الحكومية والأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى الشركات المشغلة والناقلات والخدمات الأرضية ومقدمي الخدمات الأخرى من القطاع التجاري.

أما الاستدامة المؤسسية فتعتمد بالحفاظ على الكفاءات، وتنمية وبناء الطاقات، وخطة التعاقب الوظيفي، عبر برامج تقوم عليها شركة «مطارات الرياض».

وأضاف أبو عباة، أن السعودية شهدت أسبوعاً حافلاً في منظومة الطيران من خلال مجموعة فعاليات متزامنة توجت بمؤتمر مستقبل الطيران الأخير، الذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين، وحضور فاعل من الوزراء والمسؤولين من القطاع الجوي، وتزامن أيضاً مع مجلس المطارات الدولي هذا العام الذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، انعقد خلال المؤتمر عدة جلسات رئيسية تحدث خلالها كبار المسؤولين في منظومة المطارات على المستوى الدولي، واضعين الاستراتيجيات المبتكرة الحديثة لتسهيل تجربة المسافر.

وتناولت الجلسات حالة الصناعة في الوقت الراهن واتجاهات المنظومة في المستقبل، مشيرين إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار الاستدامة البيئية والعمل على إزالة الكربون بطرق جديدة مبتكرة.


مقالات ذات صلة

صادرات السعودية غير النفطية للصين تجاوزت 46 مليار دولار في 5 سنوات

الاقتصاد جناح «صناعة سعودية» في معرض النقل والخدمات اللوجيستية 2024 في الصين (واس)

صادرات السعودية غير النفطية للصين تجاوزت 46 مليار دولار في 5 سنوات

تجاوزت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى الصين خلال الأعوام الخمسة الماضية 2019 - 2023 حاجز 176 مليار ريال (46.9 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار شركة «نايت فرنك» في إحدى مقراتها (موقع الشركة الإلكتروني)

«نايت فرنك»: سوق البناء في السعودية ستصل إلى 181.5 مليار دولار في 2028

من المتوقع أن يصل إجمالي قيمة إنتاج سوق البناء في السعودية إلى 181.5 مليار دولار بحلول نهاية عام 2028، وهو ما يمثل زيادة نسبتها 30 في المائة تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من الجناح السعودي المشارِك في المعرض الدولي المنعقد في شنغهاي الصينية (الشرق الأوسط)

13 جهة تبرز تطورات الخدمات اللوجيستية السعودية في معرض بشنغهاي

أبرزت 13 جهة سعودية معنية بالنقل والخدمات اللوجيستية تطورات البنية التحتية في البلاد لجميع القطاعات (البحري، والجوي، والبري، والسككي).

«الشرق الأوسط» (شنغهاي)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية بين الشركة السعودية العالمية للموانئ وشركة ساني الصينية (الشرق الأوسط)

السعودية تبرم أكبر عقد لتوريد 80 شاحنة كهربائية

أعلنت الهيئة العامة للموانئ (موانئ) توقيع عقد بين «الشركة السعودية العالمية للموانئ» وشركة «ساني» الصينية الرائدة في تصنيع المعدات الثقيلة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 
الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال الإعلان عن توقيع عقود المسح الجغرافي لمشاريع الطاقة المتجددة (موقع وزارة الطاقة)

السعودية: 1200 مرصد لقياس تركيز مصادر الطاقة المتجددة

أطلقت السعودية مشروع المسح الجغرافي للطاقة المتجددة، وهو الأول من نوعه عالمياً من حيث التغطية الجغرافية وشمولية البيانات ودقّتها، حيث يتضمن تركيب 1200 محطة.

مساعد الزياني (الرياض)

رئيس «فيدرالي» أتلانتا: تراجع التضخم يفتح الباب أمام خفض الفائدة

الجزء الخارجي من مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
الجزء الخارجي من مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
TT

رئيس «فيدرالي» أتلانتا: تراجع التضخم يفتح الباب أمام خفض الفائدة

الجزء الخارجي من مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
الجزء الخارجي من مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، في مقال سياسي نُشر يوم الخميس، إن التضخم في الولايات المتحدة «يبدو أنه يتقلص»، وهذا من شأنه أن يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، في وقت لاحق، هذا العام.

وبعد القلق من أن التضخم قد يتوقف عند مستوى مرتفع، قال بوستيك إن البيانات الأخيرة تشير إلى تجدد التقدم، بما في ذلك حقيقة أن حصة السلع والخدمات التي تزيد بمعدل سنوي يزيد عن 5 في المائة، قد انخفضت إلى أقل من 20 في المائة - وهو ما يشبه إلى حد كبير ما كانت عليه قبل جائحة «كوفيد-19»، ومماثلة للنسبة التي لوحظت عندما كان التضخم يتباطأ بسرعة، العام الماضي، وفق «رويترز».

وقال بوستيك عن مقياس اختاره بوصفه أحد معاييره الأساسية لمعركة «المركزي الأميركي» ضد التضخم الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً في 2022: «إنه يتحرك في الاتجاه الصحيح».

ويظل التضخم «مرتفعاً»، وفقاً لأحدث بيان للسياسة الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي، مع ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بمعدل سنوي 2.7 في المائة، خلال أبريل (نيسان) الماضي. ويبلغ هدف التضخم، الذي حدده «الفيدرالي» 2 في المائة، ولم يجرِ إحراز تقدم يُذكر في الأشهر الأخيرة.

وقال بوستيك إنه في ظل الوضع الحالي، «ما زلت أعتقد أن الظروف ستستدعي، على الأرجح، خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، في الربع الأخير من هذا العام». وفي تعليقات لاحقة للصحافيين، قال إن أحد أسباب التحلي بالصبر مع هذا التخفيض الأولي هو أنه يأتي بعد أن يكون التضخم في مسار واضح للعودة إلى 2 في المائة، ويمكن عدُّه الأول من سلسلة التخفيضات.

ويتوقع المستثمرون أن تبدأ تخفيضات أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، مع تخفيضين بمقدار ربع نقطة مئوية، بحلول نهاية هذا العام، مقابل التخفيض الفردي لسعر الفائدة الذي يتوقعه بوستيك وعدد من صناع السياسة في «الفيدرالي» الآن.

وقال بوستيك: «لستُ مقيداً بأي مسار سياسي محدد. هناك سيناريوهات معقولة قد يكون من المناسب فيها إجراء مزيد من التخفيضات أو عدم التخفيضات، أو حتى الزيادة. وسأدَعُ البيانات والظروف على أرض الواقع تكون دليلي».

وقال إن البيانات الأخيرة عن الوظائف والنمو الاقتصادي تشير إلى «تباطؤ منظم في النشاط من شأنه أن يستعيد التوازن بين الطلب والعرض في الاقتصاد... إنه حقاً أساسيات الاقتصاد».

وقال، في مؤتمر صحافي عقب نشر المقال، إن الشركات في منطقته الجنوبية الشرقية لا تزال تَعدّ التضخم «مصدر القلق الرئيسي»، حيث يقول معظمهم إن مستويات التوظيف والعمالة الحالية مستدامة.

وقال بوستيك إن شعوره هو أنه لا يوجد «هاوية» أمام سوق العمل، وأنه يعتقد أن «الفيدرالي» قادر على تحقيق هدف التضخم «مع أسواق العمل... التي تكون متشددة وفقاً للمعايير التاريخية».