شركة توفر تأميناً على البضائع والسفن في البحر الأحمر وسط تنامي المخاطر

سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (أ.ف.ب)
سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (أ.ف.ب)
TT

شركة توفر تأميناً على البضائع والسفن في البحر الأحمر وسط تنامي المخاطر

سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (أ.ف.ب)
سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس المصرية (أ.ف.ب)

قالت شركة «هاودن» لوساطة التأمين الدولية، ومقرها لندن، الثلاثاء، إنها بدأت عرض تأمين على البضائع ضد مخاطر الحرب لتغطية السفن التي تبحر في البحر الأحمر ضد الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

وزادت تكلفة التأمين على رحلة مدتها سبعة أيام في البحر الأحمر مئات آلاف الدولارات منذ أن بدأت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مهاجمة سفن في المنطقة اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني)، تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.

وقالت «هاودن»، وفق وكالة «رويترز»، إن المنتج الجديد هو «أول تغطية تأمينية مخصصة من نوعها لحماية سفن الشحن داخل منطقة تعج بالصراعات، وتشمل مضيق باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي».

وقال إليس مورلي مساعد مدير إدارة الشحن والسلع الأساسية بالشركة: «الصراع في البحر الأحمر يشكل عقبة كبيرة أمام عمليات العملاء في المنطقة. تسعى السفن للحماية وهي تبحر في هذه المنطقة الأمنية الساخنة». وأوضحت الشركة أن التأمين مدته 12 شهراً، ويوفر تغطية بقيمة 50 مليون دولار للسفينة الواحدة.

كان صندوق النقد الدولي قد حذر الثلاثاء، من أن الوضع الأمني في البحر الأحمر أدى لارتفاع أسعار الشحن العالمية لناقلات المنتجات النفطية 50 في المائة.

وحذرت في الأثناء، منظمة التجارة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ظهر الثلاثاء، قبل اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين هذا الأسبوع من أن الاقتصاد العالمي سيواجه مزيداً من التباطؤ هذا العام، متأثراً بتراجع الاستثمار وحركة التجارة الضعيفة.

وحسب وكالة «موديز»، فإن ما يقرب من 20 ألف سفينة حاويات تمر بقناة السويس سنوياً مروراً بالبحر الأحمر، وإن الدول الأوروبية ستكون الأشد تأثراً بتجنب السفن العبور من خلال القناة.

ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي (يورو ستات)، فإن نحو 20 في المائة من واردات أوروبا مرت عبر البحر الأحمر عام 2022، ومعظمها كان عبر قناة السويس.

وتراجع حجم الشحنات المارة بقناة السويس بأكثر من النصف منذ بدء التوترات في البحر الأحمر، الأمر الذي انعكس على المعروض من السلع في أوروبا وبالتالي ارتفاع الأسعار.

وتحذر رابطة المصنّعين والمستهلكين الإسبانية «إيكوك» من أن التأثير الاقتصادي لأزمة البحر الأحمر كبير بالفعل في قطاعات مثل الأغذية، والمنسوجات والأزياء، والأجهزة والصناعات اليدوية، وسلع التكنولوجيا الاستهلاكية، مع أسعار الشحن التي أصبحت في بعض الحالات أكثر تكلفة بنسبة «300 في المائة».

وقال مصنّعون في بريطانيا ومنطقة اليورو إن سلاسل التوريد الخاصة بهم تدهورت نتيجة الاضطراب التجاري الناجم عن هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر، وفق مسح ﻟ«مؤشّر مديري المشتريات العالمي» (PMI)، حيث سجّل المؤشّر أقلّ من 50 نقطة في كلا الاقتصادين في يناير (كانون الثاني)، ما يعكس أن غالبية الشركات أبلغت عن إطالة أوقات تسليم الإمدادات إلى مصانعها.


