«المركزي» التركي يدرس لائحة جديدة لبطاقات الائتمان لمواجهة التضخم

رفع احتياطياته من سبائك الذهب

أنهى المركزي التركي الأسبوع الماضي دورة تشديد نقدي استمرت 8 أشهر رفع خلالها سعر الفائدة الرئيسي من 8.5 إلى 45 في المائة ليبقى عند هذا المعدل حالياً (رويترز)
أنهى المركزي التركي الأسبوع الماضي دورة تشديد نقدي استمرت 8 أشهر رفع خلالها سعر الفائدة الرئيسي من 8.5 إلى 45 في المائة ليبقى عند هذا المعدل حالياً (رويترز)
TT

«المركزي» التركي يدرس لائحة جديدة لبطاقات الائتمان لمواجهة التضخم

أنهى المركزي التركي الأسبوع الماضي دورة تشديد نقدي استمرت 8 أشهر رفع خلالها سعر الفائدة الرئيسي من 8.5 إلى 45 في المائة ليبقى عند هذا المعدل حالياً (رويترز)
أنهى المركزي التركي الأسبوع الماضي دورة تشديد نقدي استمرت 8 أشهر رفع خلالها سعر الفائدة الرئيسي من 8.5 إلى 45 في المائة ليبقى عند هذا المعدل حالياً (رويترز)

يدرس المصرف المركزي التركي لائحة جديدة لتنظيم استخدام بطاقات الائتمان، تتضمن قيوداً على المشتريات والتقسيط بوصفها إحدى الخطوات في إطار مكافحة التضخم.

ولم تتضح بعد ملامح اللائحة الجديدة؛ لكن الأوساط المالية شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات مستقبلية تهدف إلى تقييد الإنفاق على الكماليات، وليس النفقات الإجبارية.

وخلال عرض تقرير التضخم الفصلي الأول مؤخراً، لمّح رئيس المركزي التركي، فاتح كاراهان، إلى تغيير اللوائح المتعلقة ببطاقات الائتمان؛ وقال: «نعتقد أنه يجب إجراء تعديلات في لوائح بطاقات الائتمان».

وأضاف كاراهان أن هناك بعض الأفكار حول هذا الأمر، وأن الدراسات مستمرة، وعندما تصل إلى مرحلة معينة يُطلع الجمهور عليها.

جاء ذلك بعد أن أعلن وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، الشهر الماضي، أنه سيتم إعداد لائحة جديدة لبطاقات الائتمان. ووجّه رسالة قال فيها: «ستكون هناك قيود على استخدام بطاقات الائتمان والقروض».

وتتداول الأوساط المالية توقعات بشأن القواعد الجديدة لاستخدام بطاقات الائتمان في تركيا، منها إلغاء تطبيق الأقساط على البطاقات، وزيادة مدفوعات الحد الأدنى للدين، وخفض الحد الأعلى، وزيادة سعر الفائدة على ديون البطاقات.

كما تحدثت مصادر عن فرض تدابير إضافية على الأشخاص ذوي عادات الدفع الضعيفة، وفرض قيود على النفقات ذات الحدود العالية، ووضع حدود للنفقات الخاصة ببطاقات الائتمان المستندة إلى الاسترجاع (أي رد المبالغ المدفوعة).

وتسجل تركيا أحد أعلى معدلات التضخم في العالم، بحدود 65 في المائة، مع توقعات بأن يصل إلى ذروته في مايو (أيار) المقبل عند 70 في المائة، قبل أن يبدأ في الانخفاض تدريجياً.

وأنهى «المركزي» التركي الأسبوع الماضي دورة تشديد نقدي استمرت 8 أشهر، رفع خلالها سعر الفائدة الرئيسي من 8.5 إلى 45 في المائة ليبقى عند هذا المعدل حالياً، مع تعهد بمراقبة الاتجاه الرئيسي للتضخم، واتخاذ خطوات جديدة للتشديد إذا لزم الأمر.

