انكماش نشاط الصناعات التحويلية بمنطقة اليورو يزداد سوءاً في مارس

انخفض مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 46.1 في مارس من 46.5 في فبراير(رويترز)
انخفض مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 46.1 في مارس من 46.5 في فبراير(رويترز)
TT

انكماش نشاط الصناعات التحويلية بمنطقة اليورو يزداد سوءاً في مارس

انخفض مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 46.1 في مارس من 46.5 في فبراير(رويترز)
انخفض مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 46.1 في مارس من 46.5 في فبراير(رويترز)

أظهرت استطلاعات يوم الثلاثاء أن نشاط الصناعات التحويلية بشكل عام في منطقة اليورو اتخذ منحى أسوأ في مارس (آذار)، إذ انكمش بوتيرة أكبر من فبراير (شباط)، لكن هناك علامات على التعافي في إيطاليا، وإسبانيا.

واستمر الطلب في الانخفاض، وفقاً للمسوحات التي أظهرت مع ذلك ارتفاعاً في التفاؤل، مما يشير إلى أن المنطقة قد تشهد قريباً انتعاشاً أوسع نطاقاً، وفق «رويترز».

وانخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي النهائي لـ«إتش سي أو بي» في منطقة اليورو (بي إم آي)، الذي أعدته «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 46.1 في مارس من 46.5 في فبراير، متجاوزاً التقدير الأولي البالغ 45.7، لكنه ظل أقل من علامة 50 التي تشير إلى نمو النشاط للشهر الحادي والعشرين.

وارتفع مؤشر قياس الإنتاج، الذي يغذي مؤشر مديري المشتريات المركب المقرر صدوره يوم الخميس ويُنظر إليه على أنه مقياس جيد للصحة الاقتصادية، من 46.6 في فبراير إلى 47.1، محسناً من التقدير الأولي البالغ 46.8.

وقال جويتز إيرهاردت من شركة «أكسنتشر»: «إن نتائج مؤشر مديري المشتريات اليوم هي مؤشر على التحديات الهائلة التي يواجهها المصنعون الأوروبيون. وقد تراجع نقص المواد إلى حد ما، لكن التوقعات لا تزال غير مؤكدة».

وضعف قطاع التصنيع الفرنسي بوتيرة أكثر حدة الشهر الماضي - رغم أن الانكماش لم يكن حاداً كما أشارت التقديرات الأولية - بينما في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، استمر الانكماش في القطاع الذي يمثل نحو خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وفي تحدٍ للتراجع الأوسع في منطقة اليورو، توسع نشاط المصانع الإسبانية في مارس للشهر الثاني، وأظهرت إيطاليا علامات التعافي بعد 11 شهراً متتالياً من الانكماش، حسبما أظهرت أرقام سابقة.

وانكمش التصنيع الأيرلندي في مارس بعد عودته لفترة وجيزة إلى النمو في الشهر السابق. وظل مؤشر مديري المشتريات أقل من 50 خلال معظم الأشهر الـ17 الماضية.

وفي بريطانيا، خارج الاتحاد الأوروبي، أعلن المصنعون عن أول نمو إجمالي في النشاط في 20 شهراً بفضل تعافي الطلب في سوقهم المحلية، وفقاً لمؤشر مديري المشتريات الذي يضاف إلى المؤشرات على انتهاء الركود الضحل في العام الماضي.

وانخفضت الطلبيات الجديدة في منطقة اليورو للشهر الثالث والعشرين رغم قيام المصانع بتخفيض أسعارها بأسرع وتيرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المرجح أن تكون أي علامة على تخفيف الضغوط التضخمية بمثابة أخبار مرحب بها للمصرف المركزي الأوروبي في الوقت الذي يحاول فيه إعادة التضخم إلى الهدف.

وأظهرت بيانات أولية أن التضخم انخفض في ست ولايات ألمانية ذات أهمية اقتصادية الشهر الماضي، مما يشير إلى أن التضخم الوطني سيواصل مساره الهبوطي.

وأبلغت رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد زعماء الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي أن معدل التضخم في منطقة اليورو من المقرر أن يواصل الانخفاض بينما سيبدأ النمو الاقتصادي في التحسن خلال العام.

وخفضت مصانع منطقة اليورو عدد العاملين مرة أخرى، لكن في إشارة إلى أن المديرين يتوقعون ارتفاع الإنتاج في المستقبل، ارتفع مقياس التفاؤل إلى 57.4 من 57.1، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان) من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

النفط ينخفض أكثر من 1% مع انحسار «تأثير رافائيل»

الاقتصاد منشآت نفطية خارج مدينة ساو باولو البرازيلية (رويترز)

النفط ينخفض أكثر من 1% مع انحسار «تأثير رافائيل»

تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة مع انحسار المخاوف من تأثير الإعصار رافائيل في خليج المكسيك على البنية التحتية لإنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صينيون يعبرون أحد الشوارع المزدحمة في ساعة الذروة الصباحية بالعاصمة بكين (إ.ب.أ)

الصين تبدأ التحفيز المالي برفع سقف الديون المحلية

بدأت الصين جولة جديدة من الدعم المالي، يوم الجمعة، لاقتصادها المتعثر بحزمة تخفف من ضغوط سداد الديون للحكومات المحلية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رجل يمر أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