مقالات ذات صلة

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

العالم العربي نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في سلطنة عمان، الاثنين، ملف التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا علماء الأحياء البحرية وجدوا أن لدى أسماك القرش مستويات عالية من الكوكايين في عضلاتها وكبدها (أرشيفية - رويترز)

مقتل سائح وإصابة آخر في هجوم لسمكة قرش بمصر

قالت وزارة البيئة المصرية إن سائحاً لقي حتفه وأُصيب آخر في هجوم سمكة قرش بمنتجع مرسى علم المطل على البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)

مصر ترفض وجود أي طرف «غير مشاطئ» بالبحر الأحمر

تزامناً مع تأكيد دعمها وحدة الصومال وسيادته، أعلنت القاهرة رفضها وجود أي طرف «غير مشاطئ» في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

بنك إنجلترا يؤجل تطبيق متطلبات رأس المال للبنوك حتى 2027

مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يؤجل تطبيق متطلبات رأس المال للبنوك حتى 2027

مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

أعلن بنك إنجلترا يوم الجمعة عن تأجيل تطبيق متطلبات رأس المال الأكثر صرامة للبنوك لمدة عام حتى يناير (كانون الثاني) 2027، وذلك في ظل ردود الفعل العنيفة ضد المعايير العالمية الأكثر تشدداً في الولايات المتحدة.

وتم تصميم هذه المعايير من قبل لجنة «بازل» العالمية كجزء من مجموعة الإصلاحات الدولية النهائية التي تهدف إلى تعزيز سلامة النظام المصرفي بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، وكان من المتوقع أن تُنفذها السلطات التنظيمية في الدول الأعضاء. ومع ذلك، واجهت هذه المعايير معارضة قوية من البنوك الأميركية، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، وضع ترافيس هيل، الرئيس المحتمل للهيئة التنظيمية المصرفية الأميركية في عهد الرئيس المقبل دونالد ترمب، خططاً لتبسيط القوانين، وأعلن عن عزمه إعادة النظر في قواعد رأس المال المعروفة باسم «نهاية بازل».

وبعد إعلان بنك إنجلترا، سجلت أسهم البنوك البريطانية مكاسب متواضعة في التعاملات المبكرة، حيث ارتفع سهم «باركليز» بنسبة 0.8 في المائة، وسهم «لويدز» بنسبة 0.5 في المائة، وسهم «إتش إس بي سي» بنسبة 0.1 في المائة، في حين سجل مؤشر «فوتشي 100» مكاسب بنسبة 0.8 في المائة.

وفي سياق متصل، تمارس حكومة حزب العمال البريطاني ضغوطاً على الجهات التنظيمية في المملكة المتحدة من أجل بذل المزيد من الجهود لتعزيز النمو الاقتصادي. وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة المالية، راشيل ريفز، يوم الخميس، أن دور الجهات الرقابية كان محورياً في تحقيق هذا الهدف.

وأصدرت هيئة التنظيم الاحترازي التابعة لبنك إنجلترا بياناً بشأن لائحة «بازل 3.1»، بعد اتخاذ القرار بالتشاور مع وزارة الخزانة البريطانية. وقالت الهيئة إن هذا التأجيل يوفر مزيداً من الوقت لظهور قدر أكبر من الوضوح بشأن خطط التنفيذ في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها أخذت في الحسبان العوامل المتعلقة بالتنافسية والنمو.

وكان قد تم تأجيل تنفيذ الإصلاحات في المملكة المتحدة في الصيف الماضي لمدة ستة أشهر، ليصبح الموعد الجديد في يناير 2026. وأوضح نائب محافظ بنك إنجلترا، سام وودز، في وقت سابق من هذا الشهر أن المملكة المتحدة يجب أن تتجنب المشاركة في «سباق نحو القاع» في مجال التنظيم المالي. كما أكدت الهيئة التنظيمية أنها ستقوم بتعديل بعض مقترحات بازل لتتناسب مع احتياجات النظام المصرفي المحلي، بما في ذلك متطلبات رأس المال المتعلقة بإقراض الشركات الصغيرة.