وقال رئيس جمعية العلامات التجارية المتحدة، سنان أونجال، تعليقاً على المناقشات الجارية حول اللائحة الجديدة لبطاقات الائتمان، إن «القيود المنتظر فرضها على الإنفاق باستخدام البطاقات ستفرض صعوبات على تجار التجزئة والمستهلكين». وأضاف: «نعتقد أنه لا ينبغي أن تكون هناك قيود جديدة على التسوق بالبطاقات والقروض الاستهلاكية، دون حد معين».

وتابع أونجال: «في بيئة ترتفع فيها معدلات التضخم، فإن التسوق بالتقسيط باستخدام بطاقة الائتمان يمنح المستهلك بعض الراحة... فالمواطنون يشترون الضروريات بقدر ما يستطيعون، وعندما يكون لديهم دخل ثابت أو منخفض ولا يستطيعون شراء منتج ما يحتاجون إليه بشدة نقداً، فإنهم يستخدمون خيار التقسيط من بطاقة الائتمان التي تعد بمثابة درع حماية ضد التضخم».

على صعيد آخر، رفع المصرف المركزي احتياطياته من سبائك الذهب إلى مستويات قياسية مع الحد من المبيعات للجمهور، في إطار سعي صانعي السياسة النقدية لضبط عجز الحساب الجاري.

وأصبح «المركزي» التركي يمتلك أكثر من 550 طناً من الذهب، بدءاً من 16 فبراير (شباط)، بقيمة تزيد قليلاً على 48 مليار دولار، وهو ما يقل قليلاً عن الذروة القياسية التي بلغت نحو 48.5 مليار دولار في الأسبوع السابق.

وتمثل أرقام فبراير تحولاً عن النصف الأول من العام الماضي، عندما سحب الاحتياطي ممتلكاته من السبائك، وباع 159 طناً بين مارس (آذار) ومايو لتلبية الطلب المحلي مع تقييد واردات الذهب.

ومنذ منتصف عام 2023، يعمل المصرف المركزي التركي على إعادة بناء مخزونه من السبائك، على الرغم من القيود المستمرة على الاستيراد، مما أدى إلى ارتفاع سعر الذهب المحلي فوق المعدلات العالمية.


مقالات ذات صلة

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد خط أنابيب الغاز الروسي المتجه إلى تركيا (إعلام تركي)

تركيا تحصل على إعفاء أميركي من العقوبات على مدفوعات الغاز لروسيا

أعفت الولايات المتحدة تركيا من العقوبات التي تفرضها على بنك «غازبروم» فيما يخص مدفوعاتها عن واردات الغاز الطبيعي من روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد عربة تسوق في سوبر ماركت في مانهاتن (رويترز)

ارتفاع طفيف في مؤشر التضخم المفضّل لدى «الفيدرالي»

ارتفع مؤشر التضخم المفضّل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل طفيف الشهر الماضي؛ مما يعكس تباطؤ ضغوط الأسعار بعد شهرين من الارتفاعات الحادة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد أوراق نقدية من عملة اليورو في متحف الأموال التابع للبنك الوطني النمساوي في فيينا (رويترز)

تراجع عائدات سندات اليورو قبيل بيانات التضخم الأميركية

تراجعت عائدات سندات الحكومة في منطقة اليورو قليلاً، يوم الجمعة، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية في وقت لاحق، التي قد تقدِّم مزيداً من الأدلة بشأن مسار التيسير

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

مقر البنك المركزي التركي (رويترز)
مقر البنك المركزي التركي (رويترز)
TT

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

مقر البنك المركزي التركي (رويترز)
مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

وتوقعت مؤسسة «مورغان ستانلي» الأميركية أن يبدأ البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة الرئيسي 200 نقطة أساس في اجتماعه، الخميس المقبل، لينخفض من 50 إلى 48 في المائة.

وكشف أحدث تقرير لـ«مورغان ستانلي» نشرته وسائل إعلام تركية السبت، عن أن «المركزي التركي» قد يتبع ذلك بتخفيضات أخرى في أسعار الفائدة، مع توقع خفضين إضافيين بمقدار 200 نقطة أساس بحلول نهاية الربع الأول من عام 2025، وهو ما سيؤدي إلى خفض سعر الفائدة إلى 44 في المائة بحلول مارس (آذار) المقبل.

