العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا تهدد مبيعاتها من النفط إلى الهند

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا مستهدفة شركة الشحن «سوفكومفلوت» وناقلات النفط المرتبطة بها (رويترز)
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا مستهدفة شركة الشحن «سوفكومفلوت» وناقلات النفط المرتبطة بها (رويترز)
TT

العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا تهدد مبيعاتها من النفط إلى الهند

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا مستهدفة شركة الشحن «سوفكومفلوت» وناقلات النفط المرتبطة بها (رويترز)
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا مستهدفة شركة الشحن «سوفكومفلوت» وناقلات النفط المرتبطة بها (رويترز)

تهدد العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا مبيعاتها من النفط إلى الهند، أكبر مشترٍ لنفطها الخام المنقول بحراً، وتعقّد جهود مصافي التكرير الحكومية الهندية لتأمين صفقات توريد سنوية.

وكانت واشنطن قد فرضت يوم الجمعة عقوبات بمناسبة الذكرى الثانية للحرب الروسية على أوكرانيا، وردّاً على وفاة زعيم المعارضة أليكسي نافالني.

وتستهدف العقوبات مجموعة الناقلات الروسية الرائدة «سوفكومفلوت» التي تتهمها واشنطن بالتورط في انتهاك سقف أسعار مجموعة الدول السبع على النفط الروسي، بالإضافة إلى 14 ناقلة نفط خام مرتبطة بها.

ونقلت «رويترز» عن مصادر في الصناعة مطّلعة على الأمر إعرابها عن قلق مصافي التكرير الهندية، من أن العقوبات الأخيرة ستخلق «تحديات» في الحصول على سفن للنفط الروسي، وقد تؤدي إلى ارتفاع أجور الشحن. وقد يؤدي ذلك إلى تضييق الخصم على النفط الذي يتم شراؤه من التجار والشركات الروسية على أساس التسليم.

وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الأمر، أن موسكو ربما تضطر إلى دفع مزيد من الكميات من خلال التجار، لتجنب مزيد من مخاطر العقوبات، مما يزيد من حالة عدم اليقين.

ونادراً ما كانت الهند تشتري النفط الروسي قبل عام 2022، بسبب ارتفاع تكاليف الشحن؛ لكن مصافي التكرير في ثالث أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم أصبحت الآن من كبار المشترين، مستفيدة من الأسعار المنخفضة، بعد أن حظرت أوروبا واردات النفط الروسي.

وصعدت روسيا لتصبح أكبر مورد للنفط للهند في عام 2023. ومن خلال صفقات الآجال ومشتريات السوق الفورية، استوردت الدولة الواقعة في جنوب آسيا نحو 1.66 مليون برميل يومياً من النفط الروسي في عام 2023، مقارنة بمتوسط 652 ألف برميل يومياً في عام 2022.

وتجري شركات التكرير الحكومية الهندية: «شركة النفط الهندية» و«شركة بهارات بتروليوم كورب» و«شركة هندوستان بتروليوم كورب» محادثات مشتركة مع شركة النفط الروسية العملاقة «روسنفت» للحصول على صفقة سنوية، لتأمين كمية إجمالية تصل إلى 400 ألف برميل يومياً من النفط الروسي، وخصوصاً خام الأورال، للسنة المالية التي تبدأ في أول أبريل (نيسان)، وفقاً للمصادر.

وقالت المصادر إن الكميات النهائية بموجب صفقات الآجال المخططة تعتمد على شروط الدفع والخصومات التي تقدمها روسيا.

وعرضت شركة «روسنفت» خصماً قدره 3- 3.50 دولار للبرميل على أسعار دبي، وفقاً لاثنين من المصادر، وهي أغلى من صفقة شركة التكرير الأولى «شركة النفط الهندية» الحالية مع «روسنفت»، والتي تنتهي في 31 مارس (آذار)، بخصم قدره 8- 9 دولارات على أسعار دبي، على أساس التكلفة والشحن.

وتعد المصافي الخصم المقترح ضئيلاً، بالنظر إلى عدم اليقين الناجم عن العقوبات. وأشارت المصادر إلى أن مصافي التكرير الحكومية الهندية لا تسعى للحصول على إمدادات من خام سوكول، بموجب صفقة الآجل المخطط لها بسبب مشكلات الدفع.

وقال مصدر حكومي هندي إن الهند ستواصل شراء النفط الروسي، إذا تم بيعه بأقل من السعر المحدد في سفن غير خاضعة للعقوبات فقط.


مقالات ذات صلة

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة تكرير نفط تابعة لشركة «إكسون موبيل» بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية بأكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، (الأربعاء)، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات المقطرات، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.