غورغييفا: أي تأثير اقتصادي ناجم عن اضطرابات الشرق الأوسط غير مرغوب فيه

اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين تنطلق اليوم في واشنطن

حارس أمن يسير أمام مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن (أ.ف.ب)
حارس أمن يسير أمام مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

غورغييفا: أي تأثير اقتصادي ناجم عن اضطرابات الشرق الأوسط غير مرغوب فيه

حارس أمن يسير أمام مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن (أ.ف.ب)
حارس أمن يسير أمام مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن (أ.ف.ب)

قبيل بدء اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين اليوم الاثنين بالتقاطع مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط عقب الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء السبت، أعلنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا لشبكة «سي بي إس» الأميركية، أن التأثير الاقتصادي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط حتى الآن كان «معتدلاً إلى حد ما»، ولكن «أي تأثير صغير قد يكون غير مرغوب فيه في اقتصاد يتسم بدرجة عالية من عدم اليقين وفيما التضخم لم يبلغ الهدف بعد».

وتضع الاجتماعات التي تجمع أكاديميين وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني ووزارات المالية والتنمية ومحافظي المصارف المركزية لتحليل حالة الاقتصاد العالمي، هدفين واضحين في الاعتبار وهما: مساعدة البلدان في مكافحة تغير المناخ ومساعدة الدول الأكثر مديونية.

ومن المقرر أن يتم إصدار تقرير صندوق النقد الدولي المنقح لآفاق الاقتصاد العالمي في اليوم الثاني للاجتماعات.

وقد نشأت هاتان المؤسستان اللتان ستحتفلان هذا العام بالذكرى الثمانين لتأسيسهما، من مؤتمر بريتون وودز عام 1944، الذي دعت إليه الحكومات المتحالفة في محاولة للسيطرة على النظام المالي الدولي بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت هناك صعوبات مالية حادة في ذلك الوقت، وكان الأمر يتطلب إعادة بناء أجزاء كبيرة من آسيا وأوروبا.

ولا تزال الصعوبات الحالية صعبة للغاية في كثير من النواحي، خاصة وأن البنك وصندوق النقد الدوليين يبحثان عن حلول لمعالجة تغير المناخ. وقال رئيس البنك الدولي أجاي بانجا خلال مؤتمر صحافي تم بثه مباشرة على الهواء مباشرة: «هناك أزمة المناخ، والديون، وانعدام الأمن الغذائي، والأوبئة، والهشاشة، ومن الواضح أن هناك حاجة لتسريع الوصول إلى الهواء النظيف والمياه والطاقة». وأضاف أن البنك «لا يمكنه معالجة الفقر دون رؤية أوسع»، قائلاً إنه يتخذ خطوات لتوسيع نطاقه من أجل المساعدة «في خلق عالم خالٍ من الفقر على كوكب صالح للعيش».

الديون

وستكون الأموال المستحقة على البلدان الناشئة مرة أخرى في قلب المناقشات.

وتوقفت المفاوضات بين الدائنين والبلدان المدينة في عدد من الحالات، مما أدى إلى مزيد من التأخير في تنفيذ خطط مساعدات صندوق النقد الدولي والإفراج عن الأموال.

وسوف تكون هذه القضية موضع تركيز خاص في اجتماع المائدة المستديرة العالمية للديون السيادية، الذي سيعقد يوم الأربعاء، والذي يجمع بين المؤسسات المالية، وممثلي الدائنين الثنائيين والخاصين الرئيسيين، والبلدان المدينة.

وقد تم التأكيد على هذه الضرورة الملحة من خلال تأثير رفع أسعار الفائدة من قبل المصارف المركزية في الاقتصادات الكبرى، مثل الاحتياطي الفيدرالي أو المصرف المركزي الأوروبي، على الديون.

