ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب الأسواق لقرار «أوبك بلس»

تباين محركات الطلب بين الصين والولايات المتحدة

يحوم خام برنت بشكل مريح فوق مستوى 80 دولاراً لمدة 3 أسابيع (رويترز)
يحوم خام برنت بشكل مريح فوق مستوى 80 دولاراً لمدة 3 أسابيع (رويترز)
TT

ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب الأسواق لقرار «أوبك بلس»

يحوم خام برنت بشكل مريح فوق مستوى 80 دولاراً لمدة 3 أسابيع (رويترز)
يحوم خام برنت بشكل مريح فوق مستوى 80 دولاراً لمدة 3 أسابيع (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، يوم الجمعة، ومن المقرَّر أن تنهي الأسبوع على ارتفاع طفيف حيث تنتظر الأسواق قرار «أوبك بلس» بشأن اتفاقيات العرض للربع الثاني، وسط اختلاف مؤشرات الطلب للمستهلكين الرئيسيين (الولايات المتحدة والصين).

وبحلول الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو (أيار) 31 سنتاً، بما يعادل 0.38 في المائة، إلى 82.22 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أبريل (نيسان) 24 سنتاً، أو 0.31 في المائة، إلى 78.50 دولار.

ويتجه خام غرب تكساس الوسيط نحو تحقيق زيادة بنسبة 2.5 في المائة على الأقل هذا الأسبوع، في حين يستقر خام برنت بالقرب من سعر التسوية، الأسبوع الماضي. ويحوم خام برنت بشكل مريح فوق مستوى 80 دولاراً لمدة 3 أسابيع.

وقال محللو «بي إم آي»، في مذكرة للعملاء: «استمرت أسعار خام برنت في التداول بشكل جانبي هذا الأسبوع... وقد أظهر سعر برنت 83 دولاراً للبرميل قوة مؤخراً رغم أن الأساسيات لا تزال تميل إلى زيادة العرض». أضافوا: «إن توقعات استمرار تخفيضات إنتاج (أوبك بلس) حتى الربع الثاني من عام 2024 تؤثر أيضاً على المعنويات، حيث من المتوقع أن يستمر الطلب الضعيف... ومع ذلك، فقد اتسعت الفترات الزمنية لعقود (برنت) الآجلة. إن التحرك نحو تخلف أقوى (هيكل السوق) سيكون داعماً». وأضاف المحللون: «هناك موقف صعودي أكثر للأسعار مع تسعير الأسواق لتشديد الأسعار في الأشهر المقبلة».

وأظهر مسح أجرته «رويترز» أن «منظمة البلدان المصدرة للنفط» ضخت 26.42 مليون برميل يومياً هذا الشهر، بزيادة 90 ألف برميل يومياً عن يناير (كانون الثاني). وارتفع إنتاج ليبيا على أساس شهري بمقدار 150 ألف برميل يومياً.

وقالت المصادر إنه من المتوقَّع اتخاذ قرار بشأن تمديد التخفيضات في الأسبوع الأول من مارس (آذار)، ومن المتوقع أن تعلن الدول الفردية عن قراراتها.

وقال سوفرو ساركار، قائد فريق قطاع الطاقة في بنك «دي بي إس»، إن زيادة احتمالات استمرار «أوبك بلس» في تخفيضات العرض بعد الربع الأول، وربما حتى نهاية عام 2024، من المرجح أن تبقي أسعار النفط فوق 80 دولاراً للبرميل.

ودعم الأسعار مقياس التضخم المفضل لدى «بنك الاحتياطي الفيدرالي»، وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، الذي أظهر أن التضخم في يناير (كانون الثاني) يتماشى مع توقعات الاقتصاديين، مما عزز رهانات السوق لخفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران).

وهذا بدوره يمكن أن يخفض تكاليف المستهلك ويحفز نشاط شراء الوقود.

ومع ذلك، فإن بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر فبراير (شباط) من الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم، حدت من مكاسب الأسعار؛ إذ أظهر مسح رسمي للمصانع يوم الجمعة أن نشاط الصناعات التحويلية في الصين انكمش، في فبراير، للشهر الخامس على التوالي، مما يزيد الضغط على صُنّاع السياسات في بكين لطرح المزيد من إجراءات التحفيز في الوقت الذي يواجه فيه أصحاب المصانع صعوبة في الحصول على الطلبيات.

وقال ساركار من «دي بي إس»: «في جانب الطلب، نتفق على أن الربع الثاني سيشهد بعض الفواق، ونتوقع أن ينخفض متوسط خام برنت في الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بالربع الأول من عام 2024، قبل أن ينتعش في النصف الثاني من عام 2024 على خلفية سيناريو خفض أسعار الفائدة المحتمل، الذي من شأنه أن يعزز تدفقات الأموال نحو الأصول الأكثر خطورة».


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينجيانغ الصينية، أو التي يُشتبه في أنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.

وقد اتُّهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنِعَت أو جمِعَت بأيدي أويغور يعملون قسراً، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.

وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، في بيان: «بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأميركية) إظهار التزامها بضمان ألّا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينجيانغ».

وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة «الحزب الشيوعي الصيني» إنهم «سعداء بهذه الخطوة الإضافية»، عادّين أن الشركات الأميركية «يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».

يحظر قانون المنع الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كل واردات المنتجات من شينجيانغ ما لم تتمكّن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.

ويبدو أن المنتجات الصينية ستجد سنوات صعبة من التصدير إلى الأسواق الأميركية، مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية جميعها، وهو ما أثار قلق الشركات الصينية وعجَّل بنقل المصانع إلى جنوب شرقي آسيا وأماكن أخرى.

كانت وزارة التجارة الصينية، قد أعلنت يوم الخميس، سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد، بما في ذلك تعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.

وكانت التجارة أحد المجالات النادرة التي أضاءت الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ضعف الطلب المحلي وتباطؤ قطاع العقارات، مما أثقل كاهل النمو.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على الإنترنت، إن الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم مزيد من المنتجات المالية؛ لمساعدة الشركات على تحسين إدارة مخاطر العملة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية للحفاظ على استقرار اليوان «بشكل معقول».

وأضاف البيان أن الحكومة الصينية ستعمل على توسيع صادرات المنتجات الزراعية، ودعم استيراد المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة.

ووفقاً للبيان، فإن الصين سوف «ترشد وتساعد الشركات على الاستجابة بشكل نشط للقيود التجارية غير المبررة التي تفرضها البلدان الأخرى، وتخلق بيئة خارجية مواتية لتعزيز الصادرات».

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفات جمركية تصل إلى 40 في المائة على وارداتها من الصين في بداية العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد الصيني بنسبة تصل إلى 1 نقطة مئوية.