وقدر تقرير «مورغان ستانلي» أن التضخم الرئيسي سينخفض ​​إلى 39 في المائة بحلول مارس، قائلا: «نرى أن التضخم الرئيسي سينخفض ​​إلى 39 في المائة بحلول مارس، ما يعني متوسط ​​سعر فائدة حقيقيا بعد ذلك بنحو نقطة مئوية في الربع الأول من عام 2025».

وأضاف: «ومع ذلك، فإن مسألة ما إذا كان هذا المستوى من الأسعار الحقيقية ضيقاً بما فيه الكفاية، ستعتمد على البيانات القادمة»، لافتا إلى أن عدم اليقين المحيط بتعديلات الحد الأدنى للأجور لعام 2025 يضيف تعقيداً إلى القرارات النقدية للبنك المركزي التركي.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «مورغان ستانلي» أن تكون زيادة الحد الأدنى للأجور في تركيا في نطاق يتراوح ما بين 30 إلى 35 في المائة من الحد الأدنى الحالي، وهو 17 ألف ليرة تركية.

ورجح الخبراء أن تؤثر أي زيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور على التضخم، ما قد يضيق من مساحة الحركة أمام البنك المركزي للتيسير النقدي.

متسوقة تعاين الأسعار في إحدى أسواق السوبر ماركت في إسطنبول (إعلام تركي)

وتقدر «مورغان ستانلي» أن زيادة الأجور بمقدار 10 في المائة قد تضيف 2 إلى 2.5 نقطة مئوية إلى توقعات التضخم.

توقعات التضخم

وعدل البنك المركزي التركي، الجمعة، توقعات التضخم في نهاية العام إلى 45.25 في المائة، وفقاً لنتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، من 44.81 في المائة في استطلاع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ولحسب نتائج الاستطلاع، الذي شارك فيه 69 من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، انخفضت توقعات التضخم خلال الشهور الـ12 المقبلة إلى 27.07 في المائة، مقابل 27.20 في المائة في الاستطلاع السابق.

وبالنسبة إلى سعر الفائدة، أظهر الاستطلاع انخفاضاً طفيفاً في توقعات الفائدة على القروض إلى 48.59 في المائة، مقابل 50 المائة في استطلاع الشهر الماضي.

وتوقع اقتصاديون أتراك أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 150 نقطة أساس في اجتماع الخميس إلى 48.50 في المائة، بعدما حافظ عليه عند 50 في المائة لثمانية أشهر.

وتراوحت توقعات الاقتصاديين لسعر الفائدة بين 47.50 في المائة و50 في المائة، بمتوسط 48.50 في المائة، وكان متوسط ​​توقعات الاقتصاديين لسعر الفائدة في نهاية عام 2025 هو 29.50 في المائة.

ظروف غير مواتية

بدوره، عد رئيس جامعة «توبكابي» في إسطنبول، الدكتور إيمري ألكين، إعلان البنك المركزي بشأن ضرورة تحديد الحد الأدنى للأجور وفقاً للتضخم المتوقع، بمثابة اعتراف بأننا «نحتاج إلى إجراءات صادمة في الوقت الحالي».

أتراك يتجولون في «السوق المصري» في إسطنبول (إعلام تركي)

وحذر ألكين من أن الوضع حاليا لا يسير على ما يرام، ومسار التضخم ليس جيدا كما كان يعتقد، وفي هذه الحالة لا ينبغي للبنك المركزي أن يخفض أسعار الفائدة في اجتماع الخميس.

وقال: «إذا لم يتمكن الناس من الحصول على قروض أرخص ولم ينته خطر التضخم، باعتراف البنك الكرزي الذي يعترف بأنه لا تزال هناك مشكلة خطيرة تتعلق بالتضخم، فلماذا يتعين عليه خفض أسعار الفائدة؟».

وقال ألكين: «على الأرجح يتعرض البنك المركزي لضغط شديد جدا، من الحكومة لأن هناك دائما شكاوى، والجميع لا يشعرون بارتياح، سواء في عالم السياسة أو الأعمال، والمواطنون منزعجون، وهذا يخلق قدرا هائلا من التوتر، ولذلك يجب على الإدارة الاقتصادية الآن أن تقترب قليلا من المواطنين وعالم الأعمال».