إنفاق الأسر اليابانية يتراجع للشهر الثاني على التوالي

تراجع إنفاق الأسر اليابانية في سبتمبر للشهر الثاني على التوالي، حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى خنق شهية المستهلكين

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد الناس يتسوقون في البازار الكبير في إسطنبول (رويترز)

«المركزي التركي» يرفع توقعات التضخم ويؤكد استمرار السياسة النقدية المتشددة

رفع البنك المركزي التركي توقعاته لمعدل التضخم للعام الحالي والعام المقبل إلى 44 في المائة و21 في المائة على التوالي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالرياض (ساما)

المجموعة التشاورية الإقليمية التابعة لمجلس الاستقرار المالي تجتمع في الرياض

انعقد اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابعة لمجلس الاستقرار المالي، في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أسواق الأسهم العالمية تسجل أفضل أداء أسبوعي منذ أغسطس

متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)
متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)
TT

أسواق الأسهم العالمية تسجل أفضل أداء أسبوعي منذ أغسطس

متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)
متداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)

سجّلت أسواق الأسهم العالمية أفضل أداء أسبوعي لها منذ أغسطس (آب)، مدفوعةً بفوز دونالد ترمب الحاسم في الانتخابات الأميركية، في وقت أطلقت فيه الصين جولةً جديدةً من التحفيز المالي لمواجهة تباطؤ اقتصادها.

وبعد يوم من خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، عاد الاهتمام للتركيز على تداعيات الانتخابات الأميركية الأخيرة والعوامل الاقتصادية في الصين، وفق «رويترز».

وشهدت الأسواق تقلبات، حيث تراجع اليوان الصيني في أسواق الصرف الأجنبية، فيما هبطت أسهم الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، وكذلك الأسهم الأوروبية المعرضة للصين، في مؤشر على خيبة أمل المستثمرين من حجم التحفيز الصيني.

في المقابل، انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، وتراجع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.7 في المائة، بينما سجل مؤشر «نيكي» الياباني زيادةً متواضعةً بنسبة 0.3 في المائة. ومع ذلك، كانت التحركات الصغيرة في هذه المؤشرات خافتة لإخفاء أسبوع قوي للأسواق العالمية، مع دعم أسهم «وول ستريت» للاتجاه التصاعدي. وأثار فوز ترمب في الانتخابات موجةً من التفاؤل بشأن تحرير الاقتصاد وخفض الضرائب، وهو ما قد يعزز الاقتصاد الأميركي بشكل أكبر.

الأداء الأسبوعي للأسواق العالمية

ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 4 في المائة هذا الأسبوع، متجهاً نحو تحقيق أفضل أداء أسبوعي له في أكثر من عام، في حين حقق مؤشر «إم إس سي آي» العالمي مكاسب بأكثر من 3 في المائة، ليقترب من أفضل أداء له منذ أغسطس، ويصل إلى مستويات قريبة من أعلى مستوياته على الإطلاق.

وفي تعليقه على التطورات، قال كبير استراتيجيي الأسواق في مجموعة «زيورخ» للتأمين، غاي ميلر: «إن ما ستحصل عليه من هذه النتيجة الحاسمة هو تفويض بتحسين الاقتصاد الأميركي، وبالتالي فإن الضرائب سوف تكون أقل، والبيروقراطية سوف تتقلص، واللوائح التنظيمية سوف تكون أقل». وأضاف: «من الآن وحتى نهاية العام، ستكون هناك عوامل داعمة للأسواق الأميركية، والسوق الأميركية تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو».

في المقابل، تراجع مؤشر «داكس» الألماني بعد أن سجل أفضل أداء يومي له في 2024 يوم الخميس، بدعم من توقعات بأن ألمانيا قد تتخلى عن «مكابح الديون» التي تعوق الإنفاق الحكومي.

وتراجعت الأسهم الصينية الكبرى بنسبة 1 في المائة يوم الجمعة بعد أن كانت قد سجلت ارتفاعاً بنسبة 3 في المائة يوم الخميس. كما تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ، ما يعكس الحذر في الأسواق قبل الإعلان عن مزيد من التحفيز.

وانخفض أيضاً اليوان الصيني بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 7.1730 مقابل الدولار، فيما هبطت أسهم شركات السلع الفاخرة والتعدين الأوروبية المعرضة للصين بأكثر من 3 في المائة.

كما تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 104.36 بعد انخفاض بنسبة 0.7 في المائة يوم الخميس، وهو أكبر تراجع له منذ 23 أغسطس. في المقابل، سجل اليورو والجنيه الإسترليني تراجعاً طفيفاً مقابل الدولار، بينما انخفض الدولار بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 152.31 ين.

وفي الوقت نفسه، استقرت عملة البتكوين فوق 76 ألف دولار، بعد ارتفاعها بنحو 10 في المائة هذا الأسبوع ووصولها إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 76980 دولاراً يوم الخميس. وكان ترمب قد تعهد في وقت سابق بجعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة في العالم».

وفي سوق الذهب، التي شهدت تقلبات حادة هذا الأسبوع، انخفضت الأسعار 0.6 في المائة إلى 2691 دولاراً للأوقية (الأونصة)، بعد أن انخفضت أكثر من 3 في المائة الأربعاء قبل أن ترتفع 1.8 في المائة بين عشية وضحاها.