البحرين وسنغافورة توقعان معاهدة ثنائية لإنشاء محكمة تجارية دولية

لتسوية المنازعات التجارية العابرة للحدود الوطنية

تهدف «محكمة البحرين التجارية الدولية» إلى تسوية المنازعات التجارية العابرة للحدود (أدوبي ستوك)
تهدف «محكمة البحرين التجارية الدولية» إلى تسوية المنازعات التجارية العابرة للحدود (أدوبي ستوك)
TT

البحرين وسنغافورة توقعان معاهدة ثنائية لإنشاء محكمة تجارية دولية

تهدف «محكمة البحرين التجارية الدولية» إلى تسوية المنازعات التجارية العابرة للحدود (أدوبي ستوك)
تهدف «محكمة البحرين التجارية الدولية» إلى تسوية المنازعات التجارية العابرة للحدود (أدوبي ستوك)

وقّعت حكومتا البحرين وسنغافورة، اليوم الأربعاء، معاهدة ثنائية لإنشاء محكمة تجارية دولية لتسوية المنازعات التجارية العابرة للحدود الوطنية، تحت مسمى «محكمة البحرين التجارية الدولية (BICC)»، كما تضمنت الاتفاقية إنشاء هيئة استئنافية متخصصة في جمهورية سنغافورة، للنظر في استئناف الأحكام الصادرة من تلك المحكمة.

وقّع الاتفاقية كل من نواف بن محمد المعاودة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بمملكة البحرين، وكاسيفيسو أناثان شانموجام، الوزير المسؤول عن الشؤون الداخلية ووزير القانون بجمهورية سنغافورة، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي.

وقالت «وكالة أنباء البحرين» إن البلدين يهدفان، من خلال هذه الاتفاقية، إلى تعزيز سيادة القانون على الصعيد الدولي، وتقوية التجارة الدولية، من خلال تطوير أنظمة تسوية المنازعات التجارية الدولية.

وقد استهدفت المفاوضات بين الدولتين الوصول إلى معاهدة تحقق التوازن بين حرية الأطراف من جهة، والنظام العام للمملكة من جهة أخرى، وذلك من خلال إتاحة حرية اختيار اللجوء للمحكمة، وآلية الاستئناف المزمع إنشاؤهما، مع تأكيد، في الوقت نفسه، وجوب إعادة مراجعة الأحكام الصادرة من الجهة الاستئنافية قبل نفاذها للتحقق من توافقها مع النظام العام بمملكة البحرين.

ومن خلال هذه المعاهدة، وحّدت كلتا الدولتين جهودها في سبيل تعزيز نظام العدالة التجارية العابر للحدود، وبالإضافة إلى ذلك فإن التعاون المأمول بين المحكمة التجارية الدولية بجمهورية سنغافورة، والمحكمة التجارية الدولية المزمع إنشاؤها بمملكة البحرين، بموجب هذه المعاهدة، سيسهم في توفير معايير أفضل لوسائل تسوية المنازعات التجارية الدولية على نحو يجاوز التحديات الراهنة التي يواجهها المتعاملون بمجال التجارة الدولية حال محاولة تسوية نزاعاتهم.

وتُوطد هذه المعاهدة العلاقات القضائية بين البحرين وسنغافورة، والتي كان بدايتها مذكرة التفاهم بين السلطتين القضائيتين في البلدين المنصبّة على التعاون في المجال القضائي، ومذكرة إرشادية بشأن تنفيذ الأحكام المالية، وقد جرى توقيعهما خلال زيارة رئيس القضاء بجمهورية سنغافورة سنداريش مانون لمملكة البحرين، في مايو (أيار) 2023.​

وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال نواف بن محمد المعاودة، وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف: «تعد هذه المعاهدة خطوة نوعية نحو تعزيز سيادة القانون، وتعزيز الوصول إلى العدالة على المستوى الدولي، إذ إنها توفر إطاراً للتعاون بين مملكة البحرين وجمهورية سنغافورة؛ لضمان حماية وصون مصالح وحقوق مجتمع الأعمال الدولي».

من جانبه قال يان بولسون، قاضي في محكمة التمييز البحرينية: «من خلال توفير هذه المحكمة الدولية بمنطقتنا، يسرُّنا أن تضع جمهورية سنغافورة محكمتها التجارية الدولية تحت تصرف الأطراف الراغبة في ضمان إمكانية مراجعة القرارات بواسطة جهة لديها سِجل حافل بالإنجازات». وأشار إلى أنه من المتوقع أن تنظر المحكمة التجارية الدولية البحرينية، فور إنشائها، في كل المنازعات ذات الصلة بالتحكيم الدولي بوتيرة سريعة، ولا سيما أن القضاء البحريني حالياً يتيح استخدام اللغة الإنجليزية في القضايا التي يحكم فيها قضاة دوليون، حتى على مستوى محكمة التمييز».


مقالات ذات صلة

جهود سعودية للنهوض بالصناعات الدوائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي

الاقتصاد مصنع بمدينة الدمام ينتج المستلزمات الطبية المختلفة ومنها الكمامات (واس)

جهود سعودية للنهوض بالصناعات الدوائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي

تقوم السعودية بجهود للنهوض بالصناعات الدوائية والمعدات الطبية، من خلال توطينها، ورفع نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد من جولة وزير الصناعة بشركات التعدين الكبرى في تشيلي (واس)

السعودية تبحث مع الصين وسنغافورة توطين صناعة السيارات وتقنياتها المتقدمة

بدأ وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، الذي يترأس وفد منظومة الصناعة والتعدين، جولة اقتصادية بشرق آسيا؛ تشمل الصين وسنغافورة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
المشرق العربي صورة نشرتها «الخطوط الجوية السورية» في «فيسبوك» لمسافرين بمطار دمشق

انتقادات لاذعة في دمشق لقرار «شيكات» المائة دولار

أثار قرار الحكومة السورية بأن يحصل المواطن العائد عبر مطار دمشق الدولي على «شيك» ورقي بقيمة 100 دولار ملزم بتصريفها قبل دخوله إلى البلاد بانتقادات عارمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد عاملة في أحد خطوط إنتاج الكابلات الكهربائية للسيارات بشرق الصين (أ.ف.ب)

نشاط التصنيع بالصين في أدنى مستوياته منذ 6 أشهر

هبط نشاط التصنيع في الصين إلى أدنى مستوى في ستة أشهر في أغسطس مع تراجع أسعار المصانع وصعوبة حصول أصحاب المصانع على الطلبات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مخازن وأنابيب نفطية ضمن خط دروجبا في دولة التشيك (رويترز)

أوكرانيا تهدد بوقف مرور صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا

قال مسؤول أوكراني إن بلاده ستوقف شحن النفط والغاز الروسيين من خلال خطوط أنابيبها إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل تدفع بيانات الوظائف الأميركية «الفيدرالي» إلى خفض أعمق للفائدة؟

عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
TT

هل تدفع بيانات الوظائف الأميركية «الفيدرالي» إلى خفض أعمق للفائدة؟

عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)

ستمنح بيانات سوق العمل الأميركية المقبلة، بما في ذلك تقرير الوظائف الشهري، صنّاع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي نظرة ثاقبة حول الحاجة إلى مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة عقب الخفض المتوقع بعد ما يزيد قليلاً على أسبوعين.

رغم أن بيانات الوظائف الشهرية في الولايات المتحدة تحظى بمتابعة وثيقة دائماً، ولكن الاهتمام بتقرير يوم الجمعة أكثر كثافة من المعتاد؛ إذ يعتقد المستثمرون أن ما هو على المحك هو الحجم المحتمل لخفض أسعار الفائدة الأول من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر.

وكانت أسواق المال العالمية شهدت تحركات عنيفة فور صدور بيانات سوق العمل الأميركية لشهر يوليو (تموز)، التي أظهرت ضعف الأوضاع في سوق العمل، سواء مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3 في المائة، أو تباطؤ نمو الأجور، أو ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأميركي بمقدار 114 ألف وظيفة، حيث جاءت جميع البيانات أسوأ من توقعات الأسواق بشكل كبير. وأثارت هذه البيانات مخاوف الأسواق بشأن انزلاق الاقتصاد الأميركي إلى منطقة الركود الحاد.

ويتوقع خبراء الاقتصاد إضافة 163 ألف وظيفة إلى قوائم الرواتب الأميركية في أغسطس (آب). كما تحمل قراءة يوم الجمعة مزيداً من الثقل بعد أن جاء تقرير يوليو أقل من التوقعات. ثم ارتفعت قوائم الرواتب بمقدار 114 ألفاً، وهو ما يقل كثيراً عن توقعات 175 ألف وظيفة جديدة، مما أدى إلى موجة بيع شرسة في السوق في جميع أنحاء العالم، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

في حين تتوقع «بلومبرغ» أن يتباطأ نمو الوظائف إلى ما يزيد قليلاً على 150 ألف وظيفة، وهو الأقل منذ بداية عام 2021، ومن المحتمل أن ينخفض ​​معدل البطالة في أغسطس إلى 4.2 في المائة من 4.3 في المائة.

في الشهر الماضي، أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر جاكسون هول السنوي، أنه يركز على مخاطر ضعف سوق العمل، على الرغم من أنه حذر من أن توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة لا يزالان يعتمدان على البيانات المستقبلية. وقال إن المسؤولين «لا يسعون أو يرحبون» بمزيد من التباطؤ في سوق العمل.

قبل يومين من تقرير يوم الجمعة، ستصدر الحكومة أرقاماً عن الوظائف الشاغرة في يوليو. ومن المتوقع أن يتراجع عدد الوظائف الشاغرة، وهو مقياس للطلب على العمالة، إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 8.1 مليون، ما يمثّل أعلى قليلاً من أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات.

يذكر أن يوم الاثنين يشهد إغلاقاً لسوق الأسهم الأميركية احتفالاً بيوم العمل، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة للأسهم تنتهي بنهاية العام.