ألمانيا تنتقد أسلوب أميركا في التعامل مع التضخم

إحدى الأسواق في العاصمة الألمانية برلين (رويترز)
إحدى الأسواق في العاصمة الألمانية برلين (رويترز)
TT

ألمانيا تنتقد أسلوب أميركا في التعامل مع التضخم

إحدى الأسواق في العاصمة الألمانية برلين (رويترز)
إحدى الأسواق في العاصمة الألمانية برلين (رويترز)

يرى وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، أن سياسته في إدارة ميزانية الدولة أثبتت جدارتها في ضوء أرقام التضخم الجديدة، منتقدا السياسة النقدية التي تتعامل بها أميركا مع التضخم.

وقال ليندنر، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «من يرغب في تخفيف قيود الاستدانة من أجل الحصول على نفقات دعم جديدة على غرار الولايات المتحدة، فعليه أن ينظر إلى تطور التضخم هناك»، موضحا أن الأثر الجانبي لهذا الأسلوب في الولايات المتحدة «واضح»، حيث لن يتعين فقط دفع أسعار فائدة مرتفعة على الأموال المقترضة، بل ستتراجع أيضاً قيمة الأموال بصورة أكثر حدة.

وفي أميركا، ارتفع معدل التضخم بشكل غير متوقع إلى 3.5 في المائة في مارس (آذار) الماضي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في هذا الصدد: «مكافحة التضخم تظل على رأس أولوياتي الاقتصادية».

أضاف الوزير: «كبح الديون ليس فقط مطلبا للعدالة تجاه جيل الشباب، ولكنه أيضا كبح للتضخم»، مضيفا أن ألمانيا تعمل على خفض العجز في الموازنة العامة وفي الديون الجديدة حتى لا «تشعل التضخم من جديد عبر سياسة الاستدانة».

وبحسب بيانات «مكتب الإحصاء الاتحادي» التي صدرت يوم الجمعة، تراجع معدل التضخم في ألمانيا خلال شهر مارس الماضي إلى أدنى مستوى له منذ نحو ثلاث سنوات.

وسجلت أسعار المستهلكين في مارس صعودا بنسبة 2.2 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وهذا هو أدنى معدل تضخم يتم تسجيله منذ مايو (أيار) 2021، عندما بلغ أيضا 2.2 في المائة. وسجل التضخم معدلا أقل في أبريل (نيسان) 2021 بواقع 2 في المائة. وفي فبراير (شباط) الماضي بلغ المعدل 2.5 في المائة وفي يناير (كانون الثاني) الماضي 2.9 في المائة.

وانخفض التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، إلى 3.3 في المائة في مارس من 3.4 في المائة في فبراير.

وكانت أسعار الطاقة أقل بنسبة 2.7 في المائة في مارس مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق. ومنذ بداية العام، انخفضت أسعار الطاقة باستمرار، ما أدى إلى خفض التضخم الرئيسي.

في سياق متصل، أظهرت دراسة جديدة أن تراجع الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الفائدة والأزمات مثل الحرب في أوكرانيا لا تزال تلقي بثقلها على الشركات الألمانية.

وكشفت الدراسة التي أجراها المعهد الاقتصادي الألماني، القريب من أصحاب العمل، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»، أن 37 في المائة من الشركات تتوقع انخفاض إنتاجها هذا العام، بينما تتوقع 23 في المائة من الشركات زيادة في الإنتاج.

وذكر الباحثون ومقرهم في مدينة كولونيا أن «هذا يعني أن التوقعات لعام 2024 تدهورت مجددا بشكل طفيف منذ الدراسة التي أجريت في عام 2023». ولم تتوقع الشركات أن يتعافى الاقتصاد هذا العام.

ووفقا للمعهد الاقتصادي الألماني، تحسنت توقعات التوظيف بشكل طفيف، وتوقعت 23 في المائة من الشركات التي شملتها الدراسة زيادة معدل التوظيف وتوفير فرص العمل، بينما توقعت 35 في المائة من الشركات حدوث تراجع.


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: 3 تخفيضات إضافية ممكنة للفائدة هذا العام

الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: 3 تخفيضات إضافية ممكنة للفائدة هذا العام

قال صانع السياسات الكرواتي بوريس فوجسيتش إن البنك المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة 3 مرات إضافية هذا العام، حتى إذا تحرك نظيره الأميركي بوتيرة أبطأ.