وقد سعى محافظو المصارف المركزية إلى مكافحة التضخم في مرحلة ما بعد الوباء من خلال الزيادات، ولكن من خلال القيام بذلك أدى ذلك إلى زيادة حادة في تكاليف الديون على البلدان المقترضة.

وبينما من المتوقع أن يتم التخفيضات الأولى هذا العام، فمن المرجح أن تظل أسعار الفائدة أعلى على المدى الطويل مما كانت عليه خلال العقد الماضي.


مقالات ذات صلة

باكستان: نهدف إلى تأمين 4 مليارات دولار من بنوك في الشرق الأوسط

الاقتصاد عمال يفرِغون صناديق الفاكهة في سوق بمدينة بيشاور (أ.ف.ب)

باكستان: نهدف إلى تأمين 4 مليارات دولار من بنوك في الشرق الأوسط

قال محافظ البنك المركزي الباكستاني جميل أحمد، إن بلاده تتطلع إلى جمع ما يصل إلى أربعة مليارات دولار من بنوك تجارية في الشرق الأوسط بحلول السنة المالية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (كراتشي)
الاقتصاد رانيا المشاط وزيرة التخطيط ورئيسة مجلس إدارة صندوق مصر السيادي تتوسط أعضاء مجلس الإدارة (الشرق الأوسط)

صندوق مصر السيادي يعين نهى خليل قائماً بأعمال الرئيس التنفيذي

أعلنت رانيا المشاط رئيسة مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، تولي نهى خليل رئيسة قطاع الاستراتيجية وتطوير الأعمال بالصندوق، منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب (أ.ف.ب)

باكستان تحرز تقدماً مع صندوق النقد الدولي بشأن القرض الجديد

قال وزير المالية الباكستاني إن بلاده تحرز تقدماً جيداً مع صندوق النقد الدولي، وتأمل الحصول على موافقته في سبتمبر (أيلول) على برنامج قرض جديد بـ7 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منظر عام لأفق أديس أبابا (رويترز)

اقتراح إثيوبيا خفض قيمة سنداتها الدولية يثير حفيظة حامليها

أعربت مجموعة من حاملي السندات الدولية الإثيوبية التي تبلغ قيمتها مليار دولار عن خيبة أملها إزاء التصريحات الحكومية الأخيرة بشأن احتمال خفض قيمة السندات.

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك )
الاقتصاد تجمع الناس أمام مبنى البرلمان خلال الاحتفالات بعد استقالة رئيسة وزراء بنغلاديش (د.ب.أ)

صندوق النقد الدولي «ملتزم تماماً» ببنغلاديش بعد الاحتجاجات

قال صندوق النقد الدولي إنه «ملتزم تماماً ببنغلاديش وشعبها» بعد أن أطاحت الاحتجاجات برئيسة الوزراء الشيخة حسينة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شركات الملابس التركية تكافح بسبب التضخم وارتفاع تكاليف التمويل

الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)
الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)
TT

شركات الملابس التركية تكافح بسبب التضخم وارتفاع تكاليف التمويل

الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)
الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)

تكافح الشركات التركية تحت وطأة تحديات اقتصادية متتالية؛ حيث تعاني مزيجاً من ارتفاع التضخم بشكل مستمر، وارتفاع التكاليف، وتضاؤل فرص الحصول على تمويل، وضعف الطلب.

وتعد صناعة الملابس والمنسوجات من بين الصناعات الأكثر تضرراً في البلاد؛ حيث يحاول المسؤولون النقديون ترويض ارتفاع الأسعار على أساس سنوي بنسبة تزيد على 60 في المائة، أو 12 ضعف الهدف الرسمي؛ وفق وكالة «بلومبرغ» الأحد.

وأبقى البنك المركزي على سعر الفائدة القياسي عند 50 في المائة، منذ أبريل (نيسان) الماضي، وهي الإجراءات الأكثر تشديداً، منذ نحو عقدين من الزمن.

وقال رمضان كايا، رئيس جمعية صناع الملابس التركية، في إسطنبول، الأسبوع الماضي: «نحن نواجه ظروفاً صعبة».

وأضاف كايا: «لقد اعتدنا الخروج منها بشكل أسرع في الماضي. بالنسبة للشركات الموجهة للتصدير، مثل شركات صناعة الملابس، فإن قائمة المشكلات في اقتصاد حجمه 1.1 تريليون دولار تتفاقم، بسبب ضعف الطلب من مشترين في أوروبا، أكبر سوق لصادرات تركيا، وارتفاع سعر الليرة».

في حين انخفضت العملة بنسبة 13 في المائة هذا العام مقابل الدولار -أحد أسوأ العملات أداءً في الأسواق الناشئة- ويقول المصدرون إنها لا تزال قوية للغاية.

وأوضح كايا أن «قطاع الملابس يعترف بأن التضخم بحاجة إلى الترويض؛ لكن الشركات تنفد من النقد»، مع إغلاق الوصول إلى التمويل أو تكلفته العالية للغاية.

وأفاد اتحاد الغرف والبورصات السلعية في تركيا، أكبر مجموعة أعمال في البلاد، في يوليو (تموز)، بأن ما يقرب من 40 في المائة من الشركات أغلقت أبوابها، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

ومن المقرر أن يتم نشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تظهر انكماشاً بنسبة 0.5 في المائة في الربع الثاني، من نمو بنسبة 2.4 في المائة في الأشهر الثلاثة السابقة، وفقاً للتوقعات المتوسطة لمسح «بلومبرغ».

والتحدي الرئيسي لوزير المالية محمد شيمشك، هو ضمان خفض التضخم دون إلحاق كثير من الضرر.

وانخفضت ثقة القطاع الحقيقي لمدة 4 أشهر متتالية، ووصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2020 في يونيو (حزيران). وقال البنك المركزي إن أوامر التصدير والتوظيف وحجم الإنتاج والاستثمارات الرأسمالية وتقييم الأشهر الثلاثة المقبلة، كانت من بين أسباب الانخفاض.

التحول من الفائدة السلبية

وعلى مدى سنوات، استفادت الشركات التركية من أحد أكثر أسعار الفائدة الحقيقية سلبية في العالم؛ حيث تمكنت من الوصول إلى قروض أحادية الرقم، عندما كان التضخم يحوم فوق 80 في المائة. وتغير ذلك في مايو (أيار) من العام الماضي، عندما أنهى الرئيس رجب طيب إردوغان عصر الأموال الرخيصة، بالموافقة على التحول إلى برنامج اقتصادي أكثر ملاءمة للمستثمرين، والذي يهدف إلى استقرار الأسعار بأسعار فائدة أعلى.

يشرف على هذه السياسة محافظ البنك المركزي فاتح كاراهان، وهو مستشار سياسي وخبير اقتصادي سابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

ومن المتوقع أن يبلغ النمو السنوي لتركيا لعامي 2024 و2025، نحو 3.2 في المائة و3.4 في المائة على التوالي، وفقاً لـ«بلومبرغ إيكونوميكس». ويقارن ذلك بمتوسطات أعلى من 5 في المائة، سجلها الاقتصاد التركي في العقد الذي سبق جائحة «كوفيد-19».

وارتفع معدل البطالة إلى 9.2 في المائة في يونيو الماضي، وهو أعلى مستوى في عام، وهناك مخاوف من زيادته مع معاناة الشركات بسبب ارتفاع تكاليف العمالة وانخفاض حقوق الملكية.

وقال بيرك إيكتن، رئيس جمعية صناع الأحذية في تركيا، وفق «بلومبرغ»: «نرى أن 400- 500 من شركاتنا فقدت قدرتها الإنتاجية». ووفقاً لأحدث البيانات، انخفض استخدام الطاقة -وهو مقياس لمستويات الإنتاج المحتملة- في كل من يوليو وأغسطس (آب).