«الشرق الأوسط» (زغرب)
الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يدلي بشهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ (أ.ف.ب)

ملامح مواجهة بين ترمب وباول على الفائدة رغم ارتفاع التضخم

تفوّق التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر يناير (كانون الثاني) على التوقعات، مما يعقَّد مهمة «الاحتياطي الفيدرالي» في تحديد سياسات أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

نمو التضخم في أميركا بأعلى من التوقعات في يناير إلى 3%

تفاقم التضخم في الولايات المتحدة الشهر الماضي في أحدث إشارة على ضغوط أسعار المستهلك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الأسهم والدولار يستقرّان قبيل بيانات التضخم الأميركية

استقرّ الدولار والأسهم، يوم الأربعاء، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية التي قد تدعم وجهة نظر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عاملة تنظّم البضائع في «وولمارت سوبر سنتر» في نورث بيرغن بنيو جيرسي (أ.ب)

التضخم الأميركي يواجه اختباراً جديداً اليوم

من المرجح أن يظل التضخم الأميركي مرتفعاً في يناير، مما يشير إلى أن تباطؤ نمو أسعار المستهلك قد توقف بعد تراجعه طوال معظم العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رغم التضخم... انخفاض طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة

سيدة تقف إلى جانب لافتة بعنوان «نحن نوظف الآن» في بوسطن (رويترز)
سيدة تقف إلى جانب لافتة بعنوان «نحن نوظف الآن» في بوسطن (رويترز)
TT

رغم التضخم... انخفاض طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة

سيدة تقف إلى جانب لافتة بعنوان «نحن نوظف الآن» في بوسطن (رويترز)
سيدة تقف إلى جانب لافتة بعنوان «نحن نوظف الآن» في بوسطن (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة في الأسبوع الماضي، حيث استمر أصحاب العمل في الحفاظ على قوتهم العاملة رغم التضخم المتجدد وارتفاع أسعار الفائدة.

وقالت وزارة العمل، الخميس، إن عدد المتقدمين للحصول على إعانات البطالة انخفض بنحو 7 آلاف طلب، ليصل إلى 213 ألفاً للأسبوع المنتهي في 8 فبراير (شباط). وكان المحللون قد توقعوا تسجيل 215 ألف طلب جديد، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وتُعد الطلبات الأسبوعية على إعانات البطالة مؤشراً على عمليات التسريح، بينما تراجع متوسط الأسابيع الأربعة بنحو ألف طلب إلى 216 ألفاً. ورغم بعض علامات الضعف في السوق خلال العام الماضي، تظل سوق العمل صحية مع توافر الوظائف، وندرة عمليات التسريح نسبياً.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة العمل أن أرباب العمل في الولايات المتحدة أضافوا 143 ألف وظيفة في يناير (كانون الثاني)، وهو عدد أقل من المكاسب البالغة 256 ألف وظيفة في ديسمبر (كانون الأول). إلا أن معدل البطالة انخفض إلى 4 في المائة، مما يشير إلى سوق عمل قوية للغاية.

وفي نهاية يناير، قرّر بنك الاحتياطي الفيدرالي إبقاء سعر الإقراض القياسي دون تغيير بعد خفضه ثلاث مرات في أواخر 2024. ويواصل البنك مراقبة التضخم وسوق العمل بحثاً عن إشارات محتملة إلى ضعف الاقتصاد. ورغم توقعات بخفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، تشير البيانات الأخيرة إلى أن البنك قد يتراجع عن هذا القرار بعد تسارع التضخم في يناير.

كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 3 في المائة في يناير مقارنة بالعام الماضي، بعد أن بلغ أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات ونصف السنة في سبتمبر (أيلول). وتشير هذه البيانات إلى أن التضخم ما زال مرتفعاً بشكل مستمر عن هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

وعلى الرغم من أن عمليات تسريح العمال كانت أقل من المعدلات التاريخية، فإن كثيراً من الشركات الكبرى أعلن عن خفض القوى العاملة هذا العام، بما في ذلك «وورك داي»، و«ستاربكس»، و«ميتا» مع إعلان شركات كبرى أخرى بما في ذلك «جنرال موتورز»، و«بوينغ»، و«كارغيل»، و«ستيلانتس» عن تسريح العمال حتى نهاية عام 2024.

وانخفض إجمالي عدد الأميركيين الذين يتلقون إعانات البطالة في الأسبوع المنتهي في 1 فبراير إلى 1.85 مليون، بتراجع قدره 36 ألفاً عن الأسبوع